حَمداً لِمَن خَص سَيد الرُّسلِ بِكَمَـال الفصَـاحَةِ بين البَدو وَ الحَضَـر وَ أنطَقَهُ بِجَـوامع الكَلِم فَـأعجَـز بُلغَـاء رَبيعَةَ وَ مُضَر وَ أَنزَل عَليه الكِتَـاب المُفْحِـم بتَحديه مَقاصِع بُلغَـاء الـأَعرَاب وَ أنَـاهُ بِحكمَتهِ أَسرَارَ البلَـاغَةِ وَ فصلِ الخِطَـاب وَ منَحـهُ الَـأُسلوب الحَكيم فِي جَوامِع حِكَمه وَ خَص السعَـاده الَـأبديه لِمُقتَفِي آثَـاره صَلى اللهُ عَليه وَ سَلم وَ على أصحَـابه جَـواهِر البلَـاغه الذين نَظمُـوا لـآلي البَديع فِي عقُود الـإيجَـاز وَ الـإطنَاب ففقِهنَـا بعَد اللَّكَن وَ نطقنَـا بمِيزَان الذهب وَ طَرَّزنَـا سُطـور الَـطُروس بِجَواهِر الَـأدب .

أمَـا بَعد


يَسـرنَـا نَحـنُ مَجمُوعة
البَلَـاغَه وَ الـإنشَـاء أَن نُقَدِمَ لَكم دَرسُنَـا الثَالِث مِن درُوسِ



نَرجُـو مِن الله التَوفيق وَ السَداد . . وَ مِنكُم التفَـاعل وَ الـإنتِفَاع .

نَبدأ مَع دَرسِنَـا وَ سَنُقَسِمَهُ - بإذنِ الله - إلى :
1- فصَاحَةُ المُتَكلِم
2- البلَـاغة
3- عِلم المعَانِي

بإسمِ الله نَبدأ




فَصاحَةُ المتُكلِّم:
عِبارةٌ عَنْ المَلَكةِ التِي يَقتَدِرُ بِهَا صَاحِبها عَلَى التَعبِير عَنْ المَقْصُودِ بِكَلَـامٍ فَصِيحٍ فِي أيِّ غَرضٍ كَـان.
فَيكُون قَادِرَاً بِصَفة الفَصَاحةِ الثَابِتَة فِي نَفسِه عَلَى صِياغَةِ الكَلَـامِ مُتمَكّنَاً مِنْ التَّصرُفِ فِي ضُروبِه ، بَصِيراً بالخَوضِ فِي جِهَاتِه وَ مَنَاحِيه .

وَ يَقُول الشَيخ أَ
حمَد الدَمنْهُورِيُّ - رحمه الله - فِي كِتَابِه " حليَةُ اللُبِ المَصُونِ "فِي شَرحِه فَصَاحةُ المُتَكلِّم :
" فعُلِمَ أنَّ مَنْ تَكلَّم بالفَصِيح , وَ لَيس لَهُ مَلَكةٌ غيرُ فصيح "
قَولِه :
" فعُلِمَ أنَّ مَنْ تكلَّم بالفَصِيحِ , وَ لَيس لَه مَلَكةٌ غَيرُ فصيح "
كَيْفَ نَسْتَفِيد مِنهُ عَمليًّا, بِمعنَى كَيف نَعْرِف أنَّ المُتكلِّمَ بالفَصيح غَيْرَ فَصِيح ؟


الـإجَـابة :
هَذا إِذَا تَكَلف وَ تَقعَـر , فَتحِس أَنْ أَلفَاظَهُ نِتَاج عَملِيَاتٍ ذِهنِية يُجْهِد فِيهَا نَفْسَه بَحْثـاً عَنْ المُفْرَداتِ . أَما صَاحِب المَلكَةِ فَيتكَلم بالفَصِيح دُونَ تَكلُفٍ وَ دُون تَجهُدٍ وَ تَقعُر .





إلى هُنَا أَحِبتِي نَصِل
إلى نِهَـايِة الجُـزءِ الَـأوَلِ مِن سِلسِلَةِ البلَـاغة
فبِحمدِ الله إكتمَل حَدِيثُنَا عَن
الفصَـاحَةِ بَعد أن تنَـاولنَا
تعِـرِيفهَـا وَ فصَـاحَة الكَلِمـة " مِن هُنَـا "
ثُم
فصَـاحـة الكَلَـامِ وَ كُل مَا يَخِلُ بِهَـا هُنَا
وَ الَـأن تعَـرضنَا إلى
فصَاحِة المُتكِلم فبينَاهَـا وَ للهِ الحَمد
فمَن وَجـد مِنكُم أي صعُوبةٍ مَا فِي جُـزء فَـأنَا وَ كُل مُشرِفي الفَريقِ فِي الخِدمةِ

وَ للمُرَاجعَةِ وَ الـإستِذكَار إليكُم هَـذه الَـأسئِلة ^^ :

مَا هِي الفَصَاحة لُغة وَ إِصطِلَـاحاً ؟ مَن الذَي يُوصَفُ بالفَصَاحةِ ؟
مَا الذي يُخْرِج الكَلِمَة عَنْ كَونِهَا فَصِيحة ؟
مَا هُو تَنافُر الحُروفِ ، وَ إِلى كَم يَنْقَسِم ؟
مَا هِي الغَرابة وَ مَا مُوجِبُهَا ؟
مَا هِي مُخَالفَة القِيَاس ؟
مَا هِي الكَرَاهةُ فِي السَمعِ ؟
مَا هِي فَصَاحةُ الكَلَـامِ وَ بِمَا تتحَقق ؟
مَا هُو تنَافُر الكَلِمَات وَ مَا مُوجِبه وَ إلى كَم يَتنوَّع وَ مَا هو ضَعفُ التَألِيف وَ مَا هُو التَعْقِيد ؟ وَ إِلى كَم يَنْقَسِم ؟
مَا هُو كَثْرَةُ التِكراَر ؟
مَا هُو تتابُع الـإِضَافاتِ ؟
مَا هِي فَصاحَةُ المُتَكَلِم ؟












البَلَـاغَةُ فِي اللُغَة :
الوُصُول وَ الـإِنتِهَاء
يُقَال بَلغ فُلَـان مُرَاده إِذَا وَصل إِليه
وَ بَلغ الرَكْبُ المَدِينةِ اِذَا إِنتهَى إِليهَا
وَ مَبْلَغ الشَيءِ مُنْتهَاهُ

وَ بَلغ الرَجلُ بَلَـاغةً فَهُو بَليِغ :
إِذا أَحسَن التَّعْبِير عَمَّا فِي نَفْسهِ

وَ تَقع البَلَـاغة فِي
الـإِصطِلَـاح : وَصفاً للكَلَـامِ وَ المُتَكلِّم فَقط وَ لَـا تُوصَف الكَلِمَةُ بالبَلَـاغَةِ ، لِقصُورِهَا عَنْ الوصُولِ بالمُتَكلَّم إِلى غَرضِه وَ لِعَدم السَّماع بِذَلِك .






البَلَـاغَةُ فِي الكَلَـام مُطَابقَته لِمَا يَقْتضِيه حَالُ الخِطَابِ مَع فَصاحَةِ أَلفَاظه مُفرَدهَا وَ مُركَبهَا .
وَ الكَلَـام البَلِيغ : هُو الذَي يُصَورَّه المتُكلِّم بِصُورَةٍ تُنَاسِبُ أَحوال المُخَاطَبِين .

وَ حَالُ الخِطَاب وَ يُسَمى أيضَـاً بالمَقَامِ : هُو الـأَمْرُ الحَامِل للمُتَكَلِّم عَلَى أَنْ يُورِدَ عِبَارتِه عَلَى صُورَة مَخصُوصة دُون أُخرَى .
وَ المُقْتَضَى وَ يُسَمى أيضَـاً الـإِعتِبَار المُنَاسبِ هُو الصُورة المَخْصُوصَة التَي تُورَدُ عَلْيهَا العِبَارة .

مَثلَـاً المَدح : حَالٌ يَدعُو إلى إِيرَادِ العِبَارَةِ فِي صُورَةِ الـإطنَاب وَ ذكَـاءُ المُخَاطب فَكُلٌ مِن المَدحِ وَ الذكَاء - حَالٌ وَ مقَـام - وَ كُلٌ مِن الـإيجَازِ وَ الـإطنَابِ - مُطَابقةُ للمُقتَضى - وَ لَيست البلَـاغة إذاً مُنحَصِرة فِي إيجَاد معَـانٍ جَلِيلة وَ لَـا فِي إختِيار ألفَاظ وَاضِحـة بَل هِي تتنَاول مَع هَذين الَـأمرَين أمرَاً ثَالِثاً وَ هُو إيجَاد أسَالِيب مُنَاسِبة للتَألِيف بين مَعانِي الكَلِمَات وَ الَـألفَاظ مِمَا يَكسِبُهَا قُوة وَ جمَالَـا

أي أَن بلَـاغة الكَلَـام = فصَاحة الكَلِمة + فصَاحة الكَلَـام + الـأسلُوب المُنَاسِب بِحسبِ الحَال وَ المقَام وَ المُقتَضى .







بلَـاغَةُ المُتكَلِم هِي مَلكَةُ فِي النَفسِ يَقْتَدرُ بِهَا صَاحِبها عَلَى تَألِيف كَلَـام بَلِيغ مُطَابِق لِمقتَضَى الحَال مَع فَصاحَتِه فِي أَيّ مَعْنَى قَصَدَهُ
وَ تِلك غَايَةُ لَن يَصِل إِليها إلَـاَّ مَن أَحَاط بِأَسَالِيب العَرب خُبْرَا وَ عَرف سُنَن تَخاطُبِهم فِي مُنَافَراتِهم ، وَ مُفَاخَراتِهم ، وَ مَديحِهم، وَ هِجَائِهم وَ شُكِرهم ، وَ اعتِذَارهم ، لِيلَبس لِكُل حَالَةٍ لبُوسها - وَ لِكلِّ مَقَامٍ مَقَال - .




تَدرِيب :

بيَّن الحَال وَ مُقْتَضاهُـ فِيمَا يَلِي :
(1) هَنَاء محَا ذَاك العزاء المُقدما فَما عَبس المحزونُ حَتى تبسَّمَا
(2) تَقُول للرَّاضِي عَنْ إِثَارَةِ الحُروبِ ( إِنَّ الحَرُب مُتْلِفةٌ للعِبَادِ ، ذَهَّابَةٌ بالطَّارف و اَلتَّلَـاد)
(3) يَقُول النَاسُ إِذَا رَأوا لِصَّا[SUP].[/SUP] أَو حَرِيقاً : لصٌّ – حريقٌ
(4) قال تعالى ( وَ أَنَّا لَـا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْـأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا )
(5) يَقُول رَاثِى البرَامِكة
أُصِبتُ بسَادةٍ كَانُوا عيُونَاً بِهم نُسْقَى إِذا إِنْقَطعَ الغَمَامُ







قَال قُدَامَةُ : البَلَـاغةُ ثَلَـاثة مَذاهبَ :
المُسَاواةُ : وَ هِي مُطَابَقُة اللَّفْظِ المَعْنَي : لَـا زَائِداً وَ لَـا نَاقِصاً .
وَ الـإِشَارة : وَ هِي أَنْ يَكُون اللَفْظ كاللَّمحَة الدَّالة .
وَ التَّذييلُ: وَ هُو إِعَادة الـألْفَاظِ المُترَادِفة عَلَى المَعْنَى الوَاحِد لِيَظهر لِمَن لَم يَفْهَمه، وَ يتَأكد عِند مَنْ فَهِمه





وَ قِيلَ لِجَعْفر بن يَحْيَى : مَا البَيان ؟
فقَال: أَنْ يَكُون اللَفظ مُحِيطَاً بِمْعنَاكَـ كَاشِفَاً عَنْ مَغْزَاكـ وَ تُخرِجَه مِن الشركةِ وَ لَـا تَسْتَعين عَليه بِطُولِ الفِكْرَةِ وَ يَكُون سَالِمَاً مِنْ التَكَلّفِ بَعِيدَاً مِنْ سُوءِ الصِّنعَةِ بَريئاً مِنْ التَعْقِيد غَنِياً عَنْ التَأمُلِ





وَ سَأل مُعَاويةُ صُحَاراً العَبديَّ : مَا البَلَـاغةِ ؟ فقَال : أَنْ تُجِيب فَلَـا تُبْطِىء وَ تُصِيبَ فلَـا تُخْطِىء .






وَ قَال الفَضْلُ : قُلْت لـأَعرَابِي مَا البَلَـاغة ؟ فقَال: الـإِيجَازُ فِي غَيْر عَجْز وَ الـإِطنَاب فِي غَير خَطَلٍ





وَ لـإبنِ المُعتَّزّ: أَبْلَغُ الكَلَـامِ : مَا حَسُنَ إِيجَازُهُ، وَ قَلَّ مَجَازُه ، وَ كَثُر إِعجَازُهُ وَ تنَاسَبت صُدُورَه وَ أعجَازُه




وَ سَمِع خَالدُ بنُ صَفوَان رَجُلَـاً يَتكَلّم ، وَ يَكثرُ الكَلَـام ، فَقَال : إِعلَم - رَحِمكَ اللهُ - أَنْ البَلَـاغة لَيْسَت بِخفَّة اللِّسَانِ ، وَ كَثْرَةُ الهَذيَانِ ، وَ لَكِنها بإِصَابَةِ المَعْنَى وَ القَصد إِلى الحُجَّة




وَ مِمَا قِيل فِي وَصْفِ البَلَـاغَةِ : لَـا يَكُون الكَلَـام يَسْتَحِقّ إِسم البَلَـاغَةِ حَتى يُسَابِقَ مَعْناهُ لَفظَهُ ، فَلَـا يَكُون لَفْظَه إِلى سَمَعِكَ أَسْبَقَ مِنْ مَعنَاهُـ إلى قَلبِك





إنَّ الكلَـام البَلِيغ :
هُو الذَي يُصورِّه المُتَكلِّم بِصُورَة تُنَاسِب أَحوَال المُخاطَبِين ، وَ إِذاً لَـابُدّ لِطَالِب البَلَـاغةِ أَنْ يَدرُس هَذه الـأَحوَال ، وَ يَعرف مَا يَجِب أَن يُصَوَّر بِه كَلَـامه فِي كُل حَالة، فَيْجعَل لِكُلِ مَقامٍ مَقَالَـا .
وَ قد إِتفق رِجَالُ البَيانِ عَلَى تَسمِية العِلم الذَي تُعْرَف بِه أَحواَل اللَّفْظ العَربِي التَي بِهَا يُطَابِقُ إِقتِضَاء الحَال : بِإِسم
عِلم المَعانِي .




(1) عِلم المَعَانِي :

أصُولٌ وَ قوَاعِد يُعْرَف بِهَا أَحوال الكَلَـام العَربِي التَي يَكُون بِهَا مُطَابِقَاً لِمُقتَضى الحَال بِحَيث يَكُون وِفْقَ الغَرَضِ الذَيِ سِيقَ لَه .

فَذكَاءُ المُخَاطب حَال تَقْتَضي إِيْجَاز القَولِ فَإِذا أوَجَزتَ فِي خِطَابه كَان كَلَـامك مُطَابِقاً لِمُقتَضى الحَال ، وَ غَباوته حَال تَقتَضِي الـإِطْنَاب وَ الـإِطَالة فَإِذا جَاء كَلَـامك فِي مُخاطَبتهِ مُطْنباً : فَهُو مُطَابِق لمُقتَضَى الحَال ، وَ يَكُون كَلَـامك فِي الحَالين بِليغَان وَ لو أَنك عَكْست لـأنتَفْت مِن كَلَـامِكَ صِفَة البَلَـاغةِ .

(2) وَموضوعه :

اللَّفظُ العَربِي مِنْ حَيثُ إِفَادتُه المَعانِي الثَّواني التَي هِي الـأغرَاض المَقْصُودةُ للمُتَكلِّم، مِن جَعل الكلَـام مُشْتَمِلَـاً عَلى تِلك اللَّطَائِف وَ الخصُوصِيّات، التَي بِها يُطَابقُ مُقْتَضى الحَال .

(3) فَائِدتَه :

أ-
مَعْرِفَة إِعجَاز القُرَأن الكَرِيم مِنْ جِهة مَا خصِّة اللهُ بِه مِنْ جَودةِ السبَّكِ ، وَ حُسنِ الوَصْفِ ، وَ بَراعَة التَّراكِيب وَ لُطْف الـإِيجَاز وَ مَا أشتَمل عَليه مِن سُهُولة الترَّكيب ، وَ جَزالة كَلماِته وَ عُذوبِة أَلفَاظِه وَ سلَـامَتِها ، إِلى غَير ذَلِكَ مِن مَحاسِنه التَي أَقعَدت العَرب عَنْ مُناهَضتِه ، وَ حارتَ عقُولهُم أمَام فَصاحَته وَ بَلَـاغتهِ .

ب-
الوقُوف عَلَى أَسْرَار البَلَـاغَة وَ الفَصَاحة : فِي مَنْثُور كَلَـام العَربِ وَ مَنْظومَه كَي تَحتذىَ حَذوه ، وَ تَنسُجَ عَلَى مُنوَاله ، وَ تَفرقَ بين جَيِّد الكَلَـامِ وَ ردِيئه.

(4) وَاضِعَهُ

الشَيخُ عَبدُ القَاهرِ الجُرجاني المُتَوفِي سَنة 471 هـ

(5) إِستِمَداده

مِنْ الكَتِابِ الشَّريف ، وَ الحَديث النَّبوي وَ كَلَـام العَرب .

وَ أَعلم أَنَّ المَعانِي جَمعُ مَعنىً وَ هُو فِي اللُغَةِ : المَقْصُود

وَ فِي إِصطِلَـاح البَيانِيين : هُو التِّعبِير باللَفظ عَمَّا يتَصَوَّره الذَهن

وَ أَعلَم أَنَّ لِكُل جُملَة رُكَنينِ مُسنَداً وَ يُسمى مَحكُوماً بِه أَو مُخبرَاً بِه

وَ مُسْنَداً إليه، وَ يُسمى مَحكُومَاً عَليه أو مُخْبرَا عَنه

وَ أَمّا
النِسية التي بَينَهُمَا فتُدُعَى إسَناداً وَ مَا زَاد عَلى المُسْند وَ المُسْند إِليه مِن مَفعُولٍ وَ حَال وَ تَمييز وَ نَحوهَا فَهُو قَيدٌ زَائِد عَلَى تكَوينِهَا إلَـاّ صِلَة المَوصُول وَ المُضَاف إِليه

وَ الـإِسنَاد :
إِنضِمَام كَلمةِ المُسنَد إلى أُخرَى المُسنَد إِليه عَلى وَجهٍ يُفِيد الحُكم بإِحدَاهُما عَلَى الـأُخرَى ثُبوتَـاً أو نَفْيَاً نَحو :
اللهُ وَاحدٌ لَـا شَريكَ لَهُ .


وَ مَواضِع المُسنَد ثَمانِية :

(1) خَبْرُ المُبْتَدأ نَحو
قادرٌ مِنْ قَولِكَ " اللهُ قادرٌ".

(2) الفِعْلُ التَام نحو
حَضَرَ مِنْ قَولِكَ " حَضَرَ الـأَمِير ".

(3) إِسم الفِعْل نَحو " هَيهَات وَ آمِينَ ".

(4) المُبْتَدأ الوَصفُ المُستَغنَى عَنْ الخَبر بِمرفُوعِه نَحو
عَارِف مِنْ قَولِكَ " أَعارِفٌ أَخُوكَ قدَرَ الـإِنْصَاف ".

(5) أَخبَار النَّواسِخ " كَان وَ نَظَائرُها وَ إنَّ وَ نظائرُها ".

(6) وَ المَفْعُول الثَانِي لِظنَّ وَ أَخواتِهَا .

(7) وَ المَفْعُول الثَالِث لَـأرَى وَ أَخواتِهَا .

(8) وَ المَصْدَر النَّائِب عَنْ فِعل الـأَمْرِ نَحو "
سَعياً فِي الخَيرِ "


وَ مَواضِع المُسند إِليه سِتة:

(1) الفَاعِلُ للفِعلِ التَّامِ أَو شِبهه نَحو
" فُؤاد وَ أَبُوه " مِن قَولِكَ " حَضر فُؤادٌ العَالم ابُوه ".

(2) أَسمَاءُ النَّواِسخ : كَان وَ أَخواتِها، وَ إِنَّ وَ أخَواتها

(3) المُبْتَدأ الذَي لَه خَبر نَحْو
العِلْم مِنْ قَولِكَـ " العِلُم نَافِع ".

(4) وَ المَفْعُول الـَأوَل لِظَنَّ وَ أَخوَاتِهَا .

(5) وَ المَفْعُول الثَانِي لـأرَى وَ أخَواتِهَا .

(6)
وَ نَائِب الفَاعِل كَقولِه تَعَالى ( وَ وضِعَ الكِتَابُ ).

ثُم إِنَّ المُسْند وَ المُسنَد إِليه يتَنوعَان إِلى أَربعَـةِ أَقسَام :

(1)
إِمَا أَنْ يَكُونَـا كَلمتَين حَقِيقة كَما تَرى فِي الـأَمِثلة السَالِفة .
(2)
وَ إِمَّا أَن يَكُونَا كَلِمتين حُكْمَا نَحو " لَـا إِله إلَـا الله ينَجُو قَائِلهَا مِنْ النَار " أَي " تَوحِيدُ الـإِلهِ نَجاةٌ مِنْ النَارِ ".
(3)
وَ إِمَّا أَنْ يَكُون المُسْنَد إِليه كَلِمة حُكمَاً ، وَ المُسنَد كَلِمة حَقِيقة نَحو " تَسمَعُ بالمعِيدِي خَيرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُـ " أَي سَماعُكَـ بِالمعِيدِي خَيْرٌ مِنْ رًؤيتِه ".
(4)
وَ إمَّا العَكْس نَحو " الـأَميِر قَرُب قُدومه " أَي " الَـأمِير قَرِيبٌ قدومه "

وَ يُسَمى المُسْنَد وَ المُسْنَد إِليه :
رُكنَى الجُملَةِ .
وَ كل مَا عَداهُمَا يُعتَبر قَيداً زَائِدَاً عَليهَا
وَ عِلم المعَانِي
8 أَبوابــ سنُفصِلُهَـا كُلهَـا إن شَاء القَدِير .

أفَـادنَـا اللهُ وَ إيَـاكُم بِمَـا عَلمنَـا
وَ إلى أَن نلتَقي فِي دَرسٍ أَخـر