بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عـبده الذي اصطـفى ، وعـلى آله وصحبه ومن سار عـلى نهجهم واقتفى ، وبعـد :

أحييكم بأزكى تحية عُـرفت عـلى مر الزمان ( السلام عـليكم ورحمة الله وبركاته ) :

بعد النجاح الكبير والغير منقطع النظير للموضوع الدراسي ، قررت وضع مادةٍ جديدة ومفيدة ؛ يرغبها الجميع راجياً أن تكون خالصةً لله أولاً وآخرا ، ولنبدأ
الآن :

الصلاةُ أجلُّ أمور الحياة :

مما لا شك فيه بأنها أولى الطاعات وأسمى وأجل الشعائر على الإطلاق ؛ فهي تلي الشهادتين مباشرة ، ما رأيكم في جولةٍ قصيرةٍ مع فوائدها ؟

ما الذي أثبتته الدراسات ؟

نتجت دراسات عديدة تبين أثر الصلاة الكبير والخشوع فبها على آلية الدماغ واستقراره ، وقد تبين أثر الخشوع لدى المؤمن في الصلاة إحداث العديد من التغيرات في جسمه ، كما أن أهمها ما يحدث في الدماغ من تنظيم لتدفق الدم في مناطق محددة في الجسم.

تأثير الصلاة على نشاط المخ :


أتم هذه الدراسة الطبيب نيوبرج وهو الأستاذ المساعد بقسم الأشعة في جامعة بنسيلفانيا في المركز الطبي ، وأتمها على مجموعةٍ من المصلين من دياناتٍ مختلفة.
وحرص على استخدام [ أشعة التصوير الطبقي المُحَوْسَب بإصدار الفوتون المفرد ] والذي يُظهر تدفق الدم في مناطق المخ بالألوان بحسب النشاط فيها ، وأعلاها الأحمر الذي يدل على أعلى نشاط وأما الأصفر والأخضر فإنهما يدلان على
النشاط الأقل ، والذي جنى أفضل النتائج من صلاة المسلمين فسبحان الله !

الصورة ( 1 ) :


في الصورة اليسرى يظهر المخ قبل التأمل والصلاة ، وأما الصورة اليمنى فهي أثناء الصلاة ، وكلما زاد الاستغراق في الصلاة والخشوع فيها فإن تدفق الدم في المخ يزيد في منطقة الفص الجبهي.


الفص الجبهي Frontal Lobe : وهو المسؤول عن التحكم بالعواطف والانفعالات لدى الإنسان في شخصيته , وهو مهمٌ لممارسة المهارات الحسية الحركية المُعقدة وتعلمها
.





المصطلحات العلمية :

  • Meditation : التأمل.
  • Frontal lobe : الفص الجبهي.
  • Parietal lobe : الفص الجداري.


الصورة ( 2 ) :





ينخفض تدفق الدم في الفص الجداري في المنطقة التي تُشعر الإنسان بحدود الزمان والمكان ، أثناء التفكر والتدبر والتوجه إلى المولى سبحانه فإن حدود الوعي تختفي تخصيصاً فينشأ لدى الإنسان شعورٌ بالطمأنينة والروحانية والقرب من مولاه ، وإنه لشعورٌ يصعبُ على المرء وصفه.

فما بالك بنا نحن بني الإسلام ؟!

إن كانت تجارب غيرنا سوى المسلمين تبين استقرار حال الدماغ في الصلاة ، وهم لا يدينون بديننا ولا يقرؤون الكتاب في صلاتهم ، فكيف بمن يتواصل مع المولى ويقرأ كتابه ؟! فإن الاستقرار سيكون أعظم الأمور حينها وأكملها وأعظمها شأنا.

قد حان الوقت لنبادر !

نعم ! إلى الصلاة يا عباد الله واعلموا بأن فلاحكم يعتمد على صلاتكم.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين