السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وبعد ....
الحياة مثل المسرح من إعداد و قصة و تمثيل و إخراج و في النهاية إنتاج آخرين
تختلف رؤية كل واحد منهم فكلهم يطوعون الأحداث كيفما أرادوا لخدمة الغاية التي من أجلها انتجوا العمل كلاً حسب أهواءه
فعند إخراج عمل ما نجده من قصة و ظهور للعيان على شكل مسرح فيه إختلافات تبع رغبة المخرج أو المنتج
في الماضي كنت أصدق أشياء الآن هي مجرد أكاذيب و في فترة من الزمن كذبت كل ما أرآه حتى لو وافق أهوائي
أو انصب في مصلحتي أما الآن ما عدت أتعامل مع أي شيء بتصديقه أو تكذيبه و وقفت وقفة المتفرج كالذي يشاهد فيلم
لا يستطيع أن يؤثر في أحداثه
آخر الزمان في يوتيوب يعرض شابان أحدهما يري الآخر ورقة و من ثمة يسأله عنها و يجيب الآخر عما يراه فيرد الأول أن ما تراه ليس هو الحقيقة بل ما أريدك أنا أن تراه " معاكسة الظواهر و الحقائق" هذا ما كان يقصده
لذلك لا تصدق كل ما تراه و لا تكذب لكي لا تندم عند حدوث العكس
في قصة ظريفة سأسردها لكي أبين المغزى منها فاللبيب بالإشارة يفهم
قصة نملة
نملة كذابة
يقول صاحب هذه القصة
..... في أحد المرات كنت جالساً في البــــرية وأقلب بصري هنا وهناك ،
أنظر إلى مخلوقات الله وأتعجب من بديع صنع الرحمن ..
~ ولفت نظري هذه النملة التي كانت تجوب المكان من حولي تبحث عن شيء لا أظن أنها تعرفه ...
ولكنها تبحث و...تبحث .. لا تكل .... ولا تمل ..
~ يقول وأثناء بحثها عثرت على بقايا جرادة ....
وبالتحديد رجل جرادة ...
وأخذت تسحب فيها وتسحب وتحاول أن تحملها إلى حيث مطلوب منها في عالم النمـــــــل وقوانينه أن تضعها ....
هي مجتهدة في عملها وما كلفت به ...
تحاول ... وتحاول ..
يقول : وبعد أن عجزت عن حملها أو جرها ذهبت إلى حيث لا أدري واختفت ..
وسرعان ما عادت ومعها مجموعة من النمل كبيرة وعندما رأيتهم علمت أنها استدعتهم لمساعدتها على حمل ما صعب عليها حمله ..
~ .. فأردت التسلية قليلاً وحملت تلك الجرادة أو بالأصح رجل الجرادة وأخفيتها ....
فأخذت هي ومن معها من النمل بالبحث عن هذه الرجل ..
هنا وهناك ... حتى يئسوا من وجودها فذهبوا ..
لحظات ثم عادت تلك النملة لوحدها فوضعت تلك الجرادة أمامها ..
فأخذت تدور حولها وتنظر حولها ..
ثم حاولت جرها من جديد ..
حاولت ثم حاولت .. حتى عجزت . .
ثم ذهبت مرة أخرى ...
وأظنني هذه المرة أعرف أنها ذهبت لتنادي على أبناء قبيلتها من النمل ليساعدوها على حملها بعد أن عثرت عليها ...
جاءت مجموعة من النمل مع هذه النملة بطلة قصتنا وأظنها نفس تلك المجموعة .. !!
يقول : جاءوا وعندما رأيتهم ضحكت كثيراً وحملت تلك الجرادة وأخفيتها عنهم ....
بحثوا هنا وهناك ... بحثوا بكل إخلاص ..
وبحثت تلك النملة بكل مالها من همة ..
تدور هنا وهناك .. تنظر يميناً ويساراً ..
لعلها أن ترى شيئاً ولكن لا شيء فأنا أخفيت تلك الجرادة عن أنظارهم .......
ثم اجتمعت تلك المجموعة من النمل مع بعضها بعد أن ملت من البحث ومن بينهم هذه النملة
ثم هجموا عليها فقطعوها إرباً أمامي وأنا أنظر إليهم وأنا في دهشة كبيرة وأرعبني ما حدث ..
قتلوها .. قتلوا تلك النملة المسكينة ..
قطعوها أمامي .... نعم قتلوها أمامي قُتلت وبسببي ...
وأظنهم قتلوها لأنهم يظنون بأنها كذبت عليهم !
سبحان الله حتى أمة النمل ترى الكذب نقيصة بل كبيـــــــــــــرة يُعاقَب صاحبها بالموت !!
.. حتى النمل يعتبرون الكذب جريمة يعاقب عليها لإثمه وشدة جرمه.
. فأين من يعتبر ؟؟
فكيف إن كان الكذب يحمل إساءة أو شك أو تقوم من وراءه الفتن والحرب وخراب البيوت ...
أين من يعتبر من النمل المخلوق الصغير
سبحان الله
و في النهاية صاحب القصة أخد العبرة من الكذب أما أنا فأخدت العبرة من تصديق أي شيء و سوء الظن و خاصة عندما نكون بعيدين عن الحدث هنا بالرغم من أنهم كانوا قريبن من الحادثة لم يتريثوا للتأكد من كذب أو صدق النملة و سارعوا لعقابها فكيف لو كانوا بعدين و قتلوها لمجرد الشك
كيف لنا نحن نتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين لمجرد تناقلنا لخبر حتى لو كان ينصب في صالحنا
لم أعد أعرف الحقيقة طوال تلك السنوات كنا نعتقد أن أمريكا وصلت للقمر و ظهر الآن خبر يكذب ذلك
معادلة فيزيائية أثبت العلم الحديث خطأها بالرغم من إعتماد العلم عليها لسنوات لا يسعني تذكرها كان مجرد خبر سريع
"في الحقيقة ما أحب الفيزياء هههههههه"ما الذي نصدقه الآن
فكما قال الفيلسوف
"الحقيقة:
الشيء الوحيد الذي لا يصدقه الناس.. "
شخصيات مشكك في صلاحها كنت أحبها و معلومات خاطئة ندرسها لا مجال للتصديق و لا التكذيب
في أحد المرات رأت إمرأة رجل مقطوع اليد و لما سألت ما به قالت لها أخرى أنه أتهم في عملية اختلاس و المصيبة أنه بريء لكن ما الفائدة نفسي أعرف شعور القاضي الذي حكم عليه كيف سيعوضه يده و سمعته بين الناس كل من يراه سينظر له نظرة شك أو شفقه الله المستعان
لذلك علينا أن نتريث قبل نقل خبر لم نراه لأننا حتى لو شاهدناه بأعيننا قد يكون ملفق فكيف و نحن لم نراه أو نساهم في ظهوره للناس لأننا سنندم إذا كان كذب مجرد العيش و أنت تشعر بالندم يكفي لتركك مثل هذا الأمر
كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات : 6]
بل هناك من يقترف الجرائم و يتهم بها بريء كما قال الله تعالى "(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112))
(سورة النساء)
و هذا مصيبته أعظم
و هناك من ينشر ليشتهر و ينتهي به المطاف مكروهاً بين الناس لأثارة الفتن من أكاذيب
و أختتم ما كتبته بالأعلى بالرغم من تشتت الأفكار بأن الغرض من طرح موضوع كهذا هو الوقوف عند كل خبر أو شائعة أو تبلي على الناس وقفة المتفرج حتى لا نشارك في ظلم أحد و لا تأخدنا الحماسة و الغيرة على شيء أي كان للتسرع في إيذاء الناس مهما كانوا
و أن نترك الخلق للخالق عز وجل يتكفل بهم و ننظر لعيوبنا و نكتفي بها
و السلام
المفضلات