بسم الله الرحمن الرحيم
الاستغناء
عندما يكون لديك ملك قارون وقال الناس ليت، أو حب روميو وجوليت، أوعندما يكون لديك سيارة وطيارة، وزوجة وعبارة، أو أولاد وبنات، وجميع الملهيات، أو قصور ودور، أو علم كبور، أو جاه وبقر، وأرض ونهر، أو حتى القمر، مع كل هذا لن تستغني، وتطمئن وتغني، ستظل تريد، ولن تكف عن المزيد...
لكن عندما يكون لديك مصحف وسجادة، سترتاح وتترك السيجارة والبارة، وحتى الطيارة، عندما تكون مع الله، ستنسى ما دون الإله، عندما تبكي بين يديه، ستستغني عنا بين يديك، عندما تعرف الرحمن، ستنسى عبارة الحب والنكران، والرقص على معازف الألحان، عندما تذكره بقلبك لا باللسان، ستستغني عن كل ما كان، عندما باختصار، تستغني بالرحمن، ستنسى الأكوان، فلم نبكي على الأطلال، ونتمنى حب ظبية البان، ألعيش في خسران؟، فلنبكي عند القدوس، ولن نعيش في عبوس.
قمة الاستغناء، عندما تعرف رب الأرض والسماء، قمة الطلب، عندما تملك جميع ما تحب، تسأل عن السبب؟ لأنك بين يدي من تحب، من أعطى إذا طُلب، من وعد بجنة، وحور تنسف الإنس والجنة، من وعد بالمقر، لذلك أُكلت خبزة من نهر، وقيل "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة، لجالدونا عليها بالسيوف" والدبابة، والسبب لأنه استغنى، ولم يطلب ويتمنى، ولذلك أيضا ترى صاحب الكنز، يبحث عن العز، بكل جلد وتعب، من هنا إلى حلب، لأنه لم يستغني بما وجد، بل طلب المزيد، وسيظل يريد ويريد...
ترى العابدين، حتى وإن كانوا فقيرين، لا يحرصون على العشاء والدعوة، ولا يريدون الشهرة، يريدون زيادة الطاعة، والتعوذ من الحماقة، أقصد حماقة عدم الاستغناء والراحة..
بقلمي:الدافور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المفضلات