عندما نكون في ضياع كالذي نحن فيه, في تخبط كالذي انحدرنا إليه.. يشير إلينا التعامل المباشر مع الكتاب بالتساؤل فنتعلم منه إشارات الاستفهام -الركن الركين في إيمان إبراهيم-.. يشير إلينا باتجاه الإيجابية, فيخرجنا من بطن الحوت، اليأس والظلمة باتجاه صباح الأمل .. ويشير إلينا باتجاه البعد المقاصدي الشمولي, فإذا بكل شيء في هذا الكون له مقصد وغاية وحكمة.. إن أي مشروع نهضوي يحاول أن ينهض بالأمة متجاوزًا القرآن الكريم مكتوب عليه الإخفاق سلفًا ومشروع نهضتنا المستند إلى الخطاب القرآني يجب عليه المواجهة الجذرية للأمور, يجب أن يكون واضحًا وضوح الشمس واضحًا مثل أول كلمة أنزلت من القرآن {اقـرَأ} ولكن مليار مسلم كانوا مصرين دومًا.. مانحن بقارئين!! ويظل الصدى يردد عميقًا {اقـرَأ}. لن ننام ونصحو ذات يوم لنجد أن دولة الحضارة الإسلامية قد قامت من جديد.. المسألة أعقد من ذلك. لابد أن يكون في أجيالنا الحالية من يمهد الطريق لتلك الحضارة القادمة, يتركون البذرة في الرحم ويمضون, ويأتي غيرهم لترك بذرة أخرى مختلفة ويمضون. إلى أن يحدث التفاعل, الشرارة, المخاض.. الزلزال وتقوم حضارة {اقـرَأ}. لنصل إلى النهضة المطلوبة علينا أن نبحر بشكل مختلف وأن نضبط بوصلتنا باتجاه الغار لننطلق منه في محاولة أخيرة لتغيير البشرية كما كانت مهمته صلوات ربي عليه. تلك الرسالة الخاتمة ولكنها في الواقع مجرد بداية وفرصة لجيل قادم لا محالة، لعل البداية منك أنت!
القرآن لنهضة الذات نحو جيل يغيّر البشرية
#الختام
المفضلات