مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    الصورة الرمزية الدافور

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    508
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

    بسم الله الرحمن الرحيم..

    فكرت كتابته كقصة فأبى.. كرواية مطولة لملحمة خيالية فرفض.. كخواطر شهية قصيرة بين يديك فامتنع.. فكرت بنسجه أو غزله.. فكرت بنثره أو عقده.. فكرت بجعله سوار لؤلؤ أو عقد زهور.. فكرت بحبكه كقصة استمرت لدهور.. ولكني لست لذاك أو ذاك قريب.. ولكل ظلام صبح جديد.. فاسمعوا ما عشت فيه مع مغترب أمين فاضل.. علّي أعصر تلك السنوات.. لأخرجه لكم عذباً كنيل أو فرات.. سأنادي تلك المواقف الرائعة.. أو المؤثرة والضاحكة.. وأمسح عنها الغبار.. ولكن المشكلة فيما مات أو اختفى من هذه الذاكرة.. فأسف لهذا.. واسمعوا ما تبقى قبل نسيانه أو موته في عراك الحياة..

    أتى هذا المغترب قبل أكثر من 9 سنوات.. أتى وقد ترك زوجته الدامعة وأبنائه المنتظرين.. أتى ليبحث عن لقمة عيش له ولهم.. أتى لتبدأ معه المغامرة.. التي لم نفهم سطورها وأحرفها.. أتى ليفتح تلك الورقة وليمسك القلم ليخط البداية.. أتى ليمسك هذا المقود وليشتغل بمهنة "سائق".. لا زلت أذكر أيام تعلمه عندما يقول له أبي وهو بجانبه.. اذهب لليمين فيذهب يساراً.. فيعاتبه أبي ويقول "أين اليمين؟" فيميل خوفاً لا فهماً..

    مكث أياماً وسنوات هو وخادمتنا التي تناديه بـ"خالي".. وذهبا إلى الفلبين.. أرضهما التي أحبها وأحبا من فيها.. مكثا ثم عادا ليخبرانا أنهما حصلا على الحزام الأسود في الكارتيه.. لا زلت أذكر تلك الخادمة وهي تعلم إخوتي الصغار في المطبخ عن كيفية اللكمة.. وأظنني أوقفتهم عن التعلم خوفاً من التمرد علي لاحقاً.. دعنا من الخادمة ولنعد إلى السائق.. فلقد عادت إلى بلدها بعد سنوات ولم يتبق إلا السائق ولا زال لدينا حتى الآن.. فاسمحوا لي أن أذكر ثلاثة مواقف من جملة تلك المواقف الغير مصدقة.. ضاحك فمبكٍ فمفاجئ..

    في أحد المواقف المضحكة في درجة حرارة حارقة ظهراً.. توقفنا في أحد محطات الوقود وعند الانتهاء كانت هناك سيارة خلفنا وسيارة أمامنا.. ضرب السائق بوق السيارة أو المسمى بـ"بالبوري".. واستمر ذاك الشخص واقف في مكانه رغم انتهائه من شغله كلما زاد السائق بالضرب كلما اتسعت ابتسامة الواقف ضحكاً.. مكث قليلاً ثم تراجع.. مشينا وفتح السائق النافذة وصرخ قائلاً.. واسمحوا لي أن أكتبها كما قال.. قال "استريتريق".. ظننته يصرخ عليه غضباً بلغة الفلبين فلم أحاول الفهم.. واصلنا طريقنا وبعد تجاوز الإشارة.. أتت سيارة من الخلف لتقف في منتصف طريقنا وترغمنا على الوقوف جانباً.. نظرنا فوجدناه ذلك السائق الضاحك سابقاً.. فصرخ وقال: " ماذا قلت سابقاً؟" فأجاب سائقنا " أنا قول استري تريق علشان أنت وقف".. هل فهمتم؟ هو يقول اشتر لك طريقاً لتقف فيه.. إذاً هي كلمة عربية! استمرا في الصراخ.. وأخيراً تفرقنا.. وفي موقف تشاجري مضحك آخر بينه وبين شخص من الجنسية المصرية.. والمميز فيه أنه كان باللغة العربية "المكسرة" واللغة الانجليزية معا.. فيوقف صاحبنا المصري.. "ذس اس نت يور بارك".. فيصرخ سائقنا وأنا أضحك "نو".. ويقول المصري بالعربي "هذا ليس موقفك.." فيصرخ "لا.." ولا أظنهما سيفهما.. أخيراً صرخ المصري وقال "دعني أراك هنا ثانية.." فصرخ سائقنا وقال "ألطول" يقصد "علطول".. المهم أني إلى الآن أضحك على هذا الشجار إذا تذكرته..

    أما الموقف الثاني المبكي.. فمرة عندما كنت راكباً معه ونسير إلى المنزل.. رنَّ جواله فرد فإذا هو أبي قد اتصل عليه سابقاً ولم يرد.. فقال: "أبغى 50 ريال علشان أنا ماما موت" لن أضع تعجب فهو قالها دون تأثر.. صمتَّ ويالها من صدمة.. تذهب بعيداً لتجلب نقوداً ولقمة عيش لك بشرف بدل أن تتحول في بلدك لسارق أو مجرم.. تأتي لتبحث عن لقمة عيشك ولقمة لعيش أمك.. فتتوفى بعيداً عنك.. يا ألله.. وصلنا إلى البيت وتوقف.. فنزلنا وأوقفته وسألته وأنا غير مصدق.. "روميو.. موت ماما؟!" أجاب: "ايوه.. أمس.." صدمت ولم أعقب وأخيراً تحرك لساني وقلت منتظراً أن يُحدث ردة فعل مؤثرة: "مسلمة؟" أجاب: "أيوه.. الحمد لله.." أخيراً تكلمت وبصراحة وحتى الآن أتمنى لو حضنته وربت على كتفه حتى ولو كان عمره مجاور لعمر أبي.. قلت مواسياً: "الحمد لله.. تجدها في الجنة إن شاء الله..".. قال: "إن شاء الله..".. ودعته وذهب!!

    الموقف المفاجئ والأخير.. اليوم توقفت في محل لتصوير بعض الأوراق وبجوارنا مطعم.. نزلت وعندما عدت وجدت معه ببسي "مكينة".. استغربت فلو أراد لاشترى من البقالة فهو أرخص.. تذكرت أن أخي أخبرني بمعلومة لم أصدقها.. أخبرني أن أخو روميو يشتغل في هذا المطعم.. فسألت بحماس: "روميو.. أخو أنت شغل هنا؟" أجاب: "أيوه" وأكمل وليته لم يقل مفاجأة كهذه: "ثلاثة!!".. صمتُّ قليلاً ثم قلت مازحاً وغير مصدق: "ما شاء الله.. باقي ماما أجي هنا.. وخلاص.." فضحك بأسى وحزنت بندم ونسيت أنها متوفاة..

    كتبت هذا كهدية وداع لي وليس له.. فشكراً جزيلاً روميو..

    ا.هـ.

    الدافور.. 2/7/12.. 5:50 ص

    شكراً جزيلاً للقراءة..

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..




    التعديل الأخير تم بواسطة هيفاء البنيان ; 4-7-2012 الساعة 03:58 PM

  2. #2

    الصورة الرمزية هيفاء البنيان

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    2,226
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

    خارج عن المألوف .
    بسيط وعظيم ما كتبته .
    رائع أنك لم تعر بالا لمن قد يقول (WTF) .
    احترام الخدم ومراعاة غربتهم وكدهم "فمن كان أخوه تحت يده ، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم" .. "أعطوا الأجير أجرة قبل أن يجف عرقه" نصوص تتصارع وعقلية من يقول : قبيلي وخضيري .. فما بالك يا سعودي وشرق آسيوي .
    لطالما تمنيت أن آكل مع الخدم ولو مرة، لكنها نعرة الجاهلية أخاف أن أكتشفها في المقربين مني بقولهم لي : شغالة ! أو أيضا (WTF) .. لكني سأفعل يوما حتما ..

    التعامل مع الخدم سياسة لكن من يفهم أن المراد بها ليس التجاهل والازدراء .

    تحياتي جوان .. أميرة.. رحمة ..يوزيرا ...

    كتبت هذا كهدية وداع لي وليس له.. فشكراً جزيلاً روميو..
    نبارك لك السيارة إذن ..

    *************************
    شكرا جزيلا لك أنت أيضا طرح موفق .

  3. #3

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

    خارج عن المألوف .
    بسيط وعظيم ما كتبته .




    صدقاً والله،منذ العنوان وحتى آخر حرف كل ما هنا شدني جداً،لم أجرب يوماً التعامل مع أي خادمة أو سائق،وكل ما أعرفه عنهم حكايات وشائعات وثرثرة فثرثرة فحسب،حتى تعرضت لموقف في آخر عام للثانوي،زاد قناعتي أن ما أسمعه إما حديث كذب وإما نتاج أيدينا نحن،مرض والدي واضطر لإجارء عميلة لظهره،وفي المدينة هذه كلها لا يوجد سى أسرتين نعرفهما من غير صلة الرحم،وبالتالي لم يكن من ثمة أحد يوصلني إلى مدرستي التي تبعد مسافات لا يعلمها إلا الله عن البيت،ولما انقطعت اتصلت معلمتي جزاها الله خيراً وأخبرت والدي أنها ستجعل زوج العاملة في مقصف المدرسة يوصلني إلى البيت،لم أكن لأتصور هذا يوماً،ربما يكون موقفي عنكم مختلف،حيث أنني أنا من احتاجهم،وهم من ساعدوني لا العكس،وأقول هذا لأن المدرسة لم تقبل تلقي أجرة توصيل،وكل يوم كان يزداد شعوري بأني عالة على الرجل وزوجته،بيد أني يوماً مع يوم أحببتها كثيراً،بساطتها وإخلاصها وأمانتها في العمل،حتى أن المدرسة تترك نقود المقفص كلها في يدها،عشت معها لأكثر من فصل دراسي،أساعدها قبيل الحصة الأخيرة_التي لم أحضرها قط لأن انصرافها كان في الثانية عشر ظهرا ولما كنت أذهب معها ظللت أخرج لفصل دراسي كامل من المدرسة قبل نهاية الدوام بساعة ونصف دون أن يسألني أحد إلى أين أنت ذاهبة؟_كان أمراً ممتعاً بصدق،وفي المرات التي كان علينا فيها إختبار بالحصة الأخيرة كنت أختبر قبلها وكي لا أخبر زميلاتي بالأسئلة فعلي أن أمكث بساحة المدرسة الخارجية حتى تجيء وننصرف؛وعوضاً عن هذا كنا نتساعد أحياناً في حمل كراتين المقصف،لازلتُ أذكر الخمسين ريالاً التي وُضعت في قلب الكرتون خطأ ولم ألحظها وأخذت تهتف أعيديها وأنا لاأفهما ثم أخذتها هي وأعادتها إلى مسؤولة المقف،وأنا دهشة،شتان بينها وبين أولئك الذين رأيتهم هناك،العامل الأمين المجيد عمله نعمة،جزاكِ الله خيراً يا من فضلتِ معلماتي وددت لو أشكركِ بأفضل من هذا،وشكراً لذكريات مريرة باتت بفضل من الله ثم بفضلكما حلوة العبور،،

    تذهب بعيداً لتجلب نقوداً ولقمة عيش لك بشرف بدل أن تتحول في بلدك لسارق أو مجرم.. تأتي لتبحث عن لقمة عيشك ولقمة لعيش أمك.. فتتوفى بعيداً عنك.. يا ألله.. وصلنا إلى البيت وتوق
    سبحان الله!،هؤلاء من يستحقون الظفر دنيا وآخرة،وليس نحن الذين نصل مهننا بمجرد دراسة أو وراثة،هؤلاء الذين لم يمهد الطريق لهم ولم يجدوا من يجبرهم على المضي قدما إلى دار علم!

    حديثكم رائع صادق عميقٌ هادفٌ مؤثر تبارك الرحمن،حينما يُمزج سمو الكلم واختبار تجارب حياة ويُهرقا في قالبٍ الروح؛فهذا النتاج !

    ثلاث قطرات








    بارك الله فيكم أخي الكريم،وكثر من أمثالكم،دمتم في رعاية الله تعالى،،
    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 10-7-2012 الساعة 10:39 PM

  4. #4

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

    نحجز يسيراً >ولا أظن : )
    ليتني لم أحجز ، فبعد قراءة المقال بكامله عجزت عن الحديث . .

    جزيتم خيراً على معاملته كأخ وأبقيت ذكراه بعد ذهابه . .

    كم أحزن عندما أرى بعض تصرفات المتغطرسين وكأنه ليس عنده كعبد بل حيوان . .

    كيف سيكون موقف هذا إذا رجع لبلاده وحدّث بما لاقاه ووقع له من أفعال أكانت حسنة أم قبيحة . .

    أكيد سيتحدث فإن أحسنت كان خيراً ، وإن أسأت سيتحدث بما فعلت ويزيد ويبقى حقده مع دعواته -إن كان مسلما-

    موضوعك رائع أخي الدافور ،، ومأجور إن شاء الله على طيب تعاملك معهم خاصة ومع الجميع أيضاً . .

    وفقك الله لطاعته
    التعديل الأخير تم بواسطة [مِسعَرُ حَرب ; 6-7-2012 الساعة 02:20 AM سبب آخر: عودة متأخرة جداً :)

  5. #5

    الصورة الرمزية الدافور

    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المـشـــاركــات
    508
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

    هيفاء البنيان:

    شكراً لردك..

    أتمنى أن تحققي مطلبك قريباً.. ولا تهتمي (WTF).. فطبيعة الحال لن يكون لديك جواب لهذا السؤال الغبي..

    دمت..


    أصيل الحكايا:

    أشكر لك تعقيبك..

    ويسعدني أنك لم تملي حتى النهاية..

    أتمنى الإفادة..


    عمر:

    بانتظارك..

  6. #6

    الصورة الرمزية مس ساندرا

    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المـشـــاركــات
    592
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

    إنها لغربة فعلا , لتسع سنين يفارق من يحب , لجعلهم يعيشون بكرامة ..هذه حال الدنيا , تعب ونكد , و لكنها للمؤمن زرع , ليلقى الحصد في يوم لا ينفعه الندم !اللهم أغنِ المسلمين من فضلك , و أعلِ كلمتهم .. آمين ..شكرا

  7. #7

    الصورة الرمزية ريّـان

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    543
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مواقف رائعة مع مغترب أحببته.. شكراً جزيلاً روميو..

    رحمها الله أم روميو ~

    فعلاً مواقف رائعه .. جزاك الله خيراً اخي الدافور ..

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...