السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الفصاحةُ والبيان هما ما امتاز بهما العرب عن سائر الأمم ، وإنما كانت معجزتهم من بين الأمم هي القضيةُ الآنفة الذكر .
يحارُ المرء عندما يجدُ نصوصاً تحمل الكثير من الكلام المنمق ، غير أنَّه باجتماع كلماتهِ إلى بعضها تجد أنَّك تخرجُ وقد أصابكَ داءُ العجمة وليسرح بك الفكر بعد ذلك هل المشكلةُ من قصور فهمك أم من قصور النَّص ؟
لالا تخف فإنما هي الثانية .
من البلوى التي عمَّت في هذا الزمان أنَّ فئةً يروقها أن تحاول كتابة الغامض ، وليت شعري لو فهموه هم قبلَ أن يُفهموه غيرهم ، وليعلم أنَّه لو استخدم كلمات القاموس المحيط أو لسان العرب ليفصح عن فكرته لما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، فضياع الروح لا يمكن أن يغطيه جمال الكلمات .
والأعجب من ذلك قومٌ يفتخرون بما يكتبونه بل ويمكثون عليه الأشهر الطوال ثم تجد في نهاية الأمر كلاماً لو اختلطت مفرداته من جميع لغات أهل الدنيا لكان أهون من فهمه ؟!
هذه هي هذرلوجيا الوسوسة فحينما لا يملكُ الشخص الدافع أو يضيعُ الهدف من العمل الذي يقوم به ، فاقرأ عليه السلام وكبر أربعاً ثم سلم ، وتوقع منه ما يذهب العقلَ ويجعلُ الحليمَ حيرانا !!
شكراً لكم
المفضلات