السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

سقط المُكابر

سقط المكابر وانتهى الطغيان - - وتخلصت من جوره الأوطان

سقط العقيد فلا تسل عن وجهه - - وعليه من دمه الرخيص بيان

رأت العيون ملامح الوحش الذي - - فقد الضمير، وأصغت الآذان

لقي النهاية في دُجى سردابه - - والقتل في حُفَر الضلال هوانُ

أتراه أدرك قبل فقد حياته - - كيف ازدهت بجهادها الفرسان؟

أتراه أدرك أن من قذفوا به - - في قبر خيبته هم (الجرذان)؟؟

سقط العقيد فلا كتاب أخضر - - يجدي ولا جند ولا أعوان

ظن الكتائبَ سوف تحرس عرشَه - - أنّى لها ، والقائدُ الشيطان

عَميَتْ بصيرته فساق ركابَه - - نحو الهلاك، وخرّت الأركان

سقط العقيدُ، نهاية محتومةٌ - - للظلم مهما طالت الأزمان

تبدو لنا عقبى الطغاة علامةً - - للحق يَقْوَى عندها الإيمان

أوَلم يُنَجّ اللهٌ فرعونَ الذي - - قتل العباد لتظهرَ الأبدانُ؟؟

وليفرحَ المستضعفونَ بنصره - - وليَزدهي بسروره الوجدان

هي آية تبقى لمَن في قلبه - - شكٌ ، فيملأ قلبَه اطمئنانُ

فرح الرسولُ بمقتل الطاغين في - - بدر، وعبّرَ عن رضاه لسانُ

سقط العقيد وكان في طغيانه - - رمزاً، تسير بظلمه الركبان

في ليبيا من جَوْره وضلاله - - ما يستقرّ بمثله البرهان

كم أسرة شربتْ أساها علقماً - - من كفّه وأصابها الخُذْلان

كم قصة دمويّة نُقِشَتْ على - - كفّيْه تعرف سرَّها الجدران

كم من سجين غيّبَتْه سجونه - - ألْقاه تحتَ حذائه السجّان

كم عالم نسي الدفاتر كلَّها - - وعلومَه وأصابه الغثَيَان

ألْقى به الطغيان في زنزانة - - حتى بكت من بؤسه الحيطان

كم ذات عرض طاش عقلُ عفافها - - ألماً وحطّم قلبَها استهجان

كم أُسرة ليبية باتتْ على - - لهب الأنين تُذيبُها الأحزانُ

لعبتْ بها أيدي الكتائب لعبةً - - فتناعبَتْ من حولها الغربانُ

كمْ ثمّ كمْ ؛ إحصاءُ ما اقترفتْ يدا - - هذا المكابرٍ ، ما لَه إِمكانُ

سقطَ العقيدُ فكانَ أكبرَ ساقط - - - جُرْماً، به في العالَمِيْنَ يُدان

قد كانَ في البُرْج المُشَيَّدِ فانتهى - - لمّا قضى بوفاته الرحمنُ

يا ليبيا ، ياواحةً ، لعبتْ بها - - يدُ ظالم ، لَعِبتْ به الأضغانُ

أرسلتُ تَهْنئتي إليكِ قصيدةً - - للحبّ فيها صَيِّبٌ هَتّان

هنّأتُ فيك الشَّعْبَ نالَ خلاصَه - - وشدا بلحن خلاصه الميدان

هنّأتُ فيك الأرضَ أخْصبَ روضُها - - بعْدَ الجفاف وأوْرقَ البستانُ

يا ليبيا، سقطَ المكابرُ وانتهى - - فَلْيَطْوهِ عن ذهنك النسيانُ

قومي على قدم الشموخ أبِيَّةً - - حتى يعزَّ بأهله البنيان

يا ليبيا، أخلاقنا في نصْرنا - - لغةٌ يصوغ حروفَها الإيمان

للنصر في الإسلام معنىً شامخٌ - - يحلو به للمسلم الإحسان

سقط العقيدُ بظلمه وضلاله - - فتأمَّلي ما يحمل العنوان
تسمو بلادُ المسلمين وترتقي - - لمّا يعانق روحَها القرآن



قصيدة للدكتــور عبد الرحمن العشمــاوي ليلة مقتل العقيد الليبي معمــر القذافــي