بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشرت في حياتنا العديد من الأعمال التي لم تصح عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- فهل يطلق عليها بدعة؟؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه » - وفي رواية : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا - فهو رد » متفق عليه.
قال السعدي رحمه الله في كتابه بهجة قلوب الأبرار معلقا على الحديث(1 / 11)
"وأما حديث عائشة فيدل بالمنطوق وبالمفهوم.أما منطوقه : فإنه يدل على أن كل بدعة أحدثت في الدين ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة ، سواء كانت من البدع القولية الكلامية ، كالتجهم والرفض والاعتزال وغيرها ، أو من البدع العملية كالتعبد لله بعبادات لم يشرعها الله ولا رسوله ، فإن ذلك كله مردود على أصحابه ، وأهله مذمومون بحسب بدعهم وبعدها عن الدين .
فمن أخبر بغير ما أخبر الله به ورسوله ، أو تعبد بشيء لم يأذن الله به ورسوله ولم يشرعه فهو مبتدع ، ومن حرم المباحات، أو تعبد بغير الشرعيات فهو مبتدع .
وأما مفهوم هذا الحديث: فإن من عمل عملا ، عليه أمر الله ورسوله - وهو التعبد لله بالعقائد الصحيحة ، والأعمال الصالحة : من واجب ومستحب : فعمله مقبول ، وسعيه مشكور .
ويستدل بهذا الحديث على أن كل عبادة فعلت على وجه منهي عنه فإنها فاسدة ; لأنه ليس عليها أمر الشارع ، وأن النهي يقتضي الفساد . وكل معاملة نهى الشارع عنها فإنها لاغية لا يعتد بها" أهـ.
المفضلات