[صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post [صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء







    الحمد لله حق حمده وصلى الله وسلم على خير خلقه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه ،، وبعد . .

    الصحابة : عظماء هذه الأمة وخير البشر بعد الأنبياء . . أثنى الله عليهم ورضي عنهم ووعدهم بالجنة والمغفرة على ما قدموه من تضحية وجهاد ونصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ولهذا الدين الحنيف . .

    قال تعالى
    {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}


    لقد شهدت نصوص القرآن بعدالتهم وفضلهم ، وتواترت السنة بالثناء عليهم ، كما شهدت لكثير منهم على وجه التخصيص بالعدالة والفضل .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "ومَن استقرأ أحوال العالم في جميع الفرق تبين له أنه لم يكن قط طائفة أعظم اتفاقاً على الهدى ، وأبعد عن الفتنة والتفرق والاختلاف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير الخلق بشهادة الله بذلك ؛ إذ يقول تعالى :
    {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}


    قــل إن خيـر الأنبيـاء محمـــدٌ . . وأجل مــن يمشي على الكثبانِ

    وأجل صحب الرسل صحـب محمدٍ . . وكذاك أفضل صحبه العمرانِ


    . . . .


    فهذه بعض صور من حياة العظماء ، نستعرضها معكم . . فكونوا على قرب . .





    زيد بن حارثة :

    الصحابي الجليل أبو أسامة زيد بن حارثة الكلبي
    حِبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، سيد الموالي ،، وأسبقهم للإسلام ،، لم يُسمّ الله صحابياً غيره في القرآن كما في سورة الأحزاب ، تبنّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل النبوة ، وكان يسمى زيد بن محمد . . حتى جاء الإسلام وأبطل التبني قال تعالى {ادعوهم لآبائهم}

    وكان قد أصابه سباء في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام لخديجة بن خويلد رضي الله عنها ، فوهبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبناه . .


    ويقال أنه أول من أسلم من الرجال . . وبكل حال فهو أول من أسلم من الموالي وكان ربيب بيت النبوة . وتربى في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم . .

    لقد أصبح زيد أميناً لسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
    وقائداً لبعوثه وسراياه وأحد خلفائه على المدينة إذا غادرها النبي صلى الله عليه وسلم . .

    وكما أحب زيد النبي صلى الله عليه وسلم وآثره على أمه وأبيه ، فقد أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلطه بأهله وبنيه ، فكان يشتاق إليه إذا غاب عنه ، ويفرح بقدومه إذا عاد إليه ، ويلقاه لقاء لا يحظى بمثله أحد سواه . .

    وقد شاع أمر حُب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بين المسلمين واستفاض ، فدعوه بـ
    "حِبّ رسول الله" . .

    وفي السنة الثامنة للهجرة جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً عداده ثلاثة آلاف مقاتل على أثر مقتل رسوله إلى (ملك بُصرى) الحارث بن عمير ، قتله أحد أمراء الغساسنة شرحبيل بن عمرو ، وأمّر على الجيش ثلاثة أمراء ، هم: زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة ، وتكون القيادة لزيد فإن أصيب كانت لجعفر فإن أصيب كانت لعبد الله ، فإن أصيب فليختر المسلمون لأنفسهم رجلاً منهم . .

    قال ابن عمر رضي الله عنه : سمعت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمَّر أسامة بن زيد على قوم ، فطعن الناس في إمارته ، فقال :
    ((إن تطعنوا في إمارته ، فقد طعنتم في إمارة أبيه ، "وايم الله إن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي" ، وإن ابنه هذا لأحب الناس إلي بعده)) .

    مضى الجيش حتى وصلى إلى معان بشرقي الأردن فهب هرقل على رأس مائة ألف مقاتل لمواجهة جيش المسلمين ، وانضم إليه مائة من نصارى العرب ونزل الجيش الجرار على بعيد من مواقع المسلمين ، بات المسلمين ليلتين يتشاورون فيما يصنعون ، فقال قائل : نكتب لرسول الله ، نخبره بعدد عدونا وننتظر أمره . .

    وقال آخر :
    والله يا قوم إننا لا نقاتل بعدد ولا قوة ولا كثرة وإنما نقاتل بهذا الدين . . فانطلقوا إلى ما خرجتم له . . وقد ضمن الله لكم الفوز بإحدى الحسنيين إما الظفر وإما الشهادة .

    فالتقى الجمعان على أرض مؤتة ، وقاتل المسلمون قتالاً أذهل الروم وملأ قلوبهم هيبة لهذه الآلاف الثلاثة التي تصدت لجيشهم البالغ مائتي ألف ، وجالد زيد بن ثابت عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم جلاداً لم يعرف له تاريخ البطولات مثيلاً حتى خرقت جسده مئات الرماح فخرّ صريعا يسبح في دمائه ، فتناول الراية جعفر وطفق يذود عنها حتى لحق بصاحبه ، فتناول الراية عبدالله بن رواحه حتى انتهى إلى ما انتهى إليه صاحباه ، فأمّر الناس عليهم خالد بن الوليد وكان حديث إسلام فانحاز بالجيش وأنقذه من الفناء المحتم .

    ولما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنباء مؤته ومصرع قادته الثلاثة ، حزن عليهم ، ومضى إلى أهليهم يعزيهم بهم ، فلما بلغ بيت زيد بن حارثة لاذت به ابنته الصغيرة وهي مجهشة بالبكاء فبكى صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقيل : ما هذا يا رسول الله ؟!
    قال صلى الله عليه وسلم :
    ((هذا بكاء الحبيب على حبيبه)) .




    أسامة بن زيد :

    أبو محمد أسامة بن زيد الكلبي ،
    الحِبّ وابن الحب ، مولى وابن ومولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يعرف الجاهلية فقد ولد في السنة السابعة قبل الهجرة ، وأمه أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . .

    كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي صلى الله عليه وسلم وأحبه حبًّا كثيرًا، كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذه هو والحسن ويقول:
    (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) .
    وكان أسامة شديد التواضع، حاد الذكاء، يبذل أقصى ما عنده في سبيل دينه وعقيدته ، وحمل أسامة كل صفات ومواهب القائد الشجاع، مما زاد من إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم به، فجعله قائدًا لجيش المسلمين لغزو الروم ، وأميرًا على جيش فيه كبار الصحابة كأبي بكر وعمر . .

    ولما بلغ أسامة بنُ زيدٍ أشدَّهُ ، بدا عليه من كريمِ الشمائلِ وجَليلِ الخصال ما يجعلهُ جَديراً بحُبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    فقد كان ذكياً حادَّ الذكاءِ، شجاعاً خارق الشجاعةِ، حكيماً يضعُ الأمورَ في مواضِعها، عفيفاً يَأنفُ الدنايا، آلِفاً مألوفاً يُحبه الناس، تقياً ورِعاً يُحبه الله.

    ففي يومِ مُؤتة جاهدَ أسامة تحت لِواء أبيهِ زيد بن حارثة وسِنه دون الثامنة عشـرة، فرأى بعينيهِ مَصرع أبيه، فلم يَهن ولم يَتضعضعْ، وإنما ظلَّ يقاتلُ تحت لواء جَعفر بن أبي طالبٍ حتى صُرع على مرأىً منه ومشهدٍ، ثم تحت لواءِ عبد الله بن رَوَاحَة حتى لحِق بصَاحبيه، ثم تحت لواء خالدٍ بن الوليد حتى استنقذ الجيش الصغيرَ من براثِنِ الرومِ .

    ثم عادَ أسامة إلى المدينةِ مُحتسباً أباهُ عِند الله، تاركاً جسدهُ الطاهرَ على تخومِ الشام، راكباُ جواده الذي استشهِدَ عليه.

    وفي السنةِ الحادية عشرة للهجرة، أمرَ الرسولُ الكريمُ بتجهيز جيشٍ لغزو الرُوم، وجعلَ فيه أبا بكرٍ وعمرَ، وسعدَ بن أبي وقاصٍ، وأبا عبيدَة بن الجرَّاح وغيرهم من جلةِ الصحابة ، وأمرَ على الجيشِ أسامة بن زيد، وهو لم يجاوزِ العشرين بعدُ.

    وفيما كان الجيشُ يتجهزُ، مَرِض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما اشتدَّ عليه المرضُ، توقفَ الجيش عن المسير انتظاراً لما تسفِرُ عنه حالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ثم ما لبث أن فارق الرسول الحياة، وتمَّت البيعة لأبي بكرٍ، فأمرَ بإنفاذ بَعثِ أسامة.

    وانطلق الجيشُ بقيادة قائِده الشابِّ، شيعَهُ خليفة رسول الله ماشياً وأسامة راكبٌ، فقال أسامة: يا خليفة رسول الله: والله لتركبنَّ أو لأنزِلنَّ.
    فقال أبو بكر:
    والله لا تنزلُ، والله لا أركبُ... وما عليَّ أن أغبِّرَ قدميَّ في سبيل الله ساعة؟!

    مَضى أسامة بن زيدٍ بالجيشِ، وأنفذ كل ما أمرهُ به رسول الله، فأوطأ خيلَ المسلمين "تخومَ البلقاء" و "قلعَة الدَّارومِ" من أرضِ فلسطين، ونزع هيبة الرومِ من قلوب المسلمين، ومهدَ الطريق أمامهم لفتح ديار الشام، ومصر، والشمال الإفريقي كله حتى بحر الظلمات . .

    ثم عادَ أسامة مُمتطياً صَهوة الجوادِ الذي استشهد عليه أبوه، حامِلاً من الغنائمِ ما زاد عن تقدير المُقدرين . .

    ظلَّ أسامة بن زيدٍ مَوضعَ إجلال المسلمين وحُبِّهم، وفاءً لرسول الله، وإجلالاً لِشخصه.

    فقد فرضَ له الفاروق عطاءً أكثر مما فرضه لابنه عبدِ الله بن عمرَ، فقال عبد الله لأبيه: يا أبتِ، فرضتَ لأسامة أربعة آلافٍ وفرضتَ لي ثلاثة آلافٍ، وما كان لأبيه من الفضلِ أكثر مما كان لك، وليس لهُ من الفضلِ أكثر ممّا لي.
    فقال الفاروق:
    "إن أباهُ كان أحبَّ إلى رسول الله من أبيك، وكان هو أحَبَّ إلى رسول الله منك" . .

    وكان عمرُ بن الخطاب إذا لقيَ أسامة بن زيدٍ قال: مرحباً بأميري... فإذا رأى أحداً يَعجبُ منه قال: لقد أمَّرهُ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    واعتزل أسامة الفتنة التي حدثت بعد مقتل عثمان بن عفان ، بين عليّ ومعاوية رضي الله عن الجميع ،، إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية سنة 54هـ . .






    سعيد بن زيد :


    سعيد بن زيد بن نفيل القرشي العدوي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن السابقين إلى الإسلام ، أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم لدار الأرقم بن أبي الأرقم . .

    وأبوه زيد بن نفيل من الذي فرّوا إلى الله من عبادة الأصنام ، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم ، فرأى النصارى واليهود ، فكره دينهم، وقال : اللهم إني على دين إبراهيم ، ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم -عليه السلام- كما ينبغي ، ولا رأى من يوقفه عليها ، وهو من أهل النجاة ، فقد شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه يبعث أمة وحده . .
    فلم يكن غريباً أن يكون ابنه سعيد من السابقين للإسلام وقد نشأ في بيت يستنكر ما كانت عليه قريش من الضلال ، وربّي في حجر أبٍ عاش حياته وهو يبحث عن الحق . .

    ولم يسلم سعيد وحده ، وإنما أسلمت معه زوجته فاطمة بن الخطاب أخت عمر رضي الله عنهم جميعاً . .

    وقد لقي من أذى قومه ما كان خليقاً أن يفتنه عن دينه ، وكان عمر يعذبهم ويوثقهم ليردهم عن الإسلام . .

    ويقال أنهم كانوا سبباً في إسلام عمر . . والله أعلم .

    وضع سعيد كل طاقاته الفتية الشابة في خدمة الإسلام ، وإذ أنه أسلم وسنه لم تجاوز العشرين بعد ، فشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها إلا بدر فقد كان كلّفه النبي صلى الله عليه وسلم بمهمة هو وطلحة بن عبيد الله . . فلم يرجعا حتى فرغ من بدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما . .

    وأسهم مع المسلمين في استلال عرش كسرى وتقويض مُلك قيصر ، وكانت له في كل واقعة خاض غمارها المسلمون مواقف مشهودة وأياد محمودة . .

    ومن تلك المواقع معركة اليرموك وأبلى فيها بلاءً حسناً ، وفتح دمشق ، ولما دانت دمشق بالولاء للمسلمين جعله أبو عبيدة والياً عليها ، فكان أول من ولي إمرة دمشق من المسلمين . .

    وكان سعيد رضي الله عنه مجاب الدعوة ، ومن ذلك أن أروى بن أويس زعمت أن سعيد بن زيد قد غصب شيئاً من أرضها وضمها إلى أرضه.
    وجعلت تلوك ذلك في المدينة، ثم رفعت أمرها إلى مروان بن الحكم والي المدينة.
    فأرسل إليه مروان أناساً يكلمونه فتساءل سعيد في دهشة: "كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله يقول:
    ((من ظلم شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين))!.
    قال مروان: "لا أسألك بينة بعد هذا" .

    ثم دعا عليها فقال:
    "اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها، فإن كانت كاذبة فأعم بصرها وألقها في بئرها الذي تنازعني فيه، وأظهر من حقي نوراً يبين للمسلمين أني لم أظلمها".
    ولم يمض غير قليل ، حتى فاض وادي العقيق في المدينة بسيل عرم فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه، وظهر للمسلمين أنه كان صادقاً.
    ولم تلبث المرأة إلا شهراً حتى عميت، وبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها فماتت فتحدث الناس في ذلك.

    توفي سنة 51هـ في المدينة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع . .





    عمير بن سعد :


    عمير بن سعد الأنصاري ابن الصحابي الجليل سعد القارئ ، كان من الزهّاد العُبّاد ، صافي النفس هادئ الطبع ، حسن الصفات ، مشرق الطلعة ، يحبه الصحابة ويأنسون بالجلوس معه ، وكانوا يسمونه "نَسِيجُ وَحْدِه" . .

    تجرع رضي الله عنه كأس اليتم والفاقة منذ نعومة أظفاره ، فقد مات أبوه ولم يترك له مالاً أو مُعيلاً . .

    وما لبث أن تزوجت أمّه من الجُلاس بن سويد أحد أثرياء الأوس ، فكفل ابنها عمير وكان له كالأب ، ينفق عليه وضمّه إليه . .

    وفي السنة التاسعة للهجرة أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزمه على غزو الروم في تبوك ، وأمر المسلمين بأن يستعدوا ويتجهزوا لذلك . .

    لبّى المسلمون دعوة نبيهم صلى الله عليه وسلم وأخذوا يتجهزون ويستعدون ، بالرغم من أن الوقت كان شديد الحر والثمار أينعت والظلال طابت والنفوس ركنت إلى الرتاخي والكسل . .

    وبدأ المنافقون يثبّطون العزائم ويوهنون الهمم ويثيرون الشكوك ، ويغمزون الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويطلقون في مجالسهم الخاصة من الكلمات ما يدمغهم بالكفر دمغاً . .

    ومن أولئك الجلّاس زوج أم عمير ومن كفله وربّاه ، فقد سمع منه مقالة أطارت صواب عمير لهول ما سمع . .

    قال الجلاس :
    "إن كان محمد صادقاً فيما يدعيه من النبوة نحن شرّ من الحمير" !

    فغضب عمير غضبًا شديدًا، وامتلأ قلبه غيظا وحيرة ، ثم قال: والله يا جلاس إنك لمن أحب الناس إليَّ وأحسنهم عندي يدًا، وأعزهم عليَّ أن يصيبه شيء يكرهه، ولقد قلت الآن مقالة لو أذعتها عنك لآذتك، ولو صَمَتُّ عليها ليهلكن ديني، وإن حقَّ الدين لأولى بالوفاء، وإني مُبْلغٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت .

    مضى عمير إلى المسجد وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سمع من الجلاس بن سويد . .

    قأرسل عليه الصلاة والسلام في طلب الجلاس ، وحضر . . فأخبره بما سمعه عمير . .

    فقال الجلاس : كذب عليّ يا رسول الله وافترى ، فما تفوهت بشيء من ذلك . . وحلف بالله أنه ما قال . .

    فأنزل الله قرآنا يؤكد صدق الغلام، ويفضح الجلاس ويحفظ للغلام مكانته عند الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى:
    {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرًا لهم وإن يتولوا يعذبهم عذابًا أليمًا في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير} .

    فاعترف الجلاس بما قاله الغلام، واعتذر عن خطيئته، وتاب إلى الله، وحسن إسلامه، وما سمع الغلام من الجلاس شيئًا يكرهه بعدها . .
    ثم أَخذ النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم بأُذُن عمير، وقال:
    ((يَا غُلَامُ، وَفَتْ أذُنُكَ، وَصَدَقَكَ رَبُّكَ)) . .

    ولّاه عمر رضي الله عنه على حمص . . فذهب عمير إلى حمص كارهاً للإمارة ولكن ألزمه عمر بذلك ، وبقى فيها عامًا كاملا دون أن يرسل إلى أمير المؤمنين كتاباً أو يبعث إلى بيت مال المسلمين من الفيء ،
    فخشى عمر على واليه من فتنة الإمارة ، فأرسل إليه ليأتي إلى المدينة ، وجاء عمير وشاهده الناس، وهو يدخل المدينة وعليه آثار السفر، وهو يحمل على كتفيه جرابًا وقصعة وقربة ماء صغيرة، ويمشي في بطء شديد من التعب والجهد.

    لما وصل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب دهش من حاله فقال : ما شأنك يا عمير؟
    فقال عمير: شأني ما ترى، ألست تراني صحيح البدن، طاهر الدم، معي الدنيا؟
    فقال عمر: وما معك؟
    قال عمير: معي جرابي أحمل فيه زادي، وقَصْعَتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي، وعصاي أتوكأ عليها، وأجاهد بها عدوًا إن عَرَض، فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي.
    فقال عمر: أجئت ماشيًا؟ قال عمير: نعم.
    فقال عمر: أَوَلَمْ تَجدْ من يعطيك دابة تركبها؟ قال عمير: إنهم لم يفعلوا، وإني لم أسألهم.
    فقال عمر: فماذا عملت فيما عهدنا إليك به؟ قال عمير: أتيت البلد الذي بعثتني إليه، فجمعت صُلَحَاء أهله، ووليتُهم جَبايَة فيئهم وأموالهم، حتى إذا جمعوها وضعتها، ولو بقى لك منها شيء لأتيتك به، فقال عمر: فما جئتنا بشيء ؟ قال عمير: لا.
    فصاح عمر وهو فخور سعيد : جدِّدوا لعمير عهدًا، ولكن عميرًا رفض وقال في استغناء عظيم: تلك أيام خَلَتْ، لا عَمِلتُ لك، ولا لأحد بعدك.

    كان عمر بن الخطاب يقول:
    "وَدِدْتُ لو أَن لي رَجُلًا مثل عمير، أَستعين به على أَعمال المسلمين" . .

    لقد عرف عمير رضي الله عنه مسئولية الإمارة، ورسم لنفسه وهو أمير حمص واجبات الحاكم المسلم وها هو ذا يخطب في أهل حمص ، فقال :
    "ألا إنّ الإسلام حائط منيع وبابٌ وثيق، فحائط الإسلام وبابه الحقّ فإذا نُقض الحائط وحُطم الباب اسْتُفْتِحَ الإسلام، فلا يزال الإسلام منيعًا ما اشتدّ السلطان، وليس شِدّةُ السلطان قَتْلًا بالسيف ولا ضربًا بالسوط ولكن قضاءً بالحقّ وأخْذًا بالعدل" . .

    رضي الله عن عمير بن سعد وأرضاه . . فقد كان نمطاً فريداً بين الرجال . .

    وتلميذاً متفوقاً في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم






    عبدالرحمن بن عوف :


    أبو محمد عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري ، وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، فسماه رسول الله عبد الرحمن.
    ولد بعد عام الفيل بعشر سنوات . .

    وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.
    وأحد الستة الذين جعل عمر الشورى فيهم وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.

    من السابقين للإسلام ، أسلم على يد أبي بكر الصديق ، حيث إن أبابكر رضي الله عنه عمل بالدعوة مباشرة بعد إسلامه، فجعل يدعو من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه ، فأسلم على يديه مع عبد الرحمن بن عوف : عثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع . .

    ولقي من العذاب في سبيل الله ما لقيه المسلمون الأولون فصبر وصبروا وثبت وثبتوا ، وصدق وصدقوا ، وفر بدينه إلى الحبشة كما فر كثير منهم بدينه . .

    ولما أذن للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالهجرة إلى المدينة ، كان من طليعة المهاجرين . .

    وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري ، فقال له سعد : أي أخي ، أنا أكثر أهل المدينة مالاً ، وعندي بستانان ولي امرأتان ، فانظر أي بستاني أحب إليك حتى أخرج لك عنه ، وأي امرأتيّ أرضى عندك حتى أطلقها لك .

    فقال عبد الرحمن :
    بارك الله لك في أهلك ومالك ،، لكن دلني على السوق . .

    فدلّه عليه فجعل يَتّجر ، وطفق يشتري ويبيع ويربح ويدخر . .وماهو إلا قليل حتى اجتمع لديه مهر امرأة فتزوج وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر طيب . . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه تزوج فقال عليه الصلاة والسلام
    ((أولم ولو بشاةٍ)) . .

    قال عبد الرحمن :
    "فأقبلت الدنيا علي حتى رأيتني لو رفعت حجراً لتوقعت أن أجد تحته ذهباً أو فضة" . .

    وفي بدر جاهد في الله حق جهاده فأردى عدو الله عمير بن عثمان التيمي . .

    وفي أحد ثبت حين زلزلت الأقدام ، وصمد مع القلة الباقية ،، وخرج من المعركة وفيه بضعة وعشرون جرحاً ، بعضها عميق تدخل فيه يد الرجل . .

    وجهاده بنفسه مقارنتاً بجهاده بماله يعتبر قليلاً ، فهاهو ذا يجود بما لديه ليجهز سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا رسول الله عندي أربعة آلاف ، ألفان منها أقرضتها ربي وألفان تركتها لعيالي ، فقال عليه الصلاة والسلام:
    ((بارك الله لك فيما أعطيت ، وبارك الله لك فيما أمسكت)) .

    ولما عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على غزوة تبوك ، كانت الحاجة إلى المال لا تقل عن الحاجة إلى الرجال ، وعند ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالنفقة في سبيل الله واحتساب ذلك عند الله ، فهب المسلمون يستجيبون لدعوة النبي صلوات الله وسلامه عليه ، وكان من طليعة المتصدقين عبد الرحمن بن عوف ، فقد تصدق بمائتي أوقية من الذهب . . ولم يترك لأهله شيء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
    ((هل تركت لأهلك شيئاً يا عبد الرحمن؟؟)) ، فقال: نعم ، تركت لهم أكثر مما أنفقت وأطيب ، وعد الله ورسوله من الرزق والخير والأجر . .

    وقد أكرم الله عبد الرحمن في غزوة تبوك ، حيث دخل وقت الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب فأمّ المسلمين عبد الرحمن بن عوف ، وما كادت تتم الركعة الأول ، حتى لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمصلين ، واقتدى بعبد الرحمن وصلى خلفه . .

    ولّما لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، جعل عبد الرحمن يقوم بمصالح أمهات المؤمنين ، فكان ينهض بحاجتهن ، وتلك منقبة من مناقب عبد الرحمن ، وثقة من أمهات المؤمنين به يحق له أن يعتز ويفخر بها . .

    ولقد بلغ من برّ عبد الرحمن بأمهات المسلمين ؛ أنه باع أرضاً له بأربعين ألف دينار فقسمها كلها في بني زهرة وفقراء المسلمين والمهاجرين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما بعث إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما خصها من ذلك المال ، قالت : من بعث هذا ؟ ، فقيل : عبد الرحمن بن عوف ، فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (لا يحنو عليكن من بعدي إلا الصابرون) . .

    بقيت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن -بأن يبارك له- تُظلله ما امتدت به الحياة ، حتى غدا أغنى الصحابة وأكثرهم ثراءً ، فقد أخذت تجارته تنمو وتزداد ، وطفقت عيره تتردد ذاهبة من المدينة أو آيبة إليها تحمل لأهلها البر والدقيق والدهن والثياب الآنية والطيب وكل ما يحتاجون إليه . .

    كان رضي الله عنه كثير الإنفاق على الفقراء والصدقة ، وكذلك يجاهد بماله وينفق على جيوس المسلمين . .

    ولما حضرت عبد الرحمن الوفاة أعتق خلقاً كثيراً من مواليه . .

    وأوصى لكل رجل بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار ذهباً . . واوصى لكل واحدة من أمهات المؤمنين بمال جزيل ، وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كثيراً ما تدعوا له ، فتقول :
    سقاه الله من ماء السلسبيل . .

    وهو بعد هذا كلّه ترك لورثته مالاً لا يكاد يحصيه عادّ . .

    ومع كل هذا المال والجاه ، لم يفتتن عبد الرحمن ولم يتغير ، فكان الناس إذا رأوه بين مواليه لم يفرقوا بينه وبينهم . .

    طوبى لعبد الرحمن وألف غبطة . .

    فقد بشره بالجنة الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم . .

    وحمل جنازته إلى مثواه الأخير خال رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص .

    وصلى عليه ذو النورين عثمان بن عفان . . وشيّعه الخليفة الراشد عليّ وهو يقول : "لقد أدركت صفوها ، وسبقت زيفها يرحمك الله" . .




    جعفر بن أبي طالب :


    الشهيد علم المجاهدين أبو عبد الله جعفر بن أبي طالب الهاشمي القرشي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وشبيهه . .

    هاجر الهجرتين ، وهاجر من الحبشة إلى المدينة ، فوافى المسلمين وهم على خيبر إثر أخذها ، فأقام بالمدينة أشهراً ، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة فاستشهد .
    وقد سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا بقدومه ، وحزن لوفاته .


    لقد كان لأبي طالب عيال كثر وكان مع علو منزلته في قومه لكنه قليل المال رقيق الحال ، وازداد حاله سوءً على سوء بسبب تلك السنة المجدبة ، فضمّه العباس إليه بعدما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخففوا على عمه كثرة العيال فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليّ وأخذ العباس جعفر ،، أسلم جعفر مع زوجته أسماء بنت عميس في وقت مبكر -قبل دخول دار الأرقم- . .

    فلقي رضي الله عنه وزوجته من أذى قريش ونكالها ما لقيه المسلمون الأولون ، فصبرا على الأذى لأنهما كانا يعلمان أن طريق الجنة مفروش بالأشواك محفوف بالمكاره ، ولكن الذي كان ينغصهما وينغص إخوتهما في الله ؛ أن قريشاً كانت تحول دونهم ودون أداء شعائر الإسلام ، وتحرمهم من أن يتذوقوا لذة العبادة ؛ فقد كانت تقف لهم في كل مرصد وتحصي عليهم الأنفاس . .

    عند ذلك استأذن جعفر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يهاجر مع زوجه ونفر من الصحابة إلى أرض الحبشة ، فأذن لهم . .

    مضى ركب المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة ، وعلى رأسهم جعفر رضي الله عنه ، واستقروا في كنف النجاشي ملكها العادل الصالح . .

    وكان جعفر رضي الله عنه خطيب المهاجرين والمتحدث بأسهم عند النجاشي . .

    تقول أم سلمة رضي الله عنها :
    "فنزلنا بخير دار إلى خير جار أمنا على ديننا" ، وكان النجاشي قد أكرمهم وأمر بعدم التعرض لهم . .

    قضى جعفر وزوجته في رحاب النجاشي عشر سنوات آمنين مطمئنين ، وفي السنة السابعة من الهجرة غادرا بلاد الحبشة مع نفر من المسلمين متجهين إلى المدينة ، فلما بلغوها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً لتوه من خيبر ، بعد أن فتحها الله له . .

    ففرح بلقاء جعفر فرحاً شديداً ، وقال عليه الصلاة والسلام :
    (( لا أدري بأيهما أنا أشد فرحاً ؟! ، أبفتح خيبر أم بقدوم جعفر ! )). .

    ولم تكن فرحة المسلمين عامة والفقراء منهم خاصة بعودة جعفر بأقل من فرحة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    فقد كان جعفر رضي الله عنه شديد العطف على الضعفاء وكثير البر بهم ، حتى أنه كان يلقب
    بأبي المساكين . .

    لم يمكث جعفر رضي الله عنه طويلاً في المدينة ، ففي أوائل السنة الثامنة للهجرة جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً لمنازلة الروم في بلاد الشام ، وكان جعفر أحد قادة الجيش فقد قال عليه الصلاة والسلام : الأمير زيد فإن أصيب فالأمير جعفر فإن أصيب كانت لعبد الله بن رواحة فإن أصيب فليختر المسلمون لأنفسهم أميراً منهم . .

    وصل جيش المسلمين إلى مؤتة على مشارف الشام ، ووجدوا أن أعداد الروم مائة ألأف وتظاهرهم مائة ألأف من نصارى العرب وكان جيش المسلمين ثلاثة آلاف فقط . .

    وما إن التقى الجيشان حتى دارت رحى المعركة ، وخرّ زيد رضي الله عنه صريعاً مقبلاً غير مدبر . .

    فما أسرع أن وثب جعفر على ظهر فرس كانت له شقراء ثم عقرها بسيفه . . وحمل الراية وأوغل في صفوف الروم وهو ينشد :

    يـا حَبّـذا الجنة واقتِرابُها . . طيّبـــة وبــاردٌ شــرابُها
    والروم روم قد دنا عذابُها . . كـافرةٌ بعيــدٌ أنسابهـــا
    علـيَّ إذ لاقيتُهــا ضِرابُهــا


    وظل يجول في صفوف الأعداء بسيفه ويصول حتى أصابته ضربة قطعت بها يمينه ، فأخذ الراية بشماله ، فما لبث أن قطعت ، فأخذ الراية بصدره وعضديه ، فما لبث أن أصابته ضربة شطرته شطرين ، فأخذ الراية منه عبد الله بن رواحة وما زال يقاتل حتى لحق بصاحبيه . .

    بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم مصرع قواده الثلاثة فحزن عليهم أشد الحزن ، وذهب إلى بيت ابن عمّه جعفر رضي الله عنه ، ودعا أبناءه ، فكب عليهم وجعل يشمهم ، وعيناه تذرفان ، فقالت أسماء -زوجة جعفر- : يا رسول الله ، أبلغك عن جعفر شيء ؟
    قال : نعم ، قُتِل اليوم . فقمنا نبكي ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال (
    (اللهم اخلف جعفراً في ولده ، اللهم اخلف جعفراً في أهله))
    وقال :
    ((اصنعوا لآل جعفر طعاما ؛ فقد شغلوا عن أنفسهم)) . .

    وقد عوضه الله في الجنة بجناحين يطير بهما مع الملائكة ، لما بذله في نصرة هذا الدين وقطعت يداه في سبيل الله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ((أُريت جعفرًا ملكًا يطير بجناحيه في الجنة)) . .

    وقد قال عليه الصلاة والسلام في عمرة القضاء لجعفر :
    ((أشبهت خُلُقي وخَلْقي)) .

    قال حسان بن ثابت يرثي جعفرًا :

    وكنا نرى في جعفـر من محمـد . . وفاء وأمرًا صارمًا حيث يؤمر

    فلا زال في الإسلام من آل هاشم . . دعائم عز لا تـزول ومفخـر




    إلى هنا وصلنا لنهاية النماذج العطرة المنتقاء لحياة هؤلاء الأعلام . .

    وعذراً إن أطلنا لكن كلّما أردت أن اختصر امتعض لفضل الأصحاب

    فسيرهم لا تُمل ومنهج حياة وقناديل تضيء الطريق للسائر

    وشكر الله للأختين المشرفتين على المسابقة النافعة

    أعانكم الله ووفقكم لكل خير

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم





  2. #2

    الصورة الرمزية عين الظلام

    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المـشـــاركــات
    3,718
    الــــدولــــــــة
    سوريا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء

    معلومات جميلة .. والبعض جديد

    جزاك الله خير الجزاء ...

    عين الظلام

  3. #3

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    جزاك الله كل خير اخى عمورى
    جعلها الله لك نور يوم القيامة
    وفقك الله على هذه المعلومات القيمة فاكثير من الناس لا يعرف حتى اسمائهم
    رزقك الله القبول الحسن
    استودعك الله

  4. #4

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: [صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عين الظلام مشاهدة المشاركة
    معلومات جميلة .. والبعض جديد

    جزاك الله خير الجزاء ...

    عين الظلام

    حياك الله ،، وجزاك كل خير

    عسى أن تنتفع بها

    وفقك الله لطاعته



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبيدة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    جزاك الله كل خير اخى عمورى
    جعلها الله لك نور يوم القيامة
    وفقك الله على هذه المعلومات القيمة فاكثير من الناس لا يعرف حتى اسمائهم
    رزقك الله القبول الحسن
    استودعك الله
    هلا والله بالأخ الحبيب عبيدة أو عبيد ^^

    وجزاك كل خير وبارك فيك . . آمين يارب

    سلّمك الله ووفقك

  5. #5

    الصورة الرمزية كينغ عزوز

    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المـشـــاركــات
    54
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء

    جزاكـ الله ألـــــــــف خـــــــيـــــــــــر

  6. #6

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء

    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ..
    فرحرحت قليلا وحزنت كثيرا على هذا الموضوع الشيق بارك الله فيك

    والله عندما ارى حالهم اقول ما بنا هكذا كالأصنام ثابتون واقفون بلا حراك.. لا اقول سوى هدانا الله ويسر امورنا واساله سبحانه ان يرفع علم الجهاد وان يذل اهل الشرك والمشركين ..

    فغضب عمير غضبًا شديدًا، وامتلأ قلبه غيظا وحيرة ، ثم قال: والله يا جلاس إنك لمن أحب الناس إليَّ وأحسنهم عندي يدًا، وأعزهم عليَّ أن يصيبه شيء يكرهه، ولقد قلت الآن مقالة لو أذعتها عنك لآذتك، ولو صَمَتُّ عليها ليهلكن ديني، وإن حقَّ الدين لأولى بالوفاء، وإني مُبْلغٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت .



    والله إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا لما حل بأمة التوحيد لمحزونون لمحزونون…. أهذه هي الأمة التي زكاها الله بقوله " كنتم خير أمة أخرجت للناس "؟… أهذه هي الأمة التي زكاها الله بالوسطية و الاعتدال في قوله سبحانه " و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا؟.. أهذه هي الأمة التي زكاها الله في القرآن بالألفة والوحدة فقال سبحانه " إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون؟.. إنك لو نظرت إلى الأمة في القرآن و نظرت عليها في أرض الواقع لانفلق كبدك من الحزن و البكاء على واقع أمة قد انحرفت كثيراً كثيراً عن منهج الله جل و علا.. و عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلقد غيرت الأمة شرع الله و انحرفت الأمة عن طريق رسول الله، و الله جل و علا يقول" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم " فأذل الله الأمة لأحقر و أذل أمم الأرض ممن كتب الله عليهم الذل والذلة من إخوان القردة و الخنازير من أبناء يهود حتى من عباد البقر ساموا الأمة سوء العذاب ولا حول ولا قوة إلا بالله …. لقد أصبحت الأمة الآن قصعة مستباحة لأحقر أمم الأرض و لأذل أمم الأرض و حق على الأمة قول الصادق كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود من حديث ثوبان : يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا : أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : كلا : و لكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل و ليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم و ليقذفن في قلوبكم الوهن قيل و ما الوهن يا رسول الله ؟ قال: حب الدنيا و كراهية الموت … لقد أصبحت الأمة الآن أيها الأخيار غثاءاً من النفايات البشرية يعيش على بساط مجرى الحياة الإنسانية تعيش الأمة الآن كدويلات متناثرة متصارعة متحاربة تفصل بينها حدود جغرافية مصطنعة و نعرات قومية جاهلية و ترفرف على سمائها رايات القومية و الوطنية و تحكم الأمة قوانين الغرب العلمانية و تدور بالأمة الدوارات السياسية فلا تملك الأمة نفسها عن الدوران بل ولا تختار لنفسها حتى المكان الذي تدور فيه!!!!…. ذلت الأمة بعد عزة و جهلت الأمة بعد علم و ضعفت الأمة بعد قوة و أصبحت في ذيل القافلة الإنسانية بعد أن كانت بالأمس القريب تقود القافلة كلها بجدارة و اقتدار و أصبحت الأمة الآن تتسول على موائد الفكر الإنساني و العلمي بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب منارة تهدي الحيارى و التائهين ممن أحرقهم لفح الهاجرة القاتل و أرهقهم طول المشي في التيه والضلال بل و أصبحت الأمة الآن تتأرجح في سيرها و لا تعرف طريقها الذي يجب عليها أن تسلكه و أن تسير فيه بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب الدليل الحاذق الأرب في الدروب المتشابكة و الصحراء المهلكة التي لا يهتدي للسير بها إلا الأدلاء المجربون..
    ما الذي جرى؟؟ لدروب المتشابكة و الصحراء المهلكة التي لا يهتدي للسير بها إلا الأدلاء المجربون.. ما الذي جرى؟؟

    ما أجمل هذا العمير رضي الله عنه وارضاه فلينظر في حالنا .. أمثاله يتم حبسهم .. " بدون تشبيه "
    والله المستعان
    بوركت أخي عُـمـر

  7. #7

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: [صور من حياة الصحابة] . . . نماذج منتقاء من حياة العظماء

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيراً أخى عمر على هذا الموضوع ولكن هو مكرر مثل الذى سبق فلماذا تم وضعه ؟


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...