{وصيَّة ممَّن كَان هنَـــا}الانْسِحَابْ ..
[ خَـدَر ]
متمدد بارتياح , بصدع عظيم يخترق رأسه , فتآكل لب عقله من جَرَّاءه, و بات فارغًا ..
[ تَـجَاهُل ]
أحاطت به الضوضاء من كل جانب , و امتدت الأيدي له تبغي أخذ حقها , ولكن ما أعظم حكمته ! , فضَّل اتخاذ إجراء التجاهل ؛ مُتيحًا
لنفسه حصَّة من راحةٍ قلما يحظى بها من هم في وضعه !
[ دَوَّامَـة ]
رفع كتلة اللحم تلك التي تخصه , و حرك أجزاءًا قد ضمرت , لا لعِلّـة و إنما لبلاء نخر رأسه ! , فأتى على كل شيء ماعدا خردةٍ تدَّعي
احتوائها بقايا ً من حكمة , ياليتها نُخِرت قبل ذلك كله !!
لقد فكرت تلك الخردة , بهذا الحل الجذري لمشاكله .. حلٌّ , يولجه المشاكل واحدة تتبعها أختها ! أي حل هو هذا بالله عليك؟!
[ اخْـتِـنَاق ]
مع تتابع الدوامات , أصيب المسكين بصَدْع ٍ آخر , و لكن هذه المرة , كان الصدع من نوع آخر جديد كلياً ، ذلك
أن الصدع أعاد له صوابه , فبات يفكر - و ضجيج أنفاسه يتضاءل شيئا فشيئا - , لمَ حصل هذا ؟!
[ ظِـلّ ]
لم يعبر عن وجوده بصراحة في هذا الكون , فبات ممثلا احتياطيا بفعله ذاك , لا وجود له صراحةً على مسرح الحياة !
كان التخفي والتهرب ديدنه , حالما يعلن الليل أن احْلَولَاكَه قادمة !
وَصِيَةُ مَنْ عَاشَ هَذِهِ الحَيَاةِ ...
من الجبن الهرب من معركة الحياة , بل من السخف !
فالحياة ليست بمعركة يقدر المرء الهرب منها , أو حتى التخلف عنها ..
حضور معركة الحياة , و التزام القتال و الكفاح فيها , أمر حتمي , لابد منه .. و لابديل له !
انسحابك منها , برهان أكيد على كونك غير مؤهل لتحمل مسؤولية تواجدك على المسرح , و لكن عزيزي
هذا ليس بعذر إطلاقا !
ليس الحل الجذري لمشكلاتك الحاصلة لك على مسرحنا , كما أخبرتك الخردة به !!
بل الحل (الجذري) , هو استيفاء حقوق الممثلين الآخرين , حالاً , وليس آجلاً !
تخفَّ عن الانظار , قليلا فقط , لأجل أن تهذب نفسك وتروضها , و تُعَوِّدَها على الصبر عند الوغى !
ولاتتركها تمشي كما تبغي هي , بل كما تريد أنت ..
أصلح الأمور بيدك , فأنت وحدك من جعلها تتعقد هكذا !
::[ عُقْدَة الخيْط لم تتمادَ من جراء نفسها , بل لأن أحدا لم يحاول حَلَّها ]::
المفضلات