[أمهات صنعن عظماء][1][الإمام الشافعي][رحمة الله]

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 11 من 11

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية علي ضيف

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    706
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي [أمهات صنعن عظماء][1][الإمام الشافعي][رحمة الله]


    كيف حالكم ايها
    الاعضاء الكرام احترت كثيرا في الموضوع القادم لي في منتدى نور علي نور وفكرت كثيرا و لاكن قررت ان اقوم بفتح سلسله من المواضيع ابين فيها فضل الامهات واشرح فيها دورهم في ارتفاع ابنائهم بيهم وهذه السلسه هي :


    نعم امهات صنعن عظماء ...
    وساتناول باذن الله في هذه السلسله امهات كثيرات قد صنعن عظماء
    وفي البداية احب ان ابداء بـ :


    حكى الأمام الشافعي عن أمة أنها شهدت عند قاضي مكة هي و امرأة أخرى ، فأراد أن يفرق بينهما امتحاناً لهما ، فقالت له أم الشافعي : ليس لك ذلك لأن الله تعالى قال [أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا اُلأُخرَى]البقرة : 282 هذه أم الشافعي ، فكيف بابنها؟ أم الشافعي ، إنها حقاً أم عظيمه ، سجل التاريخ موقفها و كلامها ، يوم أن ذهبت مع ابنها إلي مكة و قالت : يا بُني مات أبوك ، وإننا فقراء ، وليس لنا مال ، و إني لن أتزوج من أجلك ، وقد نذرتك للعلم ، لعل الله يجمع بك شمل هذه الامة. أرسلت الأم ابنها النجيب إلي الكتاب ليتعلم القراءة و الكتابة ، و يحفظ القرآن و يجيد التجويد . في البداية يهمله المعلم لفقره ، و لأنه لا يدفع ثمن تعليمه . ذهب الشافعي إلى أمة حزينا يبكي و يقول لها : لا أرغب في الذهاب إلى ذلك الكتاب . فقالت له أمه : يابني اذهب و تحايل للعلم .
    سألها :
    كيف ؟

    قالت : إذا وجدت المعلم يعلم أبناء الأغنياء فاجلس بجوار الغني ، و استمع دون أن تشعر المعلم بأنك تضيق عليه . يقول الشافعي : ففعلتها مرة و اثنين و ثلاثا ، أدخل بأدب فلا يشعر بي المعلم ، وأستمع له حتي أجدت ما يقوله ، فكان المعلم إذا قام ، أحل محله و أشرح لهم ، فيأتونني ويقولون : يا شافعي اشرح لنا هذه .
    و كان عمره خمس سنوات ، فيأتي المعلم فينظر فيجده يعلم التلاميذ .

    ووجدالمعلم أن المنطقة المشتركة أصبحت موجودة ، فهذا الفتي يساعده في تعليم الأولاد و يتيح له بعض الراحة مقابل أنه لا يأخذ منه مالاً مقابل تعليمه.
    يروي الشافعيّ لنا نشأته فيقول : ( كنت يتيماً في حجر أمّي و لم يكن لها ما تعطيني للمعلّم ، وقد رضي منّي أن أقوم على الصبيان إذا غاب و أخفّف عنه ، و حفظت القرآن و أنا ابن سبع سنين ، و حفظت الموطّأ و أنا ابن عشر ، ولما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء و أحفظ الحديث أو المسألة و كان منزلنا في شعب الحيف ، ما كنت أجد ما أشتري به القراطيس فكنت آخذ العظم و أكتب فيه و أستوهب الظهور – أي الرسائل المكتوبة – و أكتب في ظهرها ). وروي الربيع بن سليمان أنّ الشافعي رحمه الله كان يفتي و له خمس عشرة سنة وقد أجازه مسلم بن خالد الزغبي مفتي مكّة و عالمها ، حيث قال له :
    ( أفتِ يا أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي) .
    يقول الشافعي : فعدت إلى أمي أقول لها : يا أماه تعلمت الذل للعلم و الأدب للمعلم . قبل أن يذهب الشافعي لمقابلة محمد بن الحسن أستاذ مدرسة العراق و تلميذ أبي حنيفة اشترى بكل ما يملك من مال (50ديناراً) كل كتب أبيِ حنيفة و محمد بن الحسن و قرأها حتي يستعد لذلك اللقاء. عندما ذهب إلى الصحراء ليعيش فيها أربع سنوات مع قبيلة هذيل، فقالت له أمه: يا بني إنك ستبقي هناك سنوات ، و إني أخشى عليك أن تسأم، ولذلك أوصيك بالرياضة ، حتى لا تسأم ، و حتي لا تختلف عن أقرانك. يقول فلما ذهبت كان همي في أمرين : الرمي و تعلم العلم ، فحفظت عشرة آلاف بيت من الشعر ، وكنت في الرمي أصيب الأهداف جميعاً. قام الشافعي بتأليف 140 كتاباً ، منها كتاب عنوانه : رياضة الرمي. قال العلماء : كان الشافعي يكلمنا بلغة تقول ما أعظم هذه اللغة إنها تستعصي علينا ، فإذا جلس إلى العامة في درسه أو كتب في كتابه قام بتبسيط اللغة لكي يفهمها الناس ،وكان الشباب في مصر يحبون الشافعي كثيراَ ، لأنه يلعب الرياضة. قيل للشافعي : يا عبد الله قال النبي ، كذا و كذا ، فما قولك أنت؟
    فغضب الشافعي غضباً شديداً وقال : سبحان الله ؛ أتراني خارجاً من كنيسة؟ أتري على و سطي زناراً ؟ تقول لي : قال رسول الله وما قولك أنت ؟ ما أقول إلا قول رسول الله .
    وصح عنه قوله : إذا صح الحديث فهو مذهبي . لعل أجمل ما ينحه الإنسان لولده أدبّا يرتفع به شأنه في دنياه ، و يبلغ به فراديس الجنان في أخراه .وحقاً إن اكتساب الأداب و الأخلاق الطيبة لدى النشء يجعل له من كمال الذات و حسن السيرة عنواناً وشاهداً على نبل أسرته ، ومن ثم فالتربية تحقق للإنسان جمالاً ذاتيًا ووقاراً أسرياً . لأجل ذلك اهتم بهذا الأمر العلماء في كتبهم حتى وجدنا الأمام الغزالي و قد ألف كتابه القيم (مجموع القصور العوالي) فضمنه رسالته التربوية (أيها الولد) يثبت فيها من دروس الحكمة و التربية لتلميذ له ما ينفعه في دنياه و أخراه ، ورأينا السابقات الصالحات من الأمهات المسلمات يحرصن على هذا الجانب التربوي ، ويجعلن منه عهداً و ميثاقاً بينهن و بين أطفالهن . لقد أوقفت أم الإمام الشافعي ابنها بين يدها و قالت له : أي بني عاهدني على الصدق ، فعاهدها الشافعي أن يكون الصدق له في الحياة مسلكاً ومنهاجاً .
    وذات يوم خرج الشافعي في أحد أسفاره ضمن قافلة ، و إذا بقطاع الطريق قد خرجوا عليها يريدون من فيها ، فسألوا كل واحد منها عما معهم من مال و متاع ، فأنكروا أن يكون معهم شئ ، وعندما حان الدور بسؤال الشافعي قال لهم : إن معي مالاً ثم أخرجه من جعبته ، فتعجب قائد اللصوص من مسلكه وفعله ، و قال له أيها الفتي ما الذي حملك علي فعلك فقد كنت من الممكن أن تنجو بمالك ؟
    فقال له الشافعي لقد عاهدت أمي علي الصدق و وفاء لعهدها صدقتكم القول و الحديث . فقال قائد اللصوص متعجباً : أمك غائبة و تحفظ عهدها ! ثم أعلن توبته و قال له : إن عهد الله أولى بالوفاء ، و أمر من معه برد ما نهبوه من القافلة إلى أهلها . و هكذا أثمرت التربية الحسنة قوة في الرأي و ثباتاً في الحق ، و صلابة في الشدة فأخرجت الشافعي فتى شاباً يافعاً يحفظ العهد و الوفاء لأمه حاضرة و غائبة ، ويترجم بمسلكه عن صلاح التربية في الصغر فكانت مثلاً و عنواناً للإنسان في الكبر ، و لا غرابة في ذلك فإن أم الشافعي هي التي مرنته علي التربية و آدابها ، كما و هبته للعلم و دروسه حيث كانت تعيش في مكة و أرسلت الشافعي ليتلقى العلم و دروسه بين يدي إمام دار الهجرة مالك بن أنس في المدينة ، و علي بعد الشقة بين مكة و المدينة أقبل الشافعي ذات يوم بزيارة أمه و عندما طرق الباب عليها قالت : من أنت ؟ فقال لها : محمد بن إدريس . فقالت له : وبما جئتني ؟ قال لها : جئتك بالعلم و الأدب . فقالت له : لست الشافعي . فحار في أمرة ثم عاد إلى أستاذه و معلمه في دار الهجرة ، وقص عليه أمر ، فتبسم الإمام مالك وقال له : يا شافعي ارجع إلى أمك و اطرق الباب عليها فإذا ما سألتك من أنت ؟ فقل لها : محمد بن إدريس . فإذا ما قالت لك و بم جئت ؟ فقل جئت بالأدب و العلم . ففعل ذلك فقالت له الأم : الآن يا شافعي . ولعلنا نلحظ هنا أن الأم قد ردت الشافعي إلى أستاذه ليقينها أنه لم يدرك الهدف و الغاية إذ قدّم لها في المرة الأولى العلم علي الأدب فردته إلى شيخه ليحسن ويتيقن الهدف من العلم و طلبه هو الادب و التربية . من أجل ذلك قال الإمام الشافعي : تعلمت من مالك الأدب أضعاف ما تعلمت العلم . من أجل ذلك أيضاً قال الشاعر : لا تحسبن العلم ينفع و حده ما لم يتوج ربه بخلاق .
    عندما أتى الشافعي إلى مصر ، لم يقبل أن يعطي الدروس و الفتوى إلا بعد أن درس خصائص أهل مصر ، فوجد أن المصريين يقدرون السيده نفيسة حفيدة الحسن بن علي بن أبي طالب ، فذهب لتلقي العلم علي يدي السيدة نفيسة ، فأحبه المصريون قبل أن يتكلم . مكث الشافعي في مصر أربع سنوات ، و ما بكت مصر لفراق أحد ، كما بكت لفراق الشافعي عندما مات . جاءها و عمره 50 سنة ، و مات و عمره 54 سنة .

    هذا هو فضل الام الذي قد غفل عنه الكثير اللهم اصلح حال المسلمين اجمعين ... اللهم امين
    وقبل ما اختم اهديكم بسلام لو رفع الى السماء لكان قمرا منيرا و لو نزل الي الارض لكساها سندسا و حريرا ولو نزل الي ماء البحار لجعله عذباً فراتاً سائغاً سلسبيلا

    وقبل ما اختم احب ان اشكر اختي الفاضله التي قد قامت بصنع الفواصل الاخت : Ŧ$ỮҜĪ
    والي الملتقي في الموضوع القادم من السلسله بعنوان :

    احمد زويل

    قريبا ...
    التعديل الأخير تم بواسطة علي ضيف ; 19-7-2012 الساعة 01:50 PM

  2. الأعضاء الذين يشكرون علي ضيف على هذا الموضوع:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...