بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كان يا مكان في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، رجل قصير، عريض المنكبين، طويل الشنبين، أكشر الوجهين.
دخل لإدارة حكومية لينهي إجراءات تجديد إحدى الوثائق الرسمية وهاله منظر المصطفّين على الأدوار ليصلوا لنافذة الموظف الذي ينهي إجاراءات مواطن أو اثنين قبل أن يذهب للحمّام (ويُقال للتدخين أو لتناول لقمة من إفطار في الغرف المجاورة أو التحادث مع رفاقه عما شاهده في فضائيات الليل ويترك البقية ينتظرون ويتذمرون وقد يتخلَ البعض عن فكرة إنهاء إجراءاته في هذا اليوم ليخرج ويترقب يومًا آخر من المشاحنات مع مديره ليخرج من عمله وينهي إجراءاته.

نظر رفيقنا للموقف بعينين متفحصتين خبيرتين وهو ممسك بمسبحة كبيرة في يده ومد يده ممسكًا بشاربه يفتله باصبعيه الإبهام والسبّابة، وقال في نفسه، "جاءت الفكرة!"

ومن دون أن ينتبه له أحد، وجده الجميع يقف إلى جانب المواطن رقم واحد في الصف وهو ينتظر انتهاءه (عمل نفسه محترم ينتظر)، ورقم اثنان ومن خلفه ينظران إليه بأمل أن ينظر إليهم ويفهم ما في قلوبهم من سباب وشتائم تدعوه ليفكر بالموقف وهم لا يعلمون الخطط التي وضعها وابتكرها والتي قد تكفي لينتصر ضد بطل العالم في الشطرنج.

انتهى رقم واحد ليقفز مكانه ويقول لمن خلفه، "سأستفسر عن شيء فقط". طبعًا، تحول الاستفسار إلى إخراج دفتر العائلة من جيبه وأوراقه الثبوتية وكل شيء، وهذا يعد استفسارًا في نظر البعض ومنهم رفيقنا الداهية. وبعدها، التفت ليأخذ قلمًا من الواقف خلفه ليوقع ويكتب وينهي كل شيء ومن خلفه يتمنى فعل شيء لولا أن من أمامه بكبر والده أو أنه لا يحب المشاكل.

انتهى رفيقنا وخرج بسعادة المنتصر كمن ملك العالم أجمع.
تقدم رقم اثنان ليقدم أوراقه ليتفاجأ بخروج الموظف من الغرفة رادًا على جواله، "هلا وغلا". ورغم أنه كان فعليًا خارج الغرفة، إلى أن الجميع سمع حديثه وتفاهة عقله وفكره، والكل يقول، "رحمتك إلهي".

وصلنا لهذا الحد من التصرف الوضيع في أغلب الدوائر الحكومية للأسف الشديد. هل يمكننا التشكي؟ بالطبع نعم. هل سنستفيد؟ ربما. هل سيصطلح الوضع؟ سيزيد سوءًا يومًا بعد يوم.
ألم تسمعوا بمقولة، " من أمن العقوبة، أساء الأدب"؟

رحمنا الله برحمته ورزقنا المال الحلال وتسهيل أمور المسلمين ومساعدتهم
لو يعلمون أجر مساعدة المسلمين لكسروا جوالاتهم وتركوا دخانهم واستحوا من سوء مجالسهم.

إلى اللقاء


mohbaboo << مواطن يراجع الدوائر الحكومية
27/10/2011