يدعي الكثير من الرجال أن النساء تافهات و سطحيات . فهل فعلا هن وكذلك ؟



سأحكي عن رأيي الشخصي البسيط حول تجربة سطحية مررت بها هذه السنة : حيث أنني رأيت ذات يوم مجلة شرقية فيها 238 صفحة عكس المجلة الجزائرية التي تعودت أن أشتريها و بما أنو كانت تلك اول مرة اخوض فيها تجربة شراء مجلة شرقية و بهيك صفحات دفعت كل المال اللي معي وكان جيدا لي انني لست من النوع الذي يريد التمسك بالمال فلم اندم ابدا لأني اشتريتها . كان الفراغ مسيطرا على الجو النفسي لجسدي لهذا مسكت تلك المجلة وبدأت اتصفحها لأجد أن معظم الصفحات هي أزياء في أزياء لا أنكر أنني لست مختلفة عن الأخريات فلقد تسليت حقا برؤية تلك الصور وبعد ذلك جذبني موضوع يتكلم عن سطحية البنات وكانت المقدمة هي نفسها التي كتبتها لكن صلب الموضوع كان فقط كالتالي :




مما لا شك فيه أنّ للمرأة دورًا قويًا في استفزاز الرجل أو الاستفزاز بشكل عام، لكن أكثر الثرثرات قوة وأعنفها وقعًا تلك التي تستشير فيها صديقاتها وقريناتها عن أمور شخصية؛ كالذي كتبته @lena ya3sooj: «يا بنات.. زوجي كل مرة أطبخ يقولي تسلم يدينك هذي المرة قالي تسلم يدك، زعلان على يدي الثانية؟؟». وكتبت أيضًا @somaya al qurashi سائلة: «بنات.. ولدي غايب عن المدرسة أريد خلطة تخليه يروح؟؟ اللي ما ترد بذمتها»، وسألت Mona khaled عن محل بيع أحد الأدوات المطبخية مرفقة صورة له كاتبة: «بنات وين ألقى نفس ستاند السكر اللي بالصورة ضرووووووري بلييز»، فيما كتبت @nouf al qahtany: «بنات لو سمحتن أسألكن عن خلطة مجربة لبياض الوجه وما لها تأثيرات جانبية». فردت عليها العنود واصفة مكان وجود مثل هذه الوصفة كاتبة: «عزيزتي تراها موجودة عند أم سليمان اللي بآخر شارع التحلية، الحرمة معروفة اسألي عنها»، أما مزروع فكتب رادًا على هذا الحوار: «البنات يضعن سطل ماكياج ويقلن جمال رباني. أنت صحن برياني أنت الله لا يبلاني». وفي السياق الاستنكاري ذاته سألت ريم عبد الرحمن: «أخوات زوجي سمراوات ولما رحت زرتهم كانوا مسويين كيكة سوداء يا ترى قاصدينها؟؟»، وعلى هذه العبارة تهافتت الصديقات، وكل من قرأ العبارة على ريم بالضحك والاستهزاء، فكان من ضمن التعليقات ما كتبه أحمد المطيري: «تراكم يالبنات منتو لاقيين شي تتهمون فيه أهل الزوج، وسخافتكم وصلت حدها». بينما كتبت أم محمد: «يا بنات اليوم وقع ابني عن الدرج، ولما اتصلت بأبو محمد طلع معه خط ثاني، تقدرون تفيدوني لو كان يخوني؟؟»، بينما كتبت أيضًا @nouf مستهزئة: «يا بنات نقعت ركبتي في سطل «سفن أب» وطلعت أبيض من وجهي أفكر أنقع جسمي كله. ادعوا لي».
كثيرة هي الكلمات والعبارات التي تكتبها السيدات والفتيات والتي تطلب فيها النصيحة، أو تقصد منها الاستهزاء والترويح عن نفسها وعن الآخرين، إلا أنّ الرجل ينظر لها نظرة مختلفة، ويرد عليها بأقسى العبارات وأكثرها جرحًا. فقد كتبت
@7anoona mazyona: «بنات ما نزلي حافز هذا الشهر تتوقعون أم زوجي لها دخل بالسالفة؟؟»، فكتب عبد العزيز السلمان: «بحياتي لم أسمع عن امرأة تمدح أم زوجها وهذا دليل على غيرة الزوجة وقلة عقلها وطول لسانها حتى وصل الأمر بها بإدخال حماتها في نكاتها». بينما كتبت WeddingPlannerQ8: «يا بنات أنجدوني لو أجيب خدامة مغربية الرجال بيطير ولا ما راح يطير؟؟ أفيدوني تراه من دون شي يطير ويغرد»، فرد عبد الرحمن السند: «لو إنك كويسة ومرضية وتعاملك كويس لا بيطير ولا بيغرد بس انتو ما تأخدون بالنصيحة بس تشتكون»، وكتبتLayal al madani: «يووو ضاق صدري وأنا أدور ملابس تعجب حماتي وأخواتها وين ممكن ألاقي شي يعقدهم ويتركوني بحالي؟؟»، وكتبت ندى المطيري: «يا بنات نصيحة مني إلى تتشرط على العرسان وتبّيه عريس طويل ومفتول العضلات وقائمة الصفات التي تعرفونها تراكم بتعنسون». فكتب نوفل الوحيد من نوعه مستهزئًا: «طيب يا بنات مين أحلى أنا ولا مهند؟ فيس حلو وألبس سروال وفانيله وأشرب حمضيات»، فكتب ماجد القرني محتجًا على كتابات البنات: «الله وحده الأعلم بعقل البنات وكيفية تفكيره، أشعر بأنّ فيهم سخافة ما قد مرت. كل شي بيكتبوه ويسألون عنه». وتسأل أم عبد الإله: «من فيكم جربت حضانة أطفال تهتم بالأطفال بشكل جيد، والله من كثرة ما نسمع خفنا على عيالنا»، فرد خالد المطيري: «أنا لا أعلم مدى تعلق النساء بالحضانات. لم لا تهتم كل أم بأطفالها؟ لا أعلم كيف تحتفل هذه الأم بعيد الأم ولا تقوم بأمومتها؟؟».

الأمر الذي لا يقدر أحد على التعليق عليه ولا الخوض في تفاصيله أنّ للمرأة أسلوبًا خاصًا بالترويح عن نفسها وتتمتع بخفة ظل وروح مرحة وقدرة تحمل لا بأس بها، وهذا ما تردد بين المتوترين. فعندما كتبت @Om Naser al shehri: «أخت زوجي اسم شغالتها نفس اسمي، حبيت أسألها لو كان اسمها الحقيقي ولا سموها على اسمي؟». فردت الوردة الحائرة ضاحكة: «هههه أنا لو كنت في مكانك لطلبت من الشغالة جواز سفرها»، وكتبت أيضًا toffa7a 5adra2: «والله يا أم ناصر إنك خفيفة دم والكل يشهد لك»، وفي سياق خفة الدم نفسها كتبت الرومانسية: «يا بنات أنا سويت ليلة رومانسية ما صارت، حرقت البيت ولبست لباس مطافي مخصر عليه قلوب وشواروفيسكي وزوجي من حلاوة الصدمة ما تكلم»، وكتبت@leena 3bd el qader شاكية ومستفسرة: «زوجي يا بنات سوى حادث وتكسر وأجبر ينام في البيت. يا خوفي جالس يتكلم ويتسلى مع الشغالة». رد عليها عبد القادر الشمري: «لا تخافي المسكين على حد كلامك ما يقدر يتحرك وحتى لو سولف وياها ايش بيصير؟؟»، وكتبت @Asma2 al hajre: «يا حظ بنات خالتي عندهم بنت خالة رائعة والله تتثقل بالذهب يا ليتني بنت خالتي علشان يا حظي». فكتب Dr. Saleh al nafasi: «بنات شاغلهم الضحك وشباب شاغلهم النصب ويبون حرية. خاطر الله كل واحد يركز على شغله ويترقى ويسمو بنفسه. الحياة عمل مو بربرة». وأضافت Rasha Sauod: «أي هيلس+روج عنابي+شعر بني+ تان+مناكير تيفاني + شنطة شانيل+ شلة بنات معاهم بويا.. ترقبوا بنات السعودية قريبًا في دبي»، وكتبت زينة عبد الله: «حبيباتي البنات فلذات أكبادي ونظر عيوني مين تقلي وصفة سحرية تحبس زوجي عندي في البيت؟؟»، فكتب عبد العزيز سعود: «زوجك تراه ما بيترك البيت لو كنت حلوة وناعمة ومزيونة». وكتب محمد: «بنات المدارس يوم يشوفوا بعض في السوق تصارخ! وحششتييني.. زمااان عنك. وهنّ أمس فاطرين مع بعض من المقصف! تصرفات البنات ما تدخل مزاجي كلها تصنع بتصنع ودلع ما له داعي»، فردت الحائرة: «دلع البنات وخفة دمهم شيء ما يختلف عليه عاقل، ولا حتى مجنون الظاهر الشباب يغارون منا».




لا أنكر أن هذا أضحكني قليلا..... وطبعا كان صاحب الموضوع و الذي جمع هذه الأقاويل امرأة لكن ثمة شيء ادهشني و هو أن معظم المسؤولين عن المجلة رجال و مستغربة أن صلب المضوع اعجبهم .....لا ووصفوا بأن ذلك مجرد عبارات تافهة تعتبر شرارة أشعلت النار في الساحة الاجتماعية ...

وانا عن نفسي ارى انه ليس من الضروري ان يكون عنوان ذلك الموضوع يتكلم عن الحقيقة او الاتهام فقد كان مجرد عبارات ترفيهية مضحكة فقط .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل ياترى تلك تهمة السطحية موجهة النساء فقط ؟؟

كيف تتهم النساء بذلك أكثر من الرجال و هي تلك المخلوقة التي و منذ طفولتها كان لها دور يحوم حول نفس الشيء : الاغواء و الجمال اللعب بالدمى و الكتاكيت الى أن تكبر دون الشعور بوقت نموها فترمى لها مسؤوليات قد تكون اكبر من عمرها و يمنع عنها فرصة إشباع فضولها .... وبما أن المجتمع لا يعطي قيمة لذلك سيكون من الطبيعي أن تبقى بعض النساء تافهات .....غير مبتكرات ولهن نفس الهدف وهو : أن يصبحن جميلات متميزات رائعات .....فلماذا لا تكون هناك سطحية اذا كان التفكير محدودا مليئا بالقيود.

اما عن بعض الرجال فمن كثرة اهتمامهم بالنساء صاروا يكتسبون تلك السطحية التي اتهموا بها النساء فصاروا يوافقون على أي موضوع متعلق بالنساء لجلب انتباههن .
لهذا صارت هناك الكثير من المجلات النسائية تدعي انها تهتم بمشاكل حواء وتجسد واقعها و همومها وتطلعاتها او على الأقل احلامها .....

عجبا يتهمها و يسعى لجلب انتباهها ...



كيف لا يصبحن بعض النساء سطحيات و بعض الرجال يلعبون باسم قضيتها لا للدفاع عنها
كيف لا وقد اصبحن سلعة لغايات مادية
كيف لا يصبحن كذلك ان كان بعض الرجال لا يقبل لها ابداء رأي , يعتبرها خادمة منزل خفيفة عقل .
وبما أن تلك المرأة السطحية أصبحت تذكرة مجانية لذلك الرجال المادي فطبعا ذلك سيعكس النظرة والتعبير وكذلك سيعكس الانتقاء فبدل ان تختار المرأة المجلة التي تناسبها يأخذها فضولها لتشتري احد تلك المجلات السطحية ..



و الآن من يهتم ؟؟؟؟

كل من تريد أن تبين عمق تفكيرها و معرفتها يجب أن تهتم
كل من تؤمن بإرادتها و قدرتها يجب أن تهتم
والمجتمع نفسه يجب ان يهتم

واما عن تلك النظرة القاصرة لبعض الرجال صوب المرأة فإن هناك الكثير ممن يؤيدون لدور المرأة الحقيقي ....فلا نقيس هذا بذاك .....و تأكدن أن التغير الذي تنشده المرأة يبدأ من نفسها ..