بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على المبعوث للعالم إنسه وجانّه ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان - إلى يوم الدّين .

~

" وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "

ما كانَ في يومٍ التمتّع والرّخاء بشيء مقياسًا لصحّته ، ولا كانت في يومٍ الشدّةُ والبأسُ والكدر في شيء مقياسًا لخطئه وضلاله .

وربّما ذاق البأسَ امرؤٌ فعاش في ضيقِه وكدره دهرًا ، ثم كانت عاقبة أمرِه إلى الرخاء والدعة والحبور .. فكأنْ لم يبأسْ ، وكأن لم يحزن .

وربّما عاش في اللذائذ آخر ، وعمّر صدره بالشهوات والمُتَع ، ثمّ كان عاقبة أمره إلى الخزي والنّدم .. وكأنْ لم يفرحْ ولم يهنأْ ، وتمنّى لو عاش عَيْش البائس في أوّل أمره ؛ ليغتبط ويرتاح في آخره .

وما طابت عُقبى إلا للمتّقين ، ولربما مُدّ للطّاغين في طغيانهم وظلمهم يعمهون .. ولكن إلى أجل مسمًّى ..

..

ولربما ..

أبان الشعر .. إذ قصر عن البيان نثر ..




الحمدُ لله حمدًا ليس ينقطعُ ~
فربّما قتلت أصحابَها المتَعُ

قد يحجب الله من ترحامه متعًا ~تقلّب المرء في وهمٍ فلا يدعُ

والوهمُ ذو لذّةٍ في عقبها ندمٌ ~ ورُبّ وعظٍ بدون الموتِ لا يزعُ

ولابنُ آدم في إقدامه عجِلٌ ~ وليس مُنتهيًا غرّته ذي الخُدَعُ

حتّى إذا أقبل الموتُ الحقيقُ غدًا ~ سيعلمُ النّاسُ ما كانوا به خُدِعُوا

ورُبّ قومٍ أطالوا اللّهو في غررٍ ~ وقد نسوا أن قريبًا حصدُ ما زرعوا

وحين جاء العقاب.. القومُ في جزعٍ ~ وما نجوا بلذيذ اللّهوِ أو نُفِعُوا

وصار كلٌّ فريدًا في قبورهمُ ~ جزاؤهم بجزاءٍ كفءَ ما ودعوا

وليسَ زارعُ شوكٍ حاصدًا عنبًا ~ وليس حاصدَ شيء عاطلٌ لُكَعُ

يا ربِّ فاغفر قديم العهدِ في ظلمي ~ يا ربّ واعصمْ عُبَيْدًا خُلْقُه الهلعُ

ولا تؤاخذهُ بالزلات من جهلٍ ~ بحقّ عزّتكم يا خيرَ من سَمِعُوا



.
.
.
.
.
اعذُروا قِصرَها ..
هاذي من أوّل ما أضع هنا من القصائد ،
آمل أن تكون من ضمن الزّبَد وتُذرّ في مهبّ الرّيح ، بل أن تقع في موقعها في القلوب والأفكار

واللهُ أعلم #~