"أرياح الصباح حركت أردان ثوبي وقلبي ،فرجفت من بردها ولكن..لم تدثرني"
أتاني ريح ذكركِ في الصباحِ
................................وهز مكاننا صوتُ الرياحِ
ونادى في المدى قولٌ غريبٌ
......................................يذكّرني بأيّام المراحِ
وكنتِ لعوبة بين المناحي
................................وكنت غنوجة بين الملاحِ
تفرّق وقتنا لهواً ولغواً
..............................وحيناً ناعسين على ارتياحِ
ولما أن بلغتُ رشَاد حلْمي
...............................وشدّ ملامحي عمرُ الكفاحِ
وأبهى في محياكِ شروقٌ
....................................له ألوانُ أنهارِ القُراحِ
وخدّركِ الحياء أمام عيني
.................................وعن أبوابكِ قيدُ السراحِ
صداقتنا ،محبتنا تمادت
...............................وأبدأها شعورٌ في صراحِ
ذكَرتُ مجالساً ضمتْ كلانا
...............................وديكُ الفجر أذّن بالفلاحِ
تحدثنا على السفح وزرنا
...........................بيوت النحل أعماق الأقاحِي
وهبّ نسيمه فأثار ثوبي
.............................وجرّح وجهك برد الرماحِ
وأرعشكِ الهواء فرُجّ قلبي
................................وألقيتُ عليكِ به وشاحِي
هل الأعوام تمنعنا لقاءً ؟
..................................وتقطعنا بأوقاتِ الذبَاحِ
أم الأنوار في القلب تلاشت
.................................وأشعلها مليحٌ ذو سماحِ
فإن غبت فمازلتِ حروفاً
..................................تخطّكِ حبها وسماً براحِ
وطفلُ الأمس لن يبقى وحيداً
..............................على الآكامِ يصرخ بالصياحِ
ألا يا بنت أسحار الليالي
................................إذا أغدت فرادىً أو رواحِ
سأمسك في العلا أردان بعدٍ
..............................وأربطها بقلبي ذي الجَماحِ
فلا لا تقربي الأرض صباحاً
................................لِأَن لا تنكئي فيّ الجراحِ
أرياح الصباح
1433هـ
المفضلات