قوانين البيت المسلم (السادس والسابع والثامن )

[أبو رويم]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم
فها قد عدنا إليكم بعد غياب دام لفترة طويلة لنضع بين أيديكم الموضوع قبل الأخير من هذه السلسلة
التى قد بدأناها منذ أكثر من سبعة أشهر وسيكون فيه القوانين السادس والسابع والثامن
ولكن قبل ذلك نذكركم بالقوانين السابقة

[أبو رويم]

إن الأسرة والبيئة والمدرسة هى محاضن التربية الأساسية فى حياة الإنسان ، وفى الأسرة يأخذ الإنسان الكثير الكبير، فهو فى الغالب يأخذ دينه وأخلاقه وأدبه وأدب التعامل، ولذلك كان من الأهمية بمكان أن يلحظ البيت المسلم ترتيب العلاقات وأدب التعامل بحيث يكون الأدب يحكم البيت ويسرى من البيت نحو الخارج .
إن كثيرين من الناس يكونوا أسوأ الناس أخلاقاً داخل البيت ويحاولون أن يكونوا مثاليين خارجه، وقد وردت نصوص تصف جيلاً بأنه يطيع زوجته ويعصى أمه ،
ويبر صديقه ويعق أباه.
إن ميزان الخيرية هو حسن المعاملة مع الأقرب فالأقرب ، فخيركم خيركم لأهله : "أُمُّك ثم أُمُّك ثم أُمُّك ثم أبوك ثم أدناك أدناك" أخرجه البخارى ومسلم.

ومن هاهنا ينبغي أن يُعتنى داخل البيت المسلم بأدب العلاقات وحسن العشرة.
فالأدب مع الأبوين واحترامهما وطاعتهما وبرهما وتخصيصهما بمزيد من العناية ، وحسن العشرة بين الزوجين بأن يتعاملا بالحلم والحكمة وغض الصوت ، وترك الجدال والخصومة ، والطاعة للزوج ، ورعاية الأبناء والبنات بالرحمة والشفقة، وحسن التأديب فى أمر الدين والدنيا من الأهمية الكبيرة.
ومن المستحسن أن نسجل هذه الملاحظات:



أولاً:إنه لا يصح أن يسكت على سوء أدب أو سوء خلق أو سوء تصرف فى البيت، ولكن لا بد من تخير الأسلوب المناسب للمعالجة، ولابد من تخير الوقت المناسب للنصيحة.



ثانياً:لابد أن يلاحظ عبث الأطفال مع بعضهم بعضاً، وعبثهم مع أولاد الجيران، ولابد أن يُعوّدوا على أن هناك حدوداً لا يصح أن تُتَجاوز وأن هناك حدوداً لا يصح أن تقرب.



ثالثاً: لابد من تعويد الأطفال على أن يحترم الصغير من هو أكبر منه ، وعلى احترام الصغار للكبار فى المعاملة وغض الطرف وغض الصوت وعدم الإيذاء إلى غير ذلك.



رابعاً:إن الطفل عنده نوع إدراك منذ ولادته وبالتالى فلا يصح أن يقول قولاً أو يتصرف تصرفاً أو يعتاد عادة إلا وقد حُسِّن له الحسن وقبّح له القبيح.



خامساً:ينبغى أن يعتاد كل أهل البيت أن يبادر كل منهم إلى الخدمة وألا ينتظر من غيره أن يخدمه ، وليقلل كل من أهل البيت الطلب من الآخرين إلا لحاجة أو ضرورة.



سادساً: ينبغى أن يربى كل فرد فى البيت على التواضع لغيره من سكان البيت وعلى التواضع للآخرين من ضيوف البيت ، ويراعى ذلك فى كل مكان فى المجلس وغيره.



سابعاً:ينبغى أن يعتاد كل فرد من أفراد البيت على الكلمة الطيبة مع بعضهم بعضاً ومع الجيران ومع كل الناس.



ثامناً:ينبغى أن يعتاد كل فرد فى البيت على القيام بحق الضيوف وحسن استقبالهم والاستبشار بهم وبحسن الإقبال عليهم وبضيافتهم.



تاسعاً: لا ينبغى أن يعتاد الأطفال على الدخول على الضيوف ، وإن حدث ذلك فلفترة قصيرة ودون أن يكون هناك إزعاج.



عاشراً: ينبغى أن يعتاد كل فرد فى البيت على ألا يتصرف تصرفاً أو يقول قولاً يخل بالذوق العام أو المروءات جَدّاً أو هزلاً.

[أبو رويم]

لقد حضّ الإسلام على القوة ولفت النظر إلى أهمية العافية ، ومن هاهنا كان الاهتمام بالرياضة وبالصحة جزءاً من تربية المسلم وقانوناً من قوانين البيت ،
ففى الحديث الذى أخرجه البخارى "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"
وفى الحديث الذى أخرجه مسلم وأحمد "المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير" ومن دعاء المسلم: "اللهم إنى أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل " ومن دعائه:"اللهم عافنى فى سمعى ، اللهم عافنى فى بصرى ، اللهم عافنى فى بدنى ، لا إله إلا أنت"وفى الحديث:"إن لجسمك عليك حقاً".وعلى هذا فلابد من تدبير أمر الصحة ، وذلك يلحظ بالدواء والغذاء والنظافة والهواء والتعرض للشمس، والوقاية من الأمراض لتوقى أسبابها. فلابد لربة البيت من أن تلاحظ رطوبته وعفونته ورائحته فتعرضه للتهوية والشمس وتتابع تنظيفه ، ولابد من ملاحظة العلاج إذا مرض أحد من أهل البيت ، ولابد من ملاحظة الغذاء فيكون نافعاً غير ضار ، وينبغى أن يعتاد كل فردٍ فى البيت أن تكون له رياضته الخاصة ، فلا يمر يوم إلا وقد مارس نوعاً من أنواع الرياضة كالمشى أو الجري ولو فى المحل، أو الحركات الرياضية أو القفز على الحبل إلى غير ذلك. المهم أن يعتاد كل فرد في البيت أن يكون له حظ من الرياضة ، فإن اجتمع له مع برنامجه الرياضى شيء من الأذكار والدعوات يكون قد جمع خيراً إلى خير.

[أبو رويم]

قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} { التحريم :6}وقال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} {طه :132}
وقال تعالى:{وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}{ مريم :55}فلم يزل المسلم حريصاً أن يقيم المطلوبات فى نفسه وأهله ، وأن يجنب نفسه وأهله المنهيات.
وقد مر معنا أن تنظيم العبادة والعلم قانون من قوانين البيت المسلم ، وهاهنا نذكّر بما بنبغى أن يبعد عنه البيت المسلم من كل ما يتنافى مع المروءات فضلاً عن المندوبات والواجبات والفرائض أو يوقعه فى المكروهات والمحرمات ، فقد درج المسلمون على اعتبار أن داخل البيت عورة ينبغى أن تصان من نظر الآخرين ، فليحتط أهل البيت المسلم من أن يرى الخارج ما بداخل بيوتهم ، وليحتاطوا عند الدخول والخروج ، وخاصة بالخروج بسبب الأعمال البيتية من نشر غسيل أو جمع غسيل ، وليلاحظ أن هناك نوعاً من الثياب لا يصلح أن ينشر بحيث يراه الناس ، فذلك خلاف المروءة ، وليحتط أهل البيت ، فلا يكون فى غرفة الضيوف لباس نسوى، فذلك يتنافى مع الذوق العام ، والفوضى والبعثرة تتنافى مع الذوق العام.
والتصرف الشاذ أو القول الشاذ لا يليقان بأهل البيت المسلم سواء مع أنفسهم أو مع بعضهم أو مع غيرهم ، ومما يُحمى عنه البيت المسلم كشف العورات حتى بالنسبة للصغار ليعتادوا على الستر.
ومما ينبغى أن يعتاد عليه البنات فى سن مبكرة عدم الظهور أمام الرجال.
ومما يُحمى عنه البيت المسلم صور الحيوان والتماثيل وكل ما حكم العلماء عليه بالكراهة أو التحريم ولو وجد خلاف فى ذلك.
ومما ينبغى أن يُحمى البيت المسلم منه ما يدخل فى دائرة اللغو أو الكراهة أو التحريم من البرامج الإذاعية أو التلفزيونية أو أشرطة الفيديو أو المسجلات.
ولا يغيب عن المسلم ما هو الحسن وما هو القبيح ، فيفعل الحسن ويجتنب القبيح ، ومما ينبغى أن يعتاد عليه أهل البيت المسلم كتمان أسرارهم وأمن تصرفاهم وأمن بيتهم وأمن أبنائهم ، وفضح الأسرار يترتب عليه ضرر ، من هاهنا ينبغى أن يعتاد كل من فى البيت أن لا يتحدثوا عن شؤون البيت إلا حيث تترجح المصلحة ، وكما يلحظ الضرر المادى فى فضح الأسرار يلحظ الضرر الشرعى ويلحظ المروءات ، فلا ينبغي أن يتحدث الزوج والزوجة بأسرارها أو بما يخلّ بالمروءة.
وينبغى أن تغلق الأبواب ويحترس من اللصوص والجواسيس ، وكل ما يخل بأمن البيت ويجعله معرضاً للشبهة ، وينبغى أن يلحظ ما يمكن أن يسبب حريقاً أو يؤذى داخل البيت وخارجه ، وينبغى أن يلحظ عدم النوم فى مكان يحتمل منه السقوط ، وألا يسمح للأولاد بأن يلعبوا في مكان يتوقع منه سقوطهم وأذاهم ، ولا يصح أن يوضع بين يدى الأطفال ما يؤذيهم من دواء أو آلة حادة، أو وعاءٍ قابل للكسر.
وهكذا ينبغى أن يُحمى البيت من كل مظهر مخالف للشريعة أو مخالف للأمن.
ومن أهم ما ينبغى أن يعتاده البيت المسلم التفريق بين دائرتين من النساء: دائرة المحرمات حرمة مؤبدة ، أو مؤقتة ، فالدائرة الأخيرة لا تصح مصافحتها ولالمسها ولا الخلوة لأفرادها ولا التكشف أو التبرج أمامها ، وقد غلب على بعض البيئات التساهل فى ذلك ، والحل أن يعرف الجميع الحكم الشرعي وينضبط به.
وقد اعتاد بعض الناس أن يتزوجوا وأن يعيشوا مع بعضهم ، وفي هذه الحالة فإن زوجة الأخ لا يصح أن تظهر بلا سترة كافية أمام أخ زوجها ولا يجوز مصافحته أو أن تخلو به.
وكذلك لا ينبغى أن تظهر زوج الأخ على زوج أختها إلا بالحجاب الشرعى ولا ينبغى أن تصافحه ولا أن تخلو به.




نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يرزقنا الإخلاص فى أقوالنا وأفعالنا
وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وكنا قد أخبرناكم بأنه سينتم وضع موضوع لمناقشة تطبيق هذه القوانين فما رأيكم هل نضعه أم لا ؟
وإن كانت الإجابة بنعم فماذا تفضلون أن أضعه الآن أم بعد وضع القانونين الأخيرين ؟
وما هى آرائكم فى كيفية وضع الموضوع ؟
وجزاكم الله خيراً

[[مِسعَرُ حَرب]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً أخي الحبيب أبو رويم

متابعين بإذن الله للبقية الباقية . .

وأفضل أن تنتهي من السلسلة المباركة ثم تضع النقاش . .

والرأي رأيكم ،، وفقكم الله

[نبضُ دَاعِية]

وَ عَلَيكُم السلامُ وَ رحمةُ اللهِ وَ برَكَاتُه
جزاكُم اللهُ الخيرَ كلَّه و بارك فيكُم وَ عليكُم وَ لكُم
كنا ننتظرها .. تلك القوانين الرائعة ,
وأفضل أن يُؤجل النقاش إلى أن يتم وضع القانونين الأخيرين ..
حفظكُم الله

[أبو رويم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً أخي الحبيب أبو رويم

متابعين بإذن الله للبقية الباقية . .

وأفضل أن تنتهي من السلسلة المباركة ثم تضع النقاش . .

والرأي رأيكم ،، وفقكم الله

وجزاك خيراً أخى الحبيب عمر على تحفيزك لى لوضع باقى القوانين وبارك الله فيك
وحين أنتهى من السلسلة سأضع موضوع النقاش بإذن الله
ولكن فكر معى كيف ستكون طريقة النقاش ننتظر رأيك ؟
وفقك الله لكل خير ودمت فى حفظ الله ورعايته

[أبو رويم]

وَ عَلَيكُم السلامُ وَ رحمةُ اللهِ وَ برَكَاتُه
جزاكُم اللهُ الخيرَ كلَّه و بارك فيكُم وَ عليكُم وَ لكُم
كنا ننتظرها .. تلك القوانين الرائعة ,
وأفضل أن يُؤجل النقاش إلى أن يتم وضع القانونين الأخيرين ..
حفظكُم الله

وجزاكٍ لمروركِ وبارك فيكِ ووفقكِ لكل خير
وعذراً على التأخر فى وضع القوانين كل هذه المدة
وسيتم تأجيل النقاش إلى أن يتم وضع آخر قانونين بإذن الله
وكيف تكون طريقة النقاش ننتظر رأيك ؟

[Abdu Bereira]

جزاك الله خيرًا يا أبو رويم

[معتزة بديني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على عودة القوانين مرة أخرى
وجعلها الله في ميزان حسناتكم ، أما النقاش
فيفضل أن يكون بعد وضع أخر قانون ، بالنسبة لطريقة النقاش
يستحب معرفة آراء الذين سيتم النقاش معهم حين طرح النقاش
كعمل استطلاع في موضوع النقاش ، ودمتم في آمان الله وحفظه

[عُبيدة]

بارك الله فيك اخى الحبيب عبد الرحمن
متميز دائما جعلها الله فى ميزان حسناتك
و وفقك و فتح عليك ابواب رحمته
واسعدك فى الدارين وجمعك فى الجنة مع سيدنا محمد عليه اجمل السلام
اسعدك الله يا اخى العزيز

[أبو رويم]

جزاك الله خيرًا يا أبو رويم

وجزاك خيراً لمرورك وبارك الله فيك
وننتظر منك ردود ومشاركات مفيدة غير شكر الأعضاء

[أبو رويم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على عودة القوانين مرة أخرى
وجعلها الله في ميزان حسناتكم ، أما النقاش
فيفضل أن يكون بعد وضع أخر قانون ، بالنسبة لطريقة النقاش
يستحب معرفة آراء الذين سيتم النقاش معهم حين طرح النقاش
كعمل استطلاع في موضوع النقاش ، ودمتم في آمان الله وحفظه

وجزاكم خيراً على مروركم وبارك الله فيكم
وسيتم مناقشة جميع آراءكم بإذن الله وسيتم الإستقرار على طريقة النقاش بعد ذلك