المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن القلعة
أخي
Akkipuden
هل يمكنك ان تدلني على صاحب هذا الكلام أيها الأخ العزيز ؟؟
ولك مني على ذلك جزيل الشكر في
الحالين.
أما
المهم من هذا فما ذكرته من أحوال لتكفير المعين أظن ان هناك أحوال أكثر وتتبث أكبر ودليلنا " بواحا " ولم يكتق المشرع عليه أفضل الصلاة والسلام بالقول "كفر"
وما ذاك حتى يصبح كفره ظاهر للعيان وفي الغالب ولا أقول دائما الفعل لا يدل على
الكفر البواح
بخلاف القول الذي يدل على الاعتقاد والعياذ بالله.
الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ:
رسالة تحكيم القوانين
الشاهد:
0
إنّ من الكفر الأكبر المستبين، تنزيل القانون اللعين، منزلة ما نزل به الروح الأمين، على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون من المنذرين، بلسان عربي مبين، في الحكم به بين العالمين، والرّدِّ إليه عند تنازع المتنازعين، مناقضة ومعاندة لقول الله عزّ وجلّ:
{فإنْ تنازعتُم في شيءٍ فرُدّوه إلى اللهِ والرسولِ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً}[النساء:59]
1
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: "ينكر اللهُ على من خرج من حكم الله المُحْكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شرّ، وعَدَلَ إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات، مما يضعونها بآرائهكم وأهوائهم، وكما يحكم به التتارُ من السياسات الملكية المأخوذة عن مَلِكهم "جنكيز خان" الذي وضع لهم كتابًا مجموعًا من أحكامٍ قد اقتبسها من شرائع شتى، من اليهودية، والنصرانية، والملة الإسلامية، وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه،
فصارت في بَنيهِ شرعا مُتّبعا يقدِّمونها على الحكم بكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن
فعل ذلك فهو كافرٌ يجب قتاله حتى يرجعَ إلى حكم الله ورسوله، فلا يُحَكِّم سواه في
قليل ولا كثير. قال تعالى:
{أَفَحُكْمَ الجاهليةِ يَبْغون}، أي: يبتغون ويريدون، وعن حكم الله يعدلون
{ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يوقِنونَ}، أي: ومن أعدل من الله في حكمه، لِمَن عَقَل عن الله شرعه وآمن به وأيقن، وعلِم أنّ الله أحكمُ الحاكمين، وأرحمُ بخلقه من الوالدة بولدها، فإنه تعالى هو العالم بكل شيء، القادر على كل شيء، العادل في كل شيء". (انتهى قول الحافظ ابن كثير).
2
الرابع: أنْ لا يعتقد كون حُكم الحاكم بغير ما أنزل الله مماثلاً لحكم الله ورسوله، فضلاً عن أنْ يعتقدَ كونه أحسن منه، لكن اعتقد جواز الحُكم بما يخالف حُكم الله ورسوله، فهذا كالذي قبله يصدُقُ عليه ما يصدق عليه، لاعتقاده جوازَ ما علم بالنصوص الصحيحة الصريحة القاطعة تحريمه. اهـ
فإن كان هؤلاء الطواغيت لا يعتقدون حقاً أن حكمهم أفضل أو مثل حكم الله ورسوله فليصرحوا به وليقولوا: نعم، قوانيننا ودساتيرنا المخالفة لشرعة رب العالمين ليست على حق، فكل ما خالف الوحي باطل، لكننا نحكم بها مع كل هذا.
3
فهذه المحاكم في كثير من أمصار الإسلام مهيّأة مكملة، مفتوحةُ الأبواب، والناس إليها أسرابٌ إثْر أسراب، يحكُمُ حُكّامُها بينهم بما يخالف حُكم السُنّة والكتاب، من أحكام ذلك القانون،
وتُلزمهم به، وتُقِرُّهم عليه، وتُحتِّمُه عليهم.. فأيُّ كُفر فوق هذا الكفر، وأيُّ مناقضة للشهادة بأنّ محمدًا رسولُ اللهِ بعد هذه المناقضة.
4
وأمّا القسم الثاني من قسمي كُفر الحاكم بما أنزل الله، وهو الذي لا يُخرجُ من الملة فقد تقدّم أنّ تفسير ابن عباس، رضي الله عنهما، لقول الله عزّ وجلّ:
{ومَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الكافِرون} [المائدة:44]، قد شمل ذلك القسم، وذلك في قوله ـ رضي الله عنه ـ في الآية: "كُفر دون كفر"، وقوله أيضًا: "ليس بالكفر الذي تذهبون إليه" وذلك أنْ تَحْمِلَهُ شهوتُه وهواهُ على الحُكم
في القضية بغير ما أنزل الله، مع اعتقاده أنّ حُكم الله ورسوله هو الحقّ، واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الهدى وهذا وإنْ لم يُخرِجْه كُفْرُه عن الملّة، فإنه معصية عُظمى أكبرُ من الكبائر، كالزنا وشُرب ..الخمر، والسّرِقة واليمين الغموس، وغيرها فإنّ معصية ً سمّاها اللهُ في كتابه كفرًا، أعظمُ من معصية لم يُسمِّها كُفرًا نسأل الله أنْ يجمع المسلمين على التحاكم إلى كتابه، انقيادا ورضاءً، إنّه وليُّ ذلك والقادر عليه. اهـ
هذا هو الكفر الأصغر، أي الطغيان في الحكم في قضية محددة لشهوة أو هوى، لا تنحية شرعة رب العباد وإقامة شرعة الغاب.
+
قال الشيخ ابن باز-رحمه الله- وقد سئل: هل يعتبر الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كفاراً؟ وإذا قلنا إنهم مسلمون، فماذا نقول عن قوله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" الآية؟
قال: (الحكام بغير ما أنزل الله أقسام، تختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم، فمن حكم بغير ما أنزل الله يرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر عند جميع المسلمين، وهكذا من يحكم بالقوانين الوضعية بدلاً من شرع الله ويرى أن ذلك جائز، حتى لو قال: إن تحكيم الشريعة أفضل، فهو كافر، لكونه استحل ما حرَّم الله، أما من حكم بغير ما أنزل الله اتباعاً للهوى، أوللرشوة، أولعداوة بينه وبين المحكوم عليه، أولأسباب أخرى، وهو يعلم أنه عاصٍ لله بذلك، وأن الواجب عليه تحكيم شرع الله، فهذا يعتبر من أهل المعاصي والكبائر، ويعتبر قد أتى كفراً أصغر، وظلماً أصغر، وفسقاً أصغر، كما جاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن طاوس، وجماعة من السلف، وهو المعروف عند أهل العلم، والله ولي التوفيق) [فتاوى الشيخ ابن باز مجلد 4/ 416 ومجلة الدعوة العدد 963 بتاريخ 5/ 2/ 1409 هـ].
----
أما عن الكفر
البواح، فاقرأ بصّرك الله مشاركتي التي رددتَ عليها وكلام الأئمة الحاسم في المسألة.
----
ثم إنني أراك تشترط قول الكفر أحيانا والاستحلال القلبي أحياناً أخرى ثم تقول:
بخلاف القول الذي يدل على الاعتقاد والعياذ بالله.
فإنني مُتنزل لك في حجتك العقلية هذه لأقول: والأمر سيان إذن؛ عدم القول يدل على عدم الاعتقاد. الله أكبر!
وأزيدك:
قال الشيخ محمد صالح العثيمين-رحمه الله- : (من لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به، أواحتقاراً له، أواعتقاداً أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق، فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء الكفار من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه) [فتاوى أركان الإسلام للشيخ محمد صالح العثيمين جمع فهد بن ناصر إبراهيم السليمان ص 145-146].
----
وما ذاك حتى يصبح كفره ظاهر للعيان وفي الغالب ولا أقول دائما الفعل لا يدل على
الكفر البواح
إلام استندت في كلامك هذا؟
أخي ابن القلعة، إني أخشى عليك من الإرجاء وعدم البراءة من الطواغيت. فإن كانوا مسلمين فلا يجوز لك البراءة منهم حتى إن كانوا فاجرين فقط -بزعمك- بتحكيمهم غير شرعة رب العباد.
-----
-----
أرى إنني نصرت الحق الذي أعتقده اعتقاداً جازماً لا يشوبه لبس
بالأدلة والبراهين. وأشم من الموضوع رائحة عرفتها من قبل في أقسام الجزء العلوي من المنتدى، رائحة الافتراء والتسفيه والسخرية والظلم في القول و
تعمد إساءة الظن. فاعلموا أنني لست بحريص على هداية من ينافح عن الطواغيت ويرقع لهم. أنسحب من الموضوع ولا أسحب كلمة مما قلته، وهدانا الله وإياكم إلى الرشد.
المفضلات