الليل

لمَ الليل ؟

لمَ سكونه ؟
ومن خدعك وقال سكون ؟
في الليل.. في الظلمة تستيقظ كائنات شأنها كشأننا..
أتراها تناجي القمر ؟
أم تنغص نوم غيرها كما يفعل البشر ؟
هنالك صاروخٌ في الأجواء وقبله كانت إف ستة عشر قد اخترقت طبلة الأذن..
وما هي إلا لحظات حتى اهتز السرير.. هكذا !
وبعدها عاد سكونٌ آخر.. سكونك !

في الليل.. لا أرى لا أسمع لا أفهم.. غير ما يصدره ذاك النبض..
وتقول بأنني لا أفهم ؟!
من سواه الليل فهّمني سر سراديبك ؟
ومن سواه ألاقاني إليك ؟
ومن سواه أنتظر كي أحدثك بما فعل بي النهار ؟!
فهيّا أفق معي..
كما يفعل الجميع.. أو.. كما نفعل دائماً.. ولننس الآخرين..
ولنؤدي عاداتنا الليلة وننصت لهم.. ننصت لكل همسٍ حولنا ونحدق في السقف من فوقنا..
أو نقرأ ورداً أو نؤلف نثراً..
فهذا هو الليل.. ليلي وليلك.. أو.. نفتح محادثة جديدة.. ولنأمل بأن تكن أطول من سابقتها..
ولنبدأ بالسلام.. وكلمات الاشتياق.. ونسرد الباقي كما تفعل شهرزاد .. حتى يصيح الديك منبهاً أن الفجر بان وعليكم الانصراف فالوقت قد تأخر وقد حان وقت المناجاة..
وما هي إلا سويعات.. لنقوم مجدداً نستيقظ من سباتنا ونبدأ يوماً جديداً بأشغال جديدة.. منتظرين السكون .. أيّ سكونٍ كان..
..