2- لمــاذا الاجـتـهــاد فـي شـعـبــان؟
حياكم الله معنا رواد وزوار منتديات محمد شريف الكرام
ونتواصل معكم لما بدأنا به هنا
وكنا قد تعرضنا لأول نقاط جدولنا هنا
والأن مع النقطة الثانية ولنعلم أن الاجتهاد في شعبان يكون لأمور منها:-
أولاً: حتى يتعود الإنسان منَّا فعل الخيرات وترك المنكرات فيكون له سجية وطبع وعادة، والأمر كما قال النبيصلى الله عليه وسلم :
"الخير عادة والشر لجاجة، ومَن يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين" (أخرجه ابن ماجة بسند صحيح) ومن الفقه في الدين عمل الخيرات في كل الأوقات، وخصوصاً الأوقات الفاضلات.
ثانياً:الاجتهاد في شعبان يكون استعداداً لرمضان:
وكما هو معلوم أن رمضان من الأوقات الفاضلات، ومن النفحات الربانية على الأمة المحمدية، والأمر كما قال خير البريةصلى الله عليه وسلم :"افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها مَن يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يُؤمِّن روعاتكم" (أخرجه ابن أبى الدنيا والطبراني من حديث أنس رضي الله عنه)
كذلك الاجتهاد في شعبان يكون عن طريق:-
1.المحافظة على الفرائض، وعدم التفريط فيها والإكثار من النوافل :
فقد أخرج البخاري من حديث أبى هريرةرضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل : "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورِجْله التي يمشى بها، وإن سألني لأعطينَّهُ، ولئن استعاذني لأعيذنَّهُ" وكما أن مجاهدة النفس، والإكثار من النوافل سبب لمحبة الله, فهي كذلك سبب في سكنى أعلى درجات الجنة مع الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه : "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: سل، فقلت: أسالك مرافقتَكَ في الجنة، قال: أوغير ذلك. قلت: هو ذاك. قال: فأعنِّي على نفسك بكثرةِ السجود" فبكثرة السجود يصل المرء إلى هذه الأشواق العالية من مصاحبة خير البرية في الجنة, ولا تكون هذه المصاحبة بالأماني والإدِّعاءات الكاذبة.
2. الإكثار من الصيام في شعبان:
أ- فقد أخرج البخاري عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهرٍ إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً من شعبان" وفي رواية: "وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان.
ب- وأخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من شهر أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله" وفي رواية في الصحيحين: "كان يصوم شعبان إلا قليلاً" روى ابن وهب عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناس يصومون رجب، فقال: أين هم من شعبان؟!" وباع قوم من السلف جارية لأحد الناس: فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان، كما يصنع كثير من الناس اليوم، فلما رأت الجارية ذلك منهم، قالت: لماذا تصنعون ذلك؟قالوا: لاستقبال شهر رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان، والله لقد جئت من عند قوم السَّنَة عندهم كأنها كلها رمضان، لا حاجة لي فيكم، رُدُّوني إليهم، ورجعت إلى سيدها الأول".
فعليكم.. أن تكثروا من الصيام في شعبان, والذي يدفعك للإكثار من الصيام فيه، وفي غيره أن تعلم فضل الصيام. فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : "لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً" هذا بصيام يوم واحد فقط نافلة،في حين أن رب العالمين يقول في كتابه الكريم: { فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }(آل عمران:185) فما بالك بمَن زحزح وجهه عن النار سبعين خريفاً؟!!
تنبيه:
3- ويستحب الإكثار من الصدقة، وقراءة القرآن في شعبان:
يقول ابن رجب ـ رحمه الله ـ كما في "لطائف المعارف": "والصيام في شعبان كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة, بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده, ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته؛ فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ـ ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان، شُرِع فيه ما شُرِع في رمضان، من الصيام، وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن وقد روينا بإسناد ضعيف عن أنس رضي الله عنه قال: "كان المسلمون إذا دخل شعبان، انكبوا على المصاحف فقرءوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان" قال سلمة بن كهيل:"كان يقال: شهر شعبان شهر القراء" وكان حبيب بن أبى ثابت- رحمه الله- يقول:"إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء " وكان عمرو بن قيس الملائي:"إذا دخل شعبان أغلق حانوته, وتفرغ لقراءة القرآن" قال الحسن بن سهل:"قال شعبان: ياربِّ... جعلتني بين شهرين عظيمين، فما لي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن". أهـ من كلام ابن رجب يكفيك أن تعرف أخي الحبيب...أن لك بكل حرف تقرؤه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "آلم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف". وفضائل القرآن كثيرة كثيرة لا يسعنا ذكرها في هذا المقام.
المفضلات