سلامٌ عليكم
كلما تجولتُ بسيارتي في طرق مدينتنا الفسيحة قفزت إلى صدري زفرةٌ ممزوجةٌ بعوادم سياراتها المرصوفة في انتظام كنظم رصيف الطريق ..
مدينةٌ تجمعُ ضجيج المدنية إلى تمازج الأجناس ، وغربة الإحساس إلى خلطة الناس ،، ما أبأسها من تناقضات ..
حيثما اتجهتَ تجدُ طريقاً مغلقاً ، أو نفقاً مشلولاَ ، أو حاذثاً معطلا ، و لا تنسَ نصيبك من أدوات البناء ومعدات الحفر التي تتبخترُ في شوارع العاصمة فتكسرُ طريقها إلى الطريق المكسور ..
وأعودُ بعدها لأجدَ بيتاً مثقلاً بالأعمال والنوائب ، كأنما أرواحنا على ميزان زئبق ، تنفجرُ إن مسها أدنى اهتزاز ..
ستترتطمُ برأسكَ فكرةُ الأرياف وصفاء الحياة ..
ليست سيئةً إن تمعنت ، ولو خيرتُ لما تحيرت ،
ومن يبدِّلُ بالقرد ابنَهُ ؟
أهاتفُ جدتي عن الأجواء فتجيب لم نرَ الشمسَ من أيام ؟
ولأني مدنيٌ بالفطرة ، أزلُّ بفلسفة الضغط والاكسجين ، لتقول لي وشو ؟ فأعود لرشدي أو لبساطتي مستعيراً مصطلحات الصفاء والنظافة صفةً للجو والهواء ، وتفهم المسكينة ، أقصد تفهمُ المسكينَ لتجيبهُ بالإيجاب ولتبعثَ روحَ التفاؤل والبشر في حنايا النفس المدنية ..
ريفٌ وسيع ومنزلٌ صغير وقلوبٌ كبيرة ..
طبيعةٌ تأسِرُ اللبَّ ، على صوت الديك أصحو ، وبعواء الذئب أنام ، وبينهما قهوة الصباح وروحة المساء ، وأنسُ النفس الذي لا يعدلُه شيءٌ في أرض الأموال والأعمال ..
سيعرفُ الفكرُ مباحثَهُ من نظرة ، وتألفُ النفسُ روحها في صلاة ، وتذوب الشاعريةُ على وتر لوحة الحياة ..
وسلامٌ عليك يا مدنَ الأبدان ... عفواً " مذبحَ الأرواح "
المفضلات