(وإنَ الحَربَ أولُها كَلامُ) : حصاد الألسن

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Exclamation (وإنَ الحَربَ أولُها كَلامُ) : حصاد الألسن


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    ‘, ,


    والصمت أجمل بالفتى . . من منطق فِي غير حِينه
    لَا خير فِي حَشْو الْكَلَام
    . . إِذا اهتـديت إِلَــى عيونـــه


    ‘, ,


    مرحباً بكم جميعاً . . .

    لقد خلق الله لحمة في جسم الإنسان وجعلها موطن البلاء والامتحان

    فكانت وبالاً عليه ما إن فوضها في كل شيء وأساء في الاستخدام

    تلك اللحمة هي "اللسان" ، وهو أكبر من أن يُعرّف ، وقد جعل ناطقاً للقلب ومفصحاً عن العقل

    لكنها كما كان يقول السلف : مورد المهالك وجالب للمصائب والمثالب

    والحديث عنه يطول فآفاته كثيرة ، إلا أن الشرع ضبطه .

    ولكن ؛ نختصر القول أن خطورته تشتد في بعض المواطن والأحداث

    يقول الشاعر :

    لساني وسيفي صارمان كِلَاهُمَا . . وَمَا السَّيْف أقوى وقْعَة من لسانيا


    فتعلم أن اللسان قد يكون كشرارة تحرق الأخضر واليابس

    وخاصة بعض الأمور الحساسة والدقيقية التي يجب أن لا يخوض فيها عوام الناس ..

    ويكثروا من القيل والقال ويهرفوا بما لا يعرفوا

    وقد روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله
    ((إِن الله يكره لكم قيل وَقَالَ .... ))

    ومن تلك المواطن والمواضع الحساسة الدقيقة الخطيرة هي (النوازل)

    والنوازل : هي المصيبة الشديدة من مصائب الدهر تنزل بالناس، يقال نزلت بهم نازلة .

    فهذه مردها لأهل العلم المتخصصين

    كالأحداث التي تعصف بأمة الإسلام كما يحدث الآن من فتن عظيمة

    قال تعالى
    {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وفي الجملة فالبحثُ في هذه الدّقائق من وظيفة خواصّ أهل العلم))

    وفي عهدنا الحاضر نرى العكس أو من يتطرق لعظام الأمور هم الجهّال والعوام أو (رعاع الناس والغوغاء)

    وبالمقابل نَجِد العلماء وطلبة العلم يلازمون الصمت ويحجمون عن الافصاح

    أو أنهم يتكلمون بعيداً عن الواقع الذي يعيشه أهله !!

    ولا نعتب عليهم التأخر في البيان ، لأن ذاك من خصائص التسبير والاستعلام

    أما الاستعجال ورمي الكلام على عواهله ، فلن يأتي منه إلا شر ..

    والاستعجال في الغالب يؤدي للمهالك ولا تحمد عواقبه ، أو أقل تقدير أحراج وتنفير


    ‘, ,



    لكن عدم إبداء الرأي والسكوت الدائم يفتح المجال لأهل الأهواء لينفثوا سمومهم وعندها لا يلوموا أحد سواهم

    ودائماً ما نرى العلماء الأثبات الربانيين إذا تكلموا في مسألة نزلت بالأمة الإسلامية ؛ يعطوها حقها ونلتمس من كلامهم الصدق والتثبت ورجاحة العقل والحق الواضح البيّن ..

    وأيضاً لعلمنا أنهم مأمونوا الجانب ثقة لا يقع منهم الكذب والافتراء نتقبل أقوالهم بإطمئنان وراحة بال .

    ولا يمنع أن يقعوا ببعض الأخطاء فنعرف ذلك ولا نتابعهم عليها ..


    ‘, ,



    [لَا يجتريء على الْكَلَام إِلَّا فائق أَو مائق]

    ليس لنا أن نتكلم في كل أمر عرفناه أم جهلناه > والرأي إذا خالطه الجهل والهوى فهو قبيح ، يعود بقبحه على صاحبه .

    ولا نسلم من الوقوع في الأخطاء والآثام ، وما تتحصل منها مساوئ نحن في غنى عنها


    قال ابنُ القيم رحمه الله : "العالم بكتاب الله، وسنة رسوله، وأقوال الصَّحابة، فهو المجتهد في النوازل، فهذا النوع الذي يسوغ لهم الإفتاء، ويسوغ استفتاؤهم، ويتأدَّى بهم فرض الاجتهاد" .

    فحتى بعض طلبة العلم والدعاة لا يحق لهم أن يفتي في النوازل التي تعصف بالأمة الإسلامية ، فتجعل الحليم حيرانا

    اليوم نحن أصبحنا ما إن سمعنا وقوع حدث ما ! إلا واستقبلناه بآرائنا وكلامنا دون دراية ولا رواية !

    وهذا والله من الجهل الخطير .

    ((إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط الله مَا يظنّ أَن تبلغ مَا بلغت يكْتب الله لَهُ بهَا سخطه إِلَى يَوْم يلقاه))

    يقول الشاعر :

    أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ جَمْرٍ . . فَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لَهَا ضِرَامُ
    فَــــإِنَّ النَّـــــارَ بِــالْـــعُودَيْــنِ تُــــذْكَى
    . . وَإِنَّ الْحَــــــرْبَ أَوَّلُهَـــــــا كَـــــلَامُ
    لِئَـــــنْ لَــــمْ يُطْفِهَــــا عُقَــــــلَاءُ قَـــــوْمٍ
    . . يَكُــــونُ وُقُودُهَا جُثُثٌ وَهَـــــامُ


    وبعد ذلك نكثر من الأقاويل والإشاعات والفرضيات ، ثم الظنون والاتهامات والافتراءات

    لا نعرف التروي والتثبت ، فقط قالوا وقلنا ، وسمعنا ويظهر لنا ويبدوا ... ألخ


    ((من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت))


    هكذا يجب أن يكون استشرافنا للفتن والأحداث ، فلا نطلق العنان للسان ليبدأ فلا ينتهي إلا بكبٍّ في النار ..

    بل ننتظر ونتثبت ونرى ما عاقبة الأمور والرأي الصحيح السليم من أهل العلم


    ‘, ,



    وبكل حال : ربك لم يأمرك أن تبدي رأيك في كل شيء ، ولا أن تخوض مع الخائضين ، بل العكس ، وقد مر معنا قبل قليل قوله تعالى
    { . . . ولو ردوه إلى الرسول وأولي الأمر منهم . . . }

    ومرده لأهل العلم ، أهل الحل والعقد ، أهل النصح والبصيرة ..


    وقال سبحانه وتعالى في حادثة الأفك :
    { إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم }


    ‘, ,



    [ الصَّمْتُ حِكَمٌ وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ ]

    من لزم الصمت نجا
    . . من قَالَ بِالْخَيرِ غنم
    مِنْ صَـدَقَ اللَّهَ عَـــلا
    . . مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ عَلِمْ


    ‘, ,



    وقُـــلِ الخير وإلا فاصمُتَنْ . . فإنه من لزم الصمت سلِم
    إنّ طول الصّمت زينٌ للفتى
    . . من مقالٍ فيه عيٌ وبكم


    ‘, ,


    قال تعالى :
    {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}

    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
    "من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت زلاته ومن كثرت زلاته فالنار أولى به"



    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    - الموضوع له شهر محبوس .. فالعذر على الأخطاء







    التعديل الأخير تم بواسطة Sos_chan ; 3-7-2012 الساعة 04:20 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...