أحمد الله أن أحياني لهذه اللحظة لأنطق بالكلمات الدفينة في قلبي المسكين ، واخترقت سهام الزمان دروب ممشاي حتى بلغت أثرا أعجز عن ترديده وتكراره ، أنوه لكل قارئة [اني ساحاول تجديد الكلام قدر الإمكان بحسب ما آتاني ربي ، أنصتن إلي يا غاليات ، أنصتن إلى أختكن ، من لاقت من الحياة ما كتب لها الله حتى قررت ألا تظل كما هي :
قلب تسكنه الآهات ، وصدر يكنه الأنين ، وعين من الدمع ذرفت حتى ابتل بها الخد ، رسالتي إليكن يا غاليات :
أصابتنا ولا زالت مصيبة ، هوت بنا إلى مبالغ مخيفة ، سخر منا الشيطان فأسقطنا معشر الفتيات في شباكٍ وأيُّ شباك ، ولا زال يزيِّن لنا حتى يهلكنا ويردينا إلى المهالك ، حينها لن نجد حيلةً إلا الفرار إلى الله.




بدايةٌ كيف أصيغها ؟! قصة مريرة في تكرارٍ مستمر ؛ أرجو أن تتوقف اليوم قبل الغد. إليكن :
إن كانت إحدانا في مللٍ دائمٍ لا تجد ما يشغلها ، فتبحث عن قاتلٍ لوقتها ، تظل محتارةً لا تدرك ما تفعل ، يأتي الشيطان ليأخذ منها كل المآخذ ولكن بالتدريج ، فيبدأ بها أن توجهي لعالم الشبكة وسجلي هنا وهناك ، يقول لها : هي سويعات ...



بمرور الأيام ، تنسى تلك العزيزة أن لها عيناً لا تنام ، تتجاوز هنا وهناك يهدف قتل الوقت ولا شئ آخر ( فالأمر يسيرٌ كما تظن ) ، وتنسى أن العين تراقبها ! لتخوض في شباك الدنس ، وتبدأ إخراج الصدق بزعمها ، ويهوي القلم إلى الشر ! وأول هاوية هي التجاوز مع جنس آدم ، وتتقبل كل مقولةٍ له برحابة صدر لا متناهية ، والأمثال كثيرة ( أختي الغالية ، أختي العزيزة ، وينتهي المطاف بأختي الحبيبة ) وبرغم كل ذلك تزال غافلةً وغير مدركةٍ لما يدور خلفها ، وتراها أشد ما يكون من السذاجة ( حاذرن ).


ويشتد الأمر بما يُسمى بـ ( الابتسامات ) ، بطيب النية لا تدري أهو خطاٌ أم لا ! وتوجز كل مشاعرها بها ، فأنت لك البسمة وأنت لك الضحكة وأنت لك الضحك الطويل ... .. والرجل بلا أدنى إحساس !!
ولن تذهب المصيبة إلا لمن أراد الله لهم النجاة ، فلتسألوا رجال بيوتكم أولاً أيرضى بأن يرى الأب والأخ ذاك فيسكتون ! إن رضوا فلا خير فيهم .. حاذرن ! حاذرن !
وأسوأ ما رأيت ولا أزال أرى ، أن تضع تلك العزيزة صورةً تفسد مقامها لامرأة عاصية أو مغنية أو امرأة متبرجة ، ويشمل الأمر صور المنقبات الشاذات ، فعينيها كفيلةٌ بإظهار بقية المحاسن ،
وتنسى تلك العزيزة بأن أمر الصورة ولو كان حقيراً بنظرها فإنه عظيمٌ عند الله لأنها تبدي لمن يراها شخصها ، وذاك يزيد السوء إلى حد الموت وبلا مبالغة ! والأدهى والأمر بأن تضع صورةً لرجل شهير كمغنٍ أو ممثل ...


أختي الحبيبة :
إتقِ الله وكوني خير النساء لنفسك ! والله مطلع يرى القلوب ويقلبها ! ستُسألين عما كتبتِ وما فعلتِ ! والابتسامات التي ترينها هينة لها شأنها أيض ، وحاذري من مرضى القلوب ممن يتأثر بأيٍ من هذه الابتسامات وإن لم يسمع صوتك ،
وتذكري قول ربكِ : { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا }.
ويشمل الأمر مزاحكِ وضحككِ لأخواتك ( ليس ألا تمازحيهم ، ولكن الرجال سيرون ويراقبون ) فحاذري وحاذري !
ولا تراسليهم إلا للضرورة الملحة وإن رأيتِ بألا ضرورة فلا تفعلي فالأمر أخطر مما تظنين.
وحاذري إضافة الشبان في الماسنجر ، كائنا من كان ولو ادعى الصلاح فلا تفعلي ، فإن فعلتِ فإن الشيطان سيفتح بقية الأبواب لك إلا إن أرداكِ الله برحمة.



وحاذري الشات ! فهو الشتات ومضيع الشباب والبنات ، ولا يليق بمصونة مثلكِ أن يتردى مستواها إلى ذلك.
لا تزكي نفسكِ وتقولي : أدرك ما أفعل. فذاك واجب الشيطان بأن يشعل نفسكِ بما يحب.
لا تأمني مكر الله وتذكري قوله تعالى : { فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } فلا تكوني منهم.
وكم من حرصٍ كان لمن قبلكِ ولكن الشيطان كان أحرص .. فحاذري وحاذري وحاذري !
هوى الذئاب على الكثير وأقروا بهن الشناعة فويلٌ لهم من جبار السماء والأراضين.




كلمتي إلى الشباب :
إتق الله وراقب ما تفعل ، فالمرأة أمك وأختك وزوجتك وابنتك ، وهي عورتك وعورة المسلمين ، فسترها واجب ملح وكشفها خزيٌ وعار ، واحفظ حقوقها ولا تنتهكها وإلا فإنك ستكون شر القوم وأبغضهم إلى الله.
ولا يليق بالعاقل دخول مجالس النساء لأجل الفضول أو سواه !! فيبدو له ما أخفين وكأنه معهن ، واعلم بأن الفتاة تتأثر بأدنى كلمة فراع ذلك واذهب إلى ربك ، ولا تقل بأن قصدي شريف ، وما أريد إلا الخير ؛ فإن النفس أمارة ، واعلم بان الجزاء من جنس العمل واجعل همك رضا الله ولا شئ سواه ، فإن كان من سفيهات منا فكن أنت العاقل ولا تكمل بما بدأت ، فالرجال أعقل من النساء ونرجو منك أن تعي ذلك.



وأنتم يا أيها المشرفون والمراقبون والمسؤولون :
تذكروا أن الله سيسألكم يحاسبكم فأحسنوا الفعال ولا تكونوا إلا عند حسن الظن ، ولا تتهاونوا في ردع أي فاعل أراد الإفساد وخلق الرذيلة.
أسأل الله أن يحسن خواتيمنا ويغفر لنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.