بسم الله الرحمن الرحيم
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أهلا بكم جميعًا ^^ في أول موضوع لي في نور المعرفة، وأرجو ألّا يكون الأخير :)

سنتحدّث عن موضوع لطيفٍ خفيف، و
عنصر أساسي لجمال الحياة وإشراقها..
عنصر يدعونا
للتأمّل كثيرًا في عظمة خلق الله، ودقته وجماله.












ما هو اللون؟

هو ما نراه عندما تقوم الملونات بتعديل الضوء فيزيائيا بحيث تراه العين البشرية، ويترجم في الدماغ..
و
اللون هو أثر فيزيولوجي ينتج في شبكية العين، سواء كان اللون ناتجًا عن المادة الصباغية الملونة أو عن الضوء الملون.







كيف نرى اللون؟

كل الألوان التي نراها أصلها واحد، وهي عبارة عن ضوء تتأثر به أعيننا، ولكل لون تردد محدد،
فالضوء الذي نراه هو عبارة عن موجات لها تردد محدد، فالضوء الأحمر هو موجة لها تردد، واللون الأخضر هو نفس الموجة الضوئية ولكن لها تردد أكبر، وهكذا..
إذن تختلف الألوان عن بعضها باختلاف طول موجة كل منها أو تردده، وهذه آية تستحق التفكر.



عندما يسقط
الشعاع الضوئي على مادة ما فتبدو بيضاء، فهذا دليل على أنها تعكس كل الألوان ولا تمتص شيئًا منها،
وإذا رأينا مادة
سوداء فهذا يعني أنها تمتص كل الألوان ولا تعكس شيئًا منها.
أما المادة
الحمراء فهي تمتص كل الألوان عدا الأحمر فتعكسه لنا فنراها حمراء وهكذا.

نحن لا نستطيع إدراك الأشياء الملونة إلا بواسطة الضوء الواقع عليها والذي ينعكس جزء منه إلى عيوننا،
ولذلك فأي شيء ملون إذا ما سلط عليه ضوء قوي فإنه
يعكس إشعاعًا أكثر وبالتالي يظهر أكثر نصوعًا
أما إذا وقع هذا الشيء الملون تحت ضوء خافت فإنه
يعكس قليلًا ويظهر غير واضح.













ما الذي يجعلنا نرى الأشياء ملونة؟

إن أي جسم معرض للضوء يمتص الإشعاعات ويعكس البعض الآخر، ولون هذا الجسم هو لون الإشعاع المنعكس منه..

فالفستان أحمر لأنه امتص كل إشعاعات الضوء الساقطة عليه وعكس إلى عيوننا الإشعاعات الحمراء،
وتنقل العين هذه الاحساسات إلى المخ عن طريق مجموعة
الأقماع الشبكية الخاصة باللون الأحمر وبذلك يتكون الإحساس باللون الأحمر.







كيف ينتج اختلاف الألوان؟

خلق الله الكون بحيث يتألف من ذرات والذرة تتألف من جسيمات أصغر منها، وجميع هذه المخلوقات الصغيرة تهتز بنظام محكم وعجيب.
وقد درس العلماء ظاهرة اختلاف الألوان ودهشوا عندما رأوا هذا التنوع اللامنتهي في عالم النبات والحشرات والحيوان.

يقوم النبات أثناء عملية التركيب الضوئي
بامتصاص الفوتونات الضوئية القادمة من الشمس وتحويلها إلى طاقة كيميائية تختزن في أوراق النبات،
وأودع الله في هذه النباتات برنامجًا محكمًا يعطي الأوامر للخلايا بامتصاص اللون الأخضر، ولذلك نجد أوراق النباتات خضراء!

أما النباتات في أعماق البحار حيث لا يصل الضوء الأخضر نجدها
تمتص الضوء الأزرق ولذلك فإن هذه العملية معقدة جدًا وقد دُرست من قبل علماء وكالة ناسا،
وتبين لهم أن ألوان النبات تختلف مع اختلاف القدرة على امتصاص الطيف الضوئي.

ويقول العلماء لولا هذه القدرة على امتصاص
ضوء محدد في النباتات لبدى العالم أسود قاتمًا، ولكنها بالفعل عملية مدهشة تستحق التفكير!
ويؤكد علماء آخرون أن الطبيعة لا يمكن أن توفر مثل هذه البرامج المعقدة في عالم النبات لتعطي هذا التنوع الهائل والمتناغم بحث لا نجد أي خلل في
عالم الألوان الطبيعي،
لذلك لابد أن يكون هناك
قوة مهيمنة على هذا الأمر!

ونقول إنها قدرة الله تعالى القائل: (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل: 13].
ومن خلال مراقبة العلماء للغطاء النباتي تبين أن النبات لا يمتص الأشعة تحت الحمراء، بل يعكسها،
وهذا يساهم في تنظيم درجة حرارة الغلاف الجوي، ولا يزال هذا الأمر لغزًا محيرًا لهم.













ختامًا..

الألوان وكل ما أبدع الخالق في الكون، آياتٌ تستحق التأمل..
أرجو أن يكون ما عُرضَ هُنا أفادكم ولو قليلًا..
كنتُ أود لو أضيف المزيد من المعلومات، لكن ليس في الوقت متّسع.

شُكرًا لكم..

دمتم على خير
في أمـــان الله وحفظه