[منقول] ◊۩¯−ـ‗ قصيدة: قمر في بغداد لابن زريق البغدادي ‗ـ−¯۩◊

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية B7or

    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المـشـــاركــات
    3,104
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [منقول] ◊۩¯−ـ‗ قصيدة: قمر في بغداد لابن زريق البغدادي ‗ـ−¯۩◊




    أخباركم يا أدباء وشعراء آل مسومس الطيبون ^_^
    عساكم بخير إن شاء الله

    هذه أول مشاركة لي في هذا القسم البليغ
    وحبيت أقدم شيء جيد وجديد في القسم
    وهي : قصيدة ابن زريق البغدادي "قمر في بغداد"

    لا أجيد المقدمات أكثر من هذا XD
    فلندخل في الموضوع مباشرة ...

    بداية .. لنتعرف عن ابن زريق، وما هي قصة هذه القصيدة :

    هو : أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق الكاتب البغدادي
    شاعر عباسي توفي في 420 هـ / 1029 م

    عُرف بقصيدته الشهيرة "لاتعذليه فإن العذل يولعه" وهي الوحيدة له
    ويطلق على هذه القصيدة في التاريخ الأدبي ثلاثة أسماء .. ولكل تسمية سبب :


    "عينية ابن زريق"
    لأن قافيتها هي العين المضمومة وإن انتهت بهاء مضمومة

    وكان من عادة العرب إطلاق اسم القافية علي القصيدة فيقولون :
    "لامية العرب للشنفري" و "سينية البحتري" و "بائية أبي تمام"
    "ميمية البوصيري" و "نونية ابن القيم"

    *****

    "فراقية ابن زريق"
    لأن موضوعها "الفراق" كما سنعرف قصتها بعد قليل

    *****

    "يتيمة ابن زريق"
    لأن ناظمها لم ينظم في حياته غيرها





    كان متزوج من ابنة عمه وكان يحبها حباً شديداً
    ..
    أصابته الفاقة وضيق العيش .. فقرر أن يترك بغداد ويتجه إلى الأندلس طلباً للغنى بمدح أمرائها وعظمائها

    ولكن زوجته "ابنة عمه" تشبثت به ودعته للبقاء معها حباً له ولخوفها عليه من أخطار الطريق
    فلم ينصت لها .. وعزم على الرحيل !

    وعندما وصل إلى الأندلس، قصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي

    ومدحه بقصيدة بليغة جداً تقرّب فيها إليه بنسبه .. فأراد الأمير أن يختبره .. فأعطاه عطاءً قليلاً

    فقال البغدادي والحزن يحرقه :
    (( إنا لله وإنا إليه راجعون .. سلكت البراري والقفار والمهامة والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء القليل ))

    ثم رجع إلى بيته والحزن يخنقه على ما اقترفته نفسه من تركه لابنة عمه وما تحمّله من مشاق ومتاعب


    :: فقال القصيدة ::



    لا تعذِليه فإن العذل يولعه
    قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعه
    جاوزتِ في لومـهِ حداً أضرّ به
    من حيثُ قدرتِ أنّ اللوم ينفعه

    فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً
    من عذلِه فهو مُضنى القلبِ موجَعه
    قد كان مضطلعاً بالخطبِ يحمله
    فضُيّقت بخطوبِ الدهر أضلُعه

    يكفيه من لوعة التشتيت أنّ له
    من النّوى كلّ يوم ما يـروّعه
    ما آب من سفرٍ إلا وأزعجَه
    رأي إلى سفرٍ بالعزم يُزمعه

    كأنما هو في حلٍ ومرتحلٍ
    مُوكّل بفضاء الله يذرعه
    إن الزمان أراه في الرحيل غنىً
    ولو إلى السِنّد أضحى وهو يُزمِعُه

    وما مجاهدة الإنسان توصِلُه
    رزقاً ولا دعة الإنسان تقطعه
    قد وزّع الله بين الخلق رزقهمو
    لم يخلق الله من خلقٍ يُضيّعه

    لكنهم كُلِفوا حرصاً فلستَ ترى
    مُسترزقاً وسوى الغايات تُقنِعُه
    والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت
    بغي، ألا إنَ بغي المرء يصرعه

    والدهر يُعطي الفتى من حيث يمنعه
    إرثاً، ويمنعه من حيث يُطمِعُه
    وكم تشفّع بي أن لا أفارقه
    وللضرورات حال لا تُشفّعه





    ثم التفت إلى بغداد .. فيُلهبه التذكر والحنين والشوق إلى زوجته "ابنة عمه"

    فيعتذر منها وهو يتذكرها وهي تلح عليه بعدم الرحيل .. وتتشبث بثيابه لتثنيه عن عزمه


    أستودع الله في بغداد لي قمراً
    بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
    ودعته وبودّي لو يودعني
    صفو الحياة وأني لا أودعه

    وكم تشفّع بي ألا أفارقه
    وللضرورات حال لا تشفعه
    وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى
    وأدمُعِي مستهلات وأدمُعُه

    لا أُكذِبُ الله ثوب العذر منخرقٌ
    عني بفرقته، لكن أرقّعه
    إني أُوسّع عذري في جِنايته
    بالبين عنه وقلبي لا يُوسّعه

    أُعطيت ملكاً فلمْ أُحسِن سياسته
    كذاك من لا يسوس المُلك يُخلَعُه
    ومن غدا لابساً ثوب النعيم بلا
    شكرِ عليه فإن الله ينزِعه

    اعتضت من وجه خلّي بعد فرقته
    كأساً أُجرّع منها ما أجرّعه
    كم قائلٍ لي ذقت البين، قلت له:
    الذنب والله ذنبي لست أدفعه

    هلّا أقمت فكان الرشد أجمعه
    لو أنني يوم بان الرشد أتبعه
    إني لأقطع أيامي وأنفدها
    بحسرة منه في قلبي تُقطّعه

    بِمَن إذا هجع النُوّام بتُ له
    بلوعة منه ليلي لست أهجعه
    لا يطمئن بجنبي مضجع، وكذا
    لا يطمئن له مذ بنتُ مضجعه

    ما كنتُ أحسب أن الدهر يفجعني
    به ولا أن بي الأيام تفجعه
    حتى جرى البين فيما بيننا بيدٍ
    عسراء، تمنعني حظي وتمنعه

    قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً
    فلم أُوقّ الذي قد كنت أجزعه




    وكأنه أحس ألا لقاء بعد اليوم .. فراح يودع أيامه الخوالي
    ويستودع أحبابه في ذمة الله
    .. ويأمل اللقاء بهم في عالم الغيب


    بالله يا مَنزل الأنس الذي درستْ
    آثاره، وعفت مذ بنتُ أربعه
    هل الزمان مُعيد فيك لذتَنَا
    أم الليالي التي أمضته تُرجعه

    في ذمة الله من أصبحتَ منزله
    وجاد غيث على مغناكَ يُمرعه
    من عنده لي عهد لا يضيعه
    كما له عهد ودٍ لا أضيّعه

    ومن يُصـدّع قلبي ذكره، وإذا
    جرى على قلبه ذكري يُصدّعه
    لأصبرن لدهرٍ لا يُمتعني
    به، ولا بيَ في حالٍ يُمتعه

    علماً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً
    فأضيق الأمر إن فكرتَ أوسعه
    عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا
    جسمي، ستجمعني يوماً وتجمعه

    وإن تنل أحداً منا منيته
    فما الذي بقضاء الله يصنعه ؟





    ثم سأل الأندلسي عنه .. فخرجوا يطلبونه .. فانتهوا إلى البيت الذي هو فيه وسألوا جارته عنه، فقالت :

    "إنه كان في هذا البيت، ومنذ الأمس لم أبصره"
    فدفعوا الباب، فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه القصيدة

    فلما وقف الأندلسي على هذه الأبيات، بكى حتى خضب لحيته، وقال : "وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي"


    وكان في الرقعة وصف لمنزله في العراق في بلدة الكرخ
    فحمل إليهم خمسة آلاف دينار، وأخبرهم بموت الرجل



    في نهاية الموضوع ...
    تعجز الكلمات عن وصف روعة هذه القصيدة
    وعلى قول القائل: الكلام اللي يخرج من القلب، يدخل القلب
    XDD


    والآن .. أضع بين أيديكم القصيدة منشدة بصوت مبارك المحيميد

    أشكر الأخ العزيز
    قُطْرُب لأنه دلني عليها
    وكما أشكر أيضاً الأخ العزيز
    كرتوووش لإنتاجه الأنشودة كما ستسمعونها

    توجد القصيدة بصوت علي أبو زيدة المذيع في قناة المجد الفضائية
    في ألبومه "قمر في بغداد" صوته رائع جداً يا جماعة
    وطريقة إلقاءه أفضل من المحيميد .. لكنني لم أجدها على النت كله
    من يجدها .. أو هي عنده .. فليرسلها لي مشكوراً لأضعها هنا



    وأخيراً .. شكر كبير للمصممة المبدعة
    Layan 201 على الفواصل الرائعة
    التي أخذتها من موضوع
    :|[ فَواصلنَا الخَفِيفَه نُقدمُهَا لَكُم نَحن ]|:|[تَسْالِي بْلَس ]|:


    ختاماً ...
    أشكر الله أنه وفقني وأعطاني الوقت لكتابة هذا الموضوع
    الذي تحمست له لحبي لهذه القصيدة

    وأشكره على أن منحي الفرصة لأكتب للمرة الأولى في هذا القسم
    وإن شاء الله لن تكون الأخيرة

    لا أطيل أكثر من هذا ...
    القصيدة بين أيديكم .. تحليلها ومناقشتها ... الخ بيدكم
    أنتم لها XD

    وفق الله الجميع
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    التعديل الأخير تم بواسطة B7or ; 30-5-2011 الساعة 10:41 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية esraa

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    167
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ◊۩¯−ـ‗ قصيدة: قمر في بغداد لابن زريق البغدادي ‗ـ−¯۩◊

    جزاك الله خيرا على القصيده الرائعه

  3. #3

    الصورة الرمزية بسّام

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    1,448
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ◊۩¯−ـ‗ قصيدة: قمر في بغداد لابن زريق البغدادي ‗ـ−¯۩◊

    باسم الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك ..

    في الحقيقة أنني عندما وصلت إلى نهاية القصة بموت من نسأل الله أن يرحمه .. أحسست بأنها إحدى القصص الخيالية .. هي هاملت أو من ( ألف ليلة وليلة ) - كفانا الله شرها ^ ^" - ...

    نعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء .. ونسأله رحمته - سبحانه - ..

    أعجبتني المعاني في القصيدة والإطار الذي وُضعت فيه ( القافية والألفاظ ) .. لئن كانت القصيدة ارتجالاً فهي عجيبة من العجائب .. وربما ليست وحدَها العجيبة .. فلست تدري مقدار ما كان لديهم من فطنة .. نسأل الله من فضله ..

    موضوع رائع ومنظم .. القصيدة مع تسلسل الجو فيها .. والروابط العديدة .. والتنسيق .. جزيت خيرًا وبورك فيك يا أيها الهادي ^ ^ ..

    وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  4. #4


    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المـشـــاركــات
    85
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [منقول] ◊۩¯−ـ‗ قصيدة: قمر في بغداد لابن زريق البغدادي ‗ـ−¯۩◊


    شكراً جزيلاً لك أخي الكريم .......... القصيدة من أروع القصائد التي قرأتها وهي مؤثرة جداً ........

    التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفْ ; 6-12-2012 الساعة 12:19 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...