[موسوعة] ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

[ منتدى اللغة العربية ]


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 30 من 30
  1. #21

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتزة بديني مشاهدة المشاركة
    ويبدو أني سأكمل المسيرة بمفردي
    حسنا لا بأس ...



    موسوعة مميزة جدا أختى
    ولن تكملى المسيرة بمفردك سأحاول أن أضع ردود من وقت لآخر

    وأول رد لى سيكون عن الإمام الشافعى رحمه الله
    الإمام الشافعي
    150هـ - 204هـ

    إسمه ونسبه :
    محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .وأما ولادته ـ رضى الله عنه ـ فقد حكاها هو بنفسه فقال :
    ولدت بغزة سنة خمسين ومائة ـ يوم وفاة أبي حنيفة ـ وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين وقال : وكانت أمي من الأزد .

    نشأته وطلبه للعلم ونبوغ
    ه :
    حدث الزبير بن بكار عن عمه مصعب بن عبد الله بن الزبير : أنه خرج إلى اليمن فلقى محمد بن إدريس الشافعي وهو مستحض في طلب الشعر والنحو والغريب ، قال فقلت له إلى كم هذا! لو طلبت الحديث والفقه كان أمثل بك ، وأنصرفت به معي إلى المدينة فذهبت به إلى مالك بن أنس وأوصيته به ، قال فما ترك من العلم عند مالك بن أنس إلا القليل ولا شيئاً عند شيخ من مشايخ المدينة إلا جمعه ، ثم شخص إلى العراق فانقطع إلى محمد بن الحسن فحمل عنه ثم جاء إلى المدينة بعد سنتين .
    قال فخرجت به إلى مكة فكلمت له ابن داود وعرفته حاله الذي صار إليه ، فأمر له بعشرة آلاف درهم .
    وحدث الآبرى أبو الحسن محمد بن الحسن بن إبراهيم بن عاصم الآبرى السجزى قال : سمعت أبا اسحاق إبراهيم بن محمد بن المولد الشرقي يحكي عن زكريا بن يحيى البصري عن زكريا النيسابوري كلاهما عن الربيع بن سليمان وبعضهم يزيد على بعض في الحكاية قال :سمعت الشافعي يقول : كنت وأنا في الكتاب أسمع المعلم يلقن الصبي الآية فأحفظها أنا ، ولقد كنت ـ قبل أن يفرغ المعلم من الإملاء ـ قد حفظت جميع ما أملى ، فقال لي ذات يوم : ما يحل لي أن آخذ منك شيئاً . فقال : ثم لما خرجت من الكتاب كنت أتلقط الخزف والدفوف وكرب النخل واكتاف الجمال أكتب فيها الحديث وأجيء إلى الدواوين فاستوهب منها الظهور فأكتب فيها حتى كانت لأمي حباب فملأتها اكتافاً وخزفاً وكرباً مملؤة حديثاً ، ثم أني خرجت عن مكة فلزمت هذيلا في البادية أتعلم كلامها وآخذ طبعها وكانت أفصح العرب .
    قال : فبقيت فيهم سبع عشرة سنة أرحل برحيلهم وأنزل بنزولهم فلما رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار وأذكر الآداب والأخبار ، وأيام العرب ، فمر بي رجل من الزبيريين من بني عمي فقال لي ، يا أبا عبد الله : عز علي ألا يكون مع هذه اللغة وهذه الفصاحة والذكاء فقه ، فتكون قد سدت أهل زمانك ، فقلت فمن بقى نقصد ؟ فقال لي : مال بن أنس سيد المسلمين يؤمئذ ، قال : فوقع في قلبي فعمدت إلى الموطأ فاستعرته من رجل بمكة فحفظته في تسع ليال ظاهراً قال : ثم دخلت إلى والي مكة وأخذت كتابه إلى والي المدينة ، وإلى مالك بن أنس قال : : فقدمت المدينة فأبلغت الكتاب إلى الوالي ، فما أن قرأ قال : يا فتى أن مشيي من جوف المدينة إلى جوف مكة حافياً راجلاً أهون من المشي إلى باب مالك بن أنس ، فلست أرى الذل حتى أقف على بابه فقلت ـ اصلح الله الأمير ـ إن رأى الأمير أن يوجه إليه ليحضر ، فقال : هيهات ، ليت إذا ركبت أنا ومن معي وأصابنا من تراب العقيق نلنا بعض حاجتنا . قال : فواعدته العصر وركبنا جميعاً ، فو الله لكان كما قال : لقد أصابنا من تراب العقيق . قال فتقدم رجل فقرع الباب فخرجت إلينا جارية سوداء ، فقال لها الأمير : قولي لمولاك أني بالباب قال : فدخلت فأبطأت ثم خرجت فقالت : أن مولاي يقرئك السلام ويقول : أن كانت مسألة فارفعها في رقعة يخرج إليك الجواب ، وإن كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس فانصرف ، فقال لها : قولي له أن معي كتاباً من والي مكة إليه في حاجة مهمة . وقال : فدخلت وخرجت وفي يدها كرسي فوضعته ، ثم إذا أنا بمالك قد خرج وعليه المهابة والوقار . وهو شيخ طويل مسنون اللحية وهو متطلس فرفع إليه الوالي الكتاب فبلغ إلى هذا " أن هذا رجل من أمره وحاله فتحدثه وتفعل وتصنع " ، فرمى بالكتاب من يده ثم قال : سبحان الله ! أو صار علم رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ بالوسائل . قال : فرأيت الوالي وقد تهيبه أن يكلمه فتقدمت إليه وقلت : ـ أصلحك الله ـ إني رجل مطلبي ومن حال قصتي ، فلما أن سمع كلامي نظر إلى ساعة وكانت لمالك فراسة فقال لي : ما أسمك؟ قلت محمد ، فقال لي يا محمد : اتق الله واجتنب المعاصي ، فإنه سيكون لك شأن من الشأن ثم قال : نعم ، وكرامة إذا كان غداً جيء ويجيء من يقرأ . قال : قلت أنا أقوم بالقراءة .
    قال فغدوت عليه وابتدأت أن اقرأه ظاهراً والكتاب في يدي فلكما تهيبت مالكاً وأردت أن أقطع أعجبه حست قراءتي وإعرابي فيقول يا فتى رد حتى قرأته في أيام يسيرة ، ثم أقمت بالمدينة حتى توفى مالك ابن أنس ، ثم خرجت إلى اليمن فارتفع لي بها الشأن وكان بها وال من قبل الرشيد ، وكان ظلوماً غشوشاً وكنت ربما آخذ علي يديه وأمنعه من الظلم . قال : وكان باليمن تسعة من العلوية قد تحركوا ـ فكتب الوالي ـ وإني أخاف أن يخرجوا وإن ههنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا أمر لي معه ولا نهي . قال : فكتب إليه هارون الرشيد : أن أحمل هؤلاء وأحمل الشافعي معهم . فقرنت معهم . قال : فلما قدمنا على هارون الرشيد أدخلنا عليه وعنده محمد بن الحسن قال : فدعا هارون الرشيد بالنطع والسيف ، وضرب رقاب العلوية ، ثم التفت محمد بن الحسن فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا المطلبي لا يغلبنك بفصاحته فإنه رجل لسن ، فقلت مهلاً يا أمير المؤمنين ، فإنك الداعي وأنا المدعو ، وأنت القادر على ما تريد مني ولست القادر على ما أريد منك .
    يا أمير المؤمنين ، ما تقول في رجلين : أحدهما يراني أخاه والآخر يراني عبده ، أيهما أحب إلى ؟ قال الذي يراك أخاً . قال : قلت فذاك أنت يا أمير المؤمنين . قال فقال لي : كيف ذلك ؟ فقلت يا أمير المؤمنين : انكم ولد العباس ترونا اخوتكم وهم يرونا عبيدهم ، قال : فسرى ما كان به فاستوى جالساً فقال : يا ابن إدريس كيف علمك بالقرآن ؟ قلت : : عن أي علومه تسألني ؟ عن حفظه قد حفظته ووعيته بين جنبي وعرفت وقفه وابتداءه ، وناسخه ومنسوخه وليليه ونهاريه ووحشيه وأنسيه وما خوطب به العام يراد به الخاص ، وما خوطب به الخاص يراد به العام ، فقال لي : والله يا ابن إدريس لقد أدعيت علماً فكيف علمك بالنجوم ؟ فقلت أني لأعرف منها البري من البحري والسهلي والجبلي والفيلق والمصبح وما تحب معرفته ، قال فكيف علمك بأنساب العرب ؟ قال : فقلت اني لأعرف أنساب اللئام وأنساب الكرام ونسبي نسب أمير المؤمنين قال : لقد أدعيت علماً فهل من موعظة تعظ بها أمير المؤمنين ؟ قال فذكرت موظعة لطاووس اليماني فوعظته بها ، فبكى وأمر لي بخمسين ألفاً وحملت على فرس وركبت من بين يديه وخرجت فما أن وصلت الباب حتى فرقت الخمسين ألفاً على حجاب أمير المؤمنين وبوابيه . قال : فلحقني هرثمة وكان صاحب هارون الرشيد . فقال : اقبل هذه مني . قال فقلت له : أني لا آخذ العطية ممن هو دوني وإنما آخذها ممن هو فوقي . قال : وخرجت كما أنا حتى جئت منزلي فوجهت إلى كاتب محمد بن الحسن بمائة دينار وقلت : اجمع الوراقين الليلة على كتب محمد بن الحسن وانسخها لي ووجه بها إلى . قال : فكتبت لي ووجه بها إلى .

    جمعه لشتى العلوم :

    حدث الربيع بن سليمان أنه قال ، كان الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ يجلس في حلقته إذا صلى الصبح ، فيجيئه أهل القرآن فإذا طلعت الشمس قاموا وجاء أهل الحديث فيسألونه تفسيره ومعانيه ، فإذا ارتفعت الشمس قاموا فاستوت الحلقة للمذاكرة والنظر ، فإذا ارتفع الضحى تفرقوا ، وجاء أهل العربية والعروش والنحو الشعر فلا يزالون إلى قرب انتصاف النهار ثم ينصرف رضى الله عنه .
    وحدث محمد بن عبد الحكم قال : ما رأيت مثل الشافعي كان أصحاب الحديث يجيئون إليه ويعرضون عليه غوامض علم الحديث ، وكان يوقفهم على أسرار لم يقفوا عليها فيقومون وهم متعجبون منه .
    وأصحاب الفقه الموافقون ، والمخالفون لا يقومون إلا وهم مذعنون له ، وأصحاب الأدب يعرضون عليه الشعر فيبين لهم معانيه ، وكان يحفظ عشرة آلالف بيت لهذيل وإعرابها ومعانيها ، وكان من أعرف الناس بالتواريخ ، وكان ملاك أمره إخلاص العمل لله تعالى .
    وحدث محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال : أخبرنا أبو الحسن عن عبد الرحمن عن أبي محمد ابن ابنة الشافعي . قال : سمعت الجارودي أو عمي أو أبي أو كلهم عن مسلم بن خالد : أنه قال لمحمد بن إدريس الشافعي وهو ابن ثمان عشرة سنة : " أفت يا أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي "
    وقال الحميدي : كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم ، حتى جاءنا الشافعي ففتح لنا .
    وقال أبو إسماعيل الترمذي : سمعت اسحق بن راهوية يقول : كنا بمكة ـ والشافعي بها وأحمد بن حنبل بها ـ فقال لي أحمد بن حنبل : يا أبا يعقوب ، جالس هذا الرجل (يعني الشافعي ) قلت : ما أصنع به ، وسنه قريب من سننا ؟ أأترك ابن عيينة والمقريء ؟ فقال ويحك ، أن ذلك يفوت وذا لا يفوت ، فجالسته .
    وحدث أبو بكر بن إدريس عن الحميدي . قال : خرجت مع الشافعي إلى مصر وكان ساكنا في العلو ونحن في الأوسط فربما خرجت في بعض الليل ، فأرى المصباح فأصيح بالغلام فسمع صوتي فيقول بحقي عليه أرق فأرقي ، فإذا قرطاس وداة فأقول مه يا أبا عبد الله ، فيقول : تفكرت في معنى حديث ـ أو مسألة ـ فخفت أن يذهب على ، فأمرت بالمصباح وكتبته .
    وحدث محمد بن يحيى بن حسان قال : سمعت أحمد بن حنبل قال : " كان ـ محمد بن إدريس الشافعي ـ أفقه الناس ، في كتاب الله " عز وجل " وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يكفيه قليل الطلب في الحديث " .
    وحدث محمد بن الفضل البزار قال سمعت أبي يقول : حججت مع احمد بن حنبل ، ونزلت في مكان واحد معه أو في دار (يعني بمكة ) ، وخرج عبد الله (أحمد بن حنبل ) باكراً ، وخرجت أنا بعده ، فلما صليت الصبح ، درت المسجد ، فجئت إلى مجلس سفيان بن عبينة وكنت أدور مجلساً ، طلبا لأب عبد الله (أحمد بن حنبل) ، حتى وجدت أحمد بن حنبل ، عند شاب أعرابي عليه ثياب مصبوغة وعلى رأسه جمة ، فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل ، فقلت يا أبا عبد الله تركت ابن عبينة وعنده من الزهرى وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة والتابعين ـ ما الله به عليم ؟ فقال لي : اسكت ، فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول ـ ولا يضرك في دينك ولا في عقلك ، وإن فاتك أمر هذا الفتى ، أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة ما رأيت أحداً أفقه في كتاب الله من هذا الفتى ، قلت : من هذا ؟ قال : محمد بن إدريس الشافعي ".

    تواضعه وخضوعه للحق
    :
    قال الحسن بن عبد العزيز الجروي (شيخ البخاري) المصري قال الشافعي : ما نظرت أحداً فأحببت أن يخطيء ، وما في قلبي من علم إلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب إلى .
    وأخبر الربيع قال : سمعت الشافعي ودخلت عليه وهو مريض ، فذكر ما وضع من كتبه ، فقال لوددت أن الخلق تعلمه ولم ينسب إلى منه شيء أبداً
    .

    ومن أقواله رحمه الله تعالى :
    وددت أن كل علم أعلمه تعلمه الناس أوجر عليه ولا يحمدوني .
    كل ما قلت لكم ـ فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتراه حقاُ فلا تقبلوه ، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق . ما ناظرت أحداً إلى على النصيحة
    .

    ورعه وعبادته :
    وحدث الربيع المرادي المصري قال : كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين مرة ، كل ذلك في صلاة .
    وحدث الربيع بن سليمان قال :قال الشافعي : ما شبعت منذ ست عشر سنة إلا شبعة طرحتها لأن الشبع يثقل البدن ، ويقسي القلب ، ويزيل الفطنة ، ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة
    .

    سخاء الشافعي :
    حدث محمد بن عبد الله المصري ، قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد
    .
    وقال عمرو بن سواد السرجي : كان الشافعي أسخى الناس عن الدنيا والدرهم والطعام ، قال لي الشافعي : أفلست في عمري ثلاث إفلاسات ، فكنت أبيع قليلي وكثيري ، حتى حلى ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط .

    فصاحته وشعره وبلاغته وشهادة العلماء له
    :
    حدث الربيع بن سليمان قال : سمعت عبد الملك بن هشام النحوي صاحب المغازي يقول :" الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة " . وقال أحمد بن حنبل : كان الشافعي : " من أفصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحاً " .
    وحدث أبو عبيد القاسم بن سلام قال : كان الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة " أو من أهل اللغة" .
    وقال أحمد بن أبي سريع " ما رأيت أحداً أفوه ، ولا أنطق من الشافعي " .
    وحدث أبو نعيم الاستراباذي ، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته ـ التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة ـ لم يقدر أحد على قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه ـ غير أنه كان في تاليفه يجتهد في أن يوضح للعوام " .
    وقال أحمد بن أبي سريع " ما رأيت أحداً أفوه ، ولا أنطق من الشافعي فلم أر أحسن تأليفاً من المطلبي " الشافعي " كأن كلامه ينظم درا في عنقه منة " .
    وقال الذهبي : كان حافظاً للحديث بصيراً بعلله ، لا يقبل منه إلا ما ثبت عنده ولو طال عمره لا زادت منه
    " .

    وفاته رحمه الله تعالى بمصر بالفسطاط سنة 204 هـ :
    حدث المزني قال : دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت : كيف أصبحت ؟ قال أصبحت عن الدنيا راحلاً وللإخوان مفارقاً ولكأس المنية شارباً وعلى الله جل ذكره وارداً ، ولا والله ما ادري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو النار فأعزيها ، ثم بكى وأنشد
    :
    فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي****جعلت رجائي نحو عفوك سلما قال الربيع بن سليمان : " توفي الشافعي ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة بعد ما حل المغرب ـ آخر يوم من رجب ودفناه يوم الجمعة فانصرفنا فرأينا هلال شعبان سنة أربعة ومائتين " .
    وحدث الربيع : " كنا جلوساً في حلقة الشافعي بعد موته بيسير فوقف عليا اعرابي فسلم ، ثم قال : أين قمر هذه الحلقة وشمسها ؟ فقلنا توفى ـ رحمه الله تعالى ـ فبكى بكاءً شديداً ،ثم قال : رحمه الله تعالى وغفر له . فلقد كان يفتح ببيانه مغلق الحجة ويسد في وجه خصمه واضح المحجة ويغسل من العار وجوهاً مسودة ويوسع بالرأي أبواباً مسندة ثم انصرف " .
    وقال ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان : " وقد أجمع العلماء قاطبة من أهل الحديث والفقه والأصول واللغة والنحو وغير ذلك على ثقته وأمانته وعدله وزهده وورعه وحسن سيرته وعلو قدره وسخائه " .

    بعضٌ أشعارٌ من ديوانه :

    كتمان الأسرار:
    إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه
    ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
    إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
    فصدر الذي يستودع السر أضيـق


    حمل النفس على ما يزينها
    صن النفس واحملها على ما يزينهـا
    عش سالمـاً والقـول فيـك جميـل
    ولا تـريـن الـنـاس إلا تجـمـلاً
    نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل
    وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ
    عسى نكبات الدهـر عنـك تـزول
    ولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍ
    إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
    وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم
    ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل


    والديوان كله كامل هنا
    وجزاك الله خيرا أختى على الموضوع وبارك الله فيكِ


  2. #22

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    موسوعة مميزة جدا أختى
    ولن تكملى المسيرة بمفردك سأحاول أن أضع ردود من وقت لآخر

    وأول رد لى سيكون عن الإمام الشافعى رحمه الله
    جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
    في أمان الله


  3. #23

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وميض الأمل96 مشاهدة المشاركة
    جميل جدا..بإذن الله سيكون لي عودة

    وميض..
    شكرا لكِ أخية
    وفي إنتظار عودتك
    في امان الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [ اللــيـــث ] مشاهدة المشاركة
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاتهـ
    بارك الله فيكـِ وباركـَ فـي الموضوع الرائع ...
    لا بد لنا أن نعرف عـن شعراء العصور [~ وخاصة العصر الاسلامي ~]
    .. لــنــا عــودة بإذنه تعالى ..~
    جزاك الله خيراً
    بإذن الله سنتناول العصور كلها بإذن الله
    في انتظار عودتك ، وشكرا على مرورك
    في رعاية الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شينتشي كودو.. مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أعجبتني فكرة هذا الموضوع
    وأحببت أن أقدم هذه المشاركة
    عن شاعر أحببته بكل صراحة
    ألا وهو:...
    امرؤ القيس


    ختماً:
    أرجو أن أكون قد أفتدكم
    واعذروني على عدم التنسيق الجيد للمشاركة لأنني على عجلة من أمري
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحياتي للجميع
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا على مرورك وإضافتك
    لا عليك فالمشاركة جيدة بارك الله فيك
    شكرا لك ، وفي أمان الله

  4. #24

    الصورة الرمزية أفنانـْ

    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المـشـــاركــات
    1,125
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    جميل جداً. عذراً على التأخير فقد كنت مشغولة بأشياء أخرى. سأحجز للمتنبي، و لن أطيل العودة.

  5. #25

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    عباس محمود العقاد
    هو من اهم الأدباء والمفكرين المصريين في هذا العصر ..
    ولد في 29 شوال سنة 1306هـ ، 28 يونيو 1889 م . وتخرج من المدرسة الأبتدائية عام 1903 م .
    ملاحظة :
    لا يخفى عن رواد المنتدى ما لكتابات العقاد من أفكار غير سليمة منشؤها اعتماده في ثقافته على مصادر أجنبية غير إسلامية ، وقد انتقد كتاباته عدد من أهل العلم المعاصرين له كشيخ العربية مصطفى صادق الرافعي وشيخ الإسلام للدولة العثمانية مصطفى صبري .. هذا غير مآخذ أهل العلم في أيامنا هذا عليه وعلى كتاباته .
    فمثلاً : كتاب " الله "
    هذا الكتاب يخالف العقيدة الاسلامية تماما فالعقاد في هذا الكتاب يرى ان البشرية لم تعرف التوحيد الا مؤخراو انها تدرجت اليه كما تدرجت في العلوم و ان النضج العقلي و العلمي هو الذي اوصلها للتوحيد و هذا مخالفة صريحة للعقيدة الاسلامية التي تقول ان اول البشر آدم عليه السلام هو اول من جاء بالتوحيد الى الارض و هو من علم البشرية التوحيد و انها استمرت موحدة حتى دخل اليها الشرك و الوثنية بطرق متعددة و في ازمان متعددة و ان الله عز وجل كان يبعث كل فترة نبي يعيد الناس الى التوحيد الصحيح و هكذا في كل زمان و مكان انحراف نحو الشرك و جذب نحو الاصل الذي هو التوحيد..
    وربما وقع العقاد في بعض الأخطاء في العقيدة في كتبه الأخرى أيضًا .. ولكنَّه - إن غضضنا الطرف عن هذا - ترك تراثًا غنيًّا من ناحية الأدب وحُسن اللفظ ... ( وهذا لا يعني أن نحذر مما يخالف العقيدة )
    والله أعلم




    حياته :
    عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية.
    مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
    لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلهاإلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات.
    منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها،كما رفض الدكتوراة الفخري من جامعة القاهرة.
    اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأستاذ محمود شاكر والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وكان الأستاذ سيد قطب يقف في صف العقاد قبل اتجاه قطب إلى الفكر التكفيري.{
    اتُّهِم سيد قطب _ رحمه الله - باعتناق الفكر التكفيري .. وهي تهمة باطلة .. وهو لم يكن يقصد في كلامه أنَّه يكفّر المسلمين في هذا العصر أو الحكومات .. وإنَّما كان يقصد ضياع القِيَم الإسلامية العميقة .. وللاستزادة انظر في " كوكل " نتائج البحث : هل كان سيد قطب تكفيريًّا ؟}
    أعماله
    أما عن أعماله الفكرية الأدبية فهي كثيرة للغاية ويصعب حصرها، لكن بداية ظهوره في الإنتاج الأدبي كان في سنة 1916، مع ديوانه الشعري الأول، وصدر له بعد ذلك مجموعات شعرية، مثل هداية الكروان أعاصير المغرب، حي الأربعين عابر سبيل.
    من أشهر أعمال العقاد سلسلة العبقريات الاسلامية التي تناولت بالتفصيل سير أعلام الإسلام، مثل:عبقرية محمدعبقرية عمر،عبقرية خالد عبقرية الإمام، عبقرية الصديق، وغيرها.
    ولم يكتب إلارواية واحدة هي "سارة"، ومن أهم مؤلفاته أيضا: الفلسفة القرآنية، والله، وإبليس، الانسان في القران الكريم ومراجعات في الأدب والفنون.
    أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق.
    ولقد زادت شهرة الكاتب والأديب الكبير عباس محمود العقاد في الكتابة على شهرته في الشعر حتى كادت أن تخفيها تماما مع أنه يكاد أن يكون صاحب أكبر ديوان بين شعرائنا المحدثين ، استوعب في قصائده ومقطوعاته كثيرا من الموضوعات التي نظم فيها شعراؤنا من قبل وأيضا التي لم ينظموا فيها. ويقع ديوانه في عشرة أجزاء تحمل الأسماء التالية : "يقظة الصباح" ، "وهج الظهيرة" ، "أشباح الأصيل" ، "أشجان الليل" ، "وحي الأربعين" ، "هدية الكروان" ، "عابر سبيل" ، "أعاصير مغرب" ، "بعد الأعاصير" ، "ما بعد البعد" .. طبع أولها عام 1916م أما آخرها فقد طبع بعد وفاته ، وكان العقاد قد استخرج عام 1958م مجموعة أشعار انتقاها من هذه الأجزاء طبعها في كتاب بعنوان "ديوان من دواوين" .. وقد طبع هذا الكتاب في مجلدين كاملين.
    ولعباس العقاد قصيدة شهيرة أسمها "حرب أم سلام" ظهرت في الجزء الرابع "أشجان الليل" الذي يشمل ما نظمه بين عام 1923م وعام 1928م من يقرأها إلى جانب قصيدته "سارة" المطبوعة عام 1937م يجد أن تجربة الحب التي خاضها قد عبر عنها شعرا في هذه القصيدة ونثرا في إحدى قصصه ، إذ كان يحب العقاد حينذاك الأديبة الكبيرة الآنسة "مي زيادة" ثم غلب عليه حبه لفتاة تدعى "سارة" ذلك الحب الذي ولد عنيفا لاهبا حتى كاد أن يقضي على العقاد ثم ما لبث أن انتهى هذا الحب بالقطيعة حين شك العقاد ثم جزم بعد وفائها له وحده ، وفي قصة "سارة" بعض التفصيلات لتطورات هذه العلاقة وأحداثها وأزمتها من بدايتها إلى نهايتها.
    وفي "حرب أم سلام" نجده يقول في بعض الأبيات مخاطبا سارة :
    أم فراق على الحياة طويل
    كفراق الردى بغير انتهاء؟
    أنا – مابين هاتف ونذير-
    ذاهب السمع إثر كل دعاء
    هاتف من الضمير أن ليس هذا
    آخر العهد فاعتصم بالرجاء
    ونذير بأنها غضبة العمـــر وعقبى مودة الأصفياء
    ليت عاما من الحياة تقضي لأرى في غد بعيد القضاء
    وأرى الخير ، لا يطول انتظاري
    وأرى الشر ، لا يطول عنائي
    لا لعمري ، بل يكذب الخير والشــــر وتعفو معالم الأنباء
    ويقول الزمان قولا ، فإني
    مرسل قوله مع الأصداء
    أنت لي : أنذر الزمان بشر
    أم مضى هاتفا مع البشراء
    أنت لي أضمرت نياتك حبا
    أم طوت سرها على البغضاء
    إن لي فيها يا بنية حقا
    فوق حق الهوى وحق الدماء
    مزجت في قرارة الحب نفســـانا وسيطت أيامنا في وعاء

    مؤلفاته
    الله.
    - عبقرية محمد.
    - عبقرية المسيح.
    - عبقرية الصديق.
    -عبقرية عمر.
    - عبقرية عثمان.
    - عبقرية الإمام علي.
    - عبقرية خالد.
    - داعي السماء بلال.
    - الصديقة بنت الصديق.
    - الحسين أبو الشهداء .
    - عمرو بن العاص.
    - معاوية بن أبي سفيان.
    -
    فاطمة الزهراء.
    -
    الفاطميون.
    -
    حقائق الإسلام وأباطيل خصومه.
    - الفلسفة القرآنية.
    -التفكير فريضة إسلامية.
    - مطلع النور.
    - الديمقراطية في الإسلام.
    - الإنسان في القرآن الكريم.
    - الإسلام في القرن العشرين.
    - مايقال عن الإسلام.
    - أنا.
    - أفيون الشعوب.
    -هذه الشجرة.
    - جحا الضاحك المضحك.
    - غراميات العقاد.
    - روح عظيم المهاتما غاندي.
    - حياة قلم.
    - سارة.
    - طوالع البعثة المحمدية.
    - خلاصة اليومية والشذور.
    - مذهب ذوي العاهات.
    - لا شيوعية ولا استعمار.
    - سعد زغلول.
    - ابن الرومي: حياته من شعره.
    - الصهيونية وقضية فلسطين.
    وفاته :
    توفى في 26 شوال سنة 1383 هـ ، 12 مارس 1964 م .

    التعديل الأخير تم بواسطة معتزة بديني ; 6-5-2011 الساعة 06:36 AM

  6. #26

    الصورة الرمزية بسّام

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    1,448
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    بارك الله فيكم

    العمل هنا والإنجاز رائع وجميل جدًًّا ..

    فقط أنوِّه إلى شيء مهم .. وهو أنَّ سيد قطب - رحمه الله - اتُّهِم باعتناق الفكر التكفيري .. وهي تهمة باطلة .. وهو لم يكن يقصد في كلامه أنَّه يكفّر المسلمين في هذا العصر أو الحكومات .. وإنَّما كان يقصد ضياع القِيَم الإسلامية العميقة .. وللاستزادة انظر في " كوكل " نتائج البحث : هل كان سيد قطب تكفيريًّا ؟

    وربما وقع العقاد في بعض الأخطاء في العقيدة في كتبه أيضًا .. ولكنَّه - إن غضضنا الطرف عن هذا - ترك تراثًا غنيًّا من ناحية الأدب وحُسن اللفظ ... ( وهذا لا يعني أن نحذر مما يخالف العقيدة )

    والله أعلم

    إلى الأمام إن شاء الله

  7. #27

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::


    ~..{عبدالله بن خميس شاعر أبدع القصيدة بمداد الأديب.. وأسهم في الإعلام برؤية المثقف }..~

    ،،
    هو /عبد الله بن محمد بن خميس العامري من أهالي الدرعية، شاعر الفصحى والنبط، أحد أدباء الجزيرة البارزين، وأحد باحثيها المعنيين بآدابها ومعالمها.


    والأديب الراحل من مواليد عام 1339هـ - 1919م بقرية الملقا، بالقرب من الرياض، وهو من أعلام أدباء الجزيرة العربية ومؤرخيها.

    وتقلد الفقيد مناصب حكومية عدة؛ حيث عُيّن عام 1373هـ مديراً لمعهد الإحساء العلمي، وفي عام 1375هـ عُيّن مديراً لكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض. وفي عام 1376هـ عُيّن مديراً عاماً لرئاسة القضاء بالسعودية، وفي عام 1381هـ صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلاً لوزارة المواصلات، وفي عام 1386هـ عُيّن رئيساً لمصلحة المياه بالرياض، وفي عام 1392هـ طلبا التقاعد للتفرغ للبحث والتأليف.


    كما كان - رحمه الله - عضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمي العراقي، ومجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، ومجلس إدارة المجلة العربية، ومجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، وجمعية البر بالرياض، وهو أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض.


    وأصدر عام 1379هـ مجلة الجزيرة، وبذلك يُعَدّ من مؤسسي الصحافة في السعودية، وتحولت مجلة الجزيرة بعد ذلك إلى جريدة الجزيرة اليومية.


    ومثل الأديب ابن خميس - رحمه الله - السعودية في مؤتمرات أدبية وعلمية عدة، وله العديد من المشاركات الإذاعية والتلفزيونية، منها برنامجه الإذاعي "مَنْ القائل"، الذي استمر أربع سنوات، وبرنامجه التلفزيوني مجالس الإيمان. ونشرت له الصحافة السعودية والعربية العديد من البحوث والمقالات.


    وأثرى الفقيد المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلاتز

    .{من كتبه . .

    "تاريخ اليمامة" - سبعة أجزاء

    "المجاز بين اليمامة والحجاز" - جزء

    "على ربى اليمامة" - جزء
    "من القائل" - أربعة أجزاء
    "معجم اليمامة" - جزءان
    "معجم جبال الجزيرة" - خمسة أجزاء
    "معجم أودية الجزيرة " - جزءان
    "معجم رمال الجزيرة" - جزء
    "راشد الخلاوي" - جزء، "الشوارد" - ثلاثة أجزاء
    "من أحاديث السمر" - جزء
    "الدرعية" - جزء
    "شهر في دمشق" - جزء
    "محاضرات وبحوث" - جزء
    "من جهاد قلم" - جزء
    "فواتح الجزيرة" - جزء
    "أهازيج الحرب أو شعر العرضة" - جزء
    "الأدب الشعبي بجزيرة العرب" - جزء
    "بلادنا والزيت" - جزء
    "الديوان الثاني" - جزء
    "رموز من الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح" - جزء
    "جولة في غرب أمريكا" - جزء
    "تنزيل الآيات - شواهد الكشاف" - جزء
    "إملاء ما مَنّ به الرحمن" - جزءان
    "أسئلة وأجوبة" - جزء.






    .{قصائده . .

    كان الشعر من أهم الجوانب في حياته الاجتماعية فينظم الشعر في أغلب المناسبات الوطنية والعربية والإسلامية وكانت المساجلات الشعرية والإسلاميات والفلسطينيات
    وشعر الطبيعة والمراثي من أهم قصائده الشعرية :


    عاثوا ولكنْ لم تَطْل أيامُهم = فعِدادُ أيامِ البغاةِ قصِارُ


    سفكوا دماءَ الأبرياءِ فخانَهم = لمصارع السوءِ المبيرِ بَوارُ


    يا ويحَهم لم يعرفوا أنّ الحِمى = طَوْدٌ وأنّ حماتَه أحرارُ


    تتحطّمُ الرغباتُ دونَ سُفوحِهِ = ويذوبُ دونَ مرامِه الجبّارُ


    لم يبنِه (عبدُالعزيزِ) على شَفا = مترنّحٍ يَلوْيِ به الإعصارُ





    رسختْ قواعدُه وصانَ بناءَه = غُلبٌ، إذا داناه غِرُّ ثاروا


    فعليه مِن شُهبِ السمّاءِ مصاقع = تَرمِي العُداةَ، وللهُدَى أقْمار


    ما أخلفوا (عبدالعزيزِ) وإنَّهم = لَعَلى مَحَجَّةِ هَدْيِهِ قد ساروا


    في أُمَّةٍ ما كانَ في تاريِخها = غَمْزٌ ولا أزْرىَ بها استعمارُ


    ضَنَّتْ بمبدئِها الأَصيلِ عروبةً = ولها بما شَرَعَ الإلَهُ فَخارُ


    ورعَتْ لقادتِها الأباةِ صنيعهَم = في الحُكْمِ، لا ظُلْمٌ ولا استكبارُ





    فتواشَجَتْ صِلَةُ المحبّةِ بينهَم = فهمُ لصالح أمرِهم أنْصارُ


    يا ويحَ من جعَل الديانَةَ سُلّماً = تُقْضى بها الثاراتُ والأَوطارُ


    ويخوضُ فيها جاهلٌ متَأوّلٌ = تأبَى فجاجة خَوْضِهَ الآثارُ


    نكروا على سنَنِ الأئمِة نَهْجَهم = وتأوَّلوا فِقْه الحديثِ فجاروا


    أفَأنَتْمُ أَدْرى بُسنّةِ أحمدٍ = أمْ أهلهُا الأفذاذُ والأطهارُ؟!


    أوَتَسْمعُ الدُّنيا لِنَأمَةِ ناعِقٍ = ويُثارُ في الهَدْيِ المبينِ غبارُ؟!


    هذا سبيلٌ للخوارجِ قَبْلهَم = أغراهُمُ ورماهُمُ الغَرّارُ


    قد كفّروا أهْلَ الصغائر عنوةً = فالمسلمونَ -بزعْمِهم- كُفّارُ


    فتجاهلوا واستنَكفُوا أنْ يَسمعوا = وأشاحت الأعناقُ والأبصارُ


    يا للغرورِ فهَذهِ آثارُه = ومنِ الحِوادثِ ما بِه إنذارُ


    فاقطعْ إمامَ المسلمين جذورَهم = كي لا تعود لفتنةٍ أظْفارُ


    وَكّلْ بقادةِ أمرِهم سيفَ القَضا = والتابعون وكيلهم (دَوّارُ
    .{قصيدته في زوجته . .

    أأرحل قبلك أم ترحلين..؟

    وتغرب شمسي أم تغربين

    ويَنْبَتُّ ما بيننا من وجود
    ونسلك درب الفراق الحزين
    ويذبل ما شاقنا من ربيع
    تؤرجه نفحة الياسمين
    وتسكب سحب الأسى وابلاً
    على مرقدٍ في الثرى مستكين
    /
    فإن كُنْتُ بادئ هذا الرحيل
    فيا حزن رُوْحٍ براها الحنين
    وإن كُنتِ من قد طواها المدى
    فيا فجعة لفؤادي الطعين
    لقد كُنتِ لي سعد هذا الوجود
    ويا سعدنا بصلاح البنين
    هُمُ الذخر دوماً بهذي الحياة
    وهم كنزنا بامتداد السنين
    /

    سلكنا سويا طريق الحياة

    وإن شابها كدرٌ بعض حين

    لقد كُنتُ نعم الرفيق الوفيّ
    وأنتِ كذاك الرفيق الأمين
    لك الحمد يا رب أن صغتها
    خدينة دينٍ وعقلٍ رصين
    تسابقني في اصطناع الجميل
    وتغبطني في انثيال اليمين
    فيا زخَّة من سحاب رهيف
    ويا نفحة من سنا المتقين
    حياتي بدونك حرٌّ وقرٌّ
    وأنت على صدق ذا تشهدين
    وينفض سامرنا موغلا
    رحيلاً إلى أكرم الأكرمين


    ،،

    .{قصائد نجديه . .


    "قال هذه الأبيات في جبل طويق"


    أحبب بسفح طويق انه جبل = ممراع مجد لمعتام ومشتاري


    تفيأته تميم في فتوتها = واستقدحت من ذراه زندها الواري


    وعامر وقشير والألى سلفوا = من جعدة في ربى كرز وهدار


    ومن حنيفة حيث العرض مرتفقا = يفيض في عدوتيه ماؤه الجاري


    أحب فيك طويق كل فارعة = شماء في مستجار فرعها عاري


    وأعشق الصفحة البيضاء معرضة = مثل السبيكة في تفويف زنار


    وكنت أبعث ألحاني مولهة = واليوم حطمت الا فيك قبثاري


    واخترت من حضنك الممراع وادعة = في ربوة ذات أسرار وآثار


    جبل على فوديه طامنت السهى = من جانبيها فازدهى وتغزلا


    منه القوافي الفاتنات تبلجت = حوراء رائعة تبرج في الحلى

    بيضا غرانق يستريح لشدوها = طير السماء ويستجيب مهللا


    ما لابن كلثوم عليه من يد = شروى يديك وقد بسطت وأجملا


    وكأن ماأرسى الجزيرة كلها = طود اليمامةراسخا ومكللا


    عدنان أو قحطان عنه تلقيا = ما نصت الفصحى أغر محجلا


    يا أيها الجبل الأشم تحية = تزجي اليك فرائضا ونوافلا


    ليست من اللغو الأثيم وانما = من منكبيك سمت اليك تفاؤلا


    من لصب ضاعف النأى هيامه = مدنف حن الى حجر اليمامة


    كلما رق له ريح الصبا = عاج توا عله يروي أوامه


    واذا ما أنجدت سارية = حمل البرق مناه وسلامه


    حبذا حجر ومن يسكنه = وأهيل الود من وادي ثمامة


    وقضى الأعشى عليها نحبه = ما قضى صناجة العرب مرامه


    يا جاثما بالكبرياء تسربلا = هلا ابتغيت مدى الزمان تحولا


    شاب الغراب وأنت جلد يافع = ما ضعضعت منك الحوادث كاهلا


    وأراك معتدل المناكب سامقا = تبدو بك الشم الرعان مواثلا


    وكأن عمروا خالها اذا أعرضت = مثل السيوف المصلتات نواحلا


    يا أيها العملاق زدنا خبرة = عمن أقاموا في ذراك معاقلا


    واقصص علينا اليوم من أخبارهم = ما ثم من أحد يجيب السائلا


    عن طسم حدثنا وعن جبروتها = لما استباحت من جديس عقائلا


    وجديس اذ هبت لتثأر منهم = تخفي لهم تحت الرغام مناصلا





    واذكر عن الزرقاءما فاهت به = عن نظرة تطوي الحزون مراحلا


    واذكر حديثا عن مسهبا = واذكر ربيعة في حماك وائلا


    واقصص عن الأعشى وهوذة والألى = من بعدهم ملأوا الحياة فضائلا


    حيث انبرى وادي حنيفة صارخا = في أمة تدعو القبور وسائلا




    .{ . . . . . . . . .



    كتاب وقارئ


    عبدالله بن خميس ناثراً

    تأليف: هيا بنت عبدالرحمن السمهري.


    إن الوفاء للكبار من أسمى وأنبل الخصال التي يستحق المرء عليها الإشادة والثناء والمحبة.


    ولعل من أبرز علمائنا وروادنا الذين بحثوا وكتبوا ودونوا تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها الشيخ الأديب والشاعر الكبير عبد الله بن خميس (رحمه الله).

    ويستعرض هذا المؤلف -وهو في الأصل رسالة الماجستير- الذي قامت بتأليفه الأستاذة هيا بنت عبد الرحمن السمهري عن هذا العلم، ونوقشت الرسالة في عام 1425ه. وقد أوردت فيه الكثير عن المعلومات الشخصية للمترجم له بالإضافة إلى الإفادات الشفهية مع تتبع الأوراق والوثائق الشخصية التي لم تر النور. إلا تلك الإضمامات التي نقلتها الباحثة من مكتبته الخاصة..
    قدمت الباحثة إهداءها إلى هذا العلم بالقول : إلى الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس كلمة وفاء تعلمتها من تاريخ مشرق بثراء العربية وشموخها ثم أتبعتها الباحثة بقصيدة تدل على إجادتها وعنايتها وإلمامها بإنشاد الشعر بالقول :
    بسطت دراستنا مسيرة مبدع أجرى القريض بفكره أنهارا.
    وهذه لمسة وفاء ليست مستغربة على الباحثة الكريمة حيث تدل على خلق وأدب جميل وفقها الله للخير.


    .{ . . . . . . . . .

    ابن زيدون يقول بعد وفاته

    ،،،

    يا رائد الشعر إبداعاً وتلوينا

    كيما تخلد منه الخُرَّد العِينا

    ألهمتَه نفثات السحر راقصة
    ورُضته ليكون الدرَّ موضونا
    كنا نعدُّ رقيق الشعر مثلبةً
    ونركب الصعب من قبل ابن زيدونا
    فاقتاده مترف الألفاظ طيِّعها
    يكاد ينقدُ من أطرافه لينا
    وكان شعر الفراقيات نسمعهُ
    فلا نحس بكاء منه يبكينا
    حتى تغنّى لسان الدهر مرتجلا
    أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
    وما تأتَّت لموهوب مقابلة
    كشارد من بديع الشعر يروونا
    سرّان في خاطر الظلماء يكتمنا
    حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
    أبقيت في الشعر -عَبْر الدهر- معجزة
    تكاد تُعرف في شرع الهوى دينا
    فكر تفتَّقَ إلهاماً وموهبة
    وضاحكاً من مناخ العُرْب مفتونا
    في مسترادٍ خصيب ساحر عبِقٍ
    يشدو به الطير تطريباً وتلحينا
    يستنزل الشعر رهواً من مفاتنه
    وينفث السحر إلهاماً أفانينا
    تغدو به الغيد أسراباً يرنِّحها
    سُكْر الصبا ويثنِّيها رياحينا
    من كل فاتنة قال الجمال لها
    يا آية الله كوني ما تكونينا
    ما لي إليك سبيل فاذهبي طلقاً
    لم يبدع الله أحلى منك تكوينا
    أبا الوليد لقاح الشعر ما سُكِبتْ
    فيه الملاحة تدبيجاً وتزييناً




  8. #28

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::


    عبد الرحمن العشماوي
    الشاعر عبدالرحمن صالح العشماوي شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية .. ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م وتلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..
    تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة .. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات ..
    شاعرنا عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور وأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب ولذلك نال شهرة كبيرة في الوسط الإسلامي وسينال بإذن الله تعالى أجراً عظيماً من الله عز وجل فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد..


    عبدالرحمن العشماوي شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك .. وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمــه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين كما أن العشماوي كاتب نشيط وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية ..

    كما أن للعشماوي مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية ، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، قراءة من كتاب ، وآفاق تربوية) ، بالإضافة إلى دواوينه وقصائده ومقالاته التي تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت..

    للشاعر دواوين كثيرة مثل :
    إلى أمتي ،
    صراع مع النفس ،
    بائعة الريحان ،
    مأساة التاريخ ،
    نقوش على واجهة القرن الخامس عشر
    ، إلى حواء ،
    عندما يعزف الرصاص ،
    شموخ في زمن الانكسار ،
    يا أمة الإسلام ،
    مشاهد من يوم القيامة ،
    ورقة من مذكرات مدمن تائب
    ، من القدس إلى سراييفو
    ، عندما تشرق الشمس ،
    يا ساكنة القلب
    حوار فوق شراع الزمن و قصائد إلى لبنان ..

    كما أن الشاعر عبدالرحمن العشماوي أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب مثل كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير وكذلك له كتـــاب من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، بلادنا والتميز و إسلامية الأدب كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب ، لماذا وكيف ؟)
    وأخيراً بقي أن نقول أن هؤلاء كتبوا العشماوي :
    أحمد عبداللطيف الجدع ، وحسني أدهم



    قصيده من أجمل قصائده:



    أيها العالم ما هذا السكوت ؟
    أيُّها العالمُ ما هذا السكوتُ **** أو ما يؤذيك هذا الجبروتُ؟
    أو ما تُبصر في الشيشان ظلماً **** أو ما تُبصر أطفالاً تموتُ؟
    أو ما يُوقظ فيك الحسَّ شعبٌ **** جمعُه من شدَّة الهول شَتِتُ؟
    أرضه تُصلى بنيران رصاصٍ **** وشظايا هُدمت منها البيوتُ
    أو ما تُبصر آلاف الضحايا **** ما لها اليوم مقيلٌ أو مبيتُ؟
    شرَّدتها الحربُ في ليلٍ بهيمٍ **** ما لها في زحمة الأحداث قوتُ
    تأكل الأخضر واليابس حربٌ **** كل ما فيها من الأمر مقيتُ
    أين منها مجلس الأمن وماذا **** صنع الحلفُ وأين الكهنُوتُ؟
    أيها العالمُ ما هذا التغاضي **** كيف وارى صوتك العالي الخفوتُ؟
    أو ما صُنعت قوانين سلامٍ **** عجزت عن وصف معناها النُعـوتُ؟
    قاذفات الروس إعلان انتهاكٍ **** لقوانينك ، واللَّص فَلُوتُ
    فرصة أن تُعلن الحق ولكن **** فرص الحق على الباغي تفوت
    ربما تعلن قول الحق لكن **** بعد ما يعلنه في البحر حوت
    أيها الأحباب في الشيشان صبراً **** إن من ينصر حقاً يستميتُ




    إن يكن للروس آلات قتالٍ **** فلنا في هجعة الليل القنوتُ








    عندما يعزف الرصاص

    نسـبى و نطرد يا أبي و نباد **** فإلى متى يتطاول الأوغاد
    وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا **** وإلى متى تتقرح الأكباد





    نـصحـوا على عزف الرصاص كأننا **** زرع وغارات العدو حصاد
    ونبيت يجلدنـا الشتاء بسوطه **** جلدا فما يغشي العيون رقاد
    يتسامر الأعداء في أوطاننا **** ونصيبنا التشريد والإبعاد
    وتفرخ الأمراض في أجسادنا **** أواه مما تحمل الأجساد
    كم من مريض مل منه فراشه **** ما زاره آسٍ ولا عوّاد
    نشرى كأنا في المحافل سلعة **** ونباع كي يتمتع الأسياد
    في نهر (جيحون) الحزين مراكب **** غرقت ودنس صفوه الإلحاد
    وعلى ضفاف النهر جثة زورق **** يبكي على أشلائها الصياد
    وأمامه دار على جدرانها **** صور يجدد رسمها ويعاد
    صور تلونها دماء أحبة **** غرسوا أصول المكرمات وشادوا
    رحلوا وللقرآن في أعماقهم **** ألق أضاء نفوسهم فانقادوا
    أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا **** إحن يحرك جمرها الحساد
    أو ما ترى من فوق كل ثنية **** صنما يزيد غروره العباد
    نصحوا على أصوات ألف مبشر **** عزفوا لنا أوهامهم فأجادوا
    جاءوا وسيف الجوع يخلع غمده **** فشدوا بألحان الغذاء وجادوا
    أما دعاة المسلمين فهمهم **** أن تكثر الأموال والأولاد
    هم في الخوالف حين ينطق مدفع **** وإذا تحدث درهم رواد
    أرأيت أظلم يا أبي من صاحب **** تختال في أعماقه الأحقاد
    يسعى ليبني بالخداع حياته **** أرأيت صرحا في الهواء يشاد
    أين الأحبة يا أبي أو ما دروا **** أنـَّا إلى ساح الفناء نقاد ؟
    أو ما دروا كم دمية في أرضنا **** تعلو وكم يزري بنا استعباد؟
    أو ما لنا في المسلمين أحبة **** فيهم من العوز المميت سداد؟
    ما بال إخواننا استكانوا يا أبي **** لا شامنا انتفضت ولا بغداد؟
    قالوا الحياد وتلك أكبر كذبة **** فحيادهم ألا يكون حياد
    هذي بساتين الجنان تزينت **** للخاطبين فأين من يرتاد؟
    يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا **** أو مالنا سعد ولا مقداد؟
    نامت ليالي الغافلين وليلنا **** أرق يذيب قلوبنا وسهاد
    سلت سيوف المعتديـن وعربدت **** وسيوفنا ضاقت بها الأغماد
    هذا هو الأقصى يلوك جراحه **** والمسلمون جموعهم آحاد
    دمع اليتامى فـيه شاهد ذلة **** وسواد أعينهن فيه حداد




    أواه يا أبتي على أمجادنا **** يخـتال فوق رفاتها الجلاد
    خمسون عاما أتخمت سنواتها **** ذلا فكل زمانها إخلاد

    ها نحن يا أبتي يسير وراءنا **** ليل له فوق السواد سواد
    ها نحن يا أبتي نبيت هنا ولا **** طـنب لخيمتنا ولا أوتاد
    أهو القنوط يهد ركن عزيمتي **** وبه ظلام مخاوفي يزداد
    أهو القنوط فأين إيماني بمن **** خلق الوجود وما له أنداد
    يا أمة ما زال يكتب نثرها **** طه ويروي شعرها حماد
    ويرتب الحلاج دفتر فكرها **** ويقيم مأتم عرسها حداد(1)
    ترعى حماها كل سائبة وفي **** تمزيقها تتجمع الأضداد
    تصغي لأغنية الهوى فنهارها **** نوم ثقيل والمساء سفاد
    أجدادنا كتبوا مآثر عزها **** فمحا مآثر عزها الأحفاد
    يا ليل أمتنا الطويل متى نرى **** فجرا تغرد فوقه الأمجاد
    ومتى نرى بوابة مفتوحة **** للحق تقصـر عندها الآماد
    أنا يا أبي طفل و لكن همتي **** فجر به يحلو لي استشهاد
    لا تخش يا أبتي علي فربما **** قامت على عزم الصغير بلاد
    ولربما مات القوي بسيفه **** وقضى على مال الغني كساد
    في سيف عنترة الفوارس قوة **** ما كان يعرف سرها شداد
    قل لي بربك يا أبي هل ننزوي **** خوفا فليس للعدو قياد
    دعنا نسافر في دروب آبائنا **** ولنا من الهمم العظيمة زاد
    ميعادنا النصرالمبين فإن يكن **** موت فعند إلهناالميعاد


    دعنا نمت حتى ننال شهادة **** فالموت فـي درب الهدى ميلاد

    قصيدة في رثاء :الشهيد الشيخ أحمد ياسين
    هم أكسبوك من السباق رهانـــا ...... فربحت أنت وأدركـــوا الخسرانا
    هم أوصلوك إلى مُناك بغدرهم ...... فأذقتهم فـــوق الهــــــــوان هوانا
    إني لأرجو أن تكــــون بنارهم ...... لما رمـــوك بها ، بلغـــــت جِنانا
    غدروا بشيبتك الكريمة جهـــرةً ...... أبشـــر فـقـــد أورثتهم خــــــذلنا
    أهل الإساءة هم ، ولكن مادروا ...... كم قدمـــــوا لشموخـــك الإحسانا
    لقب الشهادة مَطْمَحٌ لم تدَّخـــــر ...... وُسْعَــاً لتحمله فكـنــــت وكـــــانا
    يا أحمد الياسين ، كـنت مفوهـاً ...... بالصمت ، كانا الصمت منك بيانا
    ما كنــت لإهــمة وعــزيمـــــةً ...... وشموخ صبرٍ أعجــــــز العدوانا
    فرحي بنيل مُناك يمزج دمعتي ...... ببشارتي ويخفِّـــف الأحــــــزانا
    وثَّقْتَ بــالله اتصالــــــك حينما ...... صليت فجرك تطـلــــب الغفرانا
    وتلوت آيــــــات الكتاب مرتلاً ...... متـــأمــلاً .. تــتــدبر القــــــرآنا
    ووضعت جبهتك الكريمة ساجدا ...... إن السجــــــــود ليرفع الإنسانا
    وخرجت يتبعك الأحبة ، مادروا ...... أن الفـــــــراق من الأحبة حانا
    كرسيك المتحرك أختصر المدى ...... وطوى بك الآفـــــــاق ولأزمانا
    علمته معنى الإباء ، فلم يكـــــن ...... مثل الكراسي الراجفــــات هوانا
    معك استلذ الموت ، صار وفاؤه ...... مثلاً ، وصــــــــار إباؤه عنوانا
    أشلا ء كرسي البطولة شاهــــدٌ ...... عــــدل يديــــن الغادر الخـــوانا
    لكأنني أبصـــــرت في عجلاته ...... ألما لفـــــقــدك ، لوعــــة وحنانا
    حزناً الأنك قد رحلت ، ولم تعد ...... تمشي به ، كالطـ،ـواد لا تتوانى
    إني لتسألني العدالـــــة بعدمـــا ...... لقيت جحود القوم ، والنكـــــرانا
    هل أبصرت أجفان أمريكا اللظى ...... أم أنــهـــــــا لاتملك الأجفانا ؟
    وعيون أوربا تُراها لم تـــــزل ...... في غفـلـــة لا تبصر الطغيانـــا
    هل أبصروا جسدا على كرسيه ...... لما تـنــاثــــر في الصباح عيانا
    أين الحضارة أيها الغرب الذي ...... جعل الحضارة جمرةً ، ودخــانا
    عذراً ، فما هذا سؤالُ تعطُّـفٍ ...... قد ضلَّ مــن يستعطف الـبــركانا
    هذا سؤالٌ لايجيـد جوابــــــــه ...... من يعبد الأَهــــــــواء والشيطانا
    يا أحمدُ الياسيـن ، إن ودعتـنا ...... فلقد تركـــت الصــــدق والإيمانا
    أنا إن بكيتُ فإنما أبكـي علـى ...... مليارنا لمـا غــــدوا قُطعـــــــــانا
    أبكي على هــذا الشتات لأمتي ...... أبـكـي الخلاف الُمرَّ ، والأضغانا
    أبكي ولي أمـــلٌ كبيرٌ أن أرى ...... في أمتي من يكســــــــر الأوثانا
    يا فارس الكرسي وجهُكَ لم يكن ...... إلا ربيعاً بالهــــــــــدى مُزدانا
    في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ ...... للفجــــــــرحيــن يبشِّر الأكوانا
    فرحتْ بك الحورُ الحسان كأنني ...... بك عندهـــــن مغرِّداً جَـــذْلانا
    قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما ...... بشموخ صبرك قــد عقدت قِرانا
    هذا رجائي يابن ياسين الذي ...... شيَّــــدتُ فــــــي قلبي لـــه بنيانا
    دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي ...... تسقي الجذور وتنعش الأغصانا
    روَّيتَ بستانَ الإباء بدفقــــــه ...... ما أجمــــــــل الأنهارَ والبستانا
    ستظل نجماً في سماء جهادنا ...... يامُقْعَداً جعــــل العــــدوَّ جبــــانا


    وهذا ديوان بقصائده
    هنـــــــــــــا



  9. #29

    الصورة الرمزية Un-Lock

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    159
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    تسلمين على الموضوع الجميل وبالتوفيق إن شاء الله
    وهذي مشاركة بسيطة
    لابن زيدون

    ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد
    المخزومي" سنة 394هـ= 1003م بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
    وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع.
    وينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "
    بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية و الإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
    وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
    أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في
    قرطبة. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد المعروف بـابن زيدون (394هـ-ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي" سنة [394هـ= 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
    وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع.
    وينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
    وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
    أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في "
    قرطبة".



    كفالة الجد
    وما كاد "ابن زيدون" يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه، فتولى جده تربيته، وكان ذا حزم وصرامة، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء.
    واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة، ويقبل عليها الدارسون.
    وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.



    ابن زيدون متعلمًا
    ومما لا شك فيه أن "ابن زيدون" تلقى ثقافته الواسعة وحصيلته اللغوية والأدبية على عدد كبير من علماء عصره وأعلام الفكر والأدب في الأندلس، في مقدمتهم أبوه وجده، ومنهم كذلك "أبو بكر مسلم بن أحمد بن أفلح" النحوي المتوفى سنة 433هـ=1042م وكان رجلاً متدينًا، وافر الحظ من العلم والعقيدة، سالكًا فيها طريق أهل السنة، له باع كبير في العربية ورواية الشعر.
    كما اتصل "ابن زيدون" بكثير من أعلام عصره وأدبائه المشاهير، فتوطدت علاقته -في سن مبكرة- بأبي الوليد بن جَهْور الذي كان قد ولي العهد ثم صار حاكمًا، وكان حافظًا للقرآن الكريم مجيدًا للتلاوة، يهتم بسماع العلم من الشيوخ والرواية عنهم، وقد امتدت هذه الصداقة بينهما حتى جاوز الخمسين، وتوثقت علاقته كذلك بأبي بكر بن ذَكْوان الذي ولي منصب الوزارة، وعرف بالعلم والعفة والفضل، ثم تولى القضاء بقربة فكان مثالا للحزم والعدل، فأظهر الحق ونصر المظلوم، وردع الظالم.



    وزيرًا
    كان "ابن زيدون" من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة؛ ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها.
    وقد ساهم "ابن زيدون" بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة، كما شارك في تأسيس حكومة جَهْوَرِيّة بزعامة "ابن جهور"، وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال، وإنما كان له دور رئيسي في توجيه السياسة وتحريك الجماهير، وذلك باعتباره شاعرًا ذائع الصيت، وأحد أعلام "قرطبة" ومن أبرز أدبائها المعروفين، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في التأثير في الجماهير، وتوجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريدها.
    وحظي "ابن زيدون" بمنصب الوزارة في دولة "ابن جهور"، واعتمد عليه الحاكم الجديد في السفارة بينه وبين الملوك المجاورين، إلا أن "ابن زيدون" لم يقنع بأن يكون ظلا للحاكم، واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه وميله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم، ونجحوا في الوقيعة بينهما، حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم.



    ابن زيدون وولادة
    كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين، وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا".
    وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها، وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".
    وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير.
    وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها، وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".



    الفرار من السجن
    قام ابن زيدون بإنشاد العديد من القصائد الشعرية والتي قام في بعض منها باستعطاف ابن جهور ليفرج عنه مما قاله:



    [TABLE="align: center"]
    [TR]
    [TD]مَـن يَسأَلِ الناسَ عَـن حالي فَشاهِدُهـا
    مَـحضُ الـعِيانِ الَّـذي يُـغني عَـنِ الـخَبَــرِ
    لَـــم تَــطـوِ بُـــردَ شَـبـابـي كَــبـرَةٌ وَأَرى
    بَرقَ المَشيبِ اِعتَلى في عارِضِ الشَـعَرِ
    قَــبـلَ الـثَـلاثـينَ إِذ عَــهـدُ الـصِـبا كَـثَــبٌ
    وَلِـلـشَـبـيبَةِ غُــصــنٌ غَــيــرُ مُـهــتَــصِــرِ
    هـــا إِنَّـهـا لَـوعَـةٌ فــي الـصَـدرِ قـــادِحَـةٌ
    نـــارَ الأَســى وَمَـشـيبي طـائِـرُ الـشَــرَرِ
    لا يُـهـنَىءِ الـشــامِتَ الـمُـرتاحَ خـــاطِـرُهُ
    أَنّـــي مُـعَـنّـى الأَمـانـي ضــائِـعُ الـخَــطَرِ
    هَـــلِ الـــرِيــاحُ بِـنَـجـمِ الأَرضِ عــاصِــفَـةٌ
    أَمِ الـكُـسـوفُ لِـغَـيرِ الـشَــمسِ وَالـقَــمَرِ
    إِن طـالَ فـي الـسِجنِ إيداعي فَلا عَجَبٌ
    قَــد يـــودَعُ الـجَـفنَ حَـــدُّ الـصارِمِ الــذَكَرِ
    وَإِن يُـثَـبِّـط أَبــــا الــحَـزمِ الــرِضـى قَـــدَرٌ
    عَـن كَـشفِ ضُـرّي فَـلا عَتَبٌ عَلـى القَدَرِ
    مــــا لِـلـذُنـوبِ الَّــتـي جــانـي كَـبـائِـرِها
    غَـــيــري يُـحَـمِّــلُــنــي أَوزارَهــــــا وَزَري
    مَـــن لَــــم أَزَل مِـــن تَـأَنّـيهِ عَـلـى ثِـقَـةٍ
    وَلَـــم أَبِـــت مِـــن تَـجَـنّـيهِ عَــلـى حَــذَرِ

    [/TD]
    [/TR]
    [/TABLE]







    وعندما لم تفلح رسائل وتوسلات ابن زيدون قام بالفرار من سجنه قاصداً اشبيلية، وما لبث الأمير أن عفا عنه، فعاد إلى "قرطبة" وبالغ في التودد إلى "ولادة"، ولكن العلاقة بينهما لم تعد أبدًا إلى سالف ما كانت عليه من قبل، وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره، ويردد اسمها طوال حياته في قصائده.
    ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي الأمير، وتولى ابنه "أبو الوليد بن جمهور" صديق الشاعر الحميم، فبدأت صفحة جديدة من حياة الشاعر، ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية.
    ولكن خصوم الشاعر ومنافسيه لم يكفوا عن ملاحقته بالوشايات والفتن والدسائس حتى اضطر الشاعر ـ في النهاية ـ إلى مغادرة "قرطبة" إلى "إشبيلية" وأحسن "المعتضد بن عباد" إليه وقربه، وجعله من خواصه وجلسائه، وأكرمه وغمره بحفاوته وبره.



    في إشبيلية
    واستطاع "ابن زيدون" بما حباه الله من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بلاط "المعتضد"، حتى أصبح المستشار الأول للأمير، وعهد إليه "المعتضد"، بالسفارة بينه وبين أمراء الطوائف في الأمور الجليلة والسفارات المهمة، ثم جعله كبيرًا لوزرائه، ولكن "ابن زيدون" كان يتطلع إلى أن يتقلد الكتابة وهي من أهم مناصب الدولة وأخطرها، وظل يسعى للفوز بهذا المنصب ولا يألو جهدًا في إزاحة كل من يعترض طريقه إليه حتى استطاع أن يظفر بهذا المنصب الجليل، وأصبح بذلك يجمع في يديه أهم مناصب الدولة وأخطرها وأصبحت معظم مقاليد الأمور في يده.
    وقضى "ابن زيدون" عشرين عامًا في بلاط المعتضد، بلغ فيها أعلى مكانة، وجمع بين أهم المناصب وأخطرها.
    فلما توفي "المعتضد" تولى الحكم من بعده ابنه "المعتمد بن عباد"، وكانت تربطه بابن زيدون أوثق صلات المودة والألفة والصداقة، وكان مفتونًا به متتلمذًا عليه طوال عشرين عامًا، وكان بينهما كثير من المطارحات الشعرية العذبة التي تكشف عن ود غامر وصداقة وطيدة.



    المؤامرة على الشاعر
    وحاول أعداء الشاعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين الأمير الجديد، وظنوا أن الفرصة قد سنحت لهم بعدما تولى "المعتمد" العرش خلفًا لأبيه، فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر، ويدعون أنه فرح بموت "المعتضد"، ولكن الأمير أدرك المؤامرة، فزجرهم وعنفهم، ووقّع على الرقعة بأبيات جاء فيها:

    كـذبت منـاكم، صرّحـوا أو جـمجموا
    الـدين أمــتــن، والـمـروءة أكــــــرم
    خــنتم ورمــتم أن أخـــون، وإنمــــا
    حــــاولتمــو أن يستــخف "يـلملم"

    وختمها بقوله محذرًا ومعتذرًا:

    كـــفوا وإلا فــارقبوا لــي بـــطشــةً
    تـــلقي الـسـفيــه بمثلــها فيحـلم

    وكان الشاعر عند ظن أميره به، فبذل جهده في خدمته، وأخلص له، فكان خير عون له في فتح "قرطبة"، ثم أرسله المعتمد إلى "إشبيلية" على رأس جيشه لإخماد الفتنة التي ثارت بها، وكان "ابن زيدون" قد أصابه المرض وأوهنته الشيخوخة، فما لبث أن توفي بعد أن أتمّ مهمته في [ أول رجب 463هـ= 4 من إبريل 1071م] عن عمر بلغ نحو ثمانية وستين عامًا.



    غزليات ابن زيدون
    يحتل شعر الغزل نحو ثلث ديوان "ابن زيدون"، وهو في قصائد المدح يبدأ بمقدمات غزلية دقيقة، ويتميز غزله بالعذوبة والرقة والعاطفة الجياشة القوية والمعاني المبتكرة والمشاعر الدافقة التي لا نكاد نجد لها مثيلا عند غيره من الشعراء إلا المنقطعين للغزل وحده من أمثال "عمر بن أبي ربيعة"، "وجميل بن مَعْمَر"، و"العبّاس بن الأحنف".
    ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول في مطلعها:
    أَضـحى الـتَـنائي بَـديـلاً مِـن تَـدانينا
    وَنـــابَ عَـــن طـيـبِ لُـقـيانا تَـجـافينا



    الوصف عند ابن زيدون
    انطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكان وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله:

    إِنّـــي ذَكَــرتُـكِ بِـالـزَهـراءَ مُـشــتـاقــاً
    وَالأُف/قُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقـــا
    وَلِـلـنَـسـيمِ اِعــتِــلالٌ فـــي أَصـائِـلِــهِ
    كَــأَنَّــهُ رَقَّ لــــي فَــاعـتَـلَّ إِشــفـاقـا
    وَالـرَوضُ عَـن مـائِهِ الــفِضِيِّ مُبتَسِــمٌ
    كَــمـا شَـقَـقتَ عَــنِ الـلَـبّاتِ أَطـواقــا
    يَــــومٌ كَــأَيّـامِ لَـــذّاتٍ لَـنـا انـصَـرَمَـــت
    بِـتـنا لَـهـا حـيـنَ نــامَ الــدَهـرُ سُـرّاقـا



    الإخوانيات الشعرية عند ابن زيدون
    كان "ابن زيدون" شاعرًا أصيلا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه، وكان شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف، كما كان يميل إلى التجديد في المعاني، وابتكار الصور الجديدة، والاعتماد على الخيال المجنح؛ ولذا فقد حظي فن الإخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي "أبي القاسم":

    يــا أبــتا الــقاسم الذي كان ردائـي
    وظــهيري مـن الــزمــــان وذخـــري
    هــل لـخـالـي زمـانـنـا مـن رجـــوع
    أم لــمـاضــي زمــانـنـا مـن مـــكـرِّ؟
    أيــــن أيـــامــنــا؟ وأيـــن لـيـــــــال
    كـــريـاض لـبـسـن أفــاق زهـــــــر؟



    الفنون النثرية عند ابن زيدون
    اتسم النثر عند "ابن زيدون" بجمال الصياغة، وكثرة الصور والأخيلة، والاعتماد على الموسيقا، ودقة انتقاء الألفاظ حتى أشبه نثره شعره في صياغته وموسيقاه، وقد وصف "ابن بسام" رسائله بأنها "بالنظم الخطير أشبه منها بالمنثور".
    وبالرغم من جودة نثر "ابن زيدون" فإنه لم يصل إلينا من آثاره النثرية إلا بعض رسائله الأدبية، ومنها:
    · الرسالة الهزلية: التي كتبها على لسان "ولادة بنت المستكفي" إلى "ابن عبدوس" وقد حمل عليه فيها، وأوجعه سخرية وتهكمًا، وتتسم هذه الرسالة بالنقد اللاذع والسخرية المريرة، وتعتمد على الأسلوب التهكمي المثير للضحك، كما تحمل عاطفة قوية عنيفة من المشاعر المتبانية: من الغيرة والبغض والحب، والحقد، وتدل على عمق ثقافة "ابن زيدون" وسعة اطلاعه.
    وقد شرحها "جمال الدين بن نباتة المصري" في كتابه: "سرح العيون"، كما شرحها "محمد بن البنا المصري" في كتابه: "العيون".
    الرسالة الجدية: وقد كتبها الشاعر في سجنه في أخريات أيامه، يستعطف فيها الأمير "أبا الحزم" ويستدر عفوه ورحمته، وهي أيضًا تشتمل على الكثير من الاقتباسات والأحداث والأسماء.
    ومع أن الغرض من رسالته كان استعطاف الأمير إلا أن شخصية "ابن زيدون" القوية المتعالية تغلب عليه، فإذا به يدلّ على الأمير بما يشبه المنّ عليه، ويأخذه العتب مبلغ الشطط فيهدد الأمير باللجوء إلى خصومه.
    ولكن الرسالة ـ مع ذلك ـ تنبض بالعاطفة القوية وتحرك المشاعر في القلوب، وتثير الأشجان في النفوس.
    وقد شرحها "صلاح الدين الصفدي" في كتابه: "تمام المتون"، و"عبد القادر البغدادي" في كتابه: "مختصر تمام المتون".
    بالإضافة إلى هاتين الرسالتين فهناك رسالة الاستعطاف التي كتبها الشاعر بعد فراره من سجنه وعودته من "إشبيلية" إلى "قرطبة" مستخفيًا ينشد الأمان، ويستشفع بأستاذه "أبي بكر مسلم بن أحمد" عند الأمير.
    وهذه الرسالة تعد أقوى رسائل "ابن زيدون" جميعًا من الناحية الفنية، وتمثل نضجًا ملحوظًا وخبرة كبيرة ودراية فائقة بأساليب الكتابة، وبراعة وإتقان في مجال الكتابة النثرية.
    ولابن زيدون كتاب في تاريخ بني أمية سماه "التبيين" وقد ضاع الكتاب، ولم تبق منه إلا مقطوعتان، حفظهما لنا "المقري" في كتابه الكبير: "نفح الطيب".
    نونية ابن زيدون

    أَضـحـى الـتَـنائي بَــديـلاً مِــن تَـدانينا
    وَنـــابَ عَـــن طــيـبِ لُـقـيانا تَـجـافينـا
    أَلّا وَقَــد حــانَ صُـبــحُ الــبَينِ صَـبَّحَنــا
    حَــيــنٌ فَــقـامَ بِــنــا لِـلـحَـينِ نـاعـيـنا
    مَـــن مُـبـلِـغُ الـمُـلـبِسينا بِــاِنـتِزاحِهِمُ
    حُـزنـاً مَــعَ الــدَهـرِ لا يَـبــلى وَيُـبــلينا
    أَنَّ الـزَمـانَ الَّــذي مــازالَ يُـــضحِكُنــــا
    أُنــســاً بِـقُـربِـهِـمُ قَـــد عـــادَ يُـبـكـينا
    غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَـوا
    بِـــأَن نَــغَـصَّ فَــقـالَ الــدَهـرُ آمـيـنـــا






  10. #30


    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المـشـــاركــات
    45
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    شكرا جزيلا تقبل مروري

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...