مُبشِّرات في عصرالوهن [ معالم وحقائق فــي أنتشار الدين الإسلامي ]

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post مُبشِّرات في عصرالوهن [ معالم وحقائق فــي أنتشار الدين الإسلامي ]



    الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلِّه
    وكفى بالله شهيداً، وأشهد إلاَّ إله إلاَّ الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً
    وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلَّم تسليماً مزيداً إلى يوم الدين أمَّا بعد:
    تكملة للموضوع :
    مُبشِّرات في عصرالوهن [ أسرار انتشار الإسلام في العَالَم مع اشتداد الهجمات عليه ]




    لقد تكفَّل الله تعالى بحفظ دينه فقال عزَّ من قائل: [ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ] [ الـحـجـر (9)]
    وقال تعالى: [
    هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ] [التوبة (33)]
    وقال تعالى: [
    هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً ][الفتح (28)]


    وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ هذا الدين سينتشر في جميع الأرض
    فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
    [
    إن الله زوى لي الأرض - أي ضمها وجمعها- فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ].
    وجاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:
    [
    ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل
    عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر
    ]

    وكان تميم الداري يقول:
    عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز
    ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية.


    وبشَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته بالنصر والتمكين فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
    [
    بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والرفعة في الدين والتمكين ].

    إنَّه لو أردنا أن نتتبع الأسباب الحقيقيَّة لانتشار هذا الدين رغم ما يُحيط بأهله من دوائر السوء والشر والخطر والضرر
    سنرى أن خلاصتها وأعلاها وأولاها بالتقديم هو هذا القدر الإلهي، المتمثل في حفظ الله تعالى لهذا الدين وإرادته الانتشار والبقاء.

    ولعلَّ من الحوادث المضحكة في ذلك ما قرأناه في وسائل الإعلام فقد ذكرت صحيفة " تايمز البريطانية "
    أنَّ قسا متقاعدا انتحر بحرق نفسه في دير بألمانيا احتجاجا على انتشار الإسلام وعجز الكنيسة البروتستانتية عن احتوائه
    وذكرت الصحيفة أن القس رولاند ويزلبرغ صب علبة من البنزين على رأسه وأضرم النار فيها وذلك في دير أوغيستين في مدينة أيرفيرت
    التي قضى فيها مارتن لوثر كينغ ست سنوات راهبا في بداية القرن الـسادس عشر
    ونقلت الصحيفة عن ألفريدي بغريتش رئيس كنيسة أيرفرت قوله إن أرملة ويزيلبرغ أخبرته أن زوجها انتحر
    بسبب ذعره من انتشار الإسلام وموقف الكنيسة من تلك القضية .



    وهذه القصًّة تجلِّي لنا بوضوح سبب الذعر والخوف الشديد من انتشار الإسلام في هذه المعمورة
    ولدوافع في الأعم الأغلب ذاتيَّة لما يشاهدونه من عظمة هذا الدين
    ولعلَّ من نافلة القول بعدما سبق أن نشير إلى بعض أسباب انتشار الإسلام ...




    فمن هذه الأسباب:

    [1]
    أنَّ الإسلام هو الدين الحق فهو منهج حياة، لا تعقيد فيه ولا غموض.

    من المعلوم أنَّ الحق عليه علائم واضحة، وأنوار برَّاقة تظهر منه، وتنتج عنه، فهو كما قيل:
    فهذا الحق ليس به خفاء *** فدعني من بنيَّات الطريق
    ولو أردنا أن ننظر في ذلك من ناحية معاصرة، لاستدللنا بخير مثال يؤيد ما ذكرناه حيث ذكرت الكثير من وسائل الإعلام
    وعلى رأسها شبكة المحاربون اليوم "
    Veterans Today "
    بقصة ذلك الجندي الذي أعلن إسلامه بعد أن نطق الشهادتين
    في مسجد كيمبل ستريت بولاية نيويورك الأمريكية بعد عام من دراسة الإسلام مع أحد أئمته.
    وقد كان هذا الجندي ضمن الدفعة الأولى التي أرسلت إلى أفغانستان عام
    2001
    وبعدها بـ
    15 شهرا أرسل ضمن أولى كتائب المارينز إلى العراق
    وقد ذهب لكي يحارب الإسلام الذي اعتنقه فيما بعد
    حيث تحدَّث عن نفسه بأنَّ هذه الرحلة الشاقة والأليمة إنما ساقه الله من خلالها إلى الهداية

    فقال :
    "
    أرسلوني إلى الأراضي البعيدة لمحاربة المسلمين.. ثم أصبحت واحدا منهم"

    ثمَّ صرَّح الجندي الأمريكي "مايك" :
    "لقد أفهمني الإمام أن الإسلام ليس مجرد طقوس أؤديها.. إنه منهج حياة، يرشدني في كل أموري ليصبح كل شيء عبادة".

    ونتوقف لنتأمل فيما قاله ضابط أمريكي آخر أشهر إسلامه وهو يبكى متسائلا :
    ما ذنب والديه بعد أن ماتا دون أن يعلما شيئا عن الإسلام؟!!

    وفي تقارير عديدة صدرت من خبراء وراصدين فقد استرعاهم وأثار انتباههم
    انتشار الإسلام بسرعة بين الأمريكيين من أصل إفريقي، ولم يردعهم التدقيق المتزايد
    الذي يتعرض له المسلمون في الولايات المتحدة منذ هجمات
    11 أيلول (سبتمبر)
    ويشرح أولئك سبب إسلامهم بقولهم:
    إن ما يجذبهم هو التعود على النظام والطاعة الذي تمثله الصلاة وتأكيد الإسلام على الخضوع لله وتعاطف الدين مع المقهورين .

    وعند قراءة شيء من أسباب دخول المنصِّرين إلى الإسلام مثلاً
    يعزو المبشرون المسيحيون انتشار الإسلام في غرب إفريقيا والسنغال والكاميرون وساحل العاج إلى أسباب
    منها بساطة تعاليمه وخلوها من التصورات الغيبية الغامضة المعقدة .


    لقد صدر كتاب في عام
    2005م بعنوان:" الإسلام والأمريكي الأسود: نظرة تجاه الإحياء الثالث"
    لمؤلفه: شرمان جاكسون، ذكر فيه أنَّ المسلمين السود اعتنقوا الإسلام لأنَّهم يريدون ثقافة
    يشعرون فيها بالملكيَّة والسيطرة ، وأنَّهم يلحظون أنَّ دين الإسلام
    وسط وسيطفي جميع التعاملات الحياتية والاقتصاديَّة.

    وهذا ما كان محفِّزاً كذلك لـ: "
    علي رمضان "
    أحد سلاطين مناطق تشاد الذي أسلم، وحينما سئل عن سبب إسلامه قال:
    "
    وجدت حلاوة الإسلام ولا أحد يشك في أنه دين المساواة والعدالة
    لا فرق بين أحد وآخر ولا بين غني وفقير إلا بالتقوى كل يتوجه لله وكلهم عبيد لله
    "


    وهذا يعطينا دلالة قوية على أن الدين ينتشر بغير جهد أبنائه أو حالتهم
    وإنما هو ينتشر بقوة أخرى، هو قوة الله عز وجل الذي أنزله لعباده وأراد له البقاء
    فلا يضره بعد ذلك أن تعاديه الدنيا كلها، فلن يضره هذا؛ لأن الله ناصره لا محالة، والواقع خير برهان ودليل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [2]
    شك كثير من غير المسلمين بدياناتهم، لوجود التناقض والتعارض والقصور في عقائدهم.

    إنَّ أتباع تلك الديانات يشعرون بشك في دينهم
    وخلل في معتقدهم ممَّا يسوقهم ويجرُّهم بل يجذبهم كالمغناطيس للتعرف على الإسلام والدخول فيه.

    بسؤال امرأة ألمانية عن كيفية دخولها إلى الإسلام، تقول سيتلانا 24 سنة:
    "منذ أن كان عمري
    13 عاماً، كان هناك تساؤل يتبادر إلى ذهني من حين إلى آخر
    :ما هو الإسلام؟ ومن هو محمد؟ ولماذا نكره نحن المسيحيين الإسلام والنبي محمداً؟
    سألت والديها عن الإسلام وكان الرد قاسيا وطالباها بالتوقف عن طرح مثل هذه التساؤلات
    وإلا سيكون العقاب شديداً، تقول :
    كنت لا أصدق أن الله هو المسيح كما تقول ديانتي المسيحية
    وعندما جئت إلى ألمانيا مع أسرتي الروسية
    أصبح لي زملاء وأصدقاء مسلمون من جنسيات مختلفة
    وجدت في تعاملهم ومعرفتهم دفئاً وحنيناً لم أجده عند الألمان
    فأردت أن أتعرف أكثر على هذا الدين وعن الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"
    وقضيت سنوات أبحث ولا أعرف كيف تكون البداية في البحث
    وذهبت إلى البابا في الكنيسة وسألته عن الإسلام فلم أجد في ردوده وإجاباته
    غير كرهه للإسلام والمسلمين، وأنه دين عنف وإرهاب، وقضيت سنوات عديدة
    أريد أن أعرف، ولكن لا أعرف كيف؟!!

    ولكنَّها بعد بحث وتقصٍّ قرَّرت الدخول في الإسلام حينما قرأت وشاهدت النور الساطع في آياته القرآنيَّة
    وعظم الدعوة التي يبشِّر بها، وصدق الله تعالى إذ قال:
    [
    فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلَّه يجعل صدره ضيقاً حرجا كأنَّما يصَّعد في السماء ]

    لأجل ذلك يتحدث "
    ايتين دينيه " عن مدى موائمة الدين الإسلامي لفطرة الناس
    وعدم مصادمتها حيث يقول :" لا يتمرد الإسلام على الطبيعة التي لا تغلب , وإنما هو يساير قوانينها ويزامل أزمانها , بخلاف ما تفعل الكنيسة من مغالطة الطبيعة ومصادمتها في كثير من شؤون الحياة مثل ذلك الغرض الذي تفرضه على أبنائها الذين يتخذون الرهبنة , فهم لا يتزوجون وإنما يعيشون غرباء .

    [3]
    وجود الدافع الذاتي لدى الناس في التعرف على هذا الدين .


    ولهذا نجد الدكتور "
    عبد الرحمن حمود السميط"
    رئيس لجنة مسلمي إفريقيا يقول بصراحة:
    إنه برغم عدم وجود خطط مدروسة لنشر الإسلام في القارة الأفريقية
    فإن الإسلام ينتشر بالدفع الذاتي؛ مؤكدًا على أن المستقبل للإسلام في هذه القارة.

    ومن يستمع إلى الشريط الجميل الذي خرج له قبل عدَّة سنوات بعنوان:
    "
    رحلتي إلى أفريقيا "
    في حوار الدكتور الإعلامي فهد السنيدي معه لوجد في ذلك عجباً عجاباً
    في إقبال الكثيرين من الأفارقة على الإسلام دون وجود إغراءات تدعوهم إلى ذلك.
    و في الدول الأوروبيَّة نجد دفعاً عجيباً وتلقائياً لمحاولة التعرف من السويديين على دين الإسلام
    ومن ثمَّ إعلان الكثير منهم دخولهم في الإسلام طواعيَّة
    فخلال مؤتمر صحفي بالمعهد السويدي بالإسكندرية وفي ضربة موجعة للمناهضين للإسلام
    أعلن وفد شباب السويد المسلم اعتناق 15 ألف مواطن سويدي تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاماً
    الدين الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم
    وتقول عدد من التقارير الصادرة بأنَّ عدد المسلمين في السويد يبلغ الآن حوالي " 120 ألف مسلم "
    والملاحظ أن الإسلام ينتشر رغم غياب الدعاية الكافية له
    وبشكل خاص بين النساء من الأكاديميات والجامعيات بشكل خاص
    ويبرهن على احترام الإسلام للمرأة ووضعها في دور أكثر تقديراً
    ويحتل الإسلام المركز الثاني من حيث الانتظار هناك.

    ومن خير الشواهد على انتشار هذا الدين العظيم
    ما يشعر به القساوسة بالأثر البالغ والكبير الذي يدفع الغربيين للدخول في الإسلام
    ما اعتبره "
    د. حقار محمد أحمد " عضو مجلس الحوار مع الكنائس
    والباحث المتخصص في شئون الفاتيكان وتاريخه
    تحذير جورج جاينزفاين السكرتير الخاص لبابا الفاتيكان مما وصفه "بأسلمة الغرب"
    ودعوته لمقاومة القيم الإسلامية باعتبارها خطرا على الهوية الأوروبية
    تأتي على خلفية الانتشار السريع للإسلام لدى النخب والقواعد الشعبية في أوروبا.


    وقال أحمد في تصريحات خاصة لموقع:
    (
    إسلام أون لاين): "هذه التصريحات جاءت نتيجة تزايد الإقبال على الإسلام
    في أوساط النخبة من المجتمع الأوروبي، وهي الفئة المؤثرة في الأوساط الثقافية الأوروبية
    بالإضافة لتضاعف عامة الناس الذين يسلمون بعد
    11 سبتمبر إلى ثلاثة أضعاف في كثير من الدول كفرنسا".


    ومن شواهد ذلك ، ما طالعتنا به بعض وسائل الإعلام عن قصَّة ذلك الضابط الأمريكي
    إذ كان يقوم بحراسة مستشفى مدينة الطب بضاحية الكرخ في بغداد
    وبعد محاولات تلقائيَّة منه للتعرف على الإسلام، أعلن النطق بالشهادتين
    وسيتبعه الكثير في ذلك، إذ إنَّ نصاعة هذا الدين وحقائقه الكبرى في الكون والحياة لائحة
    لكل ذي عينين يريد الدخول في الدين الحق ويبحث عنه.


    ونحن لا ننسى كذلك قصَّة الكثير من الحروب التي شنَّها أعداء الدين ومنهم التتار
    الذين دخلوا بلاد الإسلام لإبادة أهلها، وبعد مدة وجيزة
    وجدنا الكثير منهم يدخلون في الإسلام ويصبحون من أشدِّ أنصاره.
    وهذا ما يعطي لجميع المسلمين حالة الشعور بروح العزَّة والمناعة لهذا الدين
    وأنَّ هنالك شيئاً خفياً يقلب أذهان الكثيرين حينما يتعرَّفون على دين الإسلام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ


    [4]
    أنَّ حملات التشويه للإسلام تعطي مفعولا عكسيا .


    إنَّ كل الإساءات السابقة والحالية وربما اللاحقة لمقدساتنا ورموزنا الدينية
    لهي دليل على قوة الإسلام المتنامية بالغرب وتأثيره المباشر في حياة الملايين بأوروبا
    فإحصائيات حديثة صادرة عام
    2008 أكَّدت أن محاولات تشويه صورة الإسلام والمسلمين
    وبِناءِ صورة سيئة لكل من هو مسلم باءت بالفشل وأن الإسلام مازال ينتشر في أوروبا وأمريكا
    وكما قال الله تعالى:[
    لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ].


    والكثير من الناس يدفعهم حب الفضول والاستطلاع لما يقال وينشر في الإساءة للمسلمين
    فيطالعون المصحف الكريم وبعض الأحاديث النبوية
    وما هي إلاَّ أيام أو أسابيع أو شهور حتَّى ينطق كل منهم بشهادة الإسلام
    [
    أشهد ألاَّ إله إلاَّ الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله ]

    هذا مع ضعف زعماء الدول الإسلاميَّة وخيانة الكثير منهم لدينه
    وعدم اعتبار الدين هو الممثل الوحيد الذي يجب الدفاع عنه والذود عن حياضه.
    ومع جميع ذلك ينتقم الله تعالى لرسوله محمداً من الذين سخروا به واستهزؤوا برسالته
    وكان في قولهم ذاك دعوة للكثير من القطاعات الغربيَّة بالدخول للإسلام
    وقد قال ابن تيميَّة ـ رحمه الله ـ:
    " إ
    نَّ الله منتقم لرسوله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ ممَّن طعن عليه وسبَّه
    ومظهر لدينه ولكذب الكاذب ؛ إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد
    ".

    وهو ما حدث فعلاً فقد وجدنا عقب تلك الإساءات لرسول الله ولدين الإسلام
    أنَّ كيد أولئك المجرمين عاد إلى نحورهم وأنَّ هذه الحوادث أعطت للكثير
    من الغربيين ذرائع البحث عن هذا الدين الذي كثر ناقدوه لكي يتعرفوا عليه عن قرب
    فوجدوا خلاف ما يقولون أنَّه دين الحق والعدل والحرية والسماحة والعزة.

    لقد حاولت مجلة "
    دير شبيجل" الألمانية تقصي أسباب هذا الإقبال غير المسبوق
    على اعتناق الإسلام بين الألمان، مستعينة بدراسة أصدرها مجلس الوثائق الإسلامية في ألمانيا
    ويؤكد فيها أن أحداث
    11 سبتمبر عام 2001 والحملة الهوجاء التي قادتها الصحافة
    في الغرب ضد الإسلام، وما أعقبها من رسوم كاريكاتورية
    مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم نشرتها صحف دنمركية
    ثم آراء بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر غير المنصفة حول الإسلام
    لم تستطع وقف انتشار الدين الإسلامي في ألمانيا وأوروبا، بل أصبح هذا الدين أكثر قبولاً
    من غيره من الأديان في هذا البلد
    وكان من آثار تلك الأزمات التي عصفت بالمسلمين دوراً رئيساً وجوهرياً
    في محاولة تعرف الكثير من الألمانيين على هذا الدين
    حيث ساقهم هذا الحدث للاقتناع بالإسلام والدخول فيه!

    ولقد تحدَّث إليَّ [ الكاتب ] مرة فضيلة الشيخ رائد حليحل حفظه الله
    " مؤسس اللجنة الأوروبيَّة لنصرة خير البريَّة في الدنمارك"
    أنَّه في أعقاب أزمة الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنمارك
    والانتفاضة التي عمَّت أرجاء العالم العربي والإسلامي في الدفاع والذب عن رسول
    الهدى صلوات الله وسلامه عليه، ما جعل الدنماركيون يستغربون من ذلك
    فذهب الكثير منهم للمراكز الإسلاميَّة وسألوهم إن كان هنالك شيء يستطيعون
    من خلاله التعرف على هذا الدين الحنيف، فكانت المراكز تعطيهم المصحف
    ومعه ترجمة لآياته، وبعض الكتب التي تتحدث عن دين الإسلام
    فيرجع الكثير منهم ويعلنون في تلك المراكز أنَّهم قد دخلوا في هذا الدين
    حتَّى أنه خلال عامين بعد أعقاب أزمة الدنمارك دخل من الدنماركيين في دين الإسلام
    أكثر من
    4000 شخص! فربَّ ضارَّة نافعة!!


    ويوافق ما حدَّثنيه الشيخ رائد حليحل؛ ما أكَّدته صحيفة "البوليتيكن" الدنماركية
    أن عدد الدنماركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يوماً بعد آخر
    وأن مواطناً دنماركياً واحداً علي الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يومياً
    كما أن عدد الدنماركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز خمسة آلاف دنماركي.

    بل أكَّدت دراسة استطلاعية في الدنمارك أن القرآن الكريم أصبح هدية مطلوبة بشغف
    بمناسبة عيد ميلاد المسيح لعام
    2007م وقالت الدراسة الاستطلاعية:
    إن ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الدنماركية، تبوأت المرتبة الثانية لأكثر وأفضل المبيعات
    انتشارا في مجال الكتب المتخصصة في هذا النوع من العلوم.

    ويربط الخبير الدنماركي في شؤون الإسلام "
    يورجن باك" بين هذه الظاهرة
    وبين تلك الرسوم المسيئة لنبي الإسلام التي نشرت في الدنمارك بادئ ذي بدء
    ولحظ هذا الباحث: أنه لا يمكن قراءة صحيفة في الدنمارك أو الاستماع إلى إذاعة
    أو مشاهدة التلفزيون إلا وكان هناك ذكر للإسلام والمسلمين.
    وهذا يفسر الرغبة في الاطلاع على ما يتضمنه القرآن.

    والدلالة على ذلك: أنَّ المصحف الذي ترجمت معانيه إلى الدانماركية:
    أصبح هدية يتبادلها الدانماركيون بمناسبة أعياد الميلاد.
    وقد بيع من هذه الترجمة خمسة آلاف نسخة في شهر واحد.

    ولمن لا يعلم فإنَّ بلداً غربياً مشهوراً كالدنمارك بلغ من شدَّة حقده على الإسلام
    أنَّ قوانين هذه البلاد لم تعترف بالدين الإسلامي، ولم تدرجه ضمن الأديان المعترف بها على أراضيها
    علماً بأنَّ عدد المسلمين في الدنمارك يبلغ
    250 ألف مسلم أي (ربع مليون)
    من أصل 5.300 مليون نسمة، وفق الإحصاء الرسمي لعام
    2005م
    وفي المقابل تعترف الدولة الدنماركيَّة بديانة " السيخ " رغم أنَّ أتباعها لا يزيدون عن 170 شخصاً !

    ــــــــــــ
    وامن اراد التعرف أكثر عن الديانة السيخية ..
    هــنــــا
    ــــــــــــ

    ومع هذا التجاهل والتعامي عن حقوق المسلمين بل الإساءة لهم
    فإنَّه في أعقاب الحملة المسيئة لرسول الله في بلادهم تقدَّمت الدعوة إلى الأمام سنوات عديدة
    وكما قال أحد الدعاة هنالك: فلو ظلَّ
    100 داعية يتحدثون عن الإسلام في الدنمارك 10 أعوام
    لما تركت دعوتهم هذا الأثر والنتيجة لدخول الكثير منهم إلى الإسلام كما تركت هذه الحادثة

    وصدق الله تعالى إذ يقول:
    "
    وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا من المجرمين وكفى بربك هاديًا ونصيرًا " [ سورى الفرقان ].
    فهذه الدينمارك والتي اندلعت فيها جريمة الرسوم المسيئة لرسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم
    فإنَّه:يتردد على مسجد كوبنهاجن وحده أزيد من عشرين شاب لإعلان إسلامهم أسبوعيا
    وفي السويد أصبح مسجد ستوكهولم المركزي قبلة للشباب السويدي والشابات السويديات
    و غيرهما من شباب أوروبا الذين يعلنون إسلامهم بشكل يومي والأمر عينه يتكررّ في النرويج وفنلندا وإيسلندا
    ويعكس هذا التوجه ما قاله الكاتب السويدي الراحل يان ساميلسون الذي أسلم في كتابه
    الإسلام في السويد أنّ الدين الإسلام سيكون أهم
    وأصعب رقم في معادلة الدول الاسكندنافية بعد عشرين سنة.


    وقد أعلنت وزارة التعليم الدانماركية أنّها أصدرت مرسوما يقضي بتدريس القرآن الكريم
    في كل الثانويات الدانماركية, وقد عللّت وزيرة التعليم الدانماركية أولي تورناس ذلك بقولها
    أنّ تدريس الإسلام في المراحل الثانوية في الدانمارك سيفيد من جهتين أساسيتين
    أولهما معرفة الدانماركيين بالدين الإسلامي خصوصا في ظل الإقبال الكبير على دراسة الإسلام
    من قبل الدانماركيين وثانيهما معرفة الدانماريكيين الأصليين
    لأصدقائهم المسلمين الذين يعيشون معهم في الدانمارك أو أصدقائهم
    بتعبير الوزيرة أولي تورناس, و للإشارة فإنّ عدد المسلمين في الدانماركيبلغ حوالي
    "
    200 ألف مسلما "
    أغلبهم من البلاد العربية والإسلامية وإفريقيا وهذا العدد هو من أصل خمس ملايين ونصف دانماركي
    وقد رحبّت الجمعيات الإسلامية في العاصمة الدانماركية كوبنهاجن
    بهذه البادرة واعتبروها خطوة في الاتجاه الصحيح


    وإلى أمريكا وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ففي حديث خاص جمعني [ الكاتب ]
    مع شيخنا الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس حفظه الله
    وقد كان لسنوات عديدة رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة في أمريكا
    بأنَّه عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر
    والحرب الشرسة على الإسلام من قبل الولايات المتحدة الأمريكية
    على لسان رئيسها مجرم الحرب جورج بوش، قد دفع ذلك الأمريكان لكي يتعرفوا على الإسلام
    حتَّى إنَّه خلال شهر ونصف أسلم في أمريكا ما يزيد على "
    27 ألف مسلم "

    كما شهدت مكتبات أمستردام إقبالاً كبيراً من الهولنديين على شراء المصاحف الإلكترونية
    المترجمة مما أدَّى إلى نفادها من الأسواق عقب نشر الرسوم المسيئة وعلى جانب آخر
    خابت آمال النائب الهولندي جيرت فيلدرز فبعد عرض فيلم فتنة أشهر ثلاثة
    هولنديين إسلامهم خلال أسبوع من عرض الفيلم.

    أمَّا رئيس الجمعية الإسلامية في إقليم " كتالونيا " أغنى أقاليم شمال شرق إسبانيا
    فيقول كما ذكرت مجلة " عقيدتي ": إن اعتناق الإسلام يتم وينتشر على الرغم من الحملات
    التي يتعرض لها في الصحف ووسائل الإعلام الغربية ". وتابع مستخفاً بأثر تلك الحملات:
    "يبدو أن اعتناق البوذية أسهل. لكنهم يختارون الإسلام !!".



    [5] وجود الحقائق العلميَّة التي تحدَّث عنها هذا الدين .


    ولا يخفى علينا قصص إسلام الكثير من العلماء الغربيين حينما كانوا يستمعون لبعض محاضرات العلماء المسلمين المتخصصين
    في قضايا الإعجاز في الكتاب والسنة، وعلى رأسهم
    الشيخ الدكتور "
    عبد المجيد الزنداني "
    والشيخ الدكتور "
    زغلول النجّار "
    حيث ذكر الأخير أنَّ
    37 عالماً أوروبياً أسلموا على يديه بناء على محاضرة ألقاها في بعض جوانب الإعجاز في القرآن والسنة.
    حيث أكَّد الدكتور زغلول النجَّار - يشغل مدير أكاديمية مارك فيلد للدراسات العليا بإنجلترا
    [ سابقاً هذا الأمر .. أما الأن فأعتقد أن عمله في الجامعة الإسلامية في عمان - الأردن ]

    وأستاذ علوم الأرض - في محاضرته وجود السبق العلمي في القرآن والسنة
    لكثير من الأمور التي يعد الغربيون أنفسهم
    بأنَّهم أوَّل من اخترعها وابتكرها وأنًّها اكتشافات حديثة معاصرة
    ما حدا بالكثير من العلماء إلى إبداء استغرابهم وإعجابهم بما في هذا الكتاب الكريم.


    ويعقِّب الدكتور النجَّار على ذلك بأنَّ هذا يستدعي ضرورة توظيف العلم في فهم الإشارات الكونية لما في ذلك من فائدة للمسلمين
    ودعوة لغير المسلمين، موضحاً أن القرآن الكريم كتاب هداية للبشر وليس كتاباً للعلم والمعرفة

    وقال في حوار لـ "
    عكاظ ":
    إن القرآن الكريم أشار في محكم آياته إلى هذا الكون ومكوناته من خلال ما يقارب ألف آية صريحة
    بالإضافة إلى آيات تقترب دلالتها من الصراحة، وأكد أن الاهتمام بالدعوة الإسلامية في الغرب مهم
    ومن أفضل أساليبه قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، لأن القضايا الغيبية لم تعد تحرك مشاعر الغربيين
    فقد ملّوا القضايا الغيبية والاستماع إليها لأنَّها محرفة عندهم تحريفاً كثيراً
    لكن عندما نقول لهم: إن آية قرآنية نزلت قبل
    1400 سنة تشير إلى حقيقة كونية لم تعرفوها إلا منذ عشر سنين تهزهم من الأعماق.

    نجد طبيبة غربيَّة تعلن دخولها إلى الإسلام
    حينما كانت تبحث عن حقيقة علميَّة معيَّنة فوجدتها في بلاد المسلمين
    وهذه الطبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة، وكانت لها عناية خاصة بالأمراض الجنسية التي تصيب النساء
    فأجْرَت عدداً من الأبحاث على كثير من المريضات اللاتي كنَّ يأتين إلى عيادتها، ثم أشار إليها أحد الأطباء المتخصصين
    أن تذهب إلى دولة أخرى لإتمام أبحاثها في بيئة مختلفة نسبياً، فذهَبَتْ إلى النرويج، ومكثت فيها ثلاثة أشهر
    فلم تجد شيئاً يختلف عمَّا رأته في ألمانيا، فقررت السفر للعمل لمدة سنة في السعودية.

    تقول الطبيبة: فلما عزمتُ على ذلك أخذت أقرأ عن المنطقة وتاريخها وحضارتها
    فشعرت بازدراء شديد للمرأة المسلمة، وعجبتُ منها كيف ترضى بذُلِّ الحجاب وقيوده
    وكيف تصبر وهي تُمتهَن كل هذا الامتهان..؟! ولمَّا وصلت إلى السعودية علمت أنني ملزمة بوضع عباءة سوداء على كتفيَّ
    فأحسست بضيق شديد وكأنني أضع إساراً من حديد يقيدني ويشلُّ من حريتي وكرامتي !!
    ولكني آثرت الاحتمال رغبة في إتمام أبحاثي العلمية.
    لبثت أعمل في إحدى العيادات أربعة أشهر متواصلة
    ورأيت عدداً كبيراً من النسوة، ولكني لم أقف على مرض جنسي واحد على الإطلاق
    فبدأت أشعر بالملل والقلق.. ثم مضت الأيام حتى أتممت الشهر السابع، وأنا على هذه الحالة
    حتى خرجت ذات يوم من العيادة مغضَبة ومتوترة، فسألتني إحدى الممرضات المسلمات عن سبب ذلك
    فأخبرتها الخبر، فابتسمت وتمتمت بكلام عربي لم أفهمه، فسألتها: ماذا تقولين؟!! فقالت: إن ذلك ثمرة الفضيلة
    وثمرة الالتزام بقول الله تعالى في القرآن الكريم: [ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ] [سورة الأحزاب]
    هزتني هذه الآية وعرّفتني بحقيقة غائبة عندي، وكانت تلك بداية الطريق للتعرف الصحيح على الإسلام
    فأخذت أقرأ القرآن العظيم والسنة النبوية، حتى شرح الله صدري للإسلام، وأيقنت أنَّ كرامة المرأة وشرفها إنما هو في حجابها وعفتها..
    وأدركت أن أكثر ما كُتب في الغرب عن الحجاب والمرأة المسلمة إنما كتب بروح غربية مستعلية لم تعرف قيمة الحجاب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [6]
    قلَّة وجود النماذج الحقيقيَّة للأديان الأخرى.


    إنَّ المسلمين لديهم نموذج حقيقي ومثال رائع وقدوة يحتفى بها ويقتدى
    ألا وهي شخصية النبي الأمين والرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
    فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا زال حيا في أمته بسبب حفظ الله لدينه من الضياع والتحريف
    بخلاف بقية الأديان التي دخل عليها التحريف والتبديل ولهذا لا يجد أصحابها أي قدوة أو أثر لنموذج حقيقي غير متناقض وغير حيٍّ عندهم.

    ففي بريطانيا مثلاً وهي البلاد التي تنتشر فيها الديانة النصرانيَّة
    نجد قلَّة قليلة ممَّن يتمسَّكون بتلك الديانة الباطلة، وفي المقابل هنالك إقبال هائل على الدخول في الإسلام
    فضلاً عن التسمي باسم محمد، فقد أعلن المكتب الوطني للإحصاء في لندن أن اسم (
    محمد)
    حقق تقدما في قائمة الأسماء الأكثر ذيوعا في مقاطعتي إنجلترا وويلز..
    وتقول أرقام المكتب الوطني للإحصاء في المملكة المتحدة:
    ولد خلال عام 2006 -
    4255 - ذكرا حملوا اسم (محمد)، مقابل 3386 ذكرا اسماهم آباؤهم جورج
    و
    3755 سموهم جوزيف!!


    وإلى صورة حقيقيَّة أخرى توضِّح لنا قصَّة إسلام مستشرق بلغاري بعد ترجمته للقرآن
    حيث أكَّد المستشرق البلغاري "
    د.توفيان تيوفا نوفا "
    الأستاذ في جامعة صوفيا والعضو في جمعية المستشرقين الأميركيين وعضو اتحاد المستشرقين الأوروبيين
    أنه اعتنق الإسلام عن اقتناع تام لأنه الدين الحق الذي يُساوي بين البشر ويصون جميع الحقوق الإنسانية
    ويُرسى قواعد السلم والأمن في المجتمعات البشرية كافة، وأنَّ هذا الشيء ليس موجودا لدى الأديان الباطلة الأخرى.


    وأوضح في حواره أنه قضى أكثر من
    12 عاماً لإنجاز ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغة البلغارية
    وبعد الانتهاء من إنجازها أعلن اعتناقه للإسلام بعد أن تفهَّم معاني الآيات القرآنية الكريمة
    نتيجة لتعمقه في دراسة الإسلام ومعطياته الحضارية والثقافية الوفيرة
    حيث ثبت لديه أن الحضارة الإسلامية هي أم الحضارات العالمية المعاصرة وأرقى أنواع الحضارات في العالم كله.


    وعن دوافعه إلى اعتناق الإسلام يقول د. توفيان الحقيقة أني لاحظت أن بعض المستشرقين غير الموضوعيين
    يطعنون في الإسلام وتركّز طعنهم على القرآن الكريم فقالوا:
    إنه كلام بشري لا رباني، كما طعنوا في الآيات المكيّة والآيات المدنيّة وأنكروا حقيقة الوحي وغير ذلك من الافتراءات
    التي تعوّدوا على ترديدها في الساحة العلمية وأنا وكل مستشرق موضوعي
    يرفض هذا المنهج الاستشراقي الذي يشوّه صورة الاستشراق الموضوعي ويطعن في الإسلام بلا مبرر.


    [7]
    دور الأخلاق الإسلامية في الإنسانية .

    ونحن نعلم وندرك أنَّ الكثيرين ممَّن كانوا على أديان باطلة
    وعقائد فاسدة، حينما رأوا وشاهدوا الأخلاق الجميلة التي يتطبَّع بها بعض المسلمين في بلاد الكفر
    فإنَّها تعطيهم صورة حقيقية وملمحاً واضحا عن مدى تأثير الخلق والتعامل الحسن مع أولئك الكفار
    مما يقلب حياتهم ويجعلهم يفكرون في حقيقة هذا الدين الذي يأمر الناس بالأخلاق الحسنة ولو كان مع الكفار!


    ولهذا أكّدت دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية أن الإسلام ينتشر بسرعة كبيرة في البلاد
    ويُعدّ الدين الثاني بعد النصرانية. وأظهرت الدراسة أن
    3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويًا في فرنسا
    وأن أتباعه أكثر السكان التزامًا بالقوانين، وتندر جدًا الجريمة في أوساطهم ، كما يحرصون على تنفيذ تعاليم الإسلام
    مثل الصلاة والصيام وعدم شرب الخمر.
    وأوضحت الدراسة أن
    66% من المسلمين في فرنسا لم يشربوا الخمر أبدًا ولو لمرة واحدة

    واختُتِمت الدراسة بقولها:
    "
    إن معظم شباب المسلمين الفرنسيين متدينون جدًا وهو ما يساعد على انتشار الإسلام
    بشكل كبير في فرنسا
    "
    وكما يقال:
    الدين المعاملة.

    وفي بلغاريا ينتشر الإسلام أيضاً بصورة مشاهدة
    ومن أسباب ذلك حسن خلق الكثير من المسلمين هنالك بشهادة الأعداء
    فقد قال الجنرال "
    بيتار فاسيليف" رئيس دائرة تنفيذ العقوبات بوزارة العدل في بلغاريا:
    إن وزارة العدل البلغارية تخطط لبناء مساجد في بعض سجون البلاد
    لأن عدداً كبيراً من نزلائه هم من الأجانب الذين يعتنقون الإسلام؛ ولأنهم أثبتوا طيلة الفترة السابقة حسن سلوكهم.


    تقول " د.هيفاء جواد " الأستاذة بجامعة برمنجهام في بريطانيا
    "
    الكثير من النساء الأوروبيات يعانين من التفسخ الأخلاقي في المجتمعات الغربية
    وهن يشعرن بالحنين إلى الإحساس بالانتماء والرعاية والمشاركة والإسلام يقدم كل هذا المعاني المفتقدة في الغر
    ب"

    أما كارين فان نيوكيرك الباحثة التي أجرت دراسات عن النساء الهولنديات اللاتي اعتنقن دين الإسلام فتقول:
    هناك أخريات في أوروبا اعتنقن الإسلام بعد أن جذبتهن نظرة هذا الدين للأنوثة والرجولة
    وكيف أن الإسلام يفرد مساحة واسعة لمعاني الأمومة ومعاني الأسرة وأهميتها
    وأنه لا يتعامل مع المرأة باعتبارها أداة للجنس وإشباع الشهوة الغريزية
    ".


    وإلى قصَّة أخرى تؤكد لنا أنَّ الكثير من المسلمين الجدد يسلمون حينما يشاهدوا الحياة المختلفة عند المسلمين
    مقارنة بالحياة التي يعيشونها، فالفرنسي لونارتيس أونتوني الذي أشهر إسلامه وقام بتغيير اسمه إلى

    "
    عبد الحكيم"

    ذكر أنَّ اعتناقه الإسلام كان نابعا من التأمل الذي لازمه طيلة الفترة التي سبقت إعلان قراره
    معتبرا أن المحيط الذي كان يعيش فيه هو السبب الذي دفعه للتفكير في اعتناق الإسلام
    وذلك بعد القيام بالمقارنة بين عدة أشياء تحدث داخل المجتمع الفرنسي وأخرى مماثلة تقع في المجتمع الجزائري،
    ضاربا مثالاً بالتناقض في دور الأسرة الغربية وعلاقة أفرادها ببعضهم البعض
    وكذا تمرد المرأة الغربية عموما والفرنسية خصوصا على الأعراف والقوانين الفطرية وخصوصيتها كأنثى.
    وهو الأمر الذي قال إنه دفع به إلى المقارنة بين مجتمع لا يؤمن بالحدود وآخر تحكمه ضوابط وقواعد شرعية وعرفية.


    وروى "
    عبد الحكيم"
    قصة طريفة وقعت له قبيل إشهار إسلامه، حيث قال إنه عندما توجه إلى إمام المسجد
    الذي اشترط عليه العودة بعد مدة ليتمكن من تسليمه أوراقا أو رخصة الدخول للإسلام
    فرفض "
    عبد الحكيم" بقوله: "لا تهمني البطاقة بل يهمني نور الإسلام"، قبل أن يتحدث عن موقف عائلته
    وبالأخص والداه، اللذان اشترطا عليه أن يقنعهما قبل أن يتم ذلك، معرجا في نفس السياق
    إلى الدور الذي لعبته شقيقته في إسلامه، لكونها متزوجة من جزائري.


    [8]
    جهود الدعاة إلى الله في نشر الإسلام .

    حينما نرى كثيراً من الدعاة يقوم بنشر هذا الدين
    ويترك أهله وأولاده بعد تأمين عيشهم، ثمَّ ينطلق للدعوة إلى الله ويقطع الفيافي والقفار
    لكي يبلغ دعوة الله الحقَّة إلى الناس، فإنّ هذا جهد لا يكافئ عليه سوى رب العالمين.
    لقد كان الداعية "
    د. عبد الرحمن السميط"رحمه الله داعية عجيباً
    ورجلاً فريداً حيث حمل مشعل النور والهداية على كتفيه ليجوب بها الآفاق بحثاً عمَّن يريد الدخول إلى الإسلام.
    لقد عمل د
    . السميط في مجال الدعوة إلى الله وإغاثة كثير من المنكوبين خلال 26 عاماً
    وحينما استُضيف في قناة الجزيرة، أخبر أنَّه بفضل الله تعالى وشيء من الجهود
    التي كان يقوم بها في الدعوة بأفريقيا، كان له دور في إسلام أربعة ملايين نسمة
    والمقابلة موجودة في موقع الجزيرة نت لمن أراد أن يقرأها في برنامج بلا حدود مع الإعلامي: أحمد منصور.

    وحدث آخر أتطرق لذكره وهو قصَّة ذلك النصراني المتعصب السلطان التشادي
    في إحدى المناطق واسمه علي رمضان ناجيلي، وهو سلطان منطقة(قندي) في تشاد
    ولقد كان نصرانيا متعصباً ويكره المسلمين ويود حرقهم لو استطاع كما كان يقول
    ولكنَّ الله تعالى منَّ عليه بالإسلام عام
    1977م على يد شيخ نيجيري يعمل في الدعوة إلى الله استطاع
    بأسلوبه وقوة حجته أن يقنع أبناء المنطقة بالإسلام.

    وحينما أسلم وتولَّى سلطنة منطقته بعد وفاة والده، بات داعية إلى الله يدعو بحرص وجديَّة وعلو همَّة
    حتَّى أنَّه خلال مدة سنتين في دعوته إلى الإسلام في منطقته
    أسلم
    4722 شخصاً من قبيلة "سارا قولاي" وكان منهم أربعة عشر قسيساً!!

    بل لقد رأينا شباباً مُخلصاً لديهم الحرقة الشديدة على نشر دينهم
    يستخدمون الشبكة العنكبوتيَّة لأغراض رائعة، ومنها نشر دين الإسلام عند غير المسلمين
    ممَّن يصادفهم الحظ للتعرف عليهم، فقد ذكرت جريدة الشروق اليوميَّة الجزائريَّة
    أنَّ الشاب الجزائري عبد الواحد سوايبية الذي يبلغ من العمر
    31 سنة كان يمارس المحادثة
    على الشات على شبكة الإنترنت وتعرف على امرأة عجوز فرنسيَّة
    واسمها ميشال والتي تبلغ من العمر
    58 سنة، وقد قام بدعوتها لدين الإسلام
    حتى أسلمت على يديه وبهذه الطريقة نفسها أسلم على يده ثلاثة من الفرنسيين.



    [9]
    الفضائيات المُحافظة ودورها الريادي.

    لقد أثمرت كثير من القنوات الفضائيَّة المُحافظة جهداً رائعاً
    ودوراً كبيراًُ من خلال برمجها الهادفة بإقناع الناس بدين الإسلام
    ومحاولة جذبهم للدخول فيه
    ومنها الفضائيات الناطقة باللغة الإنجليزية وعلى سبيل المثال:
    قناة الهدى.

    فقد جعلت هذه القناة من ضمن أهدافها أن تكون مرجعاً موثوقاً للمسلمين
    الناطقين بغير العربية ومصدراً عذباً صافياً لتعليم الدين ومشعل هداية لغير المسلمين
    لينقذ الله بها الناس من الظلمات إلى النور، وتستهدف القناة المنتظرة في بثها نوعين
    من الجمهور المسلمين الناطقين بغير العربية في جميع أنحاء العالم وغير المسلمين
    الناطقين بغير العربية في جميع أنحاء العالم وستبث برامجها بعدد من اللغات الحية
    الإنجليزية والفرنسية والإسبانية وترتكز أهداف القناة على هدفين رئيسيين هما :

    الأول إرشاد وتوعية المسلمين الناطقين بغير العربية بأمور دينهم
    والثاني دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وتقديم الدين الصحيح لهم

    وستشمل برامجها عدداً من القوالب الفنية ومنها البرامج الشريعة المتخصصة
    والبرامج الوثائقية والبرامج العلمية والحوارية والاجتماعية
    وينتظم في اللجنة التأسيسية للقناة عددٌ من طلبة العلم والمهتمين بالشأن الإسلامي
    والدعوة ورجال الأعمال الذين يأملون في أن تكون هذه القناة صورة حقيقية
    لما يتمناه كل مسلم في بث هذا الدين العظيم إلى أصقاع المعمورة.


    [ 10]
    المناظرات بين علماء الدين الإسلامي والأديان الأخرى الباطلة .

    التي كانت تجرى بين المسلمين وعلمائهم وبين الكفار وعلمائهم مما يؤثر تأثيراً كبيراً
    على رؤية أيهما الحق معه أولى وأحرى والتي يسلم من خلالها كثير من الناس.
    ولا ننسى مناظرات الشيخ أحمد ديدات ـ رحمه الله ـ للكثير من قساوسة النصارى
    والتي كان بعد الانتهاء منها إعلان عدد من الناس دخولهم في دين الله لما يرونه من نصاعة الحق
    وهزلان الباطل وبهته، وإني أدعو قرَّاء هذه الدراسة أن يطالعوا موقعاً لقس أمريكي
    كان من ألدِّ أعداء الإسلام، وبعد عدد من المناظرات مع دعاة المسلمين هدى الله قلبه
    حينما آمن بالله حقَّ الإيمان، وصدق الله حينما قال : [
    ومن يؤمن بالله يهد قلبه]

    فبعد رحلة طويلة في الكنائس والدعوة إلى النصرانيَّة والهجوم على الإسلام
    نجده يعلن الشهادة ويكون من أكثر الناس دعوة لهذا الدين العظيم
    ويطلق ثلاثة مواقع باللغة الانجليزيَّة للدعوة إلى الإسلام، وروابطها:

    www.islamtomorrow.com
    www.islamalways.com
    www.islamyesterday.com

    وإلى بلاد أخرى يعشِّش فيها الحكم النصراني البغيض ويستهدف الكثير من المسلمين
    وذلك في إثيوبيا، فقد أعلن الكثيرين إسلامهم إثر مناظرة حصلت بين أحد الدعاة العلماء
    من المسلمين وأحد قساوسة النصارى، ممَّا نتج عنه اقتناع الكثيرين من الأثيوبيين
    الحاضرين بأنَّ دين الإسلام هو الدين الحق، فما هي إلا لحظات حتَّى أعلنوا إسلامهم
    في القاعة نفسها، وحول ذلك تحدَّث الشيخ صالح عبد الواحد
    "
    المدير التنفيذي للهيئة العالميَّة للتعريف بالإسلام التابعة لرابطة العالم الإسلام "
    حيث خصَّ وكالة الأنباء السعودية "
    واس "
    بذكر قصَّة تشير إلى طريقة عجيبة لدخول الكثيرين من غير المسلمين إلى الإسلام
    فذكر أنَّه قد حصلت مناظرة في أثيوبيا لأحد الدعاة الذين يعملون تحت مظلة الهيئة
    في العالميَّة للتعريف بالإسلام أثيوبيا واسمه الشيخ "قمر حسين"
    الذي ألف كتابين عن الإسلام والإنجيل والتوراة وقرأهما أكثر القساوسة هناك
    فطلبوا لقاء مع الشيخ قمر وهم عشرون قسيسًا
    وبعدما انتهى اللقاء

    طلبوا المناظرة على الملأ فحضر المناظرة حوالي عشرة آلاف ما بين مسلمين ونصارى
    وتركزت المناظرة التي استمرت ست ساعات على ثلاثة محاور
    وقد أسلم على إثرها
    144 رجلاً وامرأة في وقت واحد ومن ضمنهم ثلاثة قساوسة!





    ولا أنسى أن أشكر أختي الكريمة K.T على الفواصل الرائعة فجزاه الله خيراً .. واتمنى أن لا تنسوها من التقييم
    هـنـا







  2. #2

    الصورة الرمزية سميد

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    33,763
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مُبشِّرات في عصرالوهن [ معالم وحقائق فــي أنتشار الدين الإسلامي ]

    وعليكم سلام
    حجز للفتره بسيطه
    ^

  3. #3

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مُبشِّرات في عصرالوهن [ معالم وحقائق فــي أنتشار الدين الإسلامي ]

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيراً
    ولي عودة بأذن الله

  4. #4

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مُبشِّرات في عصرالوهن [ معالم وحقائق فــي أنتشار الدين الإسلامي ]

    وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
    بارك الله فيك و جعله الله فى ميزان حسناتك و وفقك الله دائما
    اسعدك الله

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...