فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ النهائي ~ { تومويو ضد Dek2on } ~ { للذكرى حنين ضد أوابـ }

[ منتدى قلم الأعضاء ]


صفحة 6 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 121
  1. #101

    الصورة الرمزية الـقائد

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    2,157
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي وفقكَم ربي لكُل خير ^_^.

    صوتي للنص الأول لما حوى كلماتٍ قليلة أوصلت المعنى،

    وتناغمٌ رائع بينَ الكلمات ووصفٌ للواقع أكثر، شُكراً للكاتب ،


    أيضاً النص الثاني جميل فشُكراً لكاتبه ^^،

    وفقكَم ربي لكُل خير ^_^.

  2. #102

    الصورة الرمزية سَجَعْ

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    1,082
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام".. تعود إليكم ؛ بوجه جديد .. { مجرد إنسان! ضـد عُبيْدة } ~



    صوتي للأول .
    موفقين جميعًا .

  3. #103

    الصورة الرمزية Sos_chan

    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المـشـــاركــات
    3,275
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام".. تعود إليكم ؛ بوجه جديد .. { مجرد إنسان! ضـد عُبيْدة } ~

    سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته

    كل عامٍ وأنتم بخير ولو أنها متأخرة ..

    نستكمل ما بقيَ من الصراعات .. واعتذر من أصيلي على تأخري في وضعها رغم أنها أرسلت لي بقية النصوص منذ أيام ..
    ونحن على وعدٍ بإكمال التحديات إن شاء الله ..

    بدءًا من التحدي القادم سنضع كلّ تحديين معًا إن شاء الله .. ونطلب منكم التصويت لها جميعًا ..

    ••••
    نتيجة التحدي السادس ••••

    فوز النص الأول بنتيجة ثمانية أصوات مقابل اثنين ..
    صاحبة النص الأول كانت الأخت مجرد إنسان .. مباركٌ لكِ ، وحظ أوفر للمشرف عُبيدة ..

    بالنسبة لتحدي اليوم فالموضوع مميّز ..وكان يفترض بنا وضعه في رمضان .. ولكن للجميع انشغالاتهم في رمضان ..
    التحدي السابع بين عين الظلام و Lolo_2009
    التحدي الثامن بين mp3 و Rin_more


    ••••••••
    التحدي السابع ( عين الظلام ضد LOLO_2009 )
    ••••••••

    موضوع التحدي خاطرة بعنوان: رمضان في النفس


    •• النص الأول:

    خبروني أي شيء .. من أفضل الطاعة به ...يزورنا كل عام .. فتهذب النفس بقدومه ...
    بدل النفوس .. أرشد العقول ...
    أزال الكبرياء .. وسوى الفقير بالأغنياء ...
    بالليل قاموا .. ونهار اليوم صاموا ...
    حفظ اللسان .. عن سوء الكلام ...
    عطرنا القلوب .. بذكر العلام الودود ...
    ورطبنا اللسان .. بتلاوة القرآن ...
    بورك لهم بالسحور .. وهلت أفراح الفطور ...
    مرت الأيام .. فزال رمضان ...
    وخلف وراءه .. عظيم الخلق في الإنسان ...

    ••
    النص الثاني:

    فِـــي رَمَضَـــــــــانْ
    تتَلَاحَقُ الأيامُ وَ السَاعَات ، وَ تَنْقضَي الدَقَائِقُ وَ الثَوَانِي ، تَرْكُضُ الحَيَاةُ نحَوَ هَدَفٍ أَسْمَى وَ أَعَمَقْ~
    نُجَدِدُ تَقَوى النُفًوسَ وَ نِقَوِي عَزَائِمُهَا ، نمَنْحُهَا حَيَاةٍ جَدِيدةٍ وَرَاقيةٍ،
    نبَعَثْ ايمَانٍ صَلبْ يَسرِي فِي دِمَائَنَا التي تَجْمدَت مِنْ المَعَاصِي وَالشْهَواتْ
    ، وَغَلبَتهَا النْزَوةُ وَ النزَعَات~
    فِـــي رَمَضَـــــــــانْ
    لِنَقفْ مَع أنْفُسِنَا وِقْفَة الأَبرارِ الصَادِقِينْ
    وَلنُصَارِحَ أنفُسَنَا بِتِلكَ الذُنُوبَ التِي أَثقْلَتْ كَواهِلنُا ،وَ ثَبطتْ عَزَائِمُنَا،
    لنِجْعَلُهُ أَكَبَر فُرْصَةِ فَوْزٍ لَنَا لِتَزْكِيةِ النُفُوسِ وَ تَطْهِيرُهَا مِنْ كُلِ دَرَنٍ وَ سُوءٍ وَ بُغْضٍ وَ شَحْنَاءٍ وَ عَداوةٍ
    لِنَدْخُلَ إِلى بَابِ الرْيانْ ، بِنُفًوسٍ زَكَيةِ طَاهًرة رَاضي عَنْهَا الرَحمَن
    فِـــي رَمَضَـــــــــانْ
    لِنُجَدِدَ عَقَدَنا مَعْ الله وَ مَعْ أَنْفُسَنا ،فَهَو أيَامٌ مَعدُودَات ،،، الفَائِزُ فِيهِ مِنْ اغْتَنَمَ الخَيرَاتْ وَ اجْتنَبَ الشهَواتْ وَ صَامَ وَصَلى وَتَصدْق مُبْتِغى القُربَاتْ ~
    أنَفُسنَا تفَرحُ بَلقياه ، فَاجْعَلُوه يَفرحُ بِلُقيانَا ،نُغْبَطُ بِالسْعَادَة فِي اجْتِمعَاتِنَا العَائِليْة ، فَاتْركُوه يًغْبَطَ بِاجْتِماعِنَا مَعْ الله~
    ~~الْلهُم لا تَحْرِمنَا لِذْةِ شَهْرِكَ الفَضَيلْ ، وَأعِنا عَلَى شُكرِكَ وَطَاعِتكْ وَحُسنِ عِبادِتك ، وَانَعم علَينَا لِباس الصِحْةِ وَالعَافيِة~ ~

    •••• •••• •••• •••• •••• •••• ••••
    •••• •••• •••• •••• ••••

    ••••••••
    التحدي الثامن mp3 ضد Rin_more
    ••••••••

    موضوع التحدي: أسطر توجهها لتصبير المسلمين في كل مكان ،سوريا،بورما..إلخ



    •• النص الأول:

    عِندمَا تتَبعثر السُحبْ يَموت الضوء مِن الحَياة
    مِدينه مِنْ الدِمَاء ..خَلفَها رُكام مِن الأحزانْ والبؤسْ والشقَاء
    أرض جَفائهَا البور تَدمرت فَيها العَاطفه وانطلقْ العَنان لحدْ تَدمير الإنسَانيه

    وغَمرهُم الليل فِي سَواد حَالك .. عُميتْ فِيه الأبصَار وانتشَر فَيها الطُغاة
    حَتى بَدأ شُعورهم بالأمَان يَهتز
    مَسرحِ تَتجسَد عَلى مَنصتِه " الَمجَازر "
    يَقتلونْ بِوحشيه و يَختفونْ فَي أوشِحة مِن الجَلافه وعَدم اللإحِساس
    يَد أخرى امتدَت لتَخنق مَساحَة الفَرح فِي تِلك الأرض
    و تَمضِي بِنا الأيَام . والصُمت سَيدُنا

    قِصة رِجال أبطَال يَحملون بِين أفوَاهِهم التَكبير
    عِظامُهم تَكاد تُسحقْ بِالفولاذ . وتَشكو مُقلتيَ جفافَ دُموعِهم
    و غَدَو كزهرةٍ قد ذبلتْ .. فانحَنتْ أورَاقُها .. ثُمَّ جَفَّت !!


    ••
    النص الثاني:

    مهما بلغ بكم الحال ومهما ضاقت بكم الأحوال ومهما سار الليل لا ينقضي ، سيرسو ذلك الليل على شطأن
    الصباح مكبلا بعجز.مدركا مدى قوة بأسكم وإصراركم،هذه منظومة الحياة لابد للأمل أن يغدو وللفرح أن
    يكون منهجا، لابد للألم أن يكون له ملجأ غير صدوركم.. سينقضي ذلك الألم ويبقى التاريخ مسطرا أسطورة
    صمودكم ليفخر بكم كل من اتخذ الكرامة منهجا. ذلكم العز الذي خلقتموه بدمائكم هو روح الأمة الذي نفختموه
    فيها فأصبحت حية بتضحياتكم..نحن من عفنا الذي كنا، لكن أنتم من غير فلسفة وجغرافية الزمان

    •••• •••• •••• •••• •••• •••• ••••
    •••• •••• •••• •••• ••••

    ينتهي التصويت بعد يومين من الآن .. وبعدها ينطلق إن شاء الله تحدٍ جديد .. ويُعلن حينها عن الفائز ..

    التصويت يكون باختيار النص الذي أعجبك أكثر .. كقول صوتي للنص الأول ..

    بانتظار الردود البنّاءة .. والنقد الإيجابي للنص .. لا تحرمونا مشاركاتكم

    أرجو منكم التصويت لكلا التحديين .. بالقول في التحدي السابع أصوت للنص كذا ، وفي التحدي الثامن أصوت للنص كذا

    كونوا بانتظار التحديين الأخيرين إن شاء الله


    التعديل الأخير تم بواسطة Sos_chan ; 9-9-2012 الساعة 07:31 PM

  4. #104

    الصورة الرمزية Sos_chan

    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المـشـــاركــات
    3,275
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام".. تعود إليكم ؛ بوجه جديد .. { عين الظلام ضـد LOLO_2009 }

    معذرةً للخطأ الذي كان واردًا .. تم التعديل ..

    وكذلك تمت إضافة التحدي الثامن ..

    بانتظار أصواتكم ^_^

    وكونوا بانتظار التحديين الأخيرين بعد يومين إن شاء الله

  5. #105

    الصورة الرمزية جي.سبون

    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المـشـــاركــات
    26
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    في التحدي السابع صوتي للنص الأول
    وفي التحدي الثامن صوتي للنص الاول ايضا ^__^

  6. #106

    الصورة الرمزية Bramooda

    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المـشـــاركــات
    887
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    جميع التحديّان صوتي يذهب للأول .. ~

    بـآلتـوفيق .. () !

  7. #107

    الصورة الرمزية Xx Spring xX

    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المـشـــاركــات
    280
    الــــدولــــــــة
    الكويت
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    انقطاع طويل لهذه المسابقة الطيبة >> و لكم انتظرتها طويلاً .. حسبت من أنها قد انتهت .. و لكن الحمد لله لا زالت قائمة ..

    صوتي في
    التحديين السابع و الثامن للنص الأول كلاهما ...

    بحفظ الله و رعايته ...

  8. #108

    الصورة الرمزية H A M S

    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المـشـــاركــات
    4,011
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }


    السلام عليكم

    >
    قهر نصي مااكتمل @@
    أحد قالك تطولين بالكلام ^^

    على العموم صوتي للتحدي السابع
    يذهب لنص الثاني .. موفقين ()

  9. #109

    الصورة الرمزية مجردْ إنسآن !

    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المـشـــاركــات
    250
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    الأولــ ~
    الثآنيــ ~

    فزتْ ! ^^

  10. #110

    الصورة الرمزية Kazoha san

    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المـشـــاركــات
    2,011
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    السلام عليكم

    صوتي في لتحدي السابع للثآني

    صوتي للتحدي الثامن للأول

    بالتوفيق

  11. #111

    الصورة الرمزية مارلين

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    1,116
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    الإختيار صعب
    التحدي السابع النص الأول
    التحدي الثامن النص الثاني
    موفقين أصحاب التحدي

  12. #112

    الصورة الرمزية ~الجُمان~

    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المـشـــاركــات
    1,024
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    المنافسه الاولى :النص الثاني..
    المنافسه الثانيه..ايضا النص الثاني..
    ^^^

  13. #113

    الصورة الرمزية *$Pein$*

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    1,286
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }


    المنافسة - السابعة -
    صوتي يذهب للثَّاني , مُتقن و جميل تبارك الرحمن .

    المنافسة - الثامنة -
    وتي يذهب للأول , سهولته و جماله و موضوعيته .

  14. #114

    الصورة الرمزية نسمة أمل ~

    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المـشـــاركــات
    130
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    السلام عليكم .. ما شاء الله مبدعين .. في التحدي السابع أصوت للموضوع الثاني ..
    وفي التحدي الثامن أصوت للموضوع الأول .. ^^

  15. #115

    الصورة الرمزية Sos_chan

    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المـشـــاركــات
    3,275
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ {عين الظلام ضد mp3 } ~ { LOLO_2009 ضد Rin_more }

    سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته

    نعود الآن لاستكمال التحديات .. ونضع بين أيديكم التحدي الأخير لهذه المنافسة ..

    شكرًا للأصيل الحكايا التي أعادت النور لهذه المنافسة بعزمها ..


    ••••
    نتيجة التحدي السابع والثامن ••••

    في التحدي السابع: كانت النتيجة هي التعادل بين النصيّن .. ولهذا مباركٌ للمُتنافسَيْن .. عين الظلام و LOLO_2009
    في التحدي الثامن: فوز النص الأول بستة أصوات مقابل ثلاثة .. صاحبة النص الأول هي Rin_more .. مباركٌ لكِ يا رين .. وشكرًا لك mp3

    أما الآن .. فمع التحديين الأخيرين ..
    التحدي التاسع بين تومويو و Dek2on
    التحدي العاشر والأخير بين للذكرى حنين وأوابـ


    ••••••••
    التحدي التاسع ( تومويو ضد Dek2on )
    ••••••••

    موضوع التحدي خاطرة في حب رمضان


    •• النص الأول:

    في غرفة ما بين عالم فسيح ... !


    ضحكات الأطفال تدخل الى مسامع اذنيه حتى مشاعرهم تدخل الى قلبه
    فهو تماماً شعر مدى فرحة الأطفال في هدا الشهر .

    يبتسم لوهلة ويستعيد ذكريات طفولته مع القليل من التشويش ....
    ويدخل الى اقدم ابواب الذكريات ... الى رمضان باعوامه القديمة التي بها كان يستطيع الصوم ويفعل ما كل هو صالح ليغفر له الله من الدنوب .

    ومع نكهة الشهر كانت حيويته لا محدودة ... وطاقة جسمانيته يستمدها من الايمان .
    وطاقة روحانيته يستمدها من عبادة الله .

    اما الان يتمنى ان يقاوم مرضه الخبيث ويحصل على فرصة للصوم مجدداً .


    ••
    النص الثاني:

    رائحة صبح العيد اختفت هذا العاام .. لِمَ ؟
    هذا العام العام الأوحد الذي لم أبكِ ليلة العيد به ... لِمَ؟
    هذا العيد العيد الأوحد الذي اشتريت به طقمين لملابس العيد لكني لا أشتم لها رائحة ملابس العيد ... لِمَ ؟
    ...........
    أواه علقت الزينات في كل أرجاء المنزل .. و البلالين ..
    رسمت رسمات عديدة و ألصقتها بجدران المنزل و كلها مبهجة ..
    غيرت غطاء صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي و صورة ملفي الشخصي إلى صورة مبهجة ...
    ..........
    لكن لكن ينقصني شيء ... لا أعلم ما هو ؟
    لا أنكر أن لحظات فرحة تتخطفني من وقت لآخر ..
    كانت فرحة مكذوبة ...
    سرعان ما يلجمها الصمت ...
    تنزهت و جمعت عيديات كثيرة و قضيتها أجمل إجازة ... في نظر الجميع

    كنت بداخلي مشتاقة لأن أقفز قفزة أدمر بها وجودي في غلاف الضيق ....
    أكسر بها سماءات اليأس ثم يتناثر زجاجها في شتى الأرجاء ...
    الآن بعد انقضاء أيام العيد أسترجع هذه المشاعر و أنا على يقين ما السبب ؟
    أسترجعها و أنا أردد الأغنية

    لأ ما تكونش أناني
    مش فرحة الفرحة وحداني
    فرّح غيرك مرة و تاني
    وشوف الفرق
    لوّن عيدك وردي
    ما تضيعش الفرحة و تمضي
    الدنيا بتدور و تعدي
    زي البرق

    و أتصفح رسائلي القديمة إلى صديقتي و رفيقة دربي التي تمزق بيني و بينها روابط الحب في شجار مفتعل آخر رمضان ...

    •••• •••• •••• •••• •••• •••• ••••
    •••• •••• •••• •••• ••••

    ••••••••
    التحدي الأخيــر للذكرى حنين ضد أوابـ ، وكما يُقال فختامها مسك
    ••••••••

    موضوع التحدي: "إلفان فرقتهما الحياة في خضمِّ شتى مساعيها،وبعد أن بيضت السنون شعرهما التقيا، وتبادلا الحديث الأخير قبل البيْن وقبل أن يطويهما الممات" دور الكاتبين سيكون في تخيل اللقاء وأبعاد الحوار


    •• النص الأول:

    بدَأت الحِكَاية عِندَما فَارَق بَطلهَا وَطنَهُ الَـأوَل صَارِخَاً بَاكِيَـاوَ لَكنهُ سُرعَان مَا تَريث حَالمَا أكتَنفَهُ حُضنٌ دَافِئ يَحمِلُ نَبضَاتٍ طَالمَا سَمِعهَـا فِي وَطَنِه
    فَضَحِك !
    كَيف لَـا وَ حضن أُمِه جُزء مِنْ وَطَنِ خُلِقَ بِه وَ عِاش تِسعَة أَشْهُر فِي أَحشَائه
    عِندَهَا كَان اللِقَـاء الَـأول .. لِقَـاء جَمْـع دَمعَـة حُـزنٍ بِبَسمَة أَمَلٍ وَ تَفَـاؤُل
    ضِدَّان قَلمَا يَجتِمعَان بِصَدر
    " برِستِيج " الحُزن وَ جَبروت الـإبتِسَامة
    حَيَـا كُل مِنهُمَا الَـأخر بِمَا يَعْـرِف .. تَصادقَـا .. تلَـاشَيا .

    السَاعَةُ الـأَن الثَانِيَة بَعدَ مُنْتَصَفِ اللَّيلِ بِتَوقِيتِ الغُربَة
    أَمَام شَاشة جِهَازة جَلس لِيكتُب بِشبه رُوح
    الفَراغ بَدأ يَقتَحِمُ حَيَـاتَه وَ إرَادَته العَرجَـاء تَمنَعهُ مِن الشعُور بَـأنَهُ يَعيشُ كَبعضِ البَشر
    هُنَاكَ مَن يَغلِقُ بَابَـاً بِوجهِه كُل صَباح .
    يَشعُـر أَن الحَياة بِأكملِهَا لَـا تَكفِي الـإنجَـازَات التي يَحلُم بِتحقِيقهَـا
    أَحب الحَياة وَ لم تُبَـادِلـهُ الحُب
    صُدِم فعَـاش وَحِيدا

    وَقف الشَيخُ خَلف عَصَـاهُـ مُكَابِراً تِلك السنُون التَي حَفرت بِمعَاولِهَـا عَلى وَجه
    وَ تِلكَ الَـأيَـامِ التي أَثقَلت بحملهَا ظهَره
    وَقف لِيتلقَى التهَـانِي بِزفَـاف حَفِيدَه
    بَشَـاشَةٌ وَ بَسمـة وَ لكنهَا اليَوم لَيست كَتِلك الزَائِفة التي إعتَاد تَطرِيز وَجهه بِهَـا .
    أَقبل عَليه حَفِيده يَضُمَـه إستقبلَه بيَدين حَـانيتين ضَمـهُ إلى صَدره
    تَذكَـر الشَيخ سَنوَاتهِ الثمَانِين فَخـرجت دمَعةُ أَسى إمتزجَـت يإبتِسَامَةِ
    وَ سقط مَغشِياً عَلية

    وَ أخِيــرَاً كَـان اللِقَـاء
    بَعد ثَمانِين عَامَاً إلتقيَا وَ هذه المَرة لَـا أُم تَحنُو يدهَـا لِتَزيل عَن وَجـه إبنهَـا أَول دمُوعٍ يذرِفُهَـا وَ لَـا عِنَاد بُكَاء يَمسحُ عَن الوَجـه المُجعَد تِلك الضَحكة
    فقَط وَ مرة أُخرى
    " برِستِيج " الحُزن وَ جَبروت الـإبتِسَامة
    نَظـر كُـل مِنهُمَـا إلى الَـأخُرى بِشَغف
    فقَد أَعَـاد اللِقَاء الحَنين وَ أيقَظ سُبَاتَ صَداقَـةٍ كَانت بِنظَر الكَثيرين عَداوة
    نَظرت البَسمَة فهـَالهَا سُـوء المَنْظَر
    فَأقبلت تَلوم صَاحِبهَـا عَلى مَـا فعَـل

    " قسوة الحَياة و حَرَارة الـإشتِيَاق وَ َألمُ الفُرَاق "
    هَكذا بَدأ الدَمع العَنِيد يُبرر فقَـال :
    " أَنت يَا أُختي لَم تَخبُري مِن قَسوة الحَياة شَئياً وَ لَـا مِن لَوعة الفُرَاقِ ألمَـاً فَكُـل حَياتَكِ صِحَـةٌ وَ سرُور وَ حُبٌ وَ حبُور فلَـا تَلومي رَجلَـاً مَا خَبر مِن الحَياة إلى أَدنهَـا وَ مَا ذاق مِنهَا إلَّـا أَمـرهَا فإليكِ عَني فلسنَا اليَوم سَـواسِية ".

    وَ لَـأن المُحتَرم دَائِمَاً لَهُ بَريقُه الخاص وَ لهُ مُعآملَة خَاصّة
    لَـأنّهُ يَترفّع عَنْ " قِلّة " اللبَاقَة أثنَاء الحَديث
    قَالـت الـإبِتسَامة :
    " أَيَـا أَخي الكَريم فَإن كُنت تَشكُـو هَم الحَـياة وَ ضِيق العَيش فَمَا هِي وَ الله حَياتك وَحدكَ أمَا تَرى أننَا مِن أَصل وَاحِـد فإن ضَـاقت الحَياة فَـإني أَخرجُ لِـأُبدِدَ سُحب الَـألم مِن سمَاءِ القَلب ، لَـأعكس جَوهَـراً لَـامِعَـاً لَـأمنح للحَياة مَعنى أَخر ، نَفسٌ جَديد وَ مَذاقٌ مُختَلِف فَلَـا أَترُكَ ظَلَـام إلَّـا وَ أحَلتهُ بِفضلِ اللهِ نُورَاً "

    سَيطُول الجِدال وَ لن يَصِل أَحدهُمَا مَع الَـأخر إلى نَتيجة
    فالمُؤسف دَائِماً فِي علَـاقتهمَا هُو أَن الطَرفين يَظُن أَن الطَرف الثَانِي هُو المُذنِب
    الَـأَول يتكبَر وَ الثَانِي يتجبَر وَ كِلَـاهُما مُخطِئان وَ يـزمُ بَعض التسَـامُح فَهُمَـا مُلـحُ الحَياة
    وَ سُكَرِهَـا
    وَ حِين يَـأتي وَقت رِقـة القلُوب يَكُـون الَـأوان قَد فَـات .

    حَسناً أتركـُوآ البُكَـاء الذَي لَطالمَا ذمْمَناه عَلى جَنب
    فَلنكتَفِي بِهذه السُخريَة التّي نُقنِع أنفُسنـا بِها
    ليُصـبِح القَلب مُجـرّد فَراغ أو إسفنجـَـة مـَر دهرٌ عَليهَـا دُونَ إرتـِواء
    أصبَحنَـا نَضحكُ مِن الـأعَمـاقِ مِنْ هَولِ الصَـدّمَاتِ
    أصبَحـ الضّحِكُ مُهـان , ضَعِيفٌ وَ هَزِيل
    لَـا يَسعهُ سِوى التّصفِـيق الحـَار مِن أَعمَاقِـِه لِدُمُـوعِنَا المَدفـُونة
    التّي تَـأبى أَنْ تَسقُط لَـِأنه لَم يَعُد يَستهويهَـا حـرقُ الخَد و تَبلـِيل الوَسَـادات
    نَحْنُ نَضـحكُ لَـِأنّ الضَّحِـك فَخُـورٌ جِداً بِعَـنادِ البُكَـاء وَ إرادَتِـه القَويّة .


    ••
    النص الثاني:

    إِلْفٌ


    - مدخلٌ: "الصديق هو الذي إذا حضرَ رأيتَ كيف تظهرُ لك نفسك؛ لتتأمل فيها، وإذا غاب أحسستَ أن جزءًا منك ليس فيك" (الرافعي).
    - لا إله إلا الله...
    (1)
    تبسّمَ (إسافٌ) حين سمعَ الجملة من الرجل القابع بقربه، ندرَ أن يتنصّت على المكالمات الهاتفية، لكن رنّة الجملة في خلاياه كانت فريدةً، ذكّرته بعينين قديمتين ظنّ أنه نسيهما.
    يصعبُ على البشر توقعُ احتماليات التذكر لعيون أحبتهم؛ ربما لأنها لا تحتلّ الحيز الأكبر في الاهتمام إلا حين يبرز الحب أو الموت أو الفراق أو حديثٌ عن ذكرياتٍ ما، وقتها تنظرُ مباشرةً إلى عيني من أمامك؛ تريدُ أن تقرأ روحه بشغفٍ؛ لأن الكلمات ما عادت تكفي، ولسببٍ ما لن تستطيع رسم عيون أهلك المقرّبين يومًا، لكن إسافًا يُمكنه رسم عيني ذلك الرجل؛ لسببٍ لا يزال يجهله!
    تلك العينان اللتان برزتا في مخيلته حين سمعَ نصف جملة التوحيد الكامل، والتي لطالما تبادلها مع ذلك الرجل في نهاية كل اتصالٍ بينهما؛ كانت لغةً التقطاها من زميلٍ مصريٍّ أيام الثانوية، ضحكا كثيرًا على العادة الغريبة لختم الاتصالات بهذا النمط، حتى علِما أنها تعني أنك تودُّ لقاء ذات الشخصِ أيامًا ودهورًا، ومن يومها.. لم يتركا هذه العادة يومًا، حتى تبعثر الزمان بينهما.
    عينا ذلك الرجل كانتا مرحتين، لكنهما كانتا أكثر ذكاءً وحدّةً من أن يُقال عنهما أنهما لعوبتين، ولطالما فكّر إسافٌ أن عينا رفيقه تصلحُ لتكون عيني محقق جنائي، أو رجل دولةٍ من الطراز الأول، هل كان يتوقعُ مستقبل زميله لمجرد قراءة عينيه؟


    - هه.
    أصدرها إساف بعد سفرٍ قصيرٍ لماضٍ عتيقٍ أدركَ أنه كان بعيدًا جدًّا، مرت عشرون سنةً منذ افترقا، كان دربه في الحياة عاديًّا وأفضل مما كان يأمل، تزوّج وأنجب (عَمْرًا) ، وإخوته. دأب على الذهاب لاجتماع المدرسة السنويّ على أمل أن يلتقي صاحب العينين ثانيةً، ورغم ذلك ما يزال يلتقي بالثرثار (عقيل) كل مرةٍ، ويعود بخفين وجعبةٍ من حنينٍ، حتى قرّر التوقف عن الحضور للاجتماع ساعة مندم.
    الساعةَ، وبينما يتأمل في الوجوه في المشفى؛ أدركَ أنه ما يزال يتساءلُ عما يفعله الإلف الآن.


    (2)
    "مقياس الصداقة الوحيد هو الذكريات والضحكات والسلام والحب" (ستيوارت ولندا مكفارلين)
    - ما اسمكَ يا صغيري؟
    - إسافٌ.
    انخفضت ابتسامة الملاطفةِ التي علّقها (يامينُ) على صفحة وجهه؛ عاد به رأسهُ إلى زمنٍ بعيدٍ جدًّا، إلى طفلٍ رافقه من الروضة وحتى أول سنةٍ خطاها في الجامعة، إلى الرفيق الهادئ الذي ظلّ محتفظًا بالجزء الثاني من جملة التوحيد آخر كل مكالمةٍ (محمد رسول الله)، وتساءلَ إن كان الصديقُ التليد قد أصبحَ معلّمًا كما تخيّل.
    ذانك النحيلُ الذي لطالما استمتع بمشاكسته، لم يره بعد البعثة العلمية خارج البلاد، ولم يستطع إيجاد وقتٍ ليملأ به إجابةً للتساؤلات أو حتى ليلتقي به في الاجتماع الذي يُطالبه به زميلهما المرِح عقيلٌ.
    تذكر أنشودة (عاشرتُه عشرين عام)، وابتسمَ:
    - إنها حقًّا عشرون عامًّا، لكنها أعوامُ فراقٍ، ولم يثبت لنا منها حتى سلامٌ واحدٌ.
    حاول أن يضع الأسباب المنطقية التي حالت دون اللقاء بينهما، وراح يعدُّ:
    - البعثة العلمية وقت الجامعةِ، زواجي وأبنائي منذ سن الخامسة والعشرين، عملي كرجلِ دولةٍ...
    تجهّم مدركًا أن السبب الرئيس هو أنه لم يحضر يومًا الاجتماع المدرسي السنويّ، ولم يُعمل معرفته طوال ذلك الجزء الذي عاشه من القرن العشرين بحيثُ يختلسُ معلومةً صغيرةً متمثلةً في أرقامٍ هنديةٍ لهاتفٍ قديمٍ يجمعه بصديقٍ غالٍ شاركه مقاعد الدراسة دومًا، شاركه بالكثير.. أكثر من من مجرد أخشاب طاولة وزياراتٍ ومكالمات.
    والآن وهو يرفلُ في الخامسة والأربعين، وينتظرُ مكالمة المشفى العاجلة؛ ليقرروا حالة كليته، حنّ لأن يرى تفاصيل وجه الصديق النحيل يومًا.


    (3)
    "كانت صداقتك لي -ولا زالت- بركةً كبرى لحياتي" (جوليا ودجوود)
    - تحتاج إلى عملية زرع كليةٍ جديدة.
    سطّر الطبيب حكمه للأب والابن أمامه، تناثرت أمامه مجموعةٌ من أوراق الفحوصات والتقارير لرجل الدولة الكهل، نظر إليهما ثانيةً وأردف:
    - لكنك غير ملائمٍ للتبرعِ كما طلبتَ يا (تميم).
    عبس الشاب أمامه لفترة وأطرق، قدّر فيها الطبيب أنه يقلب الأمر في رأسه، ولم يوقف الطبيب سير الأمر؛ لثقته أن الإجابة ستأتي من الشاب قريبًا.
    رفع الشاب رأسه أخيرًا، وقال: هل من متبرعٍ صالحٍ في الوقت الحالي؟
    حك الطبيب ذقنه مفكرًا واسترخى، شعر أن المشاهد تتكرر اليوم كثيرًا وكأنه في مشهدٍ مصورٍ، هنا حيثُ جلس فتى يسبق تميمًا، وسأل ذات السؤال، ما كان اسمه؟ أكان عمرو؟ ركّز الطبيب نظره ثانيةً، وقال: تقتضي السريةُ ألا أخبر بالمعلومات الكاملة، لكنني سأجيبُ على قدر سؤالك، أجل. هناك متبرعٌ صالحٌ بمثل عمرك، وبالمقابل أنتَ صالحٌ للتبرع لوالده وهذا ما أردتُ إطلاعك عليه، ولك فرصةٌ قصيرةٌ للتفكير والتقرير مع والدك في هذا الشأن.
    رد الكهلُ: شكرًا لك أيها الطبيب، سأردُّ خلال يومين.
    بعد يومين، كان الطبيب يجهّز ورقتين للعمليات، إحداهما لمريضٍ اسمه (إسافٌ)، والأخرى لمريضٍ باسم (يامين).


    (4)
    "الصداقة -بالنسبة للشباب- تأتي كجلال الربيع، غامضةَ الميلاد، معجزةً في جمالها.. والصداقة بالنسبة للشيوخ هي زهرةٌ من زهرات الخريف لم تفقد جمالها" (هوج بلاك)
    كان على عمروٍ الاستعداد باكرًا للعملية اليوم، أراد أن يهدأ طوال ليلة الأمس من قلق التفكير في القادم، ذلك القلق الذي يُرافق من يضع قدمًا أخرى في عجلة الحياة، ويقرّر قرارًا كما فعل، شعرَ بدفقةٍ من الأمل حينَ أُخبر أنه يُنقذُ روحًا أخرى تعرضت لشراسة الشعور بفقد الكلى، وتذكر الغسيل الموجع لوالده كل حينٍ، ووقتها وافق على المبادلة الطبية للغريب.
    نُقل إلى غرفةٍ متوسطةٍ تفوحُ منها رائحة المحاليل الطبية، ويغطي كل جزء منها ستارةٌ تفصلُ بين مريضٍ وآخر، وتكوّم الأطباء والممرضات في منتصف الغرفة مرحبين ببعضهم البعض، بينا انتظر عمرو قدوم سرير والده بعده.
    سمع إجابة الشاب في السرير المجاور: تميم بن يامين.
    قدّر أن الشاب متوترٌ مثله، وكان آخر ما سمعه أن الشاب بنفس عمره، ثم التفت إلى طبيبٍ حضر للتو.
    ولم يكن تميمٌ أقل توترًا من عمرو، تنفس الصعداء مرارًا، حاول القيام بعددٍ من تمارين التنفس البطني؛ ليخفف من حدة قلقه، ثم تشاغل بالانتظار، ذلك الشاغل الذي يترك ذهنك خاليًا إلا منه، لا شيء ينثال لذهنك سوى محاولة استجماع أمرٍ أو شخصٍ أو ربما الاستماع إلى امرئ يتحدث بجانبك. وتلك الأخيرة هي من التقط زمامها تميم قبيل العملية، سمع اسم الشاب بجانبه وعمره وأنه سيتبرّع اليوم بكليته لرجل في الأربعينات، وأنه لم يسبق له إجراء عمليات من قبل.
    ودّ لو يعبرُ المسافة الفاصلة بين السريرين ويزيح الستار ليرى الشاب، حاسةٌ سادسةٌ أخبرته أن الشاب القريب بأقل من مترٍ هو ذاته المتبرع لوالده، وأن المسافات الفاصلة القصيرة لطالما كانت مفتاحًا للقاءاتٍ متجددةٍ، لكنه أحجم؛ كيلا يُخالف سرية المعلومة، وكيلا يقع ضحية ظنٍّ لم يؤكد بعدُ.
    نُقل أربعة أشخاصٍ إلى غرفِ العمليات، وخرج ثلاثةٌ منهم بعدها إلى غرفهم سالمينَ.


    (5)
    "لستُ قويًّا، ولا هو قوي.. لكننا معًا نشكل أقوى القوى في هذا الكون، هذه هي الصداقة" (عن لندا ماكفارلين-بتصرّفٍ)
    غادر عمرو مع والده غرفة المراجعة بعد أسبوع العملية، أخبرهما الطبيب أن الحالة مستقرة وجيدة، وأوصاهما بالالتزام بمواعيد العلاج سيما إساف، قلب الصفحة عند وصولهما للعتبة وهتف للممرضة: نادي تميمًا بن...
    كانا قد خرجا قبل أن يسمعا بقية الاسم، لكن عمرًا رنّت بداخله الذكرى، فترفّق في مشيته؛ علّه يدركُ الشاب الذي رافقه هواء غرفة المشفى يومًا، وعندها التقى بعينين مرحتين لشابٍّ عريض المنكبين، طويلٍ أسود الشعر، يرتدي سترةً وبنطالًا، تنحّى جانبًا حين مرّ الشاب ثم تحرّك بوالده نحو السيارة.
    خطا تميمٌ لغرفة الطبيب؛ فرحّب به، عاين الطبيب جرحه وألفاه قد التأم جيدًا، قرأ الفحوصات، وسأل تميمًا:
    - كيف تشعرُ الآن؟
    - بخيرٍ والحمد لله.
    - كيف حال والدك أيضًا؟ أهو بخيرٍ؟
    - هو كذلك، قاموا بمتابعة ضغطه بكثافةٍ بعد النقل؛ حتى اتزن واستقامت حالته.
    - حمدًا لله؛ كنا قلقين من حالته الحرجة بعد العملية حتى وصلتنا الموافقة بالنقل إلى المشفى الذي يقطنه والدك الآن، علي أن أقول إنه كان أمرًا مفاجئًا اكتشاف حاجته لعمليةٍ أخرى عاجلة لا تتوفر لدينا كامل أدواتها وطاقمها، فكان الاختيار الأنسب أخذ موافقة والدتك ونقله فورًا لمشفى آخر.
    - الشكر لله ثم لكم، هو يبلغكم خالص شكره وتحيته.
    - ذاك واجبنا يا بنيّ.
    ربّت الطبيب على كتف تميمٍ، ثم حرّر ورقة العلاج وودعّه جذلًا.
    تحرّك تميمٌ وفي رأسه آلاف الأسئلة عن الشاب رقيق الجسم الذي سبقه، والذي أصبح وجهًا مألوفًا كلما حضر لموعدِ المراجعة الدوري في المشفى.


    (6)
    "الصمتُ وبعدُ المسافة جزءٌ من نسيج أية صداقة حقيقية" (روبرت إزرائيلوف)
    مرّ شهران منذ أن زُرعت كبدان في جسدي كهلين، وانتُزعت من جسدي شابيّن، تلك المنحةُ الغاليةُ وهبت للشابين حبًّا أعمق للعطاء، ذانك العطاء الذي يزيد الكون إشراقةً بامتداد حياةٍ أخرى، تتنفس معك، وتحيا معك، بيد أنها قد لا تلتقي بك يومًا!
    تفكّر تميم بالشهرين الماضيين حينما جلس إلى مائدة الطعام مع والده، وبكمّ المواعيد الذي بدأ يتقلّص تاركًا فسحةً من أنفاسٍ يلتقطها عائدًا للدراسة.
    - فيمَ تُفكّر؟
    أعاده سؤال والده إلى المائدة، كما لو أنه سافر لهنيهاتٍ خارج سرب الجدران حولهما، دقّق قليلًا فيما يأكله والده، وتحرك لسانه سريعًا:
    - دأبي.. أنت تأكل مأكولات بحرية!
    لاحظ ذلك منذ عدة أسابيع إلا أنه عزاه إلى اختلاف الظرف الصحي وما يعتريه من تغيّر الأنظمة الغذائية للمرضى، لكن والده لن يأكل مأكولات بحرية! قطعًا لا!
    - وجدتُ أنها ليست سيئةً كما ظننتُ.
    - ...!
    يُمكنُ لتميمٍ أن يعدَّ أمورًا بدت غريبةً على قاموسه كابنٍ هنا، سمع عن أناسٍ تتبدل عاداتهم ، لكنه لحظ بعدها أمورًا كثيرة، رياضات لم يحبها والده قط، وبدأ يمارسها، مأكولات يؤكد أنه لا يحبها لكنه اليوم يأكلها!
    أن تبدّل قلبًا مكان قلبٍ أو كليةً مكان كليةٍ لهو لغزٌ حيٌّ في عالم الطب والنفس، أولئك الذين تغيرت نفوسهم بين ليلة وضحاها بعد عملية زرع العضو كانوا أشد الناس إلغازًا للباحثين عن لقمة معلومةٍ يستنبطونها من خلايا وعقول مرضاهم.
    والساعةَ يسائلُ تميمٌ نفسه: هل يُمكن أن يكون الشاب الآخر هو الحل؟
    ذات السؤال خطر ببال عمرو وهو يهتف لوالده لعاشر مرةٍ: ليس هكذا يا أبي!
    - حنانيك بني! ما زلتُ أجرّب.
    - لستُ أفهم سرّ اهتمامك المفاجئ بالتقنية؛ كنتَ دومًا تهرب منها بحجة أنك ابن القرن العشرين! حتى إنك لم تشترِ هاتفًا نّقالًا إلا منذ عدة سنوات فحسب، مخبرًا لنا بأن الهاتف العادي كان وما يزال أعظم تقنيةٍ في التأريخ، وأننا ندمّر الروابط الرائعة بهذه الالكترونيات!
    صمت إسافٌ برهةً، ثم ردّ: هو كذلك، أتعلمُ أنني لولا الله ثم هو لفقدتُ صديقًا غاليًا، كان هاتف صديقي أعلى رنينًا، وأكثر تأثيرًا من ملوك المال في هوليوود !
    - نحن ندور في دوامة زمنٍ يا أبي! وقرننا هو القرن الواحد والعشرون، هذه الأجهزة ستساعدكَ كما فعل هو، كلُّ ما عليكَ هو أن تُغامرَ هذه المرة بمفردكَ.
    - ما بهجةُ المغامرة إذا لم يُشاركك فيها صديقٌ؟
    - والدي!
    - حسنًا، حسنًا.. هلّا أعدتَ شرحَ ذلك الجزء ثانية؟
    - إلهي!
    ابتسمَ إسافٌ: سأشهدُ لك بأنك إنسانٌ صالحٌ للاستخدام الآدمي إن أتقنتُها.
    ضحك عمرو هذه المرة، يبدو أن الزميل الشاب الذي أرسل لوالده بكليته قد خبّأ دسائس مرحٍ فيها!


    (7)
    "الحزن يُلغي نفسه، أما الفرح فإن معناه الكامل لا يكتمل إلا إذا شاركك فيه آخر" (مارك توين)
    (تبدأ الآن مسيرة كلية...)
    علا الصخبُ أذني إساف، تطاول قليلًا في كرسيه؛ ليرى عمرًا بشكلٍ أوضح، يوم التخرج الأسمى لفلذة كبده، طفرت عيناه قليلًا ثم تجلّد، ما كان يذكره ذاك إلا بنفسه يومًا، وبأليفٍ قديمٍ.
    بعض مسرّاتِنا مسراتٌ لأفئدتنا دُفنت بين السنين، حتى إذا ما استدعاها حدثٌ طفت على سطح أدمغتنا تُطالب بفدية الشعور بها، وإنّا –إذ ذاك- نسدّد الدين في دموعٍ أو ابتساماتٍ.
    يومُ تخرّج عمرو كان بهيًّا بكل شيء، كان أبهى مما يتذكره إسافٌ عن حفله هو، كان قلبه اليوم قلب أب. يتناغم وجيب قلبه مع لحظة السعادة التي ملأت سحنة ابنه الأكبر، ويعزفُ آلاف المعاني وإن لم يكن شاعرًا فذًّا، ولولا أنه كان في آخر المقاعد لأسرع إلى الشاب الصغير واحتضنه وقبّل رأسه.
    وطافت نفسُ يامين فرحًا بمقدم موكب ابنه ضمن مسيرة التخرّج، كان يجلسُ ضمن كبار الشخصيات، لمح ابنه يرفع يده محيّيًا فندّ عن شفتيه ارتكاب ابتسامةٍ حانية، وأرسلت نفسه ذكرى خبيئةِ وعدٍ بينه وبين صديقٍ تليدٍ نحيلٍ.
    انفضّ الجمعُ وتزاحم الناس، كان إسافٌ يبحثُ في الجموع عن عمرو، وكان يامين يبحث عن تميم، خيّل إلى كلٍّ منهما مرأى مألوف، وطفق إسافٌ يُعالجُ نظره؛ كي يتأكد أنه ربما رأى عينين ذكيتين قبل أن يصله صوت ابنه من الخلف يحثه على الخروج.
    خطا يامينُ خارج الجمع مع ابنه، فرك جبهته متذكرًا وشاكًّا، أكان يرى خيالات رؤاه وسريرة نفسه؟ استقلّ السيارة حاملًا بين جنبيه إعادة وعدٍ ما استطاع إلى إنفاذه سبيلًا.


    (8)
    "(ابق معي!).. كلمةٌ جذابة في قاموس صديقٍ" (لويزا ماي ألكوت)
    ضغط يامين على البوق بعصبيّة، كان واضحًا أن السائق قبله يسير على مهلٍ لا يساير عُرف باقي السيارات!
    -رجلٌ هادئ جدًّا.
    علّق يامين على سائق السيارة البيضاء قبله، بدا ظاهرًا للعيان أن السائق يحسب حساباتٍ دقيقة للمسافة والمكان؛ ما يعطّل زمن يامين.
    اليومَ يومٌ فريدٌ في حياته، يومُ وعدٍ دأب على تذكره كل عامٍ، إلا أنه لم يجد وقتًا ليفي به.. اجتماعاتٌ وسفرٌ وأوراقٌ حالت دون حضوره كلّ عامٍ، اتكأ على حافة النافذة وفكّر: أما زال إسافٌ يتذكّر؟
    خطر له سائق السيارة البيضاء فجأةً، سيما وأنه التفت لذات الطريق إلى بيت أم وائل، لكنه عدَل عن الفكرة فور انعطاف السيارة لمكانٍ قريبٍ، وحينها كان يامين قد وصلَ إلى وجهة الوعد.
    ترجّل حاملًا هديته، ونظر إلى البيت المتواضع أمامه، وزفر عندها هتافات الماضي، وصداقةً عتيقةً غُرست في ذكرياته، وامرأة عجوزًا تعاهد مع إساف على رعايتها كل عامٍ، وزيارتها مرةً في العام.
    إن كان من أمٍّ يلتمس منها دعاءً في جنح الليل بعد أمه فهي أمُّ وائلٍ، في روحها عبقٌ يكفي لأن تودّع حياتك لساعةٍ وأنت تسمع حكاياتها.
    طرق الباب وانتظر، في جوانحه تمنّى لو يطلّ وجه الصديق القديم تلو اللحظة، لكنّ الوجه الذي أطلّ كان عجوزًا ملفّعةً بخمار رقيقٍ تسألُ عن الطارق.
    -أنتَ!
    ابتسمت عينا يامين بحنانٍ، عاد شابًّا صغيرًا تُشرقُ الحياةُ في كونه، كانت حدقتا أم وائلٍ تنضحُ بالدموع، بدا وكأنها تنضحُ بدماء روحها أنئذٍ، سلّم عليها وعرّف بنفسه.
    - السلام عليكِ يا خالة، أنا يامين.
    همهمت العجوز بكلماتِ ندبةٍ ودعواتٍ جعلت من الاتزان شيئًا صعبًا، ابتسمَ يامين رغمًا، ودعته للدخول ليشرب الشاي.
    حدّثها عنه، عن تلك السنين التي مرّت دون أن يراها، وأنه كان يُرسل شخصًا غيره؛ لكثرة مشاغله، وعندها اعتذر كما لو كان ابنها العاق الذي أدرك أنه لا عُذر إلا باعتذارٍ!
    كان ينتظرُ طرقةً على الباب منذ حفل التخرج، أو وجهًا نحيلًا يُطلُّ عليه فجأةً، أنشأ يضع الاحتمالات لوجه رفيقه القادم، ورغم أنه لم يسأل العجوز عنه.. شعرَ أنه قادمٌ لا محالة.
    تلك الوعود التي نقطعها مع الأرواح القديمة المحبّة، نعلمُ يقينًا أنها ستغدو وتروح إلى أمكنة اللقيا بلا كلل، مهما تطاول العمر، ومهما تغيّرت النفوس، وكان ذلك عهدُ يامين بإسافٍ دومًا.
    رنّ الجرسُ فاضطرب يامينُ قليلًا، سرت رعشةٌ طفيفةٌ في أضلاعه ترقبًا، كل اللقاءات الحاسمة تطبعُ الكثير، وكان ذلك لقاءً فريدًا انتظره دومًا، نهض مستأذنًا الخالة في فتح الباب عنها، توجه تلقاء الباب، وفتحه قليلًا، أبصرَ السيارة البيضاء أولًا فعبس، ثم لمح صندوقًا ونصف رجلٍ، تنحّى قليلًا ليمرّ الرفيق، ونظر إليه متسليًّا.
    استغرب إسافٌ فتح الباب دون السؤال المعتاد، والسيارة الجديدة أمام المنزل، وفراغ المكان واتساعه فجأةً حين أدخل صندوق الفاكهة، رفع رأسه بعد أن وضع الصندوق.
    -السلام عليكِ يا خـا...
    وصمتَ، اصطدمت عيناه بحدقتين مبتسمتين، وبوجهٍ ضاحكٍ يعلوه شعرٌ فضيٌّ، وبشيءٍ ما.. ما لبث أن عرفه.
    - أنت ... يامين؟
    - كيف حالك يا رجل؟
    هبّ واقفًا واحتضن زميله، ضحكَ يامينُ وربّت على ظهره.
    - هرمتَ يا ذا الساقين النحيلتين!
    - يا للمفاجأة! اشتقت إليك يا صاح!
    شدّ يامين على يد صديقه القديم، ألفاه نحيلًا كما كان، بشعرٍ قليلٍ وبسحنةٍ أكثر سمرةً مما عهدَ، تفرّس فيه وشدّ يده أكثر.
    إن كان من دفء وقوةٍ يمنحها تلامس الأكف؛ فإن كف الصديق هي أعظم دفءٍ بعد طول حنينٍ، وإن كان من صوتٍ يعيدُ خلاياك الرمادية إلى مواقعها القديمةِ فهو صوتُ الصديق؛ حاضرٌ كطائر الربيع، منسابٌ كدفق مشهد الشروق، باذخٌ بكل الأماني الجليلة.
    كفُّ يامين كانت بلسمًا للسنوات التي مضت، وعيناه كانت شريطًا مليئًا بذكريات الطفولة والصبا، وابتسامة إساف كانت ثروةً ضخمةً مغمورةً في وجه رجلٍ.
    لطالما يتحضّر الناس إلى اللقاءات المترقبةِ بإحصاء الأسئلة والحكايا التي يُخيّل إليهم البوح بها: كيف كنت؟ أين عشت؟ هل ما زلتُ أعيشُ في ذات مكاني العزيز من مضغة قلبك؟ لكنهم وفور اللقاء يطمسون كل شيء، تُطمس ذاكرتهم التي درّبوها، تخرسُ ألسنتهم التي أطلقوا حبستها منذ زمنٍ، تتجاوب أجسادهم عكسيًّا، وربما مرّ الوقتُ في البحثِ عن كسرةِ كلماتٍ تجمعهم.
    كذا كان حالُ الرجلين المجتمعين بعد أكثر من عقدين؛ مُحي من ذهن يامين كلُّ ما كان مخططًّا له، وأسعفه ذكاؤه بالسؤال عن الحال الاجتماعيةِ على الأقل:
    - كم لديكَ من الأبناء؟
    - خمسةٌ، أكبرهم عمروٌ. ماذا عنكَ؟
    كان إسافٌ ينقّبُ عن كلماتٍ ومعلوماتٍ أراد معرفتها عن الصديق القديم، لكن نظرةً أولى أخبرته بالكثير، ونظرةً أخرى أخرست ذاكرته عن التنبؤ.
    - أربعةٌ، أكبرهمٌ ذكرٌ مثلك واسمه تميمٌ.
    - جعلهم الله قرة عينٍ لك.
    - وإياكَ، علّنا نحظى بفرصةٍ نجمعُ فيها لمّ الشباب فهذا جيلهم.
    - سيسعدُ ابني بذلك، سأعطيك رقم هاتفي النقال.
    - أوه! لقد انتقلت إلى طور القرن الحالي يا رجل! لم أعهدك مهتمًّا بالتقنية.
    - أنا كذلك منذ سنواتٍ قليلة، تقريبًا منذ أجريتُ عمليةَ زرعٍ لكليةٍ.
    - حقًّا؟ عافاك الله. إنها لصدفةٌ جميلة أن أعلم أنك زرعت كليةً مثلي!
    - أفعلت؟
    - أجل، وأصبحتُ أعشق المأكولات البحرية.
    ابتسمَ إسافٌ: لا يا رجل، ذاك تطورٌ مذهلٌ. لابد أن أشكر المتبرع لأنه أضاف حسنةً إليكَ.
    - أنا بصدد شكره لو كانت هويته معروفةً لي، أعلم أنه شابٌّ صغيرٌ بعمر ابني، وما عدا ذلك فإني خاوي الوفاض منه.
    - أنا كذلك! لو لقيته لسلّط ابني عليه لسانه، عادات الرفيق ممتعةٌ وغريبةٌ، وإن كنتُ أشكُّ في أن الأمر ممكنٌ ابتداءً.
    ضحك الكهلان، وتبادلا أرقام الهواتف. أنعشتهما قهوة أم وائلٍ فطفقا يتحدثان عن أيام الطفولة وشقاوة الصبا، تحدثا كما لو أنهما صديقان افترقا بالأمس واجتمعا اليوم، صمتا كثيرًا، كان كلٌّ منهما يرى صاحبه بعين الأمس، ويحدّث نفسه: "إن كنتَ في أعين الناس قد تغيرتَ، فأنتَ كما أنت في عيني، لم يُلحق بك كرُّ السنين سوى القليل من الأذى"، ورغم اختلاف الجلد وإنهاك الأعين ووخط الشعر الفضي، ألفيا روحيهما يافعتين محلّقتين زمنًا، كان زيفُ المسافةِ وهمًا صنعته الكتبُ؛ المسافةُ والمقياسُ رمزٌ لخيطٍ رفيعٍ ووتينٍ في الفؤادِ يُسافرُ معك حيثُ كنتَ، يكمن وهمها في أنكَ ستضعُ ألّافك في مستوياتٍ ودرجاتٍ، وما ذاك بصداقةٍ؛ فأينما كنتَ فإن أصدقاءك هم عالمك المحيطُ بك، هم نسمة الهواء العليلةِ ليلةَ صيفٍ، وهم كوبُ قهوةٍ فارغٍ احتسيته ذات نهارٍ حين تتصفحُ كتابك المدرسي، وهم كلُّ الصفاء إذا أدلج ليلك، وادلهمّت خطوبك، وهم لوحدهم من تُضاعفُ بهم نفسك، وتحيا في أنفسهم حتى إذا ما غاب أحدهم عنك حنّ سائرك إليكَ.
    وكان في صمتِ الصديقين آلاف العبقريات والمعاني للصداقة الحقة بعيدًا عن بلايين الكلمات التي حارت في تعريف وتصنيف الصداقة الحقيقة؛ ذلك أن الصمتَ أبلغُ تعريفٍ وأصدق برهانٍ للموافقة الروحية، وأن الكلام وإن طال في تقرير المودة والتوثق فإنه لابد من فعلٍ وقول حقٍّ يوازن مرآة نفسك الأخرى؛ و"لن يكون الصديقُ صديقًا إلا إذا عرفَ لك الحق، وعرفتَ لهُ الحبَّ" .
    انتهى اللقاء بعناقٍ آخر، تبعهُ تنهّدٌ من يامين، فكّر بصوتٍ عالٍ: لم أسأله عن يوم عميلته؟


    (9)
    "قد يبتعد الصديق بعدًا قد لا يمكنك الالتقاء به بعد ذلك، ومع هذا.. يبقى جزءًا منك إلى الأبد" (بام براون)
    ككل اللحظات العميقة التي تذوبُ بظرف الزمنِ؛ انقطعت الاتصالات بين الصديقين بعد خمس سنواتٍ، كان الهاتفُ النقال حينها بريدًا زاجلًا أعاد الكثير، بيد أنه لم يعد كالماضي؛ فعملُ يامين في سلك الدولة يحكُم وقته، وانشغال إساف بالتعليم وتصريف أمور بيته تحدُّ من مواصلة الخط الرفيع من التمسك بالأمسِ.
    بدا ليامين كما لو أنه فقدَ شخصًا قديمًا من جديدٍ، ومات شيءٌ منه يُسمّى الصديق يوم أن فقد الاتصال برفيق صباه، حثّه ذلك الشعور على أن يسعى ليرى أي الدروب ستوصله إلى إسافٍ يومًا، وما استطاعَ.
    افتقدت المكالماتُ العادة الغريبة القديمة، لم يجرؤ أيٌّ من الصديقين على البدء بها أو على إحيائها؛ خوفًا مما قد يكون عليه صديقه اليومَ. لكنهما دأبا على تذكرها بعد انتهاء الحديث المقتضب في كلِّ اتصالٍ.
    استراح يامينُ على كرسيه في القطار مفكّرًا، جال ببصره على المسافرين معه في الدرجة الأولى، وتمنّى لو يتقاسم لحظة السفر مع صديقه التليد.
    -سنصلُ المدينة قريبًا، ربما الساعة القادمة.
    أخبر إسافٌ ابنه عن موعد وصول القطار، كانت القاطرة مزدحمةً بصخب الأطفال وأصوات النساء مما أربك نومه وأنهكَ تفكيره.
    أنهى الاتصال وعاد محاولًا النوم عبثًا في كرسي الدرجة العادية للقطار، راجع نفسه: لو أحضرتُ عمرًا للارتحتُ قليلًا، لكن موعد المشفى...
    حينها دهمه النعاسُ ثانيةً.
    وقتها، دسّ عمروٌ الهاتف بعد الاتصال بوالده، وتطلّع إلى الزميل الذي تغيّر خلال السنوات القليلة الماضية، ابتسمَ مرحّبًا بتميمٍ، وأتاح له مكانًا بجانبه.
    سعلَ تميمٌ، كانت الحمى قد أرعدت فرائصه، وعربدت في عظامه، وجدّ في السعي للمشفى بعد لأيٍ.
    ووجد الرجل القديم، وتذكرَ سنة التبرع تلكَ، سلّم عليه كزميلٍ يلتقي زميلًا شاركه أشياء، وخبّأ له أشياء..
    خطر لعمروٍ أن يستفتح الحديث بما يجمعهما، بالمشفى أو بـ.. التبرع ربما؟
    - كيف حالك يا...؟
    - تميمٌ، أنا بخيرٍ ولله الحمد. شكرًا لك.
    - أنصحك بعصير الليمون، سيفيدك كثيرًا.
    - سأفعلُ...
    - أشعرُ أنني التقيتكَ من قبلُ؟
    - نحن نلتقي طوال سنةٍ ما، وكل ذلك ما يزال في حيز شعورك؟!
    - أعني... في غرفة العمليات؟
    - آه.. أجل، كنتَ الشخص بجانبي ربما.
    - كنتُ سأتبرّع بكليتي يومها.
    - أنا كذلكَ، لرجلٍ كهلٍ ربما يبلغ الآن شيئًا من الخمسين أو حولها.
    - أنا كذلكَ..
    أعملَ عمرو ذهنه، اتفاقُ الغرفة، اتفاق المواعيد، اتفاقُ اليوم، وقتها تحدّث بصوتِ عقله:
    - هل تحبُّ التقنية؟
    - ما مناسبةُ السؤال؟
    - أشكُّ أننا تبرّعنا في برنامج المبادلةِ يومها، والدي في عمر المتبرّع له بوصفكَ.
    - ووالدي أيضًا! لا تعلمُ كم يرغبُ بشكرِ الرجل الذي تبرّع له كثيرًا.
    - أمن طريقةٍ لنعرفَ؟
    - المعلومات سريّةٌ، ربما تنجحُ بعضُ العلاقات في هذا الأمرِ، انتظر لحظةً.
    انتعشَ جسدُ تميمٍ لدقائق، تحرّك مبتعدًا ومتحدثًا مع عددٍ من الموظفين ووصولًا إلى الطبيبِ، ثم عاد بابتسامةِ انتصارٍ.
    -تهانينا يا رفيقي، حدسكَ صوابٌ.
    -رائــعٌ، لا أطيقُ صبرًا لأخبر والدي.
    - أنا أيضًا.
    رفع الشابان السماعة، أخبر تميمٌ أباه أنه وجد المتبرّع وأنه بجانبه، اتسعت ابتسامة يامين متحمسًّا، ردَّ: حمدًا لله، ما اسمه؟
    - عمرو بن.. إساف!
    - إساف؟
    رمى يامينُ آخر بصيصٍ للشكِّ: أين درس والده في الثانويةِ؟
    سأل تميمٌ عمرًا الذي كان يشرح لوالده أن الرجل الثاني رجل دولة، سأل إسافٌ: أيُعقلُ أن اسم والده يامين؟
    - أجل! أين درست الثانوية يا والدي؟
    - إنها .. المدرسة التاسعة والعشرون، أين والده؟ وهل لي برقم هاتفه؟
    - رويدكَ والدي.
    قطّب تميمٌ للأصوات الصاخبةِ المفاجئة بعد صوت والده، رفع صوته: والدي! أأنتَ بخيرٍ؟
    وانقطعَ الصوتُ عن الشابين.
    بعد دقائق أعلنَ التلفاز المحليّ اصطدام قطارين قرب المدينة.


    (10)
    "إذا مات لي صديقٌ؛ سقط مني عضوٌ". (أبو حاتم السجستاني)
    ارتجّ رأسُ يامين من قوة الاصطدام، ارتطم بالنافذةِ ثم غاب عن الوعي، كان آخرُ ما سمعه أو فكّر فيه صورة الصديق القديم الذي لمس خيط نورٍ بالعودة إليه، بسماع صوته المبتهج، وباكتشاف روعة المصادفة في حياتهما.
    ومثل كل اللحظات البديعةِ التي تنتهي فجأةً، كان الألمُ الصارخُ في بطنِ إسافٍ يطحنُ آخر مقاومةٍ له، لكنّهُ تجلّد؛ كي لا يفقد وعيهُ فلا يُلفي لحظةً أخرى من الحياةِ.
    كان الناس يصرخون، وكأن ما حوله قطعةٌ من قيامةٍ صُغرى، تستحضرُ فيها كل حياتك ولحظاتك، وترغبُ بهبةٍ أخرى من الحياة، مبتدئًا بـ: لو قُدّر لي العيشُ ثانيةً...
    بدأ الخدرُ يتسلّلُ على إوصاله، أدركَ أن وعيه قاب قوسين أو أدنى، وقدّر أنه أُصيب بنزفٍ داخليٍّ.
    زفر الهواء بصعوبةٍ، ثم سحبهُ شابٌّ عريضٌ إلى سيارة الإسعاف خارج القاطرةِ، وعالجه بالتنفس وجس نبضه.
    - يُعاني من نزيفٍ داخليٍّ، ويجبُ نقلهُ حالًا.
    - هناك مريضٌ ثانٍ في نفس حالته، إلا أن النزف في رأسه.
    - أنطلبُ طائرةً؟
    - أخشى أن نفقد الوقتَ، ونحن قرب المدينة، لننقلهما معًا.
    فتح يامين عينيه بصعوبةٍ، التقط الطبيب استجابتهُ وسأله عن اسمه؛ ليتأكد من وعيه، أجاب:
    - يــا .. مين.
    حرّر الطبيب اسمه، وثبّته على السرير في السيارة، التفت إسافٌ وسعلَ دمًا؛ فهبّ طبيبٌ آخر إليه، نظر فإذا صديقه بجانبه، خُيّل إليه أن صدى فكره يترددُ في عينه، وأن مكالمةً طويلةً على وشك أن تنتهي، دون أن يقول الجملة التي أرادها. مدّ يده.
    - سيدي، أتحتاج شيئًا؟ يفضّل ألا تتحرك فذلك قد يضرُّك.
    - يامين.
    نطقها بصعوبةٍ، فتحدث الطبيب المقابل: أتعرفه؟ سأحاولُ أن أجعلهُ يراكَ.
    سمعَ يامينُ صوت صديقٍ قديمٍ يطرقُ سمعه، بدا كلحنٍ عتيقٍ يزوره، أراد أن يُصافح الصديق ويشدُّ على يده ثانيةً.
    - سيدي، زميلك في السيارة، أعني.. المريض المقابل يبدو وكأنه يعرفكَ، سأجعلكَ في وضعٍ تستطيع فيه رؤيته.
    لم يقوَ على الرد، حرّكه الطبيب بحذرٍ، ورأى بضبابيةٍ وجهًا مألوفًا، وجسدًا نحيلًا، ويدًا ممتدّةً إليه، تحركت شفتاه تلوّنانِ ابتسامةً، ومدّ يده. أيقن أن سائره لا يشعر به، لكنه وجد صوته أخيرًا:
    - لا إله .. إلا اللهُ.
    شدّ الصديقُ على يده، ورأى الضباب يعلو ويصطبغُ بالرماد، ردَّ إسافٌ: محمدٌ رسولُ الله.


    - مخرجٌ: "كان السرّ الوحيد يكمن في اتصال أزليّ بين شخصين" (بودورا ولتي).



    •••• •••• •••• •••• •••• •••• ••••
    •••• •••• •••• •••• ••••

    ينتهي التصويت بعد يومين من الآن .. وبعدها ينطلق إن شاء الله تحدٍ جديد .. ويُعلن حينها عن الفائز ..

    التصويت يكون باختيار النص الذي أعجبك أكثر .. كقول صوتي للنص كذا في النزال التاسع ،، وللنص كذا في النزال العاشر ..

    بانتظار الردود البنّاءة .. والنقد الإيجابي للنص .. لا تحرمونا مشاركاتكم

    إلى هنا نصل لختام الصراع في حلبة الأقلام .. نأمل أن تكونوا قد استمتعم .. وأترك الرد الأخير لوضع النتيجة لأختي أصيل ..

    دمتم على أتم الخيرات دومًا ..
    في أمان الله وحفظه

    التعديل الأخير تم بواسطة Sos_chan ; 13-9-2012 الساعة 08:58 AM

  16. #116

    الصورة الرمزية H A M S

    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المـشـــاركــات
    4,011
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ النهائي ~ { تومويو ضد Dek2on } ~ { للذكرى حنين ضد أوا



    كل النصين الأول
    بالتوفيق

  17. #117

    الصورة الرمزية Bramooda

    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المـشـــاركــات
    887
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ النهائي ~ { تومويو ضد Dek2on } ~ { للذكرى حنين ضد أوا

    للأفس ليسَ لديَّ وقتٌ للتعليق على النصوص ..


    لذا سأصوت ..

    جميعها النص الاول .. ! ()

    فآيتيغ .. (F)

  18. #118

    الصورة الرمزية عين الظلام

    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المـشـــاركــات
    3,718
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ النهائي ~ { تومويو ضد Dek2on } ~ { للذكرى حنين ضد أوا

    في التحدي الـ .....

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    مرت
    علينا الأيام ...

    سأصوت
    الآن في التحدي التاسع فقط ...

    وإن
    سنحت لي الفرصة بالعودة .. سأصوت في العاشر بإذن الله تعالى ...

    والكل
    أهل إبداع بإذن الرحمن العلام الكريم ...

    النص
    الثاني من التحدي التاسع .. قد تاه قليلًا ... وتوسع في الدائرة أكثر مما يجب ...

    النص
    الأول .. أدق مع إيجاز أكثر ...

    راقني
    قلم صاحبه ...

    أصوت في التحدي التاسع للنص الأول ...

    وفي أمان
    الله ...

    أتمنى
    أن ألقاكم في العاشر ...

    عــــــ
    ــــــين الظــــــــــــلام

  19. #119

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ النهائي ~ { تومويو ضد Dek2on } ~ { للذكرى حنين ضد أوا

    طالما أن اليراعَ أينع ،أحجز لي مكاناً للمتابعة عن قرب ~

  20. #120

    الصورة الرمزية يـــزن

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المـشـــاركــات
    2,585
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: فعاليات صيف 1433 "حلبة مصارعة الأقلام" ~ النهائي ~ { تومويو ضد Dek2on } ~ { للذكرى حنين ضد أوا

    لنقل النص الأول

    بالتوفيق للجميع

صفحة 6 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...