•• | مقاصد خفيّة في جلسةِ علاج غريبة !! | ••

[Winter]

مفاهيم غريبة اكتشفت أنها غزت فكري ، مبادئ عجيبة اكتشفت أنها اقتحمت داخلي ، كم من الصور الامتناهية اكتسحت محيطي ، ومجال الرؤية صار مشوشا !

هذا عادة ما أشعر به قبل بدء جلسة العلاج النفسي ، حيث هناك في تلك الغرفة الصماء تجبرني أطياف الذكريات على مواجهة نفسي بمرآة مكسورة لا تظهر الملامحة واضحة !

وطبيب بصوته الحاد لا يكل ولا يمل من سؤال الأسئلة ..

لكن ! تغيرت هذه الأوضاع فجأة ، فقد تبدأ إحدى الجلسات معي دون علمي بأنها جلسة ، ولا يفترض بي أن أكون موجودة في غرفة معينة ليبدأ الفحص النفسي الكلامي الهستيري ..

عندما تغير الطبيب هذه المرة ، شعرت بأيرحية ، فالحالي هو أفضل من السابق ..

وأول جلسة كانت بيننا هي من التصنيف الخيالي الروحي المسجوع المثير للأعصاب ..

حيث أنهم أعطوني هذه المرة جناح جميل في طابق عالي وبه شرفة كبيرة تطل على حديقة المشفى ..

وفي صباح ذلك اليوم كنت أتأمل منظر الشرفة بسكون تام ، إذ به يطل علي من الباب ، ويستأذنني بالجلوس ، وبدأ بالسؤال عن الحال ، هذا ما يفعله كل طبيب في هذا الزمان ، ولم يكن هناك ما يثير .... حتى طرح ذلك السؤال الذي يشبه الرعشة حين تجتاح الجسد !

" ما هي نوعية العالم المثالي الذي تعيشين به ؟ "

حسنا ، دخلت في دوامة مع نفسي ، وبت أبحث في أرجاء الغرفة بعيني ، هذا وإن لم يتحول لون وجهي إلى البنفسجي

وبالنهاية استسلمت وأخبرته أنه لا اجابة عندي ، ولا أعلم عن مقصده بلفظ عالم

فما كان له سوى أن يبتسم ويخبرني بأنني سيئة في الكذب والمراوغة ..

فترة صمت عمت المكان ، أنا لا يمكن أن أتحدث حتى يتحدث هو ، وفجأة أتى بسؤال آخر كان كالصفع على الوجه مباشرة ..

" أخبريني عن دينك ؟ عن المعتقدات التي تعتقدينها ؟ حتى أجد لك الأسلوب المناسب في الحوار ! "
" غريب أن الطبيب السابق لم يخبرك ؟ "
" أريد سماعها منك .. "
" أنا مسلمة ، وسنية ، ولله الحمد "
" إذن أعتقد أنني سأواجه بعض المشاكل في التعامل معك "

وقبل أن يكمل كلامه خمنت أنه من دين آخر وكدت أصرخ من الكارثة التي سأسمعها بعد دقائق ..

" لأنني شيعي " >> يا حبيبي -___-
" غريب أنك تصرح بأمر كهذا على الملأ ؟ "
" أنا لا أصرح ، أنا أخبرتك فقط حتى لا تخبري أحداً بذلك "
" وقد لا أحفظ السر وأخبر أهلي عن ذلك ويسحبون ملفي منك "
" أعلم أنكِ لن تقولي "
" مالذي يجعلك واثقا ؟! "
" لأنه سُجّل في حالتك بأن لديك تقبل للأديان الأخرى ، ليس أكثر من أن الطبيب السابق كان مسيحي وكنت تعلمين ذلك ! "
( متى سأرزق بطبيب مسلم سنّي ) >> في نفسي XD

وتبدأ جلسة المصارحة ..

" حسنا ، أنا أتقبل الناس بأشكالهم ، بجنسياتهم ، بمبادئهم باعتقاداتهم ، ويشمل ذلك دينهم ، وليست لدي أي مشكلة في دين الشخص الذي أمامي ، فمن أهمية العالم المثالي الذي أعيشه هو أنني أريد العيش مع الآخرين بكل تفاهم وصدر رحب بغض النظر عما يكونون من الداخل "
" وهل تجدين هذا الشيء مطبق في العالم الحقيقي ؟ "
" أطبقه مع نفسي ، فلدي من الأصدقاء من هم شيعة ومن هم مسيح ولا مشكلة معهم على الاطلاق "
" بالتالي لن تكون لديك مشكلة في دين الشخص الذي أمامك حتى لو كان طبيبا "
" بشرط ألا تحاول العبث معي بملئ عقلي بمعتقداتك "
" لدينا نفس الإيمان "
" لا أعلم حتى ما هو الفرق بين السني والشيعي فلا تتعمق معي في أمور مشابهة وأغلق الموضوع لأنني سأصرخ بعد دقائق "

فضحك ، حتى احمر وجهه وأخذ يقول " أنا سني وإنما كنت أختبرك "

{ النهاية }