|| * ومضات مضيئة من حياة | خـير نساء العالمين * ||

[معتزة بديني]

الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وسار على دربه إلى يوم الدين .. وبعد ،،
حياكم الله إخواني وأخواتي وبياكم وجعل الله الجنة مثوانا ومثواكم ، أتيت إليكم بومضات مشرقة من حياة خير نساء العالمين ، تصلح لكل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ، حيث نجد مَـثَـلُـنَا الأعلى في تلك الفضليات المتألقات في تاريخ البشرية .
ورد في حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :
{خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و آسية امرأة فرعون }
المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - خلاصة حكم المحدث: صحيح ..


الهدف من هذه الومضات هو : التعرف على حياة كلّ منهن ومعرفة كيف كانت حياتهن ، هل كانت حياة رغدة هنية ، مليئة بالزخارف والجواهر ، أم كانت حياة قاسية متقشفة ؟ لماذا هن دون غيرهن كان لهن هذه المكانة العالية ؟
وأخيراً ، علينا أن نقتدي بهن ونتخذ منهن الأسوة الحسنة
< أنصح نفسي قبلكن
إذا أعجبتك خصال امرئ ** فكنه يكن ما يعجبك

فليس على الجود والمكرمات ** إذا جئتها حاجب يمنعك

ومع أول ومضة أبدأ بمشيئة الرحمن ، ومعها رضي الله عنها - أُحلق في سيرتها فهي التي
" تشتاق النفس لرؤيتها وتفيض العين عند ذكر أسمها " - رضي الله عنها وأرضاها -
فهي أول من لَحِقَ بالنبي صلّ الله عليه وسلم ، فلقد كانت ابنته وريحانته وحافظة أسراره وأحب بَـناتِـه إليه صلوات الله وسلامه عليه ، إنها :
رضي الله عنها
إنها السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلّ الله عليه وسلم ، والتي أخبر عنها النبي صلّ الله عليه وسلم أنها واحدة من خير نساء العالمين.
فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ - صلّ الله عليه وسلم - قَالَ :
{ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ }
مسند أحمد (12726) صحيح.

فَلَوْ كانَ النِّسَاءُ كَمِثْلِ هذِي ... لَفُضِّلَتِ النَسَاءُ على الرِّجَالِ

فما التأْنِيثُ لاسْمِ الشَّمْس عَيْبٌ ... ولاَ التذْكِيرُ فَخْرٌ لِلهلاَلِ

[معتزة بديني]

لقبها النبي صلّ الله عليه وسلم الزهراء ؛ فكانت ريحانته وأحب بناته إليه؛ لأنها أصغرهن وحافظة نسله صلّ الله عليه وسلم . وكان إذا دخل عليها النبي قامت له وقبلت يده وأجلسته مكانها، وإذا دخلت عليه صلّ الله عليه وسلم أخذ بيدها وأجلسها بجواره، ورحب بها أيما ترحيب. وكان إذا قدم من غزو أو سفر يبدأ بالمسجد فيصلي، ثم يزور ابنته فاطمة الزهراء ثم يأتي أزواجه -رضوان اللَّه عليهن-.
عن الْمِسْوَرَ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِى جَهْلٍ ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلّ الله عليه وسلم - فَقَالَتْ يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ ، هَذَا عَلِىٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِى جَهْلٍ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلّ الله عليه وسلم - فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ « أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ ، فَحَدَّثَنِى وَصَدَقَنِى ، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّى ، وَإِنِّى أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا ، وَاللَّهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلّ الله عليه وسلم - وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ » . فَتَرَكَ عَلِىٌّ الْخِطْبَةَ . » البخارى (3729 ).


ولدت الزَّهراء قبل بعثة النبي صلّ الله عليه وسلم وعمره حينئذ خمس وثلاثون سنة، وذلك في يوم التحكيم عند إعادة بناء الكعبة، يوم أخمد النبي صلّ الله عليه وسلم بحكمته وفطنتة نار الحرب بين قبائل قريش المتنازعة حول من يضع الحجر الأسود المقدس في مكانه ؛ فقد بسط رداءه، ووضع فيه ذلك الحجر وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل منهم بطرف الرداء ثم وضعه بيده الشريفة في مكانه.
وقد شهدت السيدة فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرة، فقد كان النبي- صلّ الله عليه وسلم - يصلى يومًا بالكعبة وبعض سفهاء قريش جالسون، فانبعث شقيٌّ من أشقياء القوم فأتى بأحشاء جزور فألقاها على رسول الله - صلّ الله عليه وسلم - وهو ساجد، فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة فأزالت عنه الأذى. كما كانت أم جميل - امرأة أبي لهب- تلقي الأقذار أمام بيته فيزيلها في هدوء ومعه فاطمة تحاول أن تعيد إلى المكان نظافته وطهارته.
وقاست فاطمة - رضى الله عنها - عذاب الحصار الشديد الذي فرضه الكفار على المسلمين وبني هاشم في شِعْب أبى طالب، وعانت من فراق أمها التي تركتها تعاني ألم الوحدة وحنين الذكريات بعد وفاتها.
وهاجرت الزهراء - رضي الله عنها - إلى المدينة وهي في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أم كلثوم، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة. وفى السنة الثانية تقدم كبار الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنهما- للنبي صلّ الله عليه وسلم يطلبون الزواج من السيدة فاطمة، لكن الرسول صلّ الله عليه وسلم اعتذر لهم في رفق،


عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتِ اجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِىِّ - صلّ الله عليه وسلم - فَلَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةً فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِى كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلّ الله عليه وسلم- فَقَالَ « مَرْحَبًا بِابْنَتِى ». فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَاطِمَةُ ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ أَيْضًا فَقُلْتُ لَهَا مَا يُبْكِيكِ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لأُفْشِىَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلّ الله عليه وسلم- . فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ. فَقُلْتُ لَهَا حِينَ بَكَتْ أَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ -صلّ الله عليه وسلم- بِحَدِيثِهِ دُونَنَا ثُمَّ تَبْكِينَ وَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ : " مَا كُنْتُ لأُفْشِىَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلّ الله عليه وسلم- ". حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ إِنَّهُ كَانَ حَدَّثَنِى « أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ فِى الْعَامِ مَرَّتَيْنِ وَلاَ أُرَانِى إِلاَّ قَدْ حَضَرَ أَجَلِى وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِى لُحُوقًا بِى وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ ». فَبَكَيْتُ لِذَلِكِ ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِى فَقَالَ « أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِى سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ ». فَضَحِكْتُ لِذَلِكِ. مسلم (6468 )

تقدم علي بن أبى طالب - رضي اللَّه عنه- للنبي صلّ الله عليه وسلم يطلب الزواج من السيدة فاطمة فوافق النبي صلّ الله عليه وسلم ، وقد قَدَّمَ عَلِيٌّ مَهْرًا للسيدة فاطمة قدره أربعمائة وسبعون درهمًا، وكانت ثمنًا لدرع أهداها له الرسول صلّ الله عليه وسلم يوم بدر، واشتراها منه "عثمان بن عفان" -رضي اللَّه عنه- بهذا الثمن، وكان جهازها خميلة، ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحاءين، وسقاء، وجرتين.
وفى يوم زواجها قدم النبي صلّ الله عليه وسلم طبقًا مليئًا بالتمر لأصحابه وضيوفه الكرام، وفى ليلة البناء كان عليٌّ قد وُفِّق إلى استئجار منزل خاص يستقبل فيه عروسه الزهراء بعد تجهيزها، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف. وبعد صلاة العشاء توجه النبي صلّ الله عليه وسلم إلى بيت الزوجية الجديد ودعا بماء فتوضئوا منه ثم دعا النبي صلّ الله عليه وسلم لهما بقوله:
"اللهم بارك فيهما وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما، فتوضئوا"
المعجم الكبير للطبراني (1138) وفيه لين .
وبعد عام سعيد مليء بالإيمان رزق اللَّهفاطمة -رضي اللَّه عنها- ابنها الحسن، فاستبشر النبي صلّ الله عليه وسلم فيه خيرًا، ثم رُزقت من بعده ابنها الحسين، ثم ولد لهما محسن الذي توفي وهو صغير، ثم منَّ اللَّه على بيت النبوة بمولودتين جميلتين هما السيدة "زينب" والسيدة "أم كلثوم"، بنتا الإمام علي والسيدة فاطمة -رضي اللَّه عنهم جميعًا-.


كانت السيدة فاطمة، وزوجها علي، وابناها الحسن والحسين - رضي الله عنهم - أعز الناس وأقربهم إلى النبي صلّ الله عليه وسلم فقد ورد أنه لما نزل قول الله تعالى:
{فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[آل عمران: 61]. دعا رسول الله عليّا وفاطمة والحسن والحسين وقال
:« اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِى » مسلم(6373).
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ -صلّ الله عليه وسلم- جَلَّلَ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِىٍّ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً ثُمَّ قَالَ : «اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِى وَخَاصَّتِى أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا ». فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ »
الترمذي (4245 ) حسن. جلل : غطى وستر .
وكانت السيدة فاطمة -رضى الله عنها- تقوم على خدمة زوجها وأولادها، ورعاية البيت، فكان يصيبها التعب والمشقة، وقال عنها زوجها على بن أبى طالب: لقد تزوجتُ فاطمة وما لى ولها خادم غيرها، ولما زوجها رسول الله صلّ الله عليه وسلم أرسل معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف، ورحاءين وسقاء وجرتين، فكانت تجرُّ بالرحاء حتى أثَّرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثَّرت القربة بنحرها، وكانت تنظف بيتها حتى تغبر ثيابها، وتوقد تحت القدر حتى دنست ثيابها. وكانت السيدة فاطمة -رضي اللَّه عنها- تشكو الضعف، وتشارك زوجها الفقر والتعب نتيجة للعمل الشاق الذي أثَّر في جسديهما.
وعَنْ عَلِىٍّ أَنَّ فَاطِمَةَ - رضي الله عنهما - شَكَتْ مَا تَلْقَى فِى يَدِهَا مِنَ الرَّحَى ، فَأَتَتِ النَّبِىَّ - صلّ الله عليه وسلم - تَسْأَلُهُ خَادِمًا ، فَلَمْ تَجِدْهُ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ . قَالَ فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا ، فَذَهَبْتُ أَقُومُ فَقَالَ « مَكَانَكِ » . فَجَلَسَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِى فَقَالَ :« أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ، إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا ، أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا ، فَكَبِّرَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ » صحيح البخارى (6318 ) .
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِىُّ - صلّ الله عليه وسلم - جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ - وَاكَرْبَ أَبَاهُ . فَقَالَ لَهَا: «لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ » . فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ يَا أَبَتَاهْ ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ . فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ - يَا أَنَسُ ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلّ الله عليه وسلم - التُّرَابَ " البخارى(4462 )
وعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلّ الله عليه وسلم- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلّ الله عليه وسلم- إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ « بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ذُنُوبِى وَافْتَحْ لِى أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ». وَإِذَا خَرَجَ قَالَ « بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ذُنُوبِى وَافْتَحْ لِى أَبْوَابَ فَضْلِكَ »مسند أحمد (27174) صحيح.


بعد ستة أشهر من وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلم انتقلت السيدة فاطمة إلى جوار ربها، ودفنت بالبقيع في ليلة الثلاثاء، الثالث من رمضان، سنة إحدى عشرة من الهجرة، وكان عمرها ثمانية وعشرين عامًا.

[معتزة بديني]

أخيه ،، هل كانت أسوتكِ أختي المسلمة فاطمة بنت رسول الله صلّ الله عليه وسلم تلك التي تربَّت في بيت النبوة، وذاقت ما ذاقه ذاك البيت من أذى في سبيل الله -عز وجل-، ترى أباها -صلّ الله عليه وسلم- وهو يقوم بالدعوة يقف صفًا واحدًا، والبشرية كلها صفٌّ ضده، تراه وهو يصلى، فيقول أحدهم: أيهم أو أيكم يمهل هذا المرائي حتى يسجد، فيأخذ سَلا جَذور بني فلان، فيضعه على ظهره -صلّ الله عليه وسلم-؟ رأت المنظر وهي طفلة صغيرة تتربى على لا إله إلا الله، محمد رسول الله يسجد أبوها، والسَّلا على ظهره، والفرث والدم على ظهره –صلى الله عليه وسلم- ولم يجد نصيرًا له في تلك اللحظة بعد الله إلا ابنته فاطمة، وهي جارية صغيرة لتمتد إليه، وتأخذه من على ظهره، وتدعو عليهم، انظري إليها في تمسُّكها بدينها، وتمسكها بعفتها وحيائها وصبرها العظيم، تلك المرأة التي تزوجت فما حملت معها الجواهر ولا الفساتين، وما دخلت القصور ولا الدُّور، وإنما دخلت بيتًا من طين. أما جهازها –يا أمة الله- فهو وسادة محشوة بليف وسقاء وجُرَّتين ورَحَى تطحن الحبَّ عليها، وهي بنت مَنْ؟ هي أمُّ مَنْ؟ هي زوج مَنْ؟

من ذا يساوي في الأنام علاها
أمَّا أبوها فهو أكرم مرسل
جبريل بالتوحيد قد رباها
وعليٌّ زوج لا تسأل عنه
سوى سيف غدا بيمينه تيَّاها



فيا أُخَيتي المؤمنة إن أعداءك كُثْرٌ، وإنما يريدون استغلالكِ لهدم الدين والحياء والفضيلة، ومنهم من يتكلمون بألسنتنا ومن بني جلدتنا ،
فيقول أحدهم :
{ لا تستقيم حالة الشرق إلا إذا رفعت الفتاة حجابها عن وجهها وغطت به القرآن الكريم }
فارفعي رأسك -أخيتي وانظري بعين بصيرتك إلى أمهاتك وأخواتك من خير سلف الأمة، وسلي الله اللحاق بهن واعملي عملهن علَّكِ أن تلحقي بهن؛ فتُحشَري معهن، والمرء مع من أحب. يا أمَةَ الله راقبي الله، وقومي بما أوجب الله عليكِ من تكاليف. وادعي إلى الله ما استطعتِ إلي ذلك سبيلا
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا ممن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا )

ألا فتوبي قبل ألا تستطيعي أن تتوبي
واستغفري لذنوبك الرحمن غفار الذنوب.
إن المنايا كالرياح عليك دائمة الهبوب


المراجـــع :
- نساء حول الرسول صلّ الله عليه وسلم
- مشاهير النساء المسلمات " علي بن نايف الشحود "
- أختاه هل تريدين السعادة " الشيخ على القرني "


الفهرس :
- مقدمة.
- ريحانه رسول الله .
- ميلادها ونشأتها .
- صفاتهـــا .
- زواجهـــا .
- نبذة عن حياتها .
- وفاتهـــا .
- المراجــع .
- ختامــــا .


وفي النهاية أحب أن اشكر أخيتي الغالية سماء ] على فواصلها الرقيقة
وأقول لها جزاكِ الله خيراً ، وأثابكِ الله على عملك وتعبك معي ^^
وأدعو الله أن تكونوا قد استفدتم من الومضة الأولى ، وإلى أن ألقاكم
وومضة من حياة سيدة أخرى من خير نساء العالمين ، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

[ابن القلعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك

ووفقك لمرضاته

نتمى أن تتمي سلسلة خير نساء العالمين بثلاث نسوة بقين

هن شعلة مضيئة في تاريخ الامم جمعاء

[Mw_NARUTO]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا معتزة كيف حالك ان شاء الله بخير
جزاك الله كل خير وبوركت على الموضوع المميز <ساكمل القراءة
يعيطك الف عافية
بالتوفيق لك

[[ اللــيـــث ]]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،
رائع جداً هذه المبادرة المباركة باذن الله ،،
اسال الله ان ييسر لكِ اتمام هذه السلسلة الرائعة عن افضل نساء العالمين ،،

اباها محمد ابن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وإمام المتقين ،،
فأعظم بهذا النسب الكريم نسباً ،
دائماً آخر الأولاد يتقلب في أعطاف الحنان والحدب ،، ويدرج في أكناف الحفاوة والحب ،،
كانت ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترضى لرضاه وتسحط لسخطه رضي الله عنها ،،


بــارك الله فيكِ على الموضوع الرائع وجزاك الله الخير ،،
فــي آمــان الله ،،

[[مِسعَرُ حَرب]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رضي الله عنها ،،، سيدة نساء العالمين وابنت خير المرسلين

اللهم إنا نشهدك حبها وحب أبيها وزوجها وأبناءها ..

جزيتم الخير الوفير ،، والثواب الجزيل .. بارك الله فيكم ونفع بكم

أين فتيات اليوم من سيدتنا فاطمة هل هُنّ خيراً منها !؟

كفى بسيرتها منهج حياة لفتيات الإسلام ...

نشكركم جزيل الشكر وننتظر البقية بشوق ولهفة .. وفقكم الله

[Jasmine..!]

جزآكِ الله كل خير أخية ..
و رضي الله على الصحآبيات الجليلات ..

في أمان الله

[معتزة بديني]

بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك

ووفقك لمرضاته

نتمى أن تتمي سلسلة خير نساء العالمين بثلاث نسوة بقين

هن شعلة مضيئة في تاريخ الامم جمعاء

جزانا الله وإياكم ، ووفقكم لكل ما يرضيه عنكم
وأسأل الله العون والتيسير من عنده
وجزاكم الله خيراً على مروركم ، في أمان الله

[أبو رويم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرا أختى على الموضوع
وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير
وكما قال الإخوة قبلى نتمنى أن تتمى سلسلة خير نساء العالمين بثلاث نسوة بقين

[reem@]

وعليكم السلام ورحمته الله وبركاته ,,,,
موضوع رااااائع جداً وعن خير النساء
رضي الله عنهم .....
بارك الله فيك

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا معتزة كيف حالك ان شاء الله بخير
جزاك الله كل خير وبوركت على الموضوع المميز <ساكمل القراءة
يعيطك الف عافية
بالتوفيق لك

الحمد لله
جزانا الله وإياكم ، شاكرة لكم مروركم
ووفقكم الله لكل ما يحب ويرضى
في أمان الله

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،
رائع جداً هذه المبادرة المباركة باذن الله ،،
اسال الله ان ييسر لكِ اتمام هذه السلسلة الرائعة عن افضل نساء العالمين ،،

اباها محمد ابن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وإمام المتقين ،،
فأعظم بهذا النسب الكريم نسباً ،
دائماً آخر الأولاد يتقلب في أعطاف الحنان والحدب ،، ويدرج في أكناف الحفاوة والحب ،،
كانت ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترضى لرضاه وتسحط لسخطه رضي الله عنها ،،


بــارك الله فيكِ على الموضوع الرائع وجزاك الله الخير ،،
فــي آمــان الله ،،

جزاكم الله خيراً ، وأسأل الله العون والتيسير
وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
في أمان الله

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رضي الله عنها ،،، سيدة نساء العالمين وابنت خير المرسلين

اللهم إنا نشهدك حبها وحب أبيها وزوجها وأبناءها ..

جزيتم الخير الوفير ،، والثواب الجزيل .. بارك الله فيكم ونفع بكم

أين فتيات اليوم من سيدتنا فاطمة هل هُنّ خيراً منها !؟

كفى بسيرتها منهج حياة لفتيات الإسلام ...

نشكركم جزيل الشكر وننتظر البقية بشوق ولهفة .. وفقكم الله

جزانا الله وإياكم وبارك فيكم
نعم صدقت وأين هن فتيات اليوم ؟؟ عسى هناك من تحب التحلي بخلق أمهات المؤمنين
والصحابيات رضي الله عليهن وتتخذ سيرتهن منهجاً
شاكرة لكم مروركم ، وفي أمان الله

[معتزة بديني]

جزآكِ الله كل خير أخية ..
و رضي الله على الصحآبيات الجليلات ..

في أمان الله

وجزاكِ أخية ، ورضي الله عنهن ورزقنا صحبتهن بإذنه تعالى
شاكرة لكِ مرورك وآنرتِ الموضوع ^^
في حفظ الله ورعايته

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرا أختى على الموضوع
وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير
وكما قال الإخوة قبلى نتمنى أن تتمى سلسلة خير نساء العالمين بثلاث نسوة بقين

وإياكم والمسلمين ، وفيكم بارك الرحمن
بإذن الله نسأل الله العون والتوفيق من عنده
شاكرة لك مرورك وفي أمان الله

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمته الله وبركاته ,,,,
موضوع رااااائع جداً وعن خير النساء
رضي الله عنهم .....
بارك الله فيك

رضي الله عنهن ، ورزقنا صحبتهن
جزيت خيرا اخية على مرورك وفي أمان الله