[منقول] لا تــُصالح ، أمل دنقل

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الصورة الرمزية Nana San

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    495
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [منقول] لا تــُصالح ، أمل دنقل

    بسمِ الله الرحمن الرحــيم ،،

    سلامٌ قولاً من ربٍ رحيـــم ~
    .
    .

    قصيدة لا تصالح ، من روائع أمل دنقل الذهبية . .
    .
    .


    (1 )

    لا تصالحْ!
    ..ولو منحوك الذهب
    أترى حين أفقأ عينيك
    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
    هل ترى..؟
    هي أشياء لا تشترى..:
    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
    وكأنكما
    ما تزالان طفلين!
    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
    صوتانِ صوتَكَ
    أنك إن متَّ:
    للبيت ربٌّ
    وللطفل أبْ
    هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
    أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
    تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
    إنها الحربُ!
    قد تثقل القلبَ..
    لكن خلفك عار العرب
    لا تصالحْ..
    ولا تتوخَّ الهرب!




    (2)

    لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
    أعيناه عينا أخيك؟!
    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
    سيقولون:
    جئناك كي تحقن الدم..
    جئناك. كن -يا أمير- الحكم
    سيقولون:
    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
    إلى أن يجيب العدم
    إنني كنت لك
    فارسًا،
    وأخًا،
    وأبًا،
    ومَلِك!



    (3)

    لا تصالح ..
    ولو حرمتك الرقاد
    صرخاتُ الندامة
    وتذكَّر..
    (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
    أن بنتَ أخيك "اليمامة"
    زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
    بثياب الحداد
    كنتُ، إن عدتُ:
    تعدو على دَرَجِ القصر،
    تمسك ساقيَّ عند نزولي..
    فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
    فوق ظهر الجواد
    ها هي الآن.. صامتةٌ
    حرمتها يدُ الغدر:
    من كلمات أبيها،
    ارتداءِ الثياب الجديدةِ
    من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
    من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
    وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
    لينالوا الهدايا..
    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
    ويشدُّوا العمامة..
    لا تصالح!
    فما ذنب تلك اليمامة
    لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
    وهي تجلس فوق الرماد؟!



    (4)


    لا تصالح
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
    وكيف تصير المليكَ..
    على أوجهِ البهجة المستعارة؟
    كيف تنظر في يد من صافحوك..
    فلا تبصر الدم..
    في كل كف؟
    إن سهمًا أتاني من الخلف..
    سوف يجيئك من ألف خلف
    فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
    لا تصالح،
    ولو توَّجوك بتاج الإمارة
    إن عرشَك: سيفٌ
    وسيفك: زيفٌ
    إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
    واستطبت- الترف


    (5)


    لا تصالح
    ولو قال من مال عند الصدامْ
    ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
    عندما يملأ الحق قلبك:
    تندلع النار إن تتنفَّسْ
    ولسانُ الخيانة يخرس

    لا تصالح
    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
    كيف تنظر في عيني امرأة..
    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
    كيف تصبح فارسها في الغرام؟
    كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
    -كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
    وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟

    لا تصالح
    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
    وارْوِ قلبك بالدم..
    واروِ التراب المقدَّس..
    واروِ أسلافَكَ الراقدين..
    إلى أن تردَّ عليك العظام!



    (6)

    لا تصالح
    ولو ناشدتك القبيلة
    باسم حزن "الجليلة"
    أن تسوق الدهاءَ
    وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
    سيقولون:
    ها أنت تطلب ثأرًا يطول
    فخذ -الآن- ما تستطيع:
    قليلاً من الحق..
    في هذه السنوات القليلة
    إنه ليس ثأرك وحدك،
    لكنه ثأر جيلٍ فجيل
    وغدًا..

    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
    يوقد النار شاملةً،
    يطلب الثأرَ،
    يستولد الحقَّ،
    من أَضْلُع المستحيل


    لا تصالح

    ولو قيل إن التصالح حيلة
    إنه الثأرُ
    تبهتُ شعلته في الضلوع..
    إذا ما توالت عليها الفصول..
    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
    فوق الجباهِ الذليلة!


    (7)

    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
    كنت أغفر لو أنني متُّ..
    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
    لم أكن غازيًا،
    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
    أو أحوم وراء التخوم
    لم أمد يدًا لثمار الكروم
    أرض بستانِهم لم أطأ
    لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
    كان يمشي معي..
    ثم صافحني..
    ثم سار قليلاً
    ولكنه في الغصون اختبأ!
    فجأةً:
    ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
    واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
    وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
    فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
    لم يكن في يدي حربةٌ
    أو سلاح قديم،
    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ


    (8)


    لا تصالحُ..

    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
    النجوم.. لميقاتها
    والطيور.. لأصواتها
    والرمال.. لذراتها
    والقتيل لطفلته الناظرة
    كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
    الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
    وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
    كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
    والذي اغتالني: ليس ربًا..
    ليقتلني بمشيئته
    ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
    ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
    لا تصالحْ
    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
    (في شرف القلب)
    لا تُنتقَصْ
    والذي اغتالني مَحضُ لصْ
    سرق الأرض من بين عينيَّ
    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!


    (9)

    لا تصالح
    فليس سوى أن تريد
    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
    وسواك.. المسوخ!


    (10)

    لا تصالحْ
    لا تصالح


    .
    .
    .

    تعجزُ الكَلمات عن وصفها بحق ، وأظن أنـّي خصصت أفضل مقطع في نظري وأفضل العبارات بالتمييز، ولـَم أنتقي هذهِ القصيدة دون غيرها عبثاً ..

    وفقكم الله لما يُحبه ويـَرضاه


  2. #2

    الصورة الرمزية وميض الأمل96

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    387
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: لا تــُصالح ، أمل دنقل

    وعليكـِ السـلـام ورحـمـة الــلـه وبــركـاته . .

    لـا بـأس بـهـا . . جــمـيـلة . .

    رأيــت المـقطـع ورأيــت كــلمـاته فــي كــل مكــان .

    لكــن هـل تعـرفين مـن هـو "
    أمــل دنــقـل " ؟؟

    هــو من قـال :

    المجد للشيطان.. معبود الرياح
    من قال "لا" في وجه من قالوا "نعم"
    من علّم الإنسان تمزيق العدم
    من قال "لا".. فلم يمت، وظلّ روحا أبديّة الألم !

    والــله لـا اريــد حـتى أن انـسخ كـلـامـه الـوقح . .

    لـا يدرى مـ، كـلـامه هـذا هــل هـو
    عـابد شيـطان ؟ ام هـو بنـفسه شيطــان ؟ أم هــو شخــص مـلحد؟

    اكــثـر مــن يــشبـهني بـ "
    نـوال الســعداوي " فــي وقــاحــته وحــقارتـه . .

    فمـا رأيــت فيــه شــيئا جــميلـا !!
    فلـا هو أديــب مــثل
    طـه حســين فنســتمع لـه مــع حـذر مـن دسـائسـه . .
    ولا هو شــاعـر مثــل
    جــبران خـلـيل فنقـرأ لــه مـع عـلمنا وحذرنا مــ، نصـرانيته ..
    بــل هو مثــل كل نــاعق بكـلـام وقح بدون دلــيل ..
    فالــأجدر بنا عدم الإلتفــات لــه أصــلـا فمــا فـي قوله إفــادة ولـا علم ..


  3. #3

    الصورة الرمزية Nana San

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    495
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: لا تــُصالح ، أمل دنقل

    واللهِ لا أستطيع أن أخفي عليكِ انعقاد لساني من المقطع الذي وضعتهِ للتو !!
    أنا لا أعلم الكثير عن أمل دنقل سوى ربما البلد الذي نشأ فيها لا أكثر ، وأتابع صفحته التي توضع فيها مقاطع من قصائده ، والتي تتضمن بعض التجاوزات التي أحسبها ضمن تخرصات الشعراء المتعارف عليها ، لكن لم أتوقع أن يَكون في شعره هذهِ الكلمات القذرة أبداً !!!!

    وضعت القصيدة والكلمات ، لأنها تعبر عن واقع ولأنها رائعة تلامس شغاف القلوب ، بجهلٍ مني بكينونة هذا الشاعر ، لربما أخذت الطيب من هذهِ الكلمات دون الالتفات لمن كاتبها أصلاً !

    جزيتِ خيراً عزيزتي ، على الأقل لن أذهب في مدح هذا الشاعر عنان السماء مجدداَ
    سلمتِ جداً على ردك الذي أسعدني بحق وأفادني ~

    أذاقكِ المولى برد عفوه وحفظكِ من كل سوء

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...