الملك العادل ..... نور الدين زنكي

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي الملك العادل ..... نور الدين زنكي

    مقدمة :

    بسم
    الله الرحمن الرحيم ...

    عندما
    نتذكر القدس وفلسطين ,, يسرع إلى ذهننا ذكر صلاح الدين (رحمه الله)

    وننسى
    جميع من تعب قبله في غرس هذه الثمرة و إنباتها ...

    فتبادرت إلى
    ذهني مقولة لصلاح الدين يقول فيها :

    الذي
    يذكرني ولم يذكر معي هؤلاء (أسد الدين عمي ,, وأبي نجم الدين ,,والملك العادل نور الدين) فلم يذكرني ...

    لذلك
    بحثت عن نور الدين فوجدت ما ستقرؤون
    فأردت أن
    تستفيدوا معي


    أصله ونسبه:

    هو الملك العادل نور الدين
    محمود بن عماد الدين زنكي بن آقسنقر، كان جده آقسنقر قد وُلِّي حلب وغيرها من بلاد الشام، ونشأ أبوه عماد الدين بالعراق، وندبه الخليفة المسترشد بالله أمير المؤمنين لولاية ديار الموصل والبلاد الشامية بعد قتل آقسنقر البرسقي وموت ابنه مسعود، فظهرت كفايته وبدت شهامته واستتب له الأمر ففتح الرها والمعرة وكفر طاب وغيرها من الحصون الشامية، واستنقذها من أيدي الكفار، وحاصر دمشق مرتين، فلم يتيسر له فتحها، فلما انقضى أجله رحمه الله قام ابنه نور الدين مقامه في الملك.

    حياته:

    أكرم
    الله نور الدين بكل هذا التاريخ المجيد وكل هذه السيرة العطرة ولم تتجاوز أيامه في هذه الأرض ثمانية وخمسين عاماً، فقد ولد نور الدين وقت طلوع الشمس من يوم الأحد سابع عشر شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة، ومات يوم الأربعاء الحادي عشر من شوال سنة تسعٍ و ستين وخمسمائة، مكث منها في الملك ثمانية وعشرين عاماً.

    نشأته:

    نشأ
    نور الدين في كفالة والده، و تعلم القرآن و الفروسية و الرمي، و كان شهماً شجاعاً ذا همة عالية، وقصد صالح، وحرمة وافرة وديانة بينة .

    حبه للسنة:

    أظهر نور
    الدين ببلاده السنة، وأمات البدعة، ومن ذلك أمره بالتأذين بـ(حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح)، ولم يكن يؤذن بهما في دولة أبيه و جده، وإنما كان يؤذن بـ(حيّ على خير العمل) شعار الرافضة المبتدعة الذين كانوا كثيرين في أيامه.

    كان
    نور الدين محباً للسنة حريصاً على اتباعها، قال عنه ابن عساكر: "ولقد حكى عنه من صحبه في حضره وسفره أنه لم يكن يسمع منه كلمة فحش في رضاه ولا في ضجره، وإن أشهى ما إليه كلمة حق يسمعها أو إرشاد إلى سنة يتبعها" .

    حكى
    الشيخ أبو البركات أنه حضر مع عمه الحافظ أبي القاسم مجلس نور الدين لسماع شئ من الحديث، فمر أثناء الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج متقلداً سيفاً، فاستفاد نور الدين رحمه الله أمراً لم يكن يعرفه، وقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقلد السيف!!" يشير إلى التعجب من عادة الجند إذ هم على خلاف ذلك لأنهم يربطونه بأوساطهم، فلما كان من الغد مرّ وأنا تحت القلعة والناس مجتمعون ينتظرون ركوب السلطان، فوقفنا ننظر إليه، فخرج من القلعة وهو متقلد السيف و جميع عسكره كذلك، و يعلق ابن قاضي شهبة على هذه الحادثة فيقول: "رحم الله هذا الملك الذي لم يفرط في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الحالة. بل لما بلغته رجع بنفسه ورد جنده عن عوائدهم اتباعاً لما بلغه عن نبيه صلى الله عليه سلم فما الظن بغير ذلك من السنن"

    وروى أبو شامة قائلاً: "وبلغني من شدة اهتمام نور الدين رحمه الله بأمر المسلمين حين نزل الفرنج على دمياط أنه قرئ عليه جزء من حديث كان له به رواية، فجاء في جملة تلك الأحاديث حديث مسلسل بالتبسم فطلب منه بعض طلبة الحديث أن يبتسم لتتم السلسلة على ما عرف من عادة أهل الحديث، فغضب من ذلك وقال: إني لأستحي من الله تعالى أن يراني مبتسماً والمسلمون محاصرون بالفرنج"

    شجاعته:

    يقول الإمام ابن عساكر: "بلغني أنه في الحرب رابط الجأش، ثابت القدم، شديد الانكماش، حسن الرمي بالسهام، صليب الضرب عند ضيق المقام، يقدُم أصحابه عند الكرة، ويحمي منهزمهم عند الفرة، ويتعرض بجهده للشهادة لما يرجو بها من كمال السعادة

    وقال ابن الأثير: "وأما شجاعته وحسن رأيه فقد كانت النهاية إليه فيهما، فإنه كان أصبر الناس في الحرب، وأحسنهم مكيدة ورأياً، وأجودهم معرفة بأمور الأجناد وأحوالهم، وبه كان يضرب المثل في ذلك، سمعت جمعاً كثيراً من الناس لا أحصيهم يقولون: إنهم لم يروا على ظهر الفرس أحسن منه، كأنه خلق منه لا يتحرك و لا يتزلزل

    فتوحاته:

    بعد أن تولى نور الدين رحمه الله الملك استنقذ الرها من ابن جوسلين، ولما استتب له الأمر خرج غازياً في أعمال تل باشر، فافتتح حصونا كثيرة وافتتح قلعة أفامية وقلعة عزاز وتل باشر ودلوك ومرعش وقلعة عينتاب ونهر الجوز وغير ذلك، وحصن البارة وقلعة الراوندان وقلعة تل خالد وحصن كفر لاثا وحصن بسرفوت بجبل بني عليم، وغزا حصن إنب؛ فقصده الأبرنس متملك أنطاكية وكان من أبطال العدو وشياطينهم، فرحل عنها ولقيهم دونها فكسرها وقتله وثلاثة آلاف فرنجي كانوا معه، وبقي ابنه صغيراً مع أمه بأنطاكية وتزوجت بأبرنس آخر، فخرج نور الدين رحمه الله في بعض غزواته فأسر الإبرنس الثاني، وتملك أنطاكية ابن الأبرنس الأول، وهو بيمنت، ووقع في أسره في نوبة حارم وباعه نفسه بمال عظيم أنفقه في الجهاد ، وحاصر دمشق مرتين فلم يتيسر له فتحها، ثم قصدها الثالثة فتم له الصلح مع ملكها معين الدين وصاهره (تزوج ابنته)، واجتمعت كلمتهما على العدو لما وازره وسلم أهلها إليه البلد؛ لغلاء الأسعار والخوف من استعلاء كلمة الكفار، فضبط أمورها، وحصن سورها، وبنى بها المدارس والمساجد، وأفاض على أهلها الفوائد، وأصلح طرقها، ووسع أسواقها، وأدر الله على رعيته ببركته أرزاقها، وبطل منها الأنزال، ورفع عن أهلها الأثقال، ومنع ما كان يؤخذ منهم من المغارم كدار بطيخ وسوق البقل وضمان النهر والكيالة وسوق الغنم وغير ذلك من المظالم، وأمر بترك ما كان يؤخذ على الخمر من المكس، ونهى عن شربه وعاقب عليه بإقامة الحد والحبس، واستنقذ من العدو خذلهم الله ثغر بانياس وغيره من المعاقل المنيعة، كالمنيطرة وغيرها بعد الأياس

    زهده وتواضعه:

    كان السلطان نور الدين رحمه الله زاهداً متواضعاً، لا يحب علواً في الأرض ولا فساداً، تلقى يوماً من بغداد هدية تشريف عباسية، ومعها قائمة بألقابه التي كان يذكر بها على منابر بغداد ".. اللهم أصلح المولى السلطان الملك العادل العالم العامل الزاهد العابد الورع المجاهد المرابط المثاغر نور الدين و عدته، ركن الإسلام و سيفه، قسيم الدولة وعمادها، اختيار الخلافة ومعزها، رضيَّ الإمامة وأثيرها، فخر الملة ومجدها، شمس المعالي و ملكها، سيد ملوك المشرق والمغرب وسلطانها، محي العدل في العالمين، منصف المظلوم من الظالمين ناصر دولة أمير المؤمنين.."، لكن نور الدين رحمه الله أسقط جميع الألقاب وطرح دعاءً واحداً يقول: "اللهم واصلح عبدك الفقير محمود زنكي!!"

    بين نور الدين وصلاح الدين:

    عمل بعض المؤرخين من أصحاب الغرض ـ مثل ابن أبي طي ـ على تضخيم الخلاف الذي حدث بين نور الدين وصلاح الدين رحمهما الله وحملوا على نور الدين كثيراً، ونسبوا له ما لا يليق به، وقد أحسن الإمام أبو شامة إذ رد عليهم كلامهم، وبين سبب حملهم على نور الدين رحمه الله بقوله: "ابن أبي طيّ متهم فيما ينسبه إلى نور الدين مما لا يليق به، فإن نور الدين رحمه الله كان قد أذل الشيعة بحلب وأبطل شعارهم، وقوّى أهل السنة، وكان والد ابن أبي طيّ من رؤوس الشيعة فنفاه من حلب، فلهذا هو في الكتاب كثير الحمل على نور الدين رحمه الله فلا يقبل منه ما ينسبه إليه مما لا يليق به. والله أعلم".

    كان صلاح الدين رحمه الله وأسرته محل تكريم السلطان نور الدين رحمه الله، ذلك أن أسد الدين شيركوه ـ عم صلاح الدين ـ هو الذي مهد الأمر لنور الدين ليصير حاكماً على حلب، وقد حفظ نور الدين لأسد الدين رحمهما الله هذا الجميل، وكان ما رآه نور الدين من شجاعة أسد الدين وجلده على جهاد الفرنجة، دافعاً لحفظ الجميل، فأكرمه وجعله مقدمة عسكره، وأقطعه حتى صارت له حمص والرحبة وغيرهما، ولما تعلقت همة نور الدين بدمشق أمر أسد الدين أن يرسل إلى أخيه نجم الدين أيوب ـ والد صلاح الدين ـ ليترك دمشق ويلتحق بخدمة نور الدين، ففعل، وصار أسد الدين ونجم الدين عند نور الدين في المحل الأعلى والمكان الأسمى، لا سيما نجم الدين، فإن جميع الأمراء كانوا إذ دخلوا على نور الدين لا يقعدون حتى يأمرهم نور الدين بذلك، إلا نجم الدين فإنه كان إذا دخل إليه قعد من غير أن يؤمر بذلك".

    ولما خاف نور الدين رحمه الله على مصر من أن يدخلها الفرنجة؛ أمر صلاح الدين أن يسير إلى عمه أسد الدين في حمص يأمره بالحضور إليه، ويحثه على الإسراع، فلما فعل وعاد مع عمه أمرهما نور الدين بالخروج في الجيش إلى مصر، يقول صلاح الدين: "قال لي نور الدين: لابد من مسيرك مع عمك، فشكوت إليه المضايقة، وقلة الدواب، وما أحتاج إليه فأعطاني ما تجهزت به، وكأنما أساق إلى الموت، وكان نور الدين مهيباً مخوفاً مع لينه ورحمته، فسرت معه، فلما استقر أمره وتوفي أعطاني الله من ملكها ما لا كنت أتوقعه" ، وبعد وفاة أسد الدين، خلفه صلاح الدين، "وثبت قدمه، ورسخ ملكه، وهو نائب عن الملك العادل نور الدين، والخطبة لنور الدين في البلاد كلها، ولا يتصرفون إلا عن أمره، واستمال صلاح الدين قلوب الناس، وبذل لهم الأموال مما كان أسد الدين قد جمعه" .

    ذكر الإمام أبو شامة أن العلاقة بين نور الدين وصلاح الدين رحمهما الله توترت مرتين: الأولى عندما طلب صلاح الدين من نور الدين أن يرسل إليه إخوته فرفض نور الدين، وقد أوّل المغرضون هذا الرفض بأنه خوف من نور الدين على القوة المتنامية لصلاح الدين، وخشيته أن يسهم وجود إخوته معه في زيادة هذه القوة، أما المنصفون من المؤرخين فقد بينوا عكس ذلك ونقلوا عن نور الدين أنه قال مبيناً سبب رفضه: "أخاف أن يخالف أحد منهم عليك فتفسد البلاد"، وعضددوا قولهم بأن نور الدين أرسل أخوة صلاح الدين في جيش الإمداد الذي وجهه إلى مصر عندما زحف الفرنجة إليها، ونصح شمس الدولة تورانشاه بن أيوب الأخ الأكبر لصلاح الدين نصيحة غالية تبين مدى حرصه على استتباب الأمر لصلاح الدين، إذ قال له: "إن كنت تسير إلى مصر وتنظر إلى أخيك أنه يوسف الذي كان يقوم في خدمتك وأنت قاعد، فلا تسر فإنك تفسد البلاد، وأحضرك حينئذ وأعاقبك بما تستحقه، وإن كنت تنظر إليه أنه صاحب مصر وقائم فيها مقامي وتخدمه بنفسك كما تخدمني فسر إليه، واشدد أزره وساعده على ما هو بصدده، فقال تورانشاه : أفعل معه من الخدمة والطاعة ما يصل إليك ـ إن شاء الله تعالى ـ فكان كما قال.

    أما الثانية: فقد أوردها الإمام أبو شامة نقلاً عن ابن الأثير إذ قال: "وفي سنة سبع وستين أيضاً جرى ما أوجب نفرة نور الدين من صلاح الدين، وكان الحادث أن نور الدين أرسل إلى صلاح الدين، يأمره بجمع العساكر المصرية والمسير بها إلى بلاد الفرنج والنزول على الكرك ومحاصرته، ليجمع هو أيضاً عساكره ويسير إليه ويجتمعا هناك على حرب الفرنج والاستيلاء على بلادهم، فبرز صلاح الدين من القاهرة في العشرين من المحرّم وكتب إلى نور الدين يعرّفه أن رحيله لا يتأخر.

    وكان نور الدين قد جمع عساكره وتجهز، وأقام ينتظر ورود الخبر من صلاح الدين برحيله ليرحل هو، فلما أتاه الخبر بذلك رحل من دمشق عازماً على قصد الكرك فوصل إليه، وأقام ينتظر وصول صلاح الدين إليه، فأتاه كتابه يعتذر فيه عن الوصول باختلال البلاد، وأنه يخاف عليها مع البعد عنها فعاد إليها، فلم يقبل نور الدين عذره، وكان سبب تقاعده أن أصحابه وخواصه خوفوه من الاجتماع بنور الدين، فحيث لم يمتثل أمر نور الدين شق ذلك عليه وعظم عنده، وعزم على الدخول إلى مصر وإخراج صلاح الدين عنها.

    فبلغ الخبر إلى صلاح الدين فجمع أهله وفيهم والده نجم الدين وخاله شهاب الدين الحارمي، ومعهم سائر الأمراء وأعلمهم ما بلغه من عزم نور الدين على قصده وأخذ مصر منه، واستشارهم فلم يجبه أحد منهم بشيء، فقام ابن أخيه تقي الدين عمر وقال: إذا جاءنا قاتلناه وصددناه عن البلاد، ووافقه غيره من أهله فشتمهم نجم الدين أيوب وأنكر ذلك واستعظمه، وكان ذا رأي ومكر وكيد وعقل، وقال لتقي الدين: اقعد، وسبّه، وقال لصلاح الدين: أنا أبوك وهذا شهاب الدين خالك أتظن في هؤلاء كلهم من يحبك ويريد لك الخير مثلنا؟ فقال: لا، فقال نجم الدين: والله لو رأيت أنا ـ وهذا خالك ـ نور الدين لا يمكننا إلا أن نترجل إليه، ونقبل الأرض بين يديه، ولو أمرنا بضرب عنقك بالسيف لفعلنا، فإذا كنا نحن هكذا كيف يكون غيرنا؟ وكل من تراه من الأمراء والعساكر لو رأى نور الدين وحده لم يتجاسر على الثبات على سرجه، ولا وسعه إلا النزول وتقبيل الأرض بين يديه، وهذه البلاد له وقد أقامك فيها، فان أراد عزلك فأي حاجة به إلى المجيء، يأمرك بكتاب حتى تقصد خدمته، ويولي بلاده من يريد، وقال للجماعة كلهم: قوموا عنا، فنحن مماليك نور الدين وعبيده، ويفعل بنا ما يريده، فتفرقوا على هذا، وكتب أكثرهم إلى نور الدين بالخبر.

    ولما خلا نجم الدين أيوب بابنه صلاح الدين قال له: أنت جاهل قليل المعرفة، تجمع هذا الجمع العظيم وتطلعهم على ما نفسك فإذا سمع نور الدين أنك عازم على منعه من البلاد جعلك أهم الأمور إليه وأولاها بالقصد، ولو قصدك لم تر معك من هذا العسكر أحداً، وكانوا أسلموك إليه، وأما الآن بعد هذا المجلس فسيكتبون إليه ويعرفونه قولي، وتكتب أنت إليه وترسل في هذا المعنى وتقول: أي حاجة إلى قصدي؟ يجيء نجّاب يأخذني بحبل يضعه في عنقي، فهو إذا سمع هذا عدل عن قصدك واشتغل بما هو أهم عنده، والأيام تندرج، والله كل وقت في شأن، ففعل صلاح الدين ما أشار به والده، فلما رأى نور الدين رحمه الله الأمر هكذا عدل عن قصده، وكان الأمر كما قال نجم الدين: توفى نور الدين ولم يقصده ولا أزاله، وكان هذا من أحسن الآراء وأجودها. وأقول: أنى له أن يعرف بما قاله نجم الدين لصلاح الدين مختلياً به، والصواب أن نأخذ بظاهر الأمر وهو أن نجم الدين يرى حقيقة ـ لا سياسة ـ أنه وصلاح الدين تحت قيادة نور الدين.

    وقد أكد ابن الأثير في أكثر من موضع أن السبب في غضب نور الدين من صلاح الدين هو أنه رأى منه ـ أي من صلاح الدين ـ فتوراً من غزو الفرنج من ناحيته، "وكان نور الدين لا يرى إلا الجد في غزوهم بجهده وطاقته". وقال أبو شامة: "ولو علم نور الدين ماذا ادخر الله ـ تعالى ـ للاسلام من الفتوح الجليلة على يد صلاح الدين من بعده لقرت عينه، فإنه بنى على ما أسسه نور الدين رحمه الله من جهاد المشركين، وقام بذلك على أكمل الوجوه وأتمها ـ رحمهما الله تعالى ـ.

    بعد وفاة نور الدين ظل صلاح الدين على وفائه لنور الدين، وظهر ذلك في مواقف عده منها:

    ـ سعى صلاح الدين رحمه الله إلى ولاية ولد نور الدين ـ الملك الصالح ـ لصغر سنه، وفاء لنور الدين رحمه الله وحفظاً لوحدة الأمة، ورد على من عاتبه على ذلك ظناً منه أن صلاح الدين طمع في ملك نور الدين بقوله: "إنا لا نؤثر للإسلام وأهله إلا ما جمع شملهم، وألف كلمتهم، وللبيت الأتابكي ـ بيت نور الدين ـ أعلاه الله إلا ما حفظ أصله وفرعه، ودفع ضره وجلب نفعه، فالوفاء إنما يكون بعد الوفاة، والمحبة إنما تظهر آثارها عند تكاثر أطماع العداة، وبالجملة إنا في واد، والظانون بنا ظن السوء في واد ولنا من الصلاح مراد، ولا يقال لمن طلب الصلاح إنك قادح، ولا لمن ألقي السلاح أنك جارح" ، ولما تجمع الروافض حول ابن نور الدين ـ صغير السن ـ عرضوا عليه نصرته على أن يأذن لهم بأن "يجهروا بـ(حي على خير العمل) في الأذان، وقدّام الجنائز بأسماء الأئمة الاثني عشر، وأن يصلوا على أمواتهم خمس تكبيرات، وأشياء كثيرة اقترحوها مما كان قد أبطله نور الدين ـ رحمة الله ـ فأجيبوا إلى ذلك" ،لم يكن أمام صلاح الدين رحمه الله إلا أن يعمل على أخذ البلاد منهم، فقاومهم حتى طلبوا الصلح فأجابهم وعفا وعف، وكفى وكف، وأبقى للملك الصالح ـ ابن نور الدين ـ حلباً وأعمالها وأراد له الإعزاز فرد له عزار"، ولرد عزار قصة تبين حب صلاح الدين لنور الدين إذ بعث الملك الصالح أخته بنت نور الدين إلى صلاح الدين في الليل، فدخلت عليه فقام قائماً، وقبل الأرض وبكى على نور الدين، فسألت أن يرد عليهم عزار، فقال سمعاً وطاعة، فأعطاها، وقدم لها من الجواهر والتحف والمال شيئاً كثيرا"، ولم يدخل صلاح الدين حلب إلا بعد وفاة ابن نور الدين.

    ـ عندما فتح صلاح الدين بيت المقدس، "أمر بالوفاء بالنذر النوري ـ أي نذر نور الدين ـ ونقل المنبر ـ الذي بناه نور الدين ليضعه في المسجد الأقصى ـ إلى موضعه القدسي، فعُرفت بذلك كرامات نور الدين التي أشرق نورها بعده بسنين" .

    ـ لم يذكر نور الدين أمام صلاح الدين إلا وترحم عليه وذكره بالخير، حتى إنه قال إن كل عدل فيه أنما تعلمه من نور الدين.


    وفاته:

    نور الدين محمودقدم نور الدين محمود إلى دمشق في ربيع عام
    569هـ/ 1174م لإعداد حملة على مصر، فبعث يطلب العساكر من الموصل والجزيرة الفراتية وديار بكر، لكنَّ الأجل كان له بالمرصاد فتُوفِّي يوم الأربعاء في (11 من شوال عام 569هـ) إثر التهاب لوزتيه وإصابته بالحمى والاختناق نتيجة ذلك.

    رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ....

    سلامــ,,,

  2. #2

    الصورة الرمزية جواهـر

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    3,458
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الملك العادل ..... نور الدين زنكي

    وعليكم السلآم ورحمة الله وبركآته

    معلومآت رآئـعه وقيمة عن هآذآ الملك

    شكراً لك وجزآك الله الف خير

    ورفع الله من قدرك

    في مان الله وحفظه

  3. #3

    الصورة الرمزية ياسر

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    2,337
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: الملك العادل ..... نور الدين زنكي

    جزاك الله خيراً يا أختي ...

    ومانفعله
    قليل بحق هؤلاء ...

    هم
    كرسوا حياتهم وجهدهم ,,لنصرة دين الله وإشاعة الحق .. واسترداد بيت المقدس ...

    فيجب
    علينا أن نتذكرهم بين الحين والآخر كي لانكون ظالمين لهم ,, ونكون ممن قال الله تعالى فيهم : ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا في الإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )

    سلامــــ,,,,

  4. #4

    الصورة الرمزية سَجَعْ

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    1,082
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: الملك العادل ..... نور الدين زنكي


    بسم الله’ الرحمن’ الرحيم~
    السلام’ عليكم ورحمة الله وبركاته "
    جزاكم الله خيراً ع’ مثل هذا الموضوع




    هدية عابرة :

    أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره
    ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...