بِسم الله الرحمن الرحيم
السلامُ عليكُم ورحمة ُ الله وبركآته..~!
،،،
اللهُمَّ صلي وسلم على سيدنآ وشفيعنآ مُحمد صلواتُ ربي وسلامهُ عليه وعلى صحبه ومن والاهُ إلى يوم الدين...وبعد:
الأخوة الأفاضل ,والأخوات الكريمات مُنطلقًا من قوله تعالى : {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}[سورة الذاريات: 55].
يظن بعض الناس أنهُ يَحِلُ لهُ الكَذِبَ إذا كان مازحاً ، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في الأول "نيسان" أو في غيره من الأيام ، وهذا خطأ ، ولا أصل لذلك في الشرع المطهّر ، والكذبُ حرام مازحاً كان صاحبه ُأو جادّا .
إن المزاح كالمداعبة والملاعبة والهزل الذي هو خلاف الجد, يُقال: هزل في قوله أو فعله، أو مزح، أو داعب, الكل بمعنى واحد.
والسؤال: هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -على جلال قدره وسمو مكانته، وانشغال باله بمهام الرسالة وأعباء القيادة وهداية الناس يمزح...؟
والجواب:نعم,كان يمزح ويداعب ويهزل مع استيعاب الجدِّ وقته كله, إلا أنه كان في مزاحه ومداعبته وهزله لا يخرج أبداً عن دائرة الحق وبحال من الأحوال,وهو في مزاحه ومداعبته يقدم معروفاً لأزواجه و أصحابه بما يدخل عليهم من الغبطة والسرور, وعلى أطفالهم إذا داعبهم من الفرح والمرح والسرور والحبور.
وباستعراضنا للمواقف النبوية الآتية تتجلَّى لنا الحقيقة وهي أن النَّبيّ-صلى الله عليه وسلم- كان يمزح ولا يقول إلا حقاً.
وفي الإمكان الاستنان به في ذلك؛ لأنه من المقدور المستطاع وليس من خصائصه-صلى الله عليه وسلم-بل هو أدب عام يأخذ به كل مؤمن قدر عليه.
حدَّث أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فقال: إن رجلاً أتى النَّبيّ-صلى الله عليه وسلم- فاستحمله, أي طلب منه أن يحمله على بعير ونحوه، فقال له(صلى الله عليه وسلم): (إنا حاملوك على ولد الناقة).
فقال الرجل: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (هل تلد الإبل إلا النوق؟) .
فكان قوله هذا مداعبة للرجل ومزحاً معه وهو حق لا باطل فيه. [[سنن الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، -باب ما جاء في المزاح، رقم (1990) وقال الترمذي حديث حسن صحيح]]
،،
||..أقوال السلف في الكذب..||
.قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيه ، وإنه ليكذب ويتحرى الكذب حتى ما يكون للصدق في قلبه موضع إبرة يستقر فيه .
.وعنه قال : لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ، ثم تلا { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } .
.قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: {إياكم والكذب فإنه مجانب الإيمان }.
. عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه -قال : { المؤمن يطبع على الخلال كلها غير الخيانة والكذب } .
. عن عمر -رضي الله عنه- قال : {لا تبلغ حقيقة الإيمان حتى تدع الكذب في المزاح }.
الإخوة الأفاضل الأخوات الكريمات...فما بالكُم بمن يكذب ويمزح بما هو غير حق تحت مُسمّى .....[التَنْكِيتْ]
لأجل إمتاع النفس والترويح عنها , وناهيكَ عن ما تتضمنُه من إستهزاءٍ بالدين أو بقبيلةٍ مُعينه أو مس في أعراض الناس وتِلكَ التي لا حياء فيها , والبعضُ الآخر منها الذي يدخل في التعصب القبلي الذي حذر رسولنا عليه الصلاه والسلام منهُ.
عن معاوية بن حيدة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له » - رواه الترمذي ( 235 ) وقال : هذا حديث حسن ، وأبو داود ( 4990 ) -.
ويلُُ : اسم وادي في جهنم .
فلنحذر يا إخوة والله أنها لخطيرة و خُصوصاالآن وبعد خِدمة "البلاك بيري"..تفشت النُكت وأنتشرت وأُلف الكثير والكثير منها فلنتقي الله يا أفاضل.
||.....بعض اقوال اهل العلم من السلف و الخلف....||
قال المناوي في فيض القدير : 6/ 368
9648 - { ويل للذي يحدث فيكذب} في حديثه { ليضحك به القوم ويل له ويل له} كرره إيذانا بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة كان أقبح القبائح ومن ثم قال الحكماء : إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة.
سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
عمن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب هل يجوز ذلك...؟؟
فأجاب أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له وقد قال ابن مسعود إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك وبكل حال ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلم. -مجموع الفتاوى 32/ 256
|| بيانُ ضابط الطرائف وحُكمها للعلامة أبن عثيمين - رحمهُ الله -||
السؤال: فضيلة الشيخ ما ضابط ما يسمى بالنكت أو الطرائف ومتى تكون كذباً، هل يحدث الإنسان بقصة لم تقع يريد بها أن يضحك من حوله.....؟
الجواب:
الإنسان إذا ضرب مثلاً بقصة، مثل أن يقول: أضرب لكم مثلاً برجل قال كذا أو فعل كذا وحصلت ونتيجته كذا وكذا، فهذه لا بأس بها، حتى إن بعض أهل العلم قال في قول الله تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ } [الكهف:32]
قال: هذه ليست حقيقة واقعة، وفي القرآن: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ }[الزمر:29]
فإذا ذكر الإنسان قصة لم ينسبها إلى شخص معين، لكن كأن شيئاً وقع وكانت العاقبة كذا وكذا فهذا لا بأس به.
أما إذا نسبه إلى شخص وهي كذب فهذا حرام تكون كذبة، وكذلك إذا كان المقصود بها إضحاك القوم، فإنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: { ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له } -لقاء الباب المفتوح رقم 77 -
،،
فتوى الشيخ الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية :
السؤال :فضيلة الشيخ ، إذا كذب الرجل ليضحك الناس وهم يعلمون أنه كاذب وهو ما يسمى بالطرفة والنكت هل يدخل هذا في الوعيد؟
فأجاب :النبي صلى الله عليه وسلم :كان يمزح ولا يقول إلا حقا فلا يكذب الانسان من اجل ان يضحك الناس إذا ذكر لهم نكتة أو طرفة تضحكهم وهي صحيحة فهذا لا بأس به إذا كانت الطرفة أو النكتة صحيحة واقعة فيذكرها ليروح عن الناس فهذا لا بأس به فقد كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا يعني شيء واقع شيء صدق.اهـ.
وخِتما يقولُ الله تباركَ وتعالى في كِتابه الكريم :" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "[الزمر :33 ]
وفقنا الله وإياكُم لمرضاته وجنبنا الفتن ما ظهرَ منها وما بطن.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبِهِ أجمعين.
،،،
.{سُبحآن الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
المفضلات