إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.....
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ( سورة آل عمران: 102)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } ( سورة الأحزاب:70،71 )

أما بعد....

فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالي- وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} ( التوبة:36 ).
فأخبر - سبحانه وتعالى - أنه منذ خلق السموات والأرض وخلق الليل النهار يدوران في الفلك، وخلق ما في السماء من الشمس والقمر يسبحان في الفلك، وينشأ منهما ظلمة الليل وبياض النهار ، فمن حينئذ جعل السنة اثنا عشر شهراً بحسب الهلال ، فالسنة في الشرع مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله أهل الكتاب .

ولذلك قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : كما في حجة الوداع والحديـث عند البخاري ومسلم من حديـث أبى بكرة رضي الله عنه :

{ إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعةٌ حُرمً، ثلاثاً متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مُضر الذي بين جُمادى وشعبان }..


رجب مُضر : والسر في إضافة شهر رجب إلى مُضر، أن مُضر كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنٌسب إليها .
وجاء في مسند الإمام أحمد عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال :
" لم يكن رسول الله صل الله عليه وسلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يُغزى أو يَغزو – أي في غير شهر حرام – فإذا حضره – يعنى شهر رجب – أقام بغير حرب حتى ينسلخ " .. (لطائف المعارف صـ163)


وسنتناول في موضعنا هذا شهر رجب ماهيته وما صلح فيه وما لم يصلح وإليكم الموضوعات ها هي بين أيديكم ، فلننهل من طيبها ، ونبتعد عن ما بها من بدع ومحظورات ..ولنهتدي بهدي سيد الخلق اجمعين صلوات الله وسلامه عليه .