تأملات في خلق الحبيب -صلى الله عليه و سلم- مع آية "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" |ركاب الخير

[ منتدى التصميم والجرافيكس ]


النتائج 1 إلى 12 من 12

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المـشـــاركــات
    701
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي تأملات في خلق الحبيب -صلى الله عليه و سلم- مع آية "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" |ركاب الخير


    . . .من بين الأنام
    اصطفاه الرحمن ليحمل راية النور المبين
    و من قبل هذا عند قومه كان يعرف
    بالصادق الأمين

    حمل الراية و في طريقه سار
    فاستبشرت به القلوب و كان نجدة للفقير
    و صدَّقه الكل و إن كانوا بآيات ربهم يجحدون .. صدَّقه الكل و إن كانوا ظالمين

    هل كان ذلك بقوة السيف؟
    لا و الله و لكن حق قوله"
    وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" على الداعي الذي يدعو للدين العظيم

    فدعونا نعيش اليوم في رحاب آية "
    وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
    ^ ^





    قال القرطبي في تفسيره مسألتان:

    الأولى:
    قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}

    قال ابن عباس ومجاهد
    على خلق، على دين عظيم من الأديان،
    ليس دين أحب إلى الله تعالى ولا أرضى عنده منه.

    وفي صحيح مسلم عن عائشة:
    أن خلقه كان القرآن.
    وقال علي رضي الله عنه وعطية:
    هو أدب القرآن.
    وقيل:
    هو رفقه بأمته وإكرامه إياهم.
    وقال قتادة:
    هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه مما نهى الله عنه.
    وقيل:
    أي إنك على طبع كريم.الماوردي: وهو الظاهر.
    .
    .
    .
    قلت: ما ذكرته عن عائشة في صحيح مسلم أصح الأقوال.

    وسئلت أيضا عن خلقه عليه السلام، فقرأت:
    {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}
    [المؤمنون: 1] إلى عشر آيات،

    وقالت: ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلي الله عليه وسلم،
    ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته إلا قال لبيك، ولذلك قال الله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.
    ولم يذكر خلق محمود إلا وكان للنبي صلي الله عليه وسلم منه الحظ الأوفر.
    ،،
    وقال الجنيد:
    سمي خلقه عظيما لأنه لم تكن له همة سوى الله تعالى.

    وقيل سمي خلقه عظيما
    لاجتماع مكارم الأخلاق فيه،
    يدل عليه قوله عليه السلام: «إن الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق».

    وقيل:
    لأنه أمتثل تأديب الله تعالى إياه
    بقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ}
    [الأعراف: 199].

    وقد روي عنه عليه السلام أنه قال:
    «أدبني ربي تأديبا حسنا»
    إذ قال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ}[الأعراف: 199]
    فلما قبلت ذلك منه قال: {
    إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.


    الثانية:

    روى الترمذي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
    «أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن».
    قال حديث حسن صحيح.

    وعن أبي الدرداء أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
    «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذي».
    قال: حديث حسن صحيح.

    وعنه قال: سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول:
    «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصلاة والصوم».
    قال: حديث غريب من هذا الوجه.

    وعن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟
    فقال:
    «تقوى الله وحسن الخلق».
    وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟
    فقال:
    «الفم والفرج»
    قال: هذا حديث صحيح غريب.

    وعن عبد الله بن المبارك
    أنه وصف حسن الخلق فقال: هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى.

    وعن جابر: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
    «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا- قال- وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون.
    قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟
    قال:
    المتكبرون».
    قال: وفي الباب عن أبي هريرة وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه





















    أثنى عليه -صلى الله عليه و سلم- المولى و كفى !
    ألا ليس بعد ذلك الثناء ثناء ؟!

    :
    قبل النبوة و بعدها كان مثالاً يقتدى به في أخلاقه التي انعكست على أفعاله و تصرفاته في مختلف المواقف
    دعونا نستعرض بعض تلك الصفات التي كان يتحلى بها المصطفى -صلى الله عليه و سلم:

    كان - صلى الله عليه وسلم-
    يغض الطرف فلا يتبع نظره الأشياء،
    وكان
    جل نظره الملاحظة فلا يحملق إذا نظر،
    و نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء،
    إذا مشى مع أصحابه
    يسوقهم أمامه فلا يتقدمهم،
    ويبدأ من لقيه بالسلام،
    ،،
    كان
    عفواً ،
    و يدل على ذلك موقفه مع كفار قريش :


    في السنة الثامنة من الهجرة نصر الله عبده ونبيه محمدا-صلى الله عليه وسلم- على كفار "قريش"،
    ودخل النبي- صلى الله عليه وسلم- "مكة المكرمة" فاتحًا منتصرًا،

    وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل "مكة"، وقد امتلأت قلوبهم رعبًا وهلعًا،
    وهم يفكرون في حيرة وقلق فيما سيفعله معهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد أن تمكن منهم، ونصره الله عليهم،
    وهم الذين آذوه، وأهالوا التراب على رأسه الشريف وهو ساجد لربه،
    وهم الذين حاصروه في شعب أبي طالب ثلاث سنين، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر، بل وتآمروا عليه بالقتل-صلى الله عليه وسلم- ،
    وعذبوا أصحابه أشد العذاب، وسلبوا أموالهم، وديارهم، وأجلوهم عن بلادهم ،


    لكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قابل كل تلك الإساءات بالعفو والصفح والحلم قائلاً:
    "يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم،
    فقال-صلى الله عليه وسلم- : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
    ،،
    وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يُجهل،
    كان أشجع الناس،
    حضر المواقف الصعبة، وفر عنه الكُماة والأبطال غير مرة، وهو ثابت لا يبرح،
    ومقبل لا يدبر، ولا يتزحزح،

    وما شجاع إلا وقد أُحصيت له فَرَّة، وحُفظت عنه جولة سواه،
    ،،
    قال علي‏:‏
    "كنا إذا حمي البأس واحمرت الحَدَقُ، اتقينا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه"
    ،،
    .‏ قال أنس‏:‏
    "فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قِبَلَ الصوت،
    فتلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت،
    وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي، في عنقه السيف، وهو يقول‏:‏ ‏(‏لم تُرَاعوا، لم تُرَاعوا‏)‏‏.

    البخاري - الفتح- كتاب الجهاد والسير باب إذا فزعوا بالليل (6/189) رقم (3040),
    ومسلم كتاب الفضائل- باب شجاعته عليه السلام وتقدمه في الحرب- (4/1802)- رقم (2307).

    ،،
    وكان أشد الناس حياء وإغضاء،

    قال أبو سعيد الخدري‏:
    "كان أشد حياء من العذراء في خِدْرها، وإذا كره شيئاً عُرف في وجهة‏،‏

    وكان لا يثبت نظره في وجه أحد، خافض الطرف‏،‏ نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء،
    جُلُّ نظره الملاحظة، لا يُشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس،

    وكان لا يُسمِّي رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول‏.‏ ‏(‏ما بال أقوام يصنعون كذا‏)‏‏

    (السلسلة الصحيحة (2064).‏
    ،،
    وكان أحق الناس بقول الفرزدق‏:‏
    يُغضي حياءً ويُغضى من مهابته
    فــلا يُكلَّـم إلا حيـن يبتسـمُ

    ،،
    وكان-صلى الله عليه وسلم-لا تُغضبه الدنيا وما كان لها،
    فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد،
    ولم يقيم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها،
    وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه،
    جُلُّ ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام،
    ،،
    وإذا تكلم تكلم ثلاثاً، وإذا سلم سلم ثلاثاً،
    إذا استأذن استأذن ثلاثاً،

    وذلك ليُعقل عنه، ويُفهم مراده من كلامه نظراً إلى ما وجب عليه من البلاغ،
    ،،
    وكان يشارك أصحابه في مباح أحاديثهم،
    فإذا ذكروا الدنيا ذكرها معهم، وإذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم،
    وإذا ذكروا طعاماً أو شراباً ذكره معهم،

    ،،
    وكان الحلم والاحتمال، والصبر على المكاره، صفاتٌ أدّبه الله بها،

    وكل حليم قد عُرفت منه زلة، وحُفظت عنه هَفْوَة،
    ولكنه - صلى الله عليه وسلم- لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبراً، وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً،
    ،،
    وقالت عائشة‏:‏
    (ما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً،
    فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه،
    وما انتقم لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها‏).
    البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (6/654) رقم (3560).
    ،،
    وكان أبعد الناس غضباً، وأسرعهم رضاً‏.‏
    ،،
    وكان من صفة الجود والكرم على مالا يُقادر قدره،
    كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر،

    قال ابن عباس‏:‏
    (كان النبي-صلى الله عليه وسلم-أجود الناس،
    وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،
    وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن،
    فالرسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة)

    .البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/653) رقم (3554).‏

    وقال جابر‏:‏
    (ما سئل شيئاً قط فقال‏:‏ لا)‏.
    البخاري - الفتح- كتاب الأدب باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (10/470) رقم (6034).
    ،،
    وكان أعدل الناس، وأعفهم، وأصدقهم لهجة،
    وأعظمهم أمانة، اعترف له بذلك مجاوروه وأعداؤه،
    وكان يُسمَّى قبل نبوته الأمين،
    ويُتَحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام،

    روى الترمذي عن علي أن أبا جهل قال له‏:‏
    إنا لا نكذبك، ولكن نكذب بما جئت به،
    فأنزل الله –تعالى- فيهم‏: ‏{فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}‏الأنعام‏:‏33‏‏‏.‏


    وسأل هرقل أبا سفيان:هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏














    التعديل الأخير تم بواسطة Tayseer ; 28-11-2011 الساعة 10:58 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...