[صور من حياة الصحابة] قصصاً من تاريخ عزتنا

[reem@]

الرجاء عدم الرد

[reem@]

الحمد لله الذي فاضل بين الشهور والأيام ، وجعل رمضان من أفضل مواسم العام ، وفتح فيه أبواب الخير للأنام ، الحمد له أولا وأخرا والشكر له ظاهرا وباطنا ، فلا إله إلا هو سبحانه ، أفعاله كلها محمودة ، ويده دائما بالعطاء مبسوطة .
وصلّى الله وسلم على خير من صلى وصام ، وتهجد بالليل وقام ، وبيّن لأمته الحلال والحرام ، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان .


حياه صحابه ...
وما اجملها من حياه عشناها في تاريخ اسلامنا وياله من تاريخ بدأناها بي سعيد بن عامر الجمحي وها هنا نختم سيرتهم العطره وقصصهم التي هي فخرعزتنا بي جعفر بن أبي طالب

رضي الله عنهم أجمعين.. التي أضاءة سيرتهم وكتحلت عيناهم برؤيتة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

لن اطيل عليكم فقصصهم ستروى لكم .




قصه صحابي معبره جدا ..
حدثت فيها امور لاتخفي على احد سنتطرق لها باذان الله في هذا الموضوع المختصر عن اصحابي الجليل
زيد بن الحارثه ...


بدايتها كانت سعدي بنت ثعلبه تبتغي زياره قومها بني معن وكانت تصطحب معها غلامها زيد بن الحارثه الكعبي .

وفي طريقهم لقومها حتي غارت عليهم خيل لبني القين فاخذو المال واستاقوا الابل وسبوا الذراري ..
وكان جمله ما حتملوه ولدها زيد بن الحارثه ...
كان عمره في هذا الفتره الثامنه فاتوا به في سوق عكاظ وعرضوه للبيع فاشترا ثري من ساده قريش هو حكيم بن حزام بن خويلد بأربعمائه درهم
واشتر معه طائفه من الغلمان وعاد بهم الى مكه .

فلما عرفت عمته خديجه بنت خويلد بمقدمه زارته مسلمه عليه مرحبة به فقال لها "


ياعمه لقد ابتعت من سوق عكاظ طائفه من الغلمان فاختاري اياً منهم تشائينه فهو هديه لك ؟
فتفرست السيده خديجه وجوه الغلمان و اختارت زيد بن الحارثه لما بدا لها من علامات نجابته ومضت به

وما هو الاقليل حتي تزوجت خديجه بنت خويلد من محمد بن عبد الله فارادت ان تطرفه وتهدي له فلم تجد خيراً من الغلامها الاثير زيد بن الحارثه فأهدته اليه

كان زيد بن الحارته المحظوظ يتقلب في رعايه محمد بن عبد الله ويحضي بكرم صحبته وينعم بجميل خلاله
ومن جه اخري كانت امه المفجوعه بفقده لا ترقأ لها عبرة ولا تهدأ لها لوعه ولا يطمئن لها جنب وكان يزيدها اسي
على اساها انها لاتعرف احي هو فترجوه ام ميت فتيأس منه .

اما ابوه الذي يبحث عنه فاخذ يتحراه في كل ارض ويسائل عنه كل ركب ويصوغ حنينه اليه شعراًحزينا تتفطر له الاكباد حيث يقول

بكيت على زيد ولم ادر مافعل \ احي فيرجي ام اتي دونه الاجل
فوالله ما ادري واني لسائل \ اغالك بعدي السهل ام غالك الجبل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها \ وتعرض ذكراه اذا غربها افل
سأعمل نص العيس في الارض جاهداً \ ولا أسام التطواف او تسأم الابل
حياتي او تأتي على منيتي \ فكل آمرئ فان وإن غره الامل



في احد مواسم الحج قصد البيت الحرام نفر من قوم زيد ...
وفيما كانوا يطوفون بالبيت العتيق اذا هم بزيد وجها لوجه فعرفوه وعرفهم ولما قضوا مناسكهم عادو الى ديارهم
اخبرا الحارثه بما راوا وحدثوه بما سمعوا ...

فما اسرع ان اعد حارثه راحلته وصحب معه اخاه كعبا فنطلقا معا يغذان السير نحو مكه ...

فدخلا على محمد بن عبد الله وقالا له ...
يا بن عبد المطلب انتم جيران الله تكفون العاني وتطعمون الجائع وتغيثون الملهوف .
وقد جئناك في ابننا الذي عندك وحملنا اليك من المال مايفي به فامنن علينا وفاده لنا بما تشاء ..

فقال محمد\ ومن ابنكما الذي تعنيان ؟
فقالا \ غلامك زيد بن الحارث
فقال وهل لكما فيما هو خير من الفداء ؟
فقالا\ وما هو ؟
فقال ادعوه لكم فخيروه بيني وبينكم فان اختاركم فهو لكم بغي رمال
وان اختارني فما انا والله بالذي يرغب عمن يختاره .
فقالا لقد انصفت وبالفت في الانصاف
فدعا محمد صلى الله عليه وسلم \ زيدا وقال من هذان ؟

فقال \هذا ابي حارثه بن شراحيل وهذا عمي كعب .
فقال قد خيرتك ان شئت مضيت معهما وان شئت اقمت معي فقا لفي غير ابطاء ولا تردد
بل اقيم معك
فقال ابوه ويحك يازيد اتختار العبوديه على ابيك وامك ؟
فقال \ اني رايت من هذا الرجل شيئا وما انا بالذي يفارقه ابدا
فلما راى محمد صلى الله عليه وسلم من زيد ماراى اخذه بيده واخرجه الى البيت الحرام ووقف به بالحجر على ملأ من قريش
وقال
يامعشر قريش اشهدوا ان هذا ابني يرثني وارثه
فطاب نفس ابيه وعمه .
ويعتبر زيد بن الحارثه اول من تبني في الاسلام لكن تم تحريم التبني
في قوله تعال \ ادعوهم لابائهم \
فاصبح اسمه زيد بن الحارث

واهم ماتميز به الصحابي\
فرح الرسول بلقاءه

و شاع امر حب النبي لزيد بين المسلمين واستفاض
فدعوه \ بزيد الحب \ واطلقو عليه لقب \ حب\ رسول الله ولقبوا ابنه اسامه
من بعده بحب رسول الله وابن حبه
وفي السنه الثامنه من الهجره شاء الله تباركت حكمته ان يمتحن الحبيب بفراق حبيبه

ذلك ان الرسول صلوات الله وسلامه عليه بعث الحارث بن عمير الازدي بكتاب الى ملك بصرىيدعو الى الاسلام
فلما بلغ الحارث مؤته بشرقي الاردن عرض له احد امراء الغساسنه شرحبيل بن عمرو فاخذه وشد عليه وثاقه ثم قدمه فضرب عنقه
فاشتد ذلك على النبي صلوات الله وسلامه عليه اذ لم يقتل له رسول غيره فجهز جيشا من ثلاثه الاف مقاتل لغزوه مؤته

وولى على جيش حبيبه زيد بن الحارث وقال
ان اصيب زيد فتكون القياده لجعفر بن ابي طالب فان اصيب جعفر كانت الى عبد الله بن رواحه فان اصيب عبد الله فليختر المسلمون
لانفسهم رجالاً منهم

ثم التقي الجمعان على ارض مؤته فقاتل المسلمون قتالا اذهل الروم
وملأ قلوبهم هيبه لهذه الالاف الثلاثه التي تصدت لجيشهم البالغ مائتي الف
وجادل زيد بن ثابت عن رايه رسول الله صلى الله عليه وسلم جلادا لم يعرف له تاريخ البطولات مثيلا حتي خرقت جسده مئات الرماح فخر صريعا يسبح في دمائه
فتناول منه الرايه جعفر بن ابي طالب وطفق يذود عنها اكرم الذود حتي لحق بصاحبه فتناول منه الرايه عبد الله بن رواحه فناضل عنها ابسل النضال حتي انتهي
الى ماانتهى اليه صاحباه .


بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم انباء مؤته ومصرع قادته الثلاثه فحزن عليهم حزنا لم يحزن مثله قط ومضي الى اهليهم يعزيهم بهم
فلما بلغ بيت زيد بن الحارثة لاذت ابنته الصغيره وهي مجهشه بالبكاء فبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتي انتحب فقال له سعد بن عباده ماهذا يارسول الله
فقال عليه الصلاه وسلام \ هذا بكاء الحبيب على حبيبه .

وقد قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم

\ وأيم الله لقد كان زيد بن الحارثه خليقاً بالإمرة ولقد كان احب الناس إلي\







اسامه بن زيد ....

نتابع سلسه الصاحبي الجليل ابن حب الرسول صلوات الله وسلامه عليه ..
انه ابن زيد بن حارث الذ استمتعنا بسرد قصته في الرد الاول ...

اذا صحابينا لهذا الرد هو اسامه بن زيد ...


نتطرق له بدايه في حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل مولده ...
نحن الان في السنه السابعه قبل الهجره في مكه ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه يكابد من اذي قريش له ولاصحابه مايكابد
ويحمل من هموم الدعوه واعبائها ما احال حياته الى سلسه متواصله من الاحزاب والنوائب
وفيما هو كذلك اشرقت في حياته بارقه من السرور فلقد جاء البشر ببشره ان ام ايمن وضعت غلاما فضاءت اساريره عليه الصلاه والسلام بالفرحه
واشرق وجه الكريم بالبهجه
فمن يكون هذا الغلام السعيد الذي ادخل على الرسول صلى الله عليه وسلم كل هذا السرور ؟
بالفعل انه اسامه بن زيد


نسبه \

امه \ هي بركه الحبشيه المكناه بام ايمن وقد كانت مملوكه لامنه بت وهب ام الرسول صلى الله عليه وسلم فربته في حياتها وحضنته بعد وفاتها
ففتح عينه على الدنيا وهو لايعرف لنفسه اما غيرها

فاحبها اعمق الحب واصدقه وكثيرا ماكان يقول هي امي بعد امي وبقيه اهل بيتي هذه ام الغلام المحظوظ .


ابيه \ ام ابوه فهو \ حبُ\ رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثه وابنه بتبني قبل الاسلام وصاحبه وموضع سره وأحد اهله واحب الناس اليه بعد الاسلام

وقد فرح المسلمون بمولد اسامه بن زيد كما لم يفرحوا بمولود سواه ذلك لان كل مايفرح النبي صلوات الله وسلامه عليه يفرحهم وكل مايدخل السرور على قلبه يسرهم فاطلقوا على الغلام المحظوظ لقب \ الحبُ وابن الحب ُ\

ولم يكن المسلمين مبالغين حين اطلقوا عليه هذا اللقب على الصبي الصغير اسامه فقد احبه الرسول صلى الله عليه وسلم حبا تغبطه عليه الدنيا كلها


فقد كان اسامه مقاربا في السن لسبطه الحسن بن فاطمه الزهراء .

كان الحسن ابيض ازهر رائع الحسن شديد الشبه بجده رسول الله
وكان اسامه اسود البشره افطس الانف شديد الشبه بأمه الحبشيه
لكن الرسول صلوات الله عليه وسلامه ماكان يفرق بينهما في الحُب فكان ياخذ اسامه فيضعه على احدي فخذيه وياخذ الحسن فيضعه على فخذه الاخري ثم يضمهما معا الى صدره ويقول \ اللهم اني احبهما فأحبهما \


وقد بلغ من حب الرسول لأسامه انه عثر ذات مره بعتبة الباب فشجت جبهته وسال الدم من جرحه فأشار النبي صلوات الله وسلامه عليه لعائشه
رضوان الله عليها ان تزيل الدم عن جرحه فلم تطب نفسها لذلك فقام اليه النبي صلوات الله والسلامه عليه وجعل يمص شجته ويمج الدم وهو يطيب خاطره
بكلمات تفيض عذوبة وحنان وكما احب الرسول صلوات الله وسلامه عليه اسامه في صغره فقد احبه في شبابه .



مايجعله جديراً بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم \

1\ فقد كان ذكيا حاد الذكاء
2\ شجاعاً خارق الشجاعه
3\ حكيما يضع الامور في مواضعها
4\ عفيفا يأنف الدنايا
5\ الفاً مألوفاً يحبه الناس
6\ تقياً ورعاً يحبه الله


رغبته في الجهاد في سبيل الله

1\ ففي يوم احد جاء اسامه بن زيد مع نفر من صبيان الصحابه يريدون الجهاد في سبيل الله فاخذ الرسول منهم من اخذ ورد منهم من رد لصغر اعمارهم
فكان في جمله المردودين اسامه بن زيد فتولى وعيناه الصغيرتان تفيضان من الدمع حزنا الا يجاهد تحت رايه رسول الله صلى الله عليه وسلم .





2\ وفي غزوه الخندق جاء اسامه بن زيد ايضاً ومعه نفر من فتيان الصحابه وحعل يشد قامته الى أعلى ليجيزه رسول الله فرق له النبي عليه الصلاه والسلام واجازه فحمل السيف جهاداً في سبيل الله وهو ابن خمس عشر سنه




3\ وفي يوم حنين انهزم المسلمون ثبت اسامه بن زيد مع العباس عم الرسول وابي سفيان بن الحارث ابن عمه وسته نفر اخرين من كرام الصحابه
فاستطاع الرسول عليه الصلاه وسلام بهذه الفئه الصغيره المؤمنه الباسله ان يحول هزيمه الصحابه الى نصر وان يحمي المسلمين الفارين من ان يفتك بهم المشركون




وقد شهد في عمره على امرين ...

1\ في معركه مؤته التي حيث جاهد اسامه تحت لواء ابيه زيد بن حارثه وسنه دون الثامنه عشر فراي بعينه مصرع ابيه فلم يهن ولم يتضعضع

وانما ظل يقاتل تحت لواء جعفر بن ابي طالب حتي صرع على مراى منه ومشهد ثم تحت لواء عبد الله بن رواحه حتي لحق بصاحبيه ثم تحت لواء خالد بن الوليد
استنقذ الجيش الصغير من براثن الروم .
ثم عاد اسامه الى المدينه محتسباً اباه عند الله تاركا جسده الطاهر تخوم الشام راكبا جواده الذي استشهد عليه .


2\ في السنه الحاديه عشر للهجره امر الرسول الكريم بتجهيز جيش لغزو الروم وفيما كان الجيش يجهز مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما اشتد عليه المرض توقف الجيش عن المسير انتظارا لما تسفر عنه حال رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال اسامه \ ولما ثقل على نبي الله المرض أقبُلت عليه واقبل الناس معي فدخلت عليه فوجدته قد صمت فما يتكلم من وطأة الداء فجعل يرفع يده الى السماء ثم يضعها علي فعرفت انه يدعولى ثم مالبث ان فارق الرسول الحياة وتمت البيعه لابي بكر رضي الله عنه .

الرجاء عدم الرد

[reem@]

سعيد بن زيد ...


سنتطرق الى قصه صحابي ممتعه جداً..
احببتها ...
لكن قبل ان نسردها لكم دعونا نعرف قصه بسيطه عن والده ...

وقف زيد بن عمرو بن نفيل بعيدا عن زحمته الناس يشهد قريشا وهي تحتفل بعيد من اعيادها
فرأى الرجال يعتجرون العمائم السندسيه الغاليه ويختالون بالبرود اليمانيه الثمنيه وابصر النساء والوالدان وقد لبسوا زاهي الثياب وبديع الحلل ونظر الى الانعام يقودها الموسرون بعد أن حلوها بأنواع الزينه ليذبحوها بين ايدي الاوثان .

فوقف مسنداً ظهره الى جدار الكعبه وقال \
يامعشر قريش الشاه خلقها الله وهو الذي أنزل لها المطر من السماء فرويت وانبت لها العشب من الارض فشبعت ثم تذبحونها على غير اسمه اني اراكم قوماً تجهلون فقام اليه عمه الخطاب والدُ عمر بن الخطاب فلطمه وقال \ تباً لك مازلنا نسمع منك هذا البذاء ونحتمله حتي نفذ صبرنا ثم اغرى به سفهاء قومه فآذوه ولجوا في ايذائه حتي نزح عن مكه والتجأ الى جبل حراء فوكل به الخطاب طائفةً من شباب قريشٍ ليحولوا دونه ودون دخول مكه فكان لا يدخلها الا سراً
ثم ان زيد بن عمرو بن نفيل اجتمع في غفله من قريش الى كل من \

1\ ورقة بن نوفل
2 \ وعبد الله بن جحش
3 \ وعثمان بن الحارث
4 \ واميمه بنت عبد المطلب عمة محمد بن عبد الله
وجعلوا يتذاكرون ما غرقت فيه العرب من الضلال فقال زيد لأصحابه \

انكم والله لتعلمون ان قومكم ليسوا على شيءٍ وانهم اخطأوا دين إبراهيم وخالفوه فابتغُوا لأنفسكم ديناً تدينون به ان كنتم ترومون النجاه فهب الرجال الاربعه الى لاحبار من اليهود والنصارى وغيرهم من اصحاب الملل يلتمسون عندهم الحنيفيه دين ابراهيم .

اما ورقه بن نوفل فتنصر .
واما عبد الله بن جحش و عثمان بن الحارث فلم يصلا الى شيءٍ
واما زيد بن عمرو بن نُفيل قال وقفت على اليهوديه والنصرانيه فأعرضتُ عنها اذ لم اجد فيهما ما اطمئن اليه وجعلت اضرب في الافاق باحثاً عن مله ابراهيم حتى صرت الى بلاد الشام فذكر لي راهب عنده علم من الكتاب فأتيته فقصصت عليه امري فقال
أراك تريد دين ابراهيم يا أخا مكة ؟
فقال \ نعم \ ذلك ما أُبغي \ فقال انك تطلبُ دينا لا يوجد اليوم ولكن الحق ببلدك فان الله يبعث من قومك من يجدد دين ابراهيم فإذا ادركته فلتزمه
فقفل زيد راجعا الى مكه حيث الخطى التماساً للنبي الموعود
ولما كان في بعض طريقه بعث الله نبيه محمداً بدين الهدي والحق لكن زيداً لم يدركه اذ خرجت عليه جماعة من الأعراب فقتلته قبل ان يبلغ مكه وتكتحل عيناهُ برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما كان يلفظ أنفاسه الاخيرة رفع بصرهُ الى السماء وقال ..
اللهم إن كنت حرمتني من هذا الخير فلا تحرم منه ابني \\ سعيداً \\ وشاء الله سبحانه وتعالى أن يستجيب دعوة زيد .


هذه قصه والده ويالها من قصه ...
وفي فقرتنا هذه سنتطرك الى قصه ابنه سعيد بن زيد ...

فما ان قام الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الناس إلى الإسلام حتي كان سعيدُ بنُ زيٍد في طليعة من آمنوا بالله سبحانه وتعالى وصدقوا رساله نبيه
ولا عجب من ذلك فقد نشأ سعيد في بيت يستنكر ماكانت عليه قريش من الضلال ورُبي في حجر أب عاش حياته وهو يبحث عن الحق
ومات وهو يركض لاهثاً وراء الحق ولم يُسلم سعيد وحده وانما أسلمت معه زوجته فاطمه بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب وقد لقي الفتي القرشي
من أذي قومه ما كان خليقاً ان يفتنه عن دينه ولكن قريشا بدلاً من ان تصرفهُ عن الاسلام استطاع هو وزوجته ان ينتزعا منها رجلا من أثقل رجالها وزناً في إسلام عمر بن الخطاب .


وابرز ما تميز به سعيد بن زيد \
1\ اذا انه اسلم وسنه لم تتجاوز العشرين بعد .
2\ فشهد مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها إلا بدراً .
3\ واسهم مع المسلمين في استلال عرش كسرى وتقويض ملك قيصر .
4\ومن اروع بطولاته تللك التي سجلها يوم اليرموك .
5\ شهد سعيد بن زيد بعد ذلك فتح دمشق
6\ جعله ابو عبيده بن الجراح واليا عليها فكان اول من ولي إمرة دمشق من المسلمين
7\ كان صادقاً
8\ أحد العشرة المبشرين بالجنه .

عمير بن سعد

صحابي حدثت له قصص مثيره في صغره وشبابه ...
في بدايه الامر سنتطرق لقصه في صغره ...

حياته \

تجرع الغلام عُمير بنُ سعيدٍ الأنصاري كأس اليتم والفاقه منذ نعومه أظافره فقد مضي أبوه إلى ربه دون أن يترُك له مالاً او معيلاً ..
لكن أمه مالبثت أن تزوجت من ثريٍ من أثرياء الأوس يدعي الجُلاس بن سُويدٍ فكفل ابنها عُميراً وضمه إليه ولقد لقي عُمير من بر الجُلاس وحُسن رعايته وجميل عطفه ما جعله ينسى أنه يتيم فأحب عمير الجُلاس حُب الابن لأبيه كما أولع الجُلاس بعُمير ولع الوالد بولده .

اهم ماتميز به في صغره مما يزداد الجُلاس له حباً إعجاباً..
1\ لما كان يرى فيه من أمارات الفطنه والنجابه التي تبدو في كُل عمل من أعماله
2\ وشمائل الأمانه والصدق التي تظهر في كل تصرف من تصرفاته .
3\ اسلامه \ وقد اسلم الفتى عُمير بن سعدٍ وهو صغير لم يُجاوز العاشرة من عُمره إلا قليلاً
4\ لا يتأخر عن صلاةٍ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أمه تغمُرها الفرحه كُلما رأتهُ ذاهباً إلى المسجد أو آيباً منه تارةً مع زوجها وتارةً وحده


سارت حياةُ الغلام عمير بن سعد على هذا النحو هانئةً وادعةً لا يعكرُ صفوها مُعكر ولا يُكدر هناءتها مكدر حتي شاء اللهُ أن يعرض الغُلام اليافع لتجربةً من أشد التجارب عُنفاً و أقساها قسوة وأن يمتحنه امتحاناً قلماً مر بمثله فتى في سنه .



ومن المواقف على حبه وغيرته على الإسلام وصدقه عندما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن زوج والدته الجُلاس بن سويد عندما قال عن البني صلى الله عليه وسلم (إن كان محمدا صادقاً فيما يدعيه فنحن شرٌ **** ) فذهب عُمير واخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فبعث النبي على الجلاس فحلف الجلاس وكذب عُمير أمام الصحابة والنبي عليه السلام وعندها جائه الوحي للرسول بالآيات الكريمة:{يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} سورة التوبة. فإعترف
الجلاس وقال : بل أتوب يارسول الله .. بل أتوب . وهنا توجه الرسول صلوات الله عليه إلى الفتى عٌمير فلإذا دموع الفرح تبلل وجهه المشرق ، فمد الرسلو يده الشريفه إلى أذنه وقال : وفت أذنك- ياغلام- ماسَمِعَت ، وصدَّقكَ ربُك .


اقتباس من (ويكيبيديا_ الموسوعه الحره ) لم اتقن اختصار القصه ...ومن اشهر ما قيل عنه ..

\ عُمير بنُ سعدٍ نسيجُ وحده \

| عمر بن الخطاب |


اما حياته في شبابه ,,,


كان أهل حمص شديدي التذمر من ولاتهم كثيري الشكوي منهم فما جاءهم من وال إلا وجدوا فيه عُيوباً وأحصوا له ذنوبا ورفعوا أمره إلى خليفه المسلمين وتمنوا عليه أن يُبدلهم به من هو خير منه .
فعزم الفاروق رضوان الله عليه أن يبعث إليهم بوال لا يجدون فيه مطعناً ولا يرون في سيرته مغمزاً فلم يجد خيراً من عُمير بن سعد
بلغ عُمير (حمص ) فدعا الناس الى صلاة جامعة ولما قُضيت الصلاه خطب الناس فحمد الله وأثني عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال \

أُيها الناس إن الإسلام حصن منيع وباب وثيق وحصنُ الإسلام العدلُ وبابهُ الحقُ , فإذا دُك الحصن وحُطم الباب استبيح حِمى هذا الدين وإن الإسلام مايزالُ منيعاً ما اشتدَ السُلطان وليست شدةُ السُلطان ضرباً بالسوط ولا قتلاً بالسيف ولكن قضاءً بالعدل وأخذاً بالحقَ \ ثم انصرف الى عمله


تعتبر قصته لولايه حمص من أعبر القصص واجملها حيث قضي عُمير بن سعد حولاً كاملاً في حمص لم يكتب خلاله لأمير المؤمنين كتاباً ولم يبعث إلى بيت مال المسلمين من الفيء درهماً ولا ديناراً فأخذت الشكوك نساور عُمر اذا كان شديد الخشيه على وُلاته من فتنة الإمارة فلا معصوم عندهُ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلقي عُمير بنُ سعدٍ كتاب عُمر رضي الله عنه وعن عمير
فما كاد يبلغُ عمير المدينة حتى كان قد شحب لونه وهزل جسمه وطال شعره وظهرت عليه وعثاء السفر .
دخل عُمير على أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب فدُهش الفاروق من حالته وقال مابك ياعُمير ؟

فقال مابي من شيءٍ يا أمير المؤمنين فأنا صحيح مُعافي بحمد الله احملُ معي الدنيا كُلها وأجُرها من قرنيها
فقال ومامعك من الدنيا ؟ وهو يظن انه يحمل مالاً لبيت مال المسلمين ...

فقال معي \
معي جرابي وقد وضعت فيه زادي ومعي قصعتي آكل فيها وأغسل عليها رأسي وثيابي ومعي قربة لوضوئي وشرابي ثم إن الدنيا كُلها ياأمير المؤمنين تبع لمتاعي هذا وفُضله لا حاجة لي ولا لأحد غيري فيها .

فقال عمر \ وهل جئت ماشياً؟
قال \ نعم يا أمير المؤمنين .

فقال عمر \ وهل جئت ماشياً؟
قال \ نعم يا أمير المؤمنين .
فقال \ أما أعُطيت من الإمارة دابة تركبها ؟
فقال \ هم لم يعطوني وأنا لم أطلب منهم .
فقال \ وأين ما أتيت به لبيت المال ؟
فقال\ لم آتِ بشيء .
فقال \ ولم ؟!

فقال لما وصلت إلى حمص جمعتُ صُلحاء أهلها ووليتُهم جمع فيئهم فكانوا كُلما جمعوا شيئاً منه استشرتهم في أمره ووضعتُه في مواضعه وأنفقته على المستحقين منهم .

فقال عمر لكاتبه جدد عهداً لعُمير على ولاية حمص .
فقال عمير \
هيهات ... فإن ذلك شيء لا أريدُه ولن أعمل لك ولا لأحدٍ بعدك ياأمير المؤمنين .


وفاته \
أذن الله لعُمير بن سعد بأن يلحق بنبيه وقُره عينه محمد بن عبد الله عليه الصلاه والسلام بعد أن طالت أشواقُه إلى لقائه فمضى عميرٌ في طريق الآخرة وادع النفس , واثق الخطو, لا يثُقل كاهلهُ شيءٌ من أحمال الدُنيا , ولا يؤود ظهره عبءٌ من أثقالها
مضى ليس معه إلا نورهُ وهداه وورعه وتقاه ..
فلما بلغ الفاروق نعيُه وشح الحُزن وجهه واعتصر الأسى فؤاده وقال \
\\ وددتُ أن لي رجالاً مثل عُمير بن سعدٍ أستعينٌ بهم في أعمال المسلمين \\
رضي الله عن عُمير بن سعدٍ وأرضاه فقد كان نمطاً فريداً بين الرجال وتلميذاً متفوقاً في مدرسه محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه .

الرجاء عدم الرد

[reem@]

عبدالرحمن بن عوف


صحابي تميز بعدة مزايا ستتطرق لها في بدايه قصنتا عنه ...

1\ احد الثمانية السابقين إلى الإسلام
2\ أحد العشرة المبشرين بالجنة .
3\ احد الستة أصحاب الشورى يوم اختيار الخليفه بعد الفاروق
4\ أحد النفر الذين كانوا يفتون في المدينه ورسول الله صلوات الله والسلامه عليه حي قائم بين ظهراني المسلمين
5\ كان اسمه في الجاهليه عبد عمرو فلما أسلم دعاه الرسول الكريم عبد الرحمن


اسلامه \
أسلم عبدُ الرحمن بنُ عوفٍ قبل أن يدخل الرسول الكريم عليه الصلاه والسلام دار الأرقم وهو دار في مكه كان الرسول صلوات الله والسلامه عليه يدعو فيها إلى الإسلام وهي للأرقم بن عبد مناف المخزومي وكانت تسمى دار الإسلام . وذلك بعد إسلام الصديق بيومين اثنين .

ولقي من العذاب في سبيل الله مالقيهُ المسلمون الأولون فصبر وصبروا وثبت وثبتوا وصدق وصدقوا وفر بدينه إلى الحبشة كما فر كثير منهم بدينه ..
ولما أُذن للرسول عليه الصلاه والسلام وأصحابه بالهجرة إلى المدينه كان في طليعه المهاجرين الذين هاجروا لله سبحانه وتعالى ورسوله صلوات الله وسلامه عليه .


مواقفه في الجهاد والمعارك ...
1\ وفي يوم بدر جاهد عبدُ الرحمن بن عوفٍ في الله خق جهاده فأردى عدوُ الله عُمير بن عثمان بن كعب التيمي .
2\ وفي يوم احد ثبت حين زُلزلت الأقدامُ وصمد حين فر المنهزمون وخرج من المعركه وفيه بضعه وعشرون جرحاً بعضُها عميق تدخل فيه يدُ الرجل .
3\ ولكن جهاد عبد الرحمن بن عوف بنفسه أصبح يُعد قليلاً إذا قيس بجهاده بماله .
4\ فها هو ذا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يريدُ أن يجهز سريةً فوقف في أصحابه وقال\\ تصدقُوا فإني أُريد أن أبعث بعثاً \\
فبادر عبدُ الرحمن بن عوف إلى منزله وعاد مُسرعاً وقال \\
يارسول الله عندي اربعه آلاف :
ألفان منها أقرضتُهما ريي وألفان تركتهما لعيالي .
فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه ..
\\ بارك اللهُ لك فيما أُعطيت ...
وبارك الله لك فيما أمسكت ..\\



5\ ولما عزم الرسول عليه الصلاه والسلام على غزوه تبوك وهي أخر غزوه غزاها في حياته .كانت الحاجه الى المال لا تقل عن الحاجه إلى الرجال
امر الرسول عليه الصلاه والسلام اصحابه بالنفقه في سبيل الله واحتساب ذلك عند الله و فكان في طليعة المتصدقين عبدُ الرحمن بن عوفٍ فقد تصدق بمائتي أوقيةٍ من الذهب فقال عمرُ بن الخطاب للنبي عليه الصلاه و السلام إني لا أرى عبد الرحمن إلا مُرتكباً إثماً فما ترك لأهله شيئاً
فقال الرسول عليه الصلاه والسلام \\ هل تَركت لأهلِكَ شيئاً ياعبد الرحمن ؟ \\
فقال نعم .... تركتُ لهم أكثر مما أنفقتُ وأطيب ..
قال \\ كم \\؟
قال \\ ما وعد اللهُ ورسُولهُ من الرزقِ والخيرِ والأجرِ ...



ومن مواقفه التي خلدت في التاريخ الاسلامي ..
1\ أكرم الله عبد الرحمن بن عوف بما لم يكرم به أحداً من المسلمين فقد دخل وقت الصلاة ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه غائب فأم المسلمين عبدُ الرحمن بن عوفٍ وما كادت تتم الركعةُ الأولى حتي لحِق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمصلين واقتدي بعبد الرحمن بن عوفٍ وصلى خلفه ...
فهل هنالِك أكرم كرامة وأفضل فضلاً من أن يغدو أحد إماماً لسيد الخلق وإمام الأنبياء محمد بن عبد الله صلوات الله وسلانه عليه .


2\ ولما لحق الرسول عليه الصلاةُ والسلام بالرفيق الأعلى جعل عبدُ الرحمن بن عوف يقوم بمصالح أُمهات المؤمنين فكان ينهض بحاجاتهن فيخرج معُهن إذا خرجن ويحج معُهن إذا حججن وينزلُ بهن في الأماكن التي تسُرهن و تلك منقبه من نقائب عبد الرحمن بنِ عوف وثقه من أُمهات المؤمنين به يحق له أان يعتز بها ويفخر .


طوبى الخير والسعاده لعبد الرحمن بنِ عوفٍ فقد بشره بالجنة الصادقُ المصدوق محمدُ بنُ عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ..
وحمل جنازته إلى مثواه الأخير خالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقَاص وصلى عليه ذو النَورين عثمانُ بنُ عَفان وشيعه أمير المؤمنين المكرم الوجه عليُ بنُ أبي طالب وهو يقول
\\ لقد أدركتَ صفوها , وسبقت زيفها يرحُمك الله .

جعفر بن ابي طالب

قصه صحابي ..
ومن الغريب فيها بان هناك خمسه من رجال يُشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد ألشبه حتي إن ضعاف البصر كثيراً ماكانوا يخلطون بين النبي عليه الصلاه وسلام وبينهم ...

وهم ...
1\ أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو ابن عم الرسول عليه الصلاه والسلام وأخوه من الرضاع .
2\ وقُثُم بن العباس بن عبد المطلب وهو ابن عم النبي عليه الصلاه والسلام أيضاً
3\ والسائبُ بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم جد الإمام الشافعي رضي الله عنه .
4\ و الحسن بن علي سبطُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أشد الخمسه شبهاً بالنبي صلوات الله وسلامه عليه .
5\ وجعفر بن ابي طالب وهو اخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .


ام الان سنتطرق لحياة جعفر بن ابي طالب

كان أبو طالب ... على الرغم من سُمُو شرفه في قريش وعلو منزلته في قومه رقيق الحال كثير العيال .
وقد ازدادت حاله سوء بسبب تلك السنه المُجدبه التي نزلت بقُريش فأهلكت الضرع وحملت الناس على أن يأكلوا العظام البالية ولم يكن في بني هاشم يومئذٍ
أيسر من محمد بن عبد الله ومن عمه العباس

فقال محمد للعباس : ياعم إن أخاك أبا طالب كثيُر العيال وقد أصاب الناس ماترى من شده القحط ومضض الجوع فانطلق بنا إليه حتي نحمل عنه بعض عياله فآخذ أنا فتى من بنيه وتأخذ أنت فتى أخر فنكفيهما عنه فقال العباس : لقد دعوت إلى خير وحضضت على البر ثم انطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له إنا نريد أن نخفف عنك بعض ما تحمله من عبء عيالك حتى ينكشف هذا الضُر الذي مس الناس
فقال لهما : إذا تركتُما لي \\ عقيلاً\\ فاصنعا ما شئتُما
فأخذ مُحمد عليه الصلاه وسلام
علياً وضمه إليه وأخذ العباس جعفراً وجعله في عياله فلم يزل علي مع محمد صلوات الله وسلامه عليه
حتى بعثه الله بدين الهُدى والحق فكان أول من آمن من الفتيان .
وظل جعفر مع عمه العباس حتى شب وأسلم واستغني عنه .

حياته \
انضم جعفر بن ابي طالب إلى ركب النور هو وزوجته أسماء بنت عُميس منذا أول الطريق فقد أسلما على يد الصديق رضي الله عنه قبل أن يدخل الرسول عليه الصلاه وسلام دار الارقم .
ولقي الفتى الهاشمي و زوجه الشابة من أذي قريش ونكالها مالقيه المسلمون الأولون فصبرا على الأذى لأنهما كان يعلمان أن طريق الجنه مفروش بالأشواك محفوف بالمكاره ولكن الذي كان ينغصهما وينغص إخوتهما في الله أن قريشاً كانت تحول دونهم ودون أداء شعائر الأسلام وتحرمهم من أن يتذوقوا لذة العبادة فقد كانت تقفُ لهم في كُل مرصدٍ وتُحصي عليهم الأنفاس .

عند ذلك استأذن جعفر بن أبي طالب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بأن يُهاجر مع زوجه ونفر من الصحابه إلى أرض الحبشه فأذن لهم وهو أسوان حزين

مضى ركب المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة وعلى رأسهم جعفرُ ابن ابي طالبٍ رضي الله عنه واستقروا في كنف النجاشي ملكها العادل الصالح فتذوقوا لأول مرة منذ أسلموا طعم الأمن واستمتعوا بحلاوة العبادة دون أن يُعكر مُتعة عبادتهم مُعكر أو يكدر صفو سعادتهم مُكدر .




ومن مواقفه التي لاتنسي بينه وبين النجاشي ...
لأم سلمة لتروي لنا الخبر كما رأته عيناها وسمعته أذناها .


1\ قالت ام سلمه لما نزلنا أرض الحبشه لقينا فيها خير جوار فأمنا على ديننا وعبدنا الله تعالى ربنا من غير أن نؤذي أو نسمع شيئاً نكرهُهُ فلما بلغ ذلك قريشاً ائتمرت بنا فأرسلت إلى النجاشي رجلين جلدين من رجالها هما ...
عمروُ بن العاص وعبدُ الله بن أبي ربيعه وبعثت معهما بهدايا كثيرةٍ للنجاشيء ولبطارقته مما كانوا يستطرفونه من أرض الحجاز .
ثم أوصتهُما بأن يدفعا إلى كُل بطريق هديته قبل ان يكلما ملك الحبشه في أمرنا .
فلما قدما الحبشه لقيا بطارقه النجاشي ودفعا إلى كُل بطريقٍ هديته فلم يبق أحد منهم إلا أهديا إليه وقالا له :

انه قد حل في أرض الملك غلمان من سفهائنا صبؤوا عن دين آبائهم واجدادهم وفرقوا كلمة قومهم فإذا كلمنا الملك في أمرهم فأشيروا عليه بأن يُسلمُهم إلينا دون أن يسألهم عن دينهم .فإن أشرف قومهم أبصر بهم وأعلم بما يعتقدون
فقال البطارقه : نعم ...

قالت ام سلمة : ولم يكن هناك شيء أكرهُ لعمرٍو وصاحبه من أن يستدعي النجاشي أحداً منا ويسمع كلامه .
ثم أتيا النجاشي وقدما إليه الهدايا فاستطرفها وأعجب بها ثم كلماه فقالا
أيُها الملك إنه قد أوى إلى مملكتك طائفه من أشرار غلماننا قد جاؤوا بدين لا نعرفه نحن ولا أنتم ففارقوا ديننا ولم يدخلوا في دينكم .

وقد بعثنا أليك أشرفٌ قومهم من أبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم وهم أُعلمُ الناس بما احدثوه من فتنه .
فنظر النجاشي إلى بطارقته فقال البطارقه :
صدقا ..أيها الملك فإن قومهم أبصر ُبهم وأعلمُ بما صنعوا فردهم إليهم ليروا رأيهم فيهم .
فغضب الملك غضباً شديداً من كلام بطارقته وقال :
لا و الله لا أسلمهم لأحد حتى أدعوهم وأسألهم عما نُسب أليهم فإن كانوا كما يقولُ هذان الرجلان أسلمتُهم لهما وإن كانوا على غير ذلك حميتهم وأحسنتُ جوارهم ما جاورو

قالت ام سلمة : ثم أرسل النجاشي يدعونا للقائه :
فجتمعنا قبل الذهاب اليه وقال بعضنا لبعض ..
أن الملك سيسألكم عن دينكم فاصدعوا بما تؤمنون وليتكلم عنكم جعفر بن ابي الخطاب ولا يتكلم أحد غيره \ قالت ام سلمة ثم ذهبنا الى النجاشي فوجدناه قد دعا بطارقته فجلسوا عن يمينه وعن شماله وقد لبسوا طيالستهم واعتمروا قلانسهم ونشروا كتبهم بين أيديهم .
ووجدنا عنده عمرو بن العاص وعبد الله بن ابي ربيعه
فلما استقر بنا المجلس التفت الينا النجاشي وقال :
ماهذا الدين الذي استحدثتموه لأنفسكم وفارقتم بسببه دين قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين اي من هذه الملل؟
فتقدم منه جعفر بن ابي طالب وقال :
أيها الملك كنا قوماً أهل جاهليه نعبد الأصنام ونأكل الميته ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف وبقينا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ماكنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجاره والاوثان .
وقد أمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانه وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم وحقن الدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزرو وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات و أمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً وأن نقيم الصلاه ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من عند الله فحللنا ما أحل لنا وحرمنا ما حرم علينا فما كان من قومنا أيها الملك إلا ان عدوا علينا فعذبونا أشد العذاب ليفتنونا عن ديننا ويردونا إلى عبادة الأوثان ,
فلما ظلمونا وقهرونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا الى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا ألا نظلم عندك
قالت أم سلمة:
فالتفت النجاشي الى جعفر بن أبي طالب فقال :
هل معك شيء مما جاء به نبيكم عن الله :
قال نعم ..

فاقرأهُ على:

فقرأ عليه :
( كهيعص ( 1 ) ذكر رحمة ربك عبده زكريا ( 2 ) إذ نادى ربه نداء خفيا ( 3 ) قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا )



حتى تم صدراً من السوره
قالت ام سلمه فبكي النجاشي حتي اخضلت لحيته بالدموع وبكي اساقفته حتي بللوا كتبهم لما سمعوه من كلام الله .وهنا قال لنا النجاشي
إن هذا الذي جاء به نبيكم والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة .
ثم التفت الى عمرو و صاحبه وقال لهما : انطلقا فلا والله لا أسلمهم اليكما أبداً


قضى جعفر بن أبي طالب هو وزوجته في رحاب النجاشي عشر سنوات آمنين مطمئنين بفضل من الله


ففي أوائل السنه الثامنه للهجره جهز الرسول صلوات الله وسلامه عليه جيشاً لمنازلة الروم في بلاد الشام وامر على الجيش زيد بن حارثه وقال
إن قُتل زيد او أصيب فالأمير جعفر بن ابي طالب فإن قتل جعفر او أُصيب فالأمير عبد الله بن رواحه فإن قتل عبد الله بن رواحه أو أصيب فليختر المسلمون لأنفسهم أميراً منهم .
....
بلغ الرسول صلوات الله وسلامه عليه مصرع قواده الثلاثه فحزن عليهم أشد الحزن وأمضه وانطلق إلى بيت ابن عمه جعفر بن ابي طالب فألفى زوجته أسماء تتأهب لا ستقبال زوجها الغائب

فهي قد عجنت عجينها و غسلت بنيها ودهنتهم وألبستهم ..
قالت أسماء :
فلما أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت غُلالة من الحزن تُوشح وجهه الكريم فسرتِ المخاوفُ في نفسي غير أني لم أشأ أن أسأله عن جعفر مخافة أن أسمع منه ما أكرهُ
فحيا وقال \\ ائتني بأولاد جعفر . فدعوتُهم له \\
فهبوا نحوه فرحين مُزغردين وأخذوا يتزاحمون عليه كُل يريد أن يستأثر به فأكب عليهم وجعل يتشممهم وعيناه تذرفان من الدمع
فقلت : يارسول الله عليه الصلاه وسلام بأبي أنت وأمي , ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وصاحبيه شيء؟ قال :

قال : || نعم ... لقد استشهدوا هذا اليوم ||
عند ذلك غاضت البسمة من وجوه الصغار لما سمعوا أمهُم تبكي وتنشج وجمدوا في أماكنهم كأن على رؤوسهم الطير
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى وهو يكفكف عبراته ويقول || اللهُم اخلُف جعفراً في ولده .... اللهُم اخلُف جعفراً في أهله ...||
ثم قال || لقد رأيتُ جعفراً في الجنَه , له جناحان مُضرجان بالدماء وهو مصبوغ القوادم ||

[reem@]

وهاقد وصلنا لنهايه قصصنا التى استمتعنا بقرائتها وزادت استمتاعاً وضيائاً
بصحبتهم لنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي انت يارسول الله {{ اللهم صل وسلم عليه }}

حيث قال عنه شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان ين ثابت :
























الحمد الله تم الانتهاء ...
بفضل من الله ....


الحمد الله ان وفقت فهو من الله وان اخطأت فهو من نفسي والشيطان الرجيم والعياذ بالله منه ..

[سنااء]

ماشاءالله تبارك الله الموضوع شدني كثيراً ^^ ..

لِ عودة بعد القراءةة ..

[shooog]

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكِ الله خيراً

لي عودة بإذن الله

جعله الله في موازين حسناتك..

[أبو رويم]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع متميز جداً جزاكِ الله خيراً وبارك فيكِ
وجعل هذا الموضوع فى ميزان حسناتكِ ووفقكِ لكل خير