اِنْبِثـَآقُ أَمَلْ ~قِصَّتِي الأُولَى فِي هَذآ القِسْمْ~

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 20

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Ran 2008

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    1,660
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي اِنْبِثـَآقُ أَمَلْ ~قِصَّتِي الأُولَى فِي هَذآ القِسْمْ~

    انبثاقُ أمل

    استيقظت كعادتها صباحا بتأفف وضجر تردد كلماتٌ توحي برغبتها في الغياب عن المدرسة ولكن اليوم أول يوم في الفصل الدراسي الثاني،وقفت أمام المرآة تسرح شعرها الذهبي الذي ظهر بريقه ولمعانه مع خيوط الشمس المتسلله إلى غرفتها ، بقيت أمام المرآة تفكر في مستقبلها وهي على مشارف انتهاء المرحلة الثانوية وخصوصا بأنها فقدت نشاطها وقوتها فكانت دائما تردد في ذاتها كم أنا فاشِلة ؟؟ مضت سنين عمري ولم أنجز شيئاً.. بدت تفكر في شرود وقلق لكم تمنت أن تكون شيئا عظيما في المستقبل لكنها تحطم ذاتها بكلمات العجز التي ترددها كل صباح ..
    قطع تفكيرها صوت والدتها:هيا يا ابنتي لقد تأخرتي كثيرا
    جوري : حاضر أنا قادمة .
    أسرعت إلى والدتها قبلت رأسها : صباح الخير .
    ابتسمت والدتها : صباح الخير
    تناولت فطورها بهدوئها المعتاد منذ رحيل والدها أصبحت لا تبالي بشيء أبداً ،فقد تدنت في المستوى الدراسي وفقدت والدتها نشاطها منذ الصباح فهي لم تنجب سوى هذه الفتاة التي تمن أن تكمل مسيرة والدها ذلك الرجل الصالح الذي عمل لخدمة وطنه وأبناء وطنه بإخلاص ، ومنذ فقد والدها وحالها كحال طائر كسي رغم محاولات والدتها في إخراجها من هذا القفص الذي احتجزت نفسها فيه ..
    قطع ذلك الهدوء صوت الحافلة التي تقلها إلى مدرستها .. نهضت من كرسيها وقبلت يدي والدتها وارتدت عباءتها وخرجت وهي تقول : مع السلامة يا أماه .. دعواتكِ لي
    أجابت والدتها :مع السلامة وفقكِ الله يا عزيزتي وحفظكِ من كل سوء .
    وفور وصولها إلى المدرسة استقبلتها صديقتها ريم بابتسامةٍ وسرور ..
    ريم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    جوري : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
    ريم : ما أخباركِ؟؟ وما أخبار والدتكِ لقد اشتقت إليك كثيرا ؟؟
    جوري : الحمدلله نحن بخير وأنتِ كيف هي أخباركِ؟؟
    ريم : الحمدلله أنا بخير أنا مسرورة جدا لقد خرجت نتائج الفصل الدراسي الأول إنها معلقه على باب الفصل .. لقد نلت على نسبة عاليه جدا
    جوري : جيد جدا مباركٌ لكِ عزيزتي وقالت بلا مبالاة : منذ متى بدأنا الفصل الدراسي الثاني وللتو تظهر النتائج يا لهم من إدارة مهمله .
    ريم : هيا تعالي معي لأريكِ النتائج
    مضت مع صاحبتها وعيون الجميع تترقبها كانت متعجبه من نظراتهم وبعدها اكتشفت سر نظراتهم لها بهذه الطريقه لقد اعتادوا منها أن تكون الأولى على المدرسة ولكنهم صعقوا بدرجاتها هذه السنه ... فلم تتجاوز نسبتها الـ100% قط والآن أصبحت 90% حقا شيء غريب أثار تساؤل الطالبات ..
    ربتت ريم على كتفها : لا بأس يا عزيزتي ربما كانت الظروف التي مررت بها سبب في ذلك
    جوري : أعلم أنا فتاة ضعيفة فاشلة لم أكن أحقق النجاح الا بجهد والدي ووالدتي لكن رحل والدي الآن .. فمن سيساعدني ابتسمن أيتها الفتيات الآن هيا ارقصن فرحا أنا انسانة فاشِلة .
    أومأت ريم الى الفتيات بالرحيل .. وأخذت صاحبتها الى فصلها حيث أيضا العيون عليها واقعه ..
    لكن ريم اتفقت معهن أن لا يذكرن ما يجرحها إلا أنه لا بد من هذا السؤال من قِبَل المعلمة :
    من الأولى هل هي أنتي يا جوري كعادتكِ؟؟
    لم تحتمل جوري نظرات الجميع لها بالعتب وكلام معلمتها فخرجت من الفصل مما أثار قلق معلمتها التي علمت بعد ذلك بكل التفاصيل .. وقررت أن تعيد لجوري الأمل الذي فقدته..
    وبعد طول نهار ثقيل على قلب جوري رن الجرس الذي كانت تنتظره منذ بداية الحصة الأخيرة
    فلملمت حاجاتها على عجل وخرجت ولكن ريم تبعتها بسرعة وأردفت قائلة :
    عزيزتي جوري هل يمكنني زيارتكِ اليوم ..
    جوري بابتسامةٍ باهته: تفضلي يا عزيزتي لا داعي لأخذ الإذن البيت بيتكِ .
    ريم : شكرا لكِ good bay
    جوري : good bay
    وبعد أن عادت إلى منزلها مُثْقَلةٌ بالكثير من الأفكار التي تتزاحم في رأسها الصغير تمنت لو تستطيع أن تنزعها من رأسها لكنها لا تستطيع ليس لعدم مقدرتها بل لأنها كانت توهم نفسها بعدم مقدرتها على فعل شيء .. ذهبت إلى غرفتها بسرعة بعد أن ألقت السلام على والدتها
    وضعت حقيبتها على سريرها وشرعت لتؤدي فرضها .. ثم استلقت على سريرها وسرعان ما غطت في نوم عميق تاركة أفكارها تتضارب في رأسها ..
    وفي الساعة الرابِعة عصراً استيقظت على صوتِ المنبه .. أسرعت لتجهز نفسها فصاحبتها ستأتيها .. وبعد أن انتهت من ترتيب غرفتها وتجهيز بعض الحلويات ..
    رن الجرس فأسرعت لتفتح الباب لها، واستقبلتها بِسرور وبعد أن ألقت ريم التحية على والدة جوري ..ذهبتا معاً إلى غرفة جوري وقدمت جوري الأطباق التي أعدتها هي ووالدتها ،وعندما تناولت ريم قطعة من البسكويت المغطى بالكريمه الباردة أبدت إعجابها :يالكِ من طاهيةٍ ماهرة يا جوري
    جوري : حقاًّ لا أظن ذلك .. فـأنا لست بارعةَ في الطهي ولا غيره
    ريم : ولذلكَ أنا هنا من أجل هذا الموضوع ..
    ارتسمت على وجه الجوري ملامح الحيرة : ما قصدكِ لم أفهم ما ترمين إليه ؟؟
    ريم : بل أنتي تفهمين لقد تغيرتِ منذ وفاة والدك –رحمه الله – أصبحتِ مختلفة عما أعرفكِ عليه أين أملكِ؟؟ أوَلَستِ فتاة الأمل؟؟ أنتِ من أخرجنا من ظلمات اليأس وها أنتي تقعين فيه ؟؟ كنتي قوية جدا ..كنتي ذات صيتٍ بأخلاقكِ ونشاطكِ وروحكِ الفكاهيه في المدرسه ، أحبَّكِ الجميع ولم يكن لكِ أي أعداء؟؟ مابالكِ؟؟ حتى علاماتكِ تدنت أكُل هذا بسبب وفاة والدكِ هل تعتقدين أنه راضٍ عنكِ الآن والدكِ يتمنى أن تكوني شيئا كبيرا في الحياة هل فقدتِ الأمل ؟؟ أصبحتِ شاحبة الوجه !! عزيزتي لا بد للإنسان أن يتذوق هذا الكأس بدلا من أن تسعين لإرضاءِهِ في قبره تتسببين في إزعاجه ..
    صرخت جوري : كفى كفى أرجوكِ – بدأت دموعها تنهمر – يكفيني ما أنا فيه أحسست أني فاشلة لم أفلح إلا بدراستي وبفضل والدي ووالدتي .
    أجابت ريم لتقاطعها : كفي عن هذه الأعذار الواهية لكل إنسانِ جوانب نجاح تنير طريقه فلم يخلق الإنسان في بطن أمه عالماً أنتي مبدعه .. إنسيتي كم حصلتِ على جوائز وهديا أبدعتي في الكثير اكتشفي موقع ابداعكِ وطوريه،سأضطر للرحيل الآن فوالدي لوحده يجب أن أحضر له العشاء باكرا فكري في كلامي ..
    رافقت صديقتها إلى المخرج وهي شاردة في حديثها ..
    وفي الساعة العاشرة ذهبت لتنام وهي لا تزال تفكر في حديث ريم. إلى أن غفت ونامت ، وفي أثناء نومها رأت في المنام عجوزاً مغبرة تحاول الخروج من حفرة إلى أن خرجت منها بعد مضي نصف ساعة بالرغم من وجود وسائل لمساعدتها ،تعجبت جوري لأمرها فتقدمت لتسألها بينما كانت العجوز تنفض عن ثوبها الغبار وهي مسرورة .
    قالت جوري : مالي أراكِ مسرورة يا جده؟؟
    أجابت العجوز : لأنني خرجت من الحفرة .
    استطردت جوري في تعجب : كان بإمكانكِ أن تخرجي بسهولة لمَ خرجتِ من المكان الوعِر ولِم لم تستعيني بأحدهم لينقذكِ بسهولة ؟؟
    تبسمت العجوز وقالت : رغم ضعفي إلا أن هنالك بصيص أمل أضاء لي طريق الخروج لأنني لم أعرف اليأس يوما في حياتي وأحببت أن أكتشف هل أنا قادرة على مواجهة الصعاب لذلك لم أطلب المعونة من أحد.
    قالت جوري: وما هو ذلك الأمل الذي جعلكِ تخرجين من المأزق بسهولة ؟؟
    تبسمت العجوز مرة أخرى : إنه سر كبير لكن يبدو أنكِ بحاجة له ، الأمل هو شمعة كلما حافظتِ على بقاؤها كلما سهلت لكِ مأزقكِ..وكلما حاول اليأس الوصول اليكِ أحرقيه بشمعة الأمل ، وإن تمكن منكِ فلا تجعليه يكمل مسيره في ذاتكِ.. بل قاوميه وارفضيه .. وإياك بالقبول به عند فشلكِ في أمر ما فلربما يكون فشلك بابا لإبداعكِ وإصراركِ على المحاولة الجديدة والمستمرة حتى تصلين إلى مُنـاكِ..
    اختفت العجوز عن ناظريها وإذا بأصواتٍ قطرات المطر أيقظتها من حلمها جلست من نومها تفكر واقتربت من نافِذتها وتأملت قطرات المطر التي تحيي الأرض كذلك الأمل يحيي القلوب من جديد ..
    قالت بصوتٍ عالٍ :سأكون كتلك الأرض التي لا تعيش من دون قطرات المطر وإن لوثها اليأس فالأمل سيغسلها.
    خرجت من غرفتها مبتسمة وذهبت إلى أمها وقالت بابتسامة ممزوجة بنشاطٍ جعل والدتها تعود إلى الماضي وقالت :أماه لقد كنتُ مخطِأة ها قد حان الوقت لقد انبثق الأمل في هذا اليوم من جعبتي .. وسأسعى جاهدة للمحافظة على مستواي الدراسي وسأحقق حلمي وسأرفع رأسك أماه وأرفع رأس وطني ليفخر بي ..
    وبالفعل مر هذا الفصل الدراسي بخير وحصلت فيه على علامات كاملة وقبلتها جامعة في الخارج وذهبت الى هنالك وعادت إلى سابق عهدها ومضت السنين حتى تحقق حلمها و في يوم من الأيام كان الآهل والأصحاب عند والدتها وفجأة دخلت وهي ترتدي المعطف الأبيض والبسمة على ثغرها وتقول : وها قد حققت حلمي يا أماه .. أتت ابنتكِ التي طالما تعبتي في تربيتها هاهي الآن أثمرت وأتت اليكِ بشهادة الدكتوراه .
    أسرعت الأم إلى ابنتها واحتضنتها وأسرعت اليها صاحبتها ريم التي حققت حلمها أيضا بالأمل ومواصلة العمل وأصبحت مهندسة ذات صيت عالٍ واحتضنتها وهكذا انتهت حكاية هذه الفتاة بالأمل الذي ضمد جناحها المكسور وأنار طريقها حتى حققت حلمها .









    التعديل الأخير تم بواسطة Ran 2008 ; 29-5-2011 الساعة 07:56 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...