الــغــزو الــفــكــري

[فريق نور على الدرب]

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
وصلاةً وسلامًا على سيدنا محمد خير خلق الله .. وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهـ .

الحمد لله الذي أعد للمؤمنين مغفرةً وأجرًا عظيماً .. الحمد لله الذي بشر المؤمنين أن لهم من الله فضلاً كبيراً ..
الحمد لله الذي أرسل محمداً للناس شاهداً ومبشراً ونذيراً .. وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ..
الحمد لله الذي أمرنا أن نذكره كثيرا، وأن نسبحه بكرةً وأصيلاً ..
اللهم صلَّ على سيدنا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فأهلاً ومرحباً بكم إخواني وأخواتي الكرام
وأسعد الله أوقاتكم بالخيرات والمسرات
في هذا الموضوع وكسائر المواضيع تعم الفرحة في جميع انحاء دار
~ نــــور عــــلـــــى الــــــدرب ~
وذلك لتجدد لقائنا بكم أحبائنا .

وأسأل الله الذي جمعنا على خير أن يديم بيننا المحبه والأخوه
::::::
لذلك يسر فريق نــور عـلــى الــدرب ان يقدم لكم موضوعه الجديد عن حالة أسال الله العلي القدير
أن تزول إذ أصبحت تنتشر في أرجاء وطننا الإسلامي .. والمعروفة بـ الثقافة الغربية أو أدق من ذلك


فقد حاول أعداء الإسلام من اليهود و المشركين و الملحدين
مرارا وتكرارا إضعاف الأمة الإسلامية وهدم كيانها منذ الحملات الصليبيه و التتاريه مرورا بالحملات والاستعمار الانجليزي
و الفرنسى لبلاد المسلمين ولكن لعلمهم بأنهم لا قبل لهم بمواجهة المسلمين وهم متحدون فلابد إذا من تفريقهم للسيطرة عليهم, عملا بالمبدأ الاستعمارى المعروف "فرق تسد"
فعمل الغرب جاهدا على تفريق المسلمين و تفتيت قواهم بأكثر من أسلوب من خلال صرف انتباه الشباب المسلم إلى زينة الدنيا وشهواتها..
... وسنبينها ان شاء الله بالتفصيل ..
على موضوعات متسلسلة .. فابقوا معنا ..

موضوعات السلسلة :
- [ الــغــزو الــفــكــري ودور الداعية المسلم ]

[فريق نور على الدرب]

الغزو الفكرى : هو مصطلح حديث يعنى مجموعة الجهود التى تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة ..
وهو أخطر من الغزو العسكرى ؛ لأن الغزو الفكرى ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية فى بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف فى وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه ..

وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدرى عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً

الفرق بين الغزو الفكري والغزو العسكري

لنقوم بمقارنة سريعة بين الإثنين ::
الغزو العسكري يجب أن تتوفّر فيه قوّة السلاح وجنود وبنادق ومدافع وطائرات ودبابات وغوّاصات وبارجات ، وهذا الغزو فيه ما فيه من خسائر بشريّة وعتاد عسكري ..
أمّا الغزو الفكري فهو يخلو تمامآ من تلك التي تتوفّر في الغزو العسكري ، وأهم ما يجب ان يتوفّر في الغزو الفكري هو سلاح ( الكلمة ) ، وذلك من خلال تأليف الكتب ، أو إقامة الندوات ، أو تغيير المقررات الدراسيّة ، أو نشر المقالات ، ولا نغفل أنّ الخسائر معدومة هُنا ..
ومن أسلحة الغزو الفكري : ( إشاعة الشبهات ) التي تُهاجم التعاليم والعقائد الدينيّة ؛ فهذا سلاح قوي تعتمد عليه أمّة الكفر في غزوها الدائم ، وقد إستطاعت هذه الأمّة أن تُجنّد أفرادآ وجماعات تنتمي للإسلام للوصول إلى عمق المُجتمعات الإسلاميّة ، ومن ثمّ تقوم بتنفيذ أجندة هدفها التأثير على الأفكار والمعتقدات والإيمان ..
أيضآ من الفوارق ، أن الغزو العسكري لا يدوم طويلآ ؛ فمهما طالت مدّة الحرب سيأتي يومآ وتقف ، أمّا الغزو الفكري فيمتاز بالديمومة والشموليّة ..
إذآ يُمكننا أن نصل إلى نتيجة هذه المقارنة التي تميل كفّتها إلى صالح الغزو الفكري :
وهذا فيه بيان لمدى خطورة هذا الغزو الذي لا يوازيه أيّ غزو آخر يُمكنه القضاء أو التأثير على الأمة الإسلامية وعلى عقيدتها ..

قامت الأمة الكافرة بالإعتماد كثيرآ على وسيلتين هامّتين من أجل هذا الغزو وهما :
رحلات المُستشرقين - حملات التبشير " التنصير "
فقد قام المستشرقون بالعديد من الجولات على الدول الإسلاميّة لأجل الوقوف على عقيدة المسلمين وتاريخهم وثقافتهم وفنونهم ، ومن ثمّ تأتي الخطوة التالية من رحلاتهم وهي التشكيك في كل ما يتعلق بالعلوم الإسلاميّة ، وأيضآ التشكيك بكتاب الله تعالى وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومحاولاتهم لطمس اللغة العربية " لغة القرآن " ..
أمّا التبشيريّون ؛ فأهم طرقهم التي سلكوها من أجل تنصير أبناء المسلمين كانت من خلال مجال التعليم ، ومجال الطب ، ومجال الخدمة الإجتماعيّة ..
وفي الوقت الحاضر نجد أنّ الإعلام ( المرئي والمسموع والمقروء ) هو السلاح الأقوى في هذا الغزو ؛ فسرعة تأثير الإعلام جعلت منه سلاحآ لا يُمكن التفريط به ؛ فمن خلاله يُمكن الدخول إلى بيوت أفراد الأمة الإسلاميّة ؛ وبالتّالي سهولة التأثير على عقيدتهم وأفكارهم وطرق تربيتهم ..


. عندما نُلقي نظرة على ما يحصل الآن في الأمة الإسلاميّة .
نجد أنّها ترزح تحت سيطرة الأمّة الكافرة ؛ فـ الدولة الإسلاميّة الكُبرى تفرّقت إلى دويلات ، والعقيدة الإسلاميّة تأثّرت بالبدع والشركيّات ، وتعدّدت المذاهب والملل ، والشريعة الإسلاميّة أصبحت في نظر بعض من ينتمي لها " رجعيّة " ، واللهجات العامّيّة حلّت محلّ اللغة العربيّة ، والتاريخ الإسلامي تمّ تشويهه بالأخبار والقصص المكذوبة ..
وعندما ننظر إلى حال أبناء المسلمين اليوم نجد أنّ بعضهم تأثّر بما يُبثّ في الإعلام ، ونجد أيضآ أنّ بعضهم أصبح يُجادل في العقيدة وتعاليم الدين وهو لم يتجاوز العقد الثاني من عُمُره ! ..
أصبحنا نسمع ونقرأ عن مُصطلحات تتهجّم على شريعة الإسلام يُطلقها أفراد الأمّة الكافرة ويُروّج لها بعض أفراد المسلمين المُتأثّرين بالأفكار الدخيلة ! ..
فـ الشريعة الإسلاميّة أصبحت رجعيّة ، والقرون الأولى من أمة الإسلام أصبحت قرون ظلام ، وعلماء الأمة أصبحوا مُتشدّدين وظلاميّين ، والكافر أصبح الآخر وأخونا في الإنسانيّة ، وبعض الشعائر وبعض السنن أصبحت دليلآ على التخلّف وتقييد الحرّية ! ..

[فريق نور على الدرب]

يتعرض المسلمون عامة ومنهم العرب لغزو فكرى عظيم تداعت به عليهم أمم الكفر من الشرق والغرب وهو من أشد ذلك وأخطره ..


أما الغزو النصرانى الصليبى فهو اليوم قائم على أشده ..
ومنذ أن انتصر صلاح الدين الأيوبى على الصليبيين الغازين لبلاد المسلمين بالقوة والسلاح أدرك النصارى أن حربهم هذه وإن حققت انتصارات، فهى وقتية لا تدوم ..
ولذا فكروا فى البديل الأفضل وتوصلوا بعد دراسات واجتماعات إلى ما هو أخطر من الحروب العسكرية وهو أن تقوم الأمم النصرانية فرادى وجماعات بالغزو الفكرى لناشئة المسلمين؛ لأن الاستيلاء على الفكر والقلب أمكن من الاستيلاء على الأرض فالمسلم الذي لم يلوث فكره لا يطيق أن يرى الكافر له الأمر والنهى فى بلده؛ ولهذا يعمل بكل قوته على إخراجه وإبعاده ولو دفع فى سبيل ذلك حياته وأغلى ثمن لديه، وهذا ما حصل بعد الانتصارات الكبيرة للجيوش الصليبية الغازية ..

أما المسلم الذي تعرض لذلك الغزو الخبيث فصار مريض الفكر عديم الإحساس فإنه لا يرى خطرا فى وجود النصارى أو غيرهم فى أرضه بل قد يرى أن ذلك من علامات الخير ومما يعين على الرقى والحضارة، وقد استغنى النصارى بالغزو الفكرى عن الغزو المادى؛ لأنه أقوى وأثبت وأى حاجة لهم فى بعث الجيوش وإنفاق الأموال مع وجود من يقوم بما يريدون من أبناء الإسلام عن قصد أو عن غير قصد وبثمن أو بلا ثمن؛ ولذلك لا يلجئون إلى محاربة المسلمين علانية بالسلاح والقوة إلا فى الحالات النادرة الضرورية التى تستدعي العجل كما حصل فى غزو أوغندا أو باكستان أو عندما تدعو الحاجة إليها لتثبيت المنطلقات وإقامة الركائز وإيجاد المؤسسات التي تقوم بالحرب الفكرية الضروس كما حصل فى مصر وسوريا والعراق وغيرها قبل الجلاء ..


أما الغزو اليهودى فهو كذلك؛ لأن اليهود لا يألون جهداً فى إفساد المسلمين فى أخلاقهم وعقائدهم ..
ولليهود مطامع فى بلاد المسلمين وغيرها، ولهم مخططات أدركوا بعضها ولا زالوا يعملون جاهدين لتحقيق ما تبقى ..
وهم إن حاربوا المسلمين بالقوة والسلاح واستولوا على بعض أرضهم فإنهم كذلك يحاربونهم فى أفكارهم ومعتقداتهم ؛ ولذلك ينشرون فيهم مبادئ ومذاهب ونحلا باطلة كالماسونية والقاديانية والبهائية والتيجانية وغيرها ويستعينون بالنصارى وغيرهم فى تحقيق مآربهم وأغراضهم ..


أما الغزو الشيوعى الإلحادى فهو اليوم يسرى فى بلاد الإسلام سريان النار فى الهشيم ؛ نتيجة للفراغ وضعف الإيمان فى الأكثرية وغلبة الجهل وقلة التربية الصحيحة والسليمة ..
فقد استطاعت الأحزاب الشيوعية فى روسيا والصين وغيرهما أن تتلقف كل حاقد وموتور من ضعفاء الإيمان وتجعلهم ركائز فى بلادهم ينشرون الإلحاد والفكر الشيوعى الخبيث وتعدهم وتمنيهم بأعلى المناصب والمراتب فإذا ما وقعوا تحت سيطرتها أحكمت أمرها فيهم، وأدبت بعضهم ببعض وسفكت دماء من عارض أو توقف حتى أوجدت قطعانا من بنى الإنسان حرباً على أممهم، وأهليهم وعذابا على إخوانهم وبنى قومهم، فمزقوا بهم أمة الإسلام وجعلوهم جنودا للشيطان يعاونهم فى ذلك النصارى واليهود بالتهيئة والتوطئة أحيانا وبالمدد والعون أحيانا أخرى ..
ذلك أنهم وإن اختلفوا فيما بينهم فإنهم جميعا يد واحدة على المسلمين يرون أن الإسلام هو عدوهم اللدود؛ ولذا نراهم متعاونين متكاتفين بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين فالله سبحانه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ..

[فريق نور على الدرب]

هذه بعض الوسائل التي يسلكها أعداء الإسلام اليوم فى سبيل غزو أفكار المسلمين وتنحية الأفكار السليمة الصالحة لتحل محلها أفكار أخرى غريبة شرقية أو غربية :
وهى كما نرى جهودا جبارة وأموالا طائلة وجنودا كثيرين ..
كل ذلك لإخراج المسلمين من الإسلام وإن لم يدخلوا فى النصرانية أو اليهودية أو الماركسية إذ يعتقد القوم أن المشكلة الرئيسية فى ذلك هى إخراجهم من الإسلام، وإذا تم التوصل إلى هذه المرحلة فما بعدها سهل وميسور، ولكننا مع هذا نقول إن الله سيخيب آمالهم ويبطل مكرهم ويضعف كيدهم، لأنهم مفسدون وهو سبحانه لا يصلح عمل المفسدين ..
قال الله تعالى : " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " [الأنفال:30] ..
وقال سبحانه : " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا " [الطارق:15-17] ..
وإن الأمر يحتاج من المسلمين وقفة عقل وتأمل ونظر فى الطريقة التى يجب أن يسلكوها والموقف المناسب الذي يجب أن يقفوه وأن يكون لهم من الوعي والإدراك ما يجعلهم قادرين على فهم مخططات أعدائهم وعاملين على إحباطها وإبطالها ..
ولن يتم لهم ذلك إلا بالاستعصام بالله والاستمساك بهديه والرجوع إليه والإنابة له والاستعانة به، وتذكر هديه فى كل شيء وخاصة فى علاقة المؤمنين بالكافرين، وتفهم معنى سورة الكافرون ..
وما ذكره سبحانه فى قوله :
" وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ " [البقرة:120] ..
وقوله : " وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا " [البقرة:217] ..

(1)
محاولة الاستيلاء على عقول أبناء المسلمين وترسيخ المفاهيم الغربية فيها لتعتقد أن الطريقة الفضلى هي طريقة الغرب فى كل شيء سواء فيما يعتقده من الأديان والنحل أو ما يتكلم به من اللغات أو ما يتحلى به من الأخلاق أو ما هو عليه من عادات وطرائق ..

(2)
رعايته لطائفة كبيرة من أبناء المسلمين فى كل بلد وعنايته بهم وتربيتهم حتى إذا ما تشربوا الأفكار الغربية وعادوا إلى بلادهم أحاطهم بهالة عظيمة من المدح والثناء حتى يتسلموا المناصب والقيادات فى بلدانهم وبذلك يروجون الأفكار الغربية وينشئون المؤسسات التعليمية المسايرة للمنهج الغربى أو الخاضعة له ..

(3)
تنشيطه لتعليم اللغات الغربية فى البلدان الإسلامية وجعلها تزاحم لغة المسلمين وخاصة اللغة العربية لغة القرآن الكريم التي أنزل الله بها كتابه والتي يتعبد بها المسلمون ربهم فى الصلاة والحج والأذكار وغيرها، ومن ذلك تشجيع الدعوات الهدامة التي تحارب اللغة العربية وتحاول إضعاف التمسك بها فى ديار الإسلام فى الدعوة إلى العامية وقيام الدراسات الكثيرة التى يراد بها تطوير النحو وإفساده وتمجيد ما يسمونه بالأدب الشعبى والتراث القومى ..

(4)
إنشاء الجامعات الغربية والمدارس التبشيرية فى بلاد المسلمين ودور الحضانة ورياض الأطفال والمستشفيات والمستوصفات وجعلها أوكارا لأغراضه السيئة وتشويق الدراسة فيها عند الطبقة العالية من أبناء المجتمع ومساعدتهم بعد ذلك على تسلم المراكز القيادية والوظائف الكبيرة حتى يكونوا عونا لأساتذتهم فى تحقيق مآربهم فى بلاد المسلمين ..

(5)
محاولة السيطرة على مناهج التعليم فى بلاد المسلمين ورسم سياستها، إما بطريق مباشر كما حصل فى بعض بلاد الإسلام حينما تولى دنلوب القسيس تلك المهمة فيها أو بطريق غير مباشر عندما يؤدي المهمة نفسها تلاميذ ناجحون درسوا فى مدارس دنلوب وتخرجوا فيها فأصبح معظمهم معول هدم فى بلاده وسلاحا فتاكا من أسلحة العدو يعمل جاهدا على توجيه التعليم توجيها علمانيا لا يرتكز على الإيمان بالله والتصديق برسوله وإنما يسير نحو الإلحاد ويدعو إلى الفساد ..

(6)
قيام طوائف كبيرة من النصارى واليهود بدراسة الإسلام واللغة العربية وتأليف الكتب وتولى كراسي التدريس فى الجامعات حتى أحدث هؤلاء فتنة فكرية كبيرة بين المثقفين من أبناء الإسلام بالشبه التي يلقنونها لطلبتهم أو التى تمتلئ بها كتبهم وتروج فى بلاد المسلمين حتى أصبح بعض تلك الكتب مراجع يرجع إليها بعض الكاتبين والباحثين فى الأمور الفكرية أو التاريخية ..
ولقد تخرج على يد هؤلاء المستشرقين من أبناء المسلمين رجال قاموا بنصيب كبير فى إحداث الفتنة الكبرى وساعدهم على ذلك ما يحاطون به من الثناء، والإعجاب وما يولونه من مناصب هامة في التعليم والتوجيه والقيادة، فأكملوا ما بدأه أساتذتهم وحققوا ما عجزوا عنه لكونهم من أبناء المسلمين ومن جلدتهم ينتسبون إليهم ويتكلمون بلسانهم فالله المستعان ..

(7)
انطلاق الجيوش الجرارة من المبشرين الداعين إلى النصرانية بين المسلمين وقيامهم بعملهم ذلك على أسس مدروسة وبوسائل كبيرة عظيمة يجند لها مئات الآلاف من الرجال ولقد تعد لها أضخم الميزانيات وتسهل لها السبل وتذلل لها العقبات ..
قال تعالى :
" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " [الصف:8] ..
وإذا كان هذا الجهد منصبا على الطبقة العامية غالبا فإن جهل الاستشراق موجه إلى المثقفين كما ذكرت آنفا وأنهم يتحملون مشاق جساما فى ذلك العمل فى بلاد إفريقيا وفى القرى النائية من أطراف البلدان الإسلامية فى شرق آسيا وغيرها ثم هم بعد كل حين يجتمعون فى مؤتمرات يراجعون حسابهم وينظرون فى خططهم فيصححون ويعدلون ويبتكرون ..
فلقد اجتمعوا فى القاهرة سنة 1906 م ، وفى ادنمبرج سنة 1910م ، وفى لكنوا سنة 1911م ، وفى القدس عام 1935م ، وفى القدس كذلك فى عام 1935م ، ولا زالوا يوالون الاجتماعات والمؤتمرات فسبحان من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله ..

(8)
الدعوة إلى إفساد المجتمع المسلم وتزهيد المرأة في وظيفتها فى الحياة وجعلها تتجاوز الحدود التى حد الله لها وجعل سعادتها فى الوقوف عندها وذلك حينما يلقون بين المسلمين الدعوات بأساليب شتى وطرق متعددة إلى أن تختلط النساء بالرجال وإلى أن تشتغل النساء بأعمال الرجال ..
وهم يقصدون من ذلك إفساد المجتمع المسلم والقضاء على الطهر والعفاف الذى يوجد فيه وإقامة قضايا وهمية ودعاوى باطلة فى أن المرأة فى المجتمع المسلم قد ظلمت وأن لها الحق فى كذا وكذا ويريدون إخراجها من بيتها وإيصالها إلى حيث يريدون فى حين أن حدود الله واضحة وأوامره صريحة وسنة رسول الله جلية بينة ..
يقول الله سبحانه وتعالى :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "
[الأحزاب:59] ..
ويقول سبحانه :
" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ "
[النور:31] ..
ويقول : " وَإَِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ " [الأحزاب:53] ..
ويقول : " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " [الأحزاب:33] ..
ويقول رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ :
" إياكم والدخول على النساء قال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ . قال الحمو الموت . وقال: " لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما " ..

(9)
إنشاء الكنائس والمعابد وتكثيرها فى بلاد المسلمين وصرف الأموال الكثيرة عليها وتزيينها وجعلها بارزة واضحة فى أحسن الأماكن وفى أكبر الميادين.

(10)
تخصيص إذاعات موجهة تدعو إلى النصرانية وتشيد بأهدافها وتضلل بأفكارها أبناء المسلمين السذج الذين لم يفهموا الإسلام ولم تكن لهم تربية كافية عليه وخاصة في إفريقيا حيث يصاحب هذا الإكثار من طبع الأناجيل وتوزيعها في الفنادق وغيرها وإرسال النشرات التبشيرية والدعوات الباطلة إلى الكثير من أبناء المسلمين.
أسأل الله سبحانه أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا وأن يعيذها من مكايد أعدائها ويرزقها الاستقامة في القول والعمل حتى تكون كما أراد الله لها من العزة والقوة والكرامة، إنه خير مسئول وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
وجزاكم الله خيراً لمتابعتكم لنا وحتى نلقاكم وموضوع أخر من تلك السلسلة
نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..

[ابن القلعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله في هذا الفريق وجزاه الله خيرا

وجعل أعماله في ميزان حسنات الفريق

فالدعوة أشرف المهام في هذه الحياة فاتخذها حاجة ضرورية ولا تجعلها شيئا مكملا لحياتك

فالحياة حياة القلوب وحياة القلوب تكون بالعلم والعمل والدعوة إلى الله

شكر الله لكم جميعا ووفقكم لمرضاته إنه ولي ذلك والقادر عليه

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
ولي عودة بإذن الله
حياكم الله وبياكم أعضاء منتدنا الأعزاء وأعضاء فريق نور علي الدرب بصفة خاصة
بالطبع كعهدنا باعضاء الفريق متحمسون دوماً لتوضيح كل ما يخص المسلم سواء من الناحية الدينية البحتة أو من الناحية العامة ..
لذا كان لموضوع الغزو حيز واسع من هدفكم لأن التعريف به مهم جدا حيث أنه يشكل خطراً علي أمتنا الإسلامية ويستهدف شبابها ، ولو قلنا أنهم قد غزونا وأنتهينا فكأننا نفقد الأمل في أنفسنا وفي مقدرتنا علي مجابهة هذا الغزو ، وننحي دور كل مسلم يحب دينه ويبغي له العزة والرفعه جانبا ، ونقبل ما يريده منا أعدنا ونقدم لهم أمتنا وأنفسنا علي طبق من فضة ..
ولكننا لسنا من هؤلاء ولله الحمد ...
جزاكم الله خيراً شباب نور علي الدرب وخاصة من تكفل بهذا الموضوع والموضوعات القادمة لهذه السلسلة ولا أقيد شكري لكم فقط بل أشكر معكم بعضا من فتيات الفريق الاتي شاركن معكن سواء بالإعداد أو بالتنسيق أو بالتصميم ..
فبارك الله فيكم جميعاً وتقبل الله منكم أعمالكم
وجعلها الله في ميزان حسناتكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[Mr_JaKi]

وعليكم السلام ورحمتة الله وبركاتة !
بارك الله فيكم من فريق .. على الجهد المبذول..^_^

صحيح أن الغزو الفكري اصبح شيء خطيراَ علىْ مجتمعناً
ش
بوركتم من فريق.

[[مِسعَرُ حَرب]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رفع الله قدركم ، وبيض الله وجوهكم

وثبتكم في الدنيا والآخرة

جزاكم الله خيراً ، سلمت يداكم ، وخاصة العاملين على الموضوع .....

[روح الحريه_7]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماهم غزونا وإنتهوا.....والذي نراه الآن ما هي إلا تثبيت غزوهم.... لعبوها بذكاء ونفذوها بدقة....ولحنا مازلنا في تخبطنا...ومازلنا نفكر بطريقتنا التقليدية ما غيرناها للأفضل والأذكى....
سمعتها من قبل هناك جواسيس يكونون في كل من البلدان الإسلامية حتى يعرفوا طريقة سير البلد وطريقة تفكير الشعب وكيف بامكانهم انهم يوصلون لتحقيق مرادهم...كيفية استمالتهم ونجحوا....والدليل المساجد المهجورة...الإختلاط في المدارس والجامعات...و الكثير الكثير....

قصة... مرة كنت اتدرب تدريب عملي في إحدى مدارس منطقتنا ولان التعليم للأسف تغير فهناك معلمات أجنبيات يقومن بالتدريس وللامانة بعضهن بصدق رائع ولا يقومن بنشر تعاليمهن ( بعكس اخريات وخصيصا في المدارس الخاصة)... وهناك معلمة مهمتها تدريس المعلمات اللغة الإنجليزية هذه عندما رايتها لم أرتح لها...واحساسي كان في محله فبينما كنا انا وصديقاتي نتجول في محيط المدرسة رأينا فتيات خارج فصولهن جالسات في مكان بعيد عن مكان فصلهن والحصة بدأت وكانت هذه المعلمة تتحادث معهن فقلت لهن ماذا تفعلن هنا؟ قالن نأكل...قلت ولماذا أنتن هنا والحصة بدأت؟ قالن إستأذنا من المعلمة ووافقت...( طبعا كذب لان لا يمكن لمعلمة ان توافق على هذا وثانيا مكان جلوسهن بعيد كل البعد عن مكان غرفة الدراسة) فتلك المعلمة الأجنبية سمعتها تقول لهن انه لا بأس بذلك وأنه متعب أن تحضرن كلاسات إن كانت عقولكن متعبة ومن هذا الكلام الذي يراد به استمالتهن....فانظروا كيف يتم التلاعب...لان الآن الكثير من الطلبة يريدون سماع مثل هذه الأمور....أين كنتي ايتها المعلمة الأجنبية في الماضي عندما كنت طالبة؟؟ وهذا يدل على أن مثل هذه الأمور تدخل شيئا فشيئا يعرفن كيف يستميلن الناس...طالبات..طلاب...وغيرهم.... فهذا هو ذكائهم....

شكرا على الموضوع.......


سلامي للكل..........

[[ اللــيـــث ]]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ي
وفق الله الجميع لصالح الاعمال وباذن الله سيتم اكمال السلسة قريبا

[blue star]

بسـم الله الرحمـن الرحيــم ..

السلـآآم عليــكم ورحمـة الله وبركــآآته .. ~

تمت العوودة بحمـد الله .. ’

جزـآآكم الله خيرآ , جعـل الله عملكــم هذآآ فى ميزآآن حسنـآآتكـم ..

احززنى كثييرآ اننـآآ لـم نشـآآركـ بشكـل فعلـى فـى هذآآ الموضوع , سبقتنـآآ مجموعة الشبــآب .. ^^"

بـآآركـ الله فى كـل من عمـل على هذآآ الموضوع المهـم ..

..

عسـآآنـآ أن ننجـح فـى رد ذآآكـ الغزو ..

فـ للأسـف نجـح الغزو فعلـآ فى اجتيـآآح بلـآد المسلميــن ..

ولكـن لـآبد للحق أن يعلـو ,

وسسنجح باذن الله فى صأد ذآكـ الغزو ان عدنـآآ الى الديين الصحييح والاتجـآآه المستقييم ..

اللهم ردنـآآ الى دينـكـ مردآ جميــلـآ ..

..

بووركتم , ودآآم هذآ الفرييق باذن الله ..

انتـظـر الموآآآضيع القـآآدمة ان شــآء ربـى ..

فى آمــآآآن الله وحفـظـه ورعـآآآيته ..

[ابن القلعة]

بسم الله الرجمن الرحيم

أولا : قد عدنا فعودوا

ثانيا: نعتذر عن الخطأ الذو وقع للموضوع والحمد لله على استرجاعه

[الوعد القادم]

بارك الله فيكم جميعا

موضوع الغزو الفكري أعمق من أن يتناول في موضوع واحد
فعلتم خيرا عندما قسمتموه
فواصل جميلة وتنسيق الموضوع يفتح النفس لقراءته مرة أخرى

شكرا لكم جميعا

[-[ كـودو ]-]

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
-- جزاكم الله خيرا ...
-- هذه إضافة ، و هي عبارة عن بحث قدّمته لمادة " الغزو الفكري " ، و أرجو أن تكون ذات فائدة :-




وفّقكم الله لما يحب و يرضى

[نور الاسلام]

جزااااااااكمـ الله خيــر

[-[ كـودو ]-]

تمت العودة المؤقتة