.. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Book Icon .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على سيَّد الخلق أجمعين نبيّنا المصطفى على العالمين محمد وآل بيته الكرام الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    هذا هو التواجد الأول لنصوصي الكتابية بين مواضيع هذا القسم والذي أرجو أن يكون خفيفاً عليكم وحقيقةً في بادئ الأمر لم أكُن أنوي

    إنشاء هذه القصة كموضوع مستقل بل كنتُ أود المشاركة بها كتعليق للصورة التي أرفقتها الأخت "corapica" في مسابقة صورة وأجمل تعليق

    ولكنني صرفتُ النظر عن ذلك لتجاوز طول القصَّة لطول التعليق المختصر فقررتُ وضعها هنا وأرجو أن ينال مستواها المتواضع على

    استحسانكم وستكون ملاحظاتكم وانتقاداتكم محل ترحيبي واحترامي مع جزيل الشكر لكل من يمرون على صفحتي المتواضعة

    وهذه هي الصورة المقصودة :







    والآن أترككم مع القصة :

    " زنزانة الذكرى "

    سكَبَت برفق بعض المياه بداخل أصيصٍ جاور القبر الذي تجلس بقربه ثم أخذت تتأمل بصمتٍ يجاري سكون تلك الأجداث التي انتشرت حولها

    تلك الزهرة التي احتواها ذات الأصيص والتي بدا عليها بعض الذبول نتيجة تأخر الفتاة بعض الوقت عن ريِّها ومع هبوب بعض النسمات الهوائية

    الخفيفة التي حركت وريقات الوردة أطلقت زفرةً تعبر عن ألمها وهي تمعن النظر في تلك البتلات البيضاء التي بدت وهي تهتز بفعل الرياح

    وكأنَّها تتحدث معها معاتبةَ إياها على هذا التأخير الذي أصابها بالظمأ وبدت في ملامح الصبيَّة نظرة كئيبة وهي تحوِّل بصرها باتجاه قبر تلك

    السيدة المسنَّة التي كانت ستغدو بالنسبة لها نسياً منسياً لولا تلك الحادثة التي تطرق أبواب ذاكرتها باستمرار , تلك الحادثة التي سكنت اعماقها منذ

    الطفولة وبقيت تعذبها ليلاَ عندما تهجع العيون وتبقى وحدها تصارع الألم وتصغي بندم لتوبيخ ضميرها الذي يعيدها من بوابة الذاكرة عدداً من

    السنين إلى الوراء فترى نفسها تلكَ الصغيرة ذات الأعوام السبعة وهي تلعب وتلهو في فناء بيت جدِّها عندما جاءت السيدة صاحبة القبر لزيارة

    جدتها إذ كانت من ضمن صديقاتها وعندها فوجئت بابنة خالتها التي تكبرها بعامٍ واحد وهي تسحبها من الفناء إلى إحدى الغرف الجانبية على

    عجل وهي في حالة دهشةٍ وذهول لم تستفق منهما إلَّا على صوت ابنة خالتها وهي تقول لها في لهجةٍ محذرة :
    إياك أن تقربي تلك المرأة فإنَّها

    من الحاسدين فإن أعجبها شيء فيكِ فستفقدينه فوراً وإلى الأبد أتفهمين ؟!


    فردَّت هي في مزيج من الدهشة والخوف :
    هل أنتِ واثقة من ذلك ؟! وماذا بإمكاني أن أفعل إن شاهدتني ولم أكن أفطن لوجودها في ذلك الحين

    هل أهرب بسرعة من المكان الذي تتواجد فيه أم ماذا أفعل عندها ؟!

    فبدا على ابنة خالتها التفكير العميق لبرهةٍ من الوقت ثم أجابتها وكأنَّها توصلت إلى حلٍ عظيم :
    بالتأكيد أنا على ثقةٍ مما أقول أنسيتِ أنَّني أكبر

    منكِ سناً وأمَّا إن رأتكِ فعليكِ أن تظهري أمامها بمظهر الفتاة سيئة الطباع وعندها ستصرف نظرها عنكِ

    فسجلت الفتاة تنويه ابنة خالتها في ذهنها حتَّى لا تنسى في المرَّة المقبلة أن تتفادى تعريض نفسها للحسد من قبل تلك المرأة


    ومرَّ أسبوع على تلك الزيارة فوجئت بعده الفتاة بدخول السيدة للغرفة التي كانت تجلس فيها مع جدَّتها وأمها وأختها التي تصغرها بعامين

    فارتبكت الصغيرة ولم تجد ما تفعله حيال ذلك الدخول المفاجئ لمن اعتقدت بوجوب تحاشيها خاصَّة بعد أن مدَّت المسنة يدها لمصافحتها في

    ترحاب فوجدت نفسها تصافح المرأة بحركة تلقائية وعفوية اعتادت عليها وما أن افترقت يداهما حتى استرجعت بخوف تحذير ابنة خالتها وبدأت

    تلوم نفسها على تلك المصافحة التي جعلتها تبدو طفلة مهذبة في حين أنَّها تريد إظهار العكس في هذا الموقف وبدأت تفكر في حيرة ورعب في

    حلٍ لما اعتبرتها مشكلةً مستعصية فقد أخذت الهواجس السوداء تتصارع بذهنها


    ولم يقطع حبل تفكيرها سوى صوت والدتها وهي تستثير حواسَّها مناديةً :
    مريم ألا تسمعين ؟! ما بالكِ شاردة الذهن هكذا؟! أم محمد تطلب منكِ إحضار كوبٍ من الماء لتشربه فهي تشعر بالظمأ هيا انهضي بسرعة ونفِّذي ما تريده الخالة منكِ !

    فالتفتت مريم نحوها بارتباك فوجدتها تبتسم لها ابتسامة تودد واستلطاف ممَّا جعل توترها يصل إلى ذروته وبدأت الأفكار تدور بسرعةٍ خارقة في

    ذهنها وكان مضمونها هو أنَّ هذه هي فرصتها لتعطي عن نفسها انطباعاً سيِّئاً حتى لا تُحسد على بالغ لطفها وغاية احترامها لمن يكبرونها سناً

    لذلك قررت وللمرَّة الأولى أن ترفض تقديم خدمةٍ بسيطة كهذه


    فردَّت على الأم بخجل وتردد :
    أمي أنا الآن منهكة جداً ولا أستطيع الذهاب لإحضار الماء

    فنظرت لها أمها والدهشة تملأ لبَّها وجنانها واجابتها باستنكار :
    منهكة ؟! وما الذي أنهك طفلة مثلكِ ؟!!

    اذهبي سريعاً واحضري الماء لخالتكِ أم محمد

    فأجابتها وهي تتحاشى التقاء نظراتها بأي فردٍ يتواجد في الغرفة من فرط الخجل الذي يعتريها ليقين علمها بمدى سوء التصرف الذي تتعمد القيام

    به :
    لا . لا أستطيع أنا متعبة ولا رغبة لي في النهوض


    فتحولت دهشة الأم إلى غضب وخجل من تصرف ابنتها التي عهدتها مطيعة مهذبة وقالت في لهجةٍ آمرة تكسوها الصرامة :
    ستذهبين لتنفيذ ما

    طُلِب منك وبدون تأخير ولا أريد سماع أي أعذار

    فكادت تنهض في استسلام لولا وصول أختها الصغيرة التي خرجت مبادرة لإحضار كوب الماء وسط انشغال الجميع بالتحديق في مريم التي

    تتصرف بغرابةٍ غير معهودة

    فقدَّمت الطفلة الكوب للسيَّدة وهي تبتسم في براءة فتناولته منها مبادلةً ابتسامتها بأخرى تعكس شكرها وامتنانها في حين كانت مريم تنظر لأختها

    بقلق وهي تردد في نفسها :
    يا لأختي المسكينة ستحسدها هذه المرأة الآن ليتني حذرتها قبل الآن ولكنها صغيرة لن تفهم ما أقوله لها

    احتضنت الأم ابنتها الصغرى في اعتزاز و ربتت على رأسها الصغير برفق وهي تقول :
    هذه هي ابنتي الرائعة اللطيفة كم أنا فخورة بكِ ثم

    التفتت نحو ابنتها مريم وأردفت : أمَّا أنتِ فحسابكِ عندما نعود إلى البيت


    نكست مريم رأسها في خجل واكتفت بالصمت إجابةً على العبارة الأخيرة ومضت ساعات قبل العودة للمنزل بتثاقل حتَّى بعد مغادرة المرأة لبيت

    جدِّها إذ قضت وقتها في ذلك الحين في سكونٍ كئيب ولم ترفع بصرها عن الأرض قط

    وعند إيابهم للمنزل انزوت والدتها بها جانباً لتعرف المبرر وراء تصرفها المشين ذاك ولكنها لم تكن بحاجةٍ لأي سؤالٍ تبدأ به حديثها إذ أنَّ قلب

    الفتاة كان قد كبت انفعالاته بما فيه الكفاية فبدأت الكلمات تنساب على لسانها كحمم بركان في بداية ثورته مخبرةً أمها بالحديث الذي دار بينها وبين

    ابنة خالتها والتحذير الذي تضمنه فاطمأن فؤاد الأم قليلاً لمعرفتها لسبب ردَّة الفعل الغريبة التي أبدتها ابنتها في بيت جدها فتنهدت بعمق ثم ردَّت

    عليها قائلةً :
    عليكِ عدم تصديق كل ما تسمعينه و ابنة خالتكِ طفلة مثلكِ وأنا أعرف هذه السيدة منذ أن كنتُ في مثل عمرك إنَّها امرأةٌ لطيفةٌ للغاية

    وما قيل لكِ عنها غير صحيح بتاتاً أمَّا أنتِ فقد أخطأتِ مرتين المرة الأولى عندما صدَّقتِ ما لا علم لكِ به وظلمتِ هذه السيدة البريئة دون أن

    تسأليني عن صحَّة الكلام الذي سمعتِه والمرة الثانية هي عندما رفضتِ تقديم المساعدة لمحتاجةٍ إليها في حين استطاعتكِ لتقديمها وعندما نخطئ

    علينا تصحيح أخطائنا أليس كذلك ؟

    فأومأت الفتاة برأسها موافقة

    فأكملت الأم حديثها :
    في المرَّة القادمة عندما تأتي أم محمد لزيارة جدَّتك عليكِ إحضار الماء لها قبل أن تطلبه ثم الاعتذار لها وتقبيل رأسها أيضاً

    فهمتِ ؟

    فردت البنت بصوتٍ خافت على استحياء وهي تتخيل الموقف :
    نعم يا أمي سأفعل ذلك

    ثمَّ أطلقت نفساً عميقاً في الهواء تعبيراً عن ارتياحها للبوح بما كانت تخفيه وتوصلها لحلٍ يصحح الخطأ الذي ارتكبته


    ومضت الأيام وهي تزور بيت جدها باستمرار منتظرةً عودة المرأة المسكينة لتصحح ما أخطأت به في حقها حتَّى نزل ذلك الخبر على رأسها

    كالصاعقة حيث استقبلت ذلك الصباح بخبر وفاة الخالة أم محمد والتي ماتت دون أن تسنح لها الفرصة بتقديم اعتذارها فأمضت بقية أيامها وهي

    تستمع لتوبيخ ضميرها كل ليلة وهي تدرك تماماً أنَّ الانتصار مرَّة واحدة على موقف ضميرها قد يجرح لديه شعور الكبرياء وربَّما يرحل تاركاً

    إياها إلى الأبد تماماً كما فعلت أم محمد ولذلك اكتفت بالإذعان لضرباته القاسية والتي كانت تزيد من عمق جروحها ولم يكن يخفف عنها آلامها

    سوى حديث أمها التي أخبرتها بأنَّ أم محمد الآن بحاجة للحسنات أكثر من حاجتها في ذلك اليوم لكوب الماء البارد ذاك ويمكنها أن تقوم بالعمل

    الصالح والتصدق نيابةً عنها لتسعدها في لحدها .


    توقفت الفتاة عن التفكير عندما وصلت لهذه النقطة واستعاد العالم الحقيقي صورته في عينيها فأخذت تنظر مرَّة أخرى إلى الزهرة البيضاء التي

    استعادت حيويتها بعد أن ارتوت من الماء الذي سقتها به ورأت نفسها في تلك الزهرة فلم تكُن أقلَّ منها ذبولاً وشحوباً عند مجيئها وهاهي الآن

    ترسم ابتسامةً خفيفةً على وجهها عندما تذكرت كلمات والدتها وتنهض لتخرج من المقبرة التي خلت من سواها وهي تعلم أنَّ استعادتها لصدى تلك

    الكلمات ليس سوى مسكنٍ مؤقت المفعول ستحتاج لتناوله مجدداً عندما تشعر بالكآبة مرةً أخرى ولكنها تعلَّمت درسها في الحياة وهو أنَّ الوقاية

    من الكوابيس خيرٌ من علاجها .


    التعديل الأخير تم بواسطة كونان المتحري ; 27-9-2012 الساعة 04:37 PM سبب آخر: إرفاق الصورة بالموضوع

  2. #2

    الصورة الرمزية Nino chan

    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

    لكم أنا معجبة بما قرأتُ..
    لو تحدثتُ عن الأسلوب فهو يتبع الأدب الحديث.. إنه مجرد مقطع من الحياة.. تتداخل فيه نفسنا ونزوتنا مع عقلنا ويبدأ الصراع..
    وحيث بدأتَ من النهاية واسترجعت الأحداث.. فأحييك هنا.. فهو ما شدني كقارئة على المضي قدما في القراءة..

    أما حبكتها.. فهو موقف يحصل كل يوم.. لكنّ موت العجوز هكذا :"( أزعجني ><"
    والقصة رائعة بما تعنيه الكلمة...

    واصل إبداعك..
    في حفظ الله

  3. #3

    الصورة الرمزية هيفاء البنيان

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    2,226
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    موضوع يستحق التميز لفكرة القصة إذ استوحيتها من تلك الصورة .. (آمل أن تضيف صورة الطفلة والوردة ليعرف الأعضاء عن ما تتحدث) .
    لدي ملاحظات على القصة ككتابة أدبية .. أوفيها لك بعد أن تجب لم ختمت القصة بقولك :

    وهو أنَّ الوقاية

    من الكوابيس خيرٌ من علاجها .
    لم أفهم مغزاها ؟

    واصل .. بداية موفقة .

  4. #4

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nino chan مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

    لكم أنا معجبة بما قرأتُ..
    لو تحدثتُ عن الأسلوب فهو يتبع الأدب الحديث.. إنه مجرد مقطع من الحياة.. تتداخل فيه نفسنا ونزوتنا مع عقلنا ويبدأ الصراع..
    وحيث بدأتَ من النهاية واسترجعت الأحداث.. فأحييك هنا.. فهو ما شدني كقارئة على المضي قدما في القراءة..

    أما حبكتها.. فهو موقف يحصل كل يوم.. لكنّ موت العجوز هكذا :"( أزعجني ><"
    والقصة رائعة بما تعنيه الكلمة...

    واصل إبداعك..
    في حفظ الله
    شكراً جزيلاً لكِ على تعليقكِ وإبداء رأيكِ في القصة

    نعم أنتِ على حقٍ فيما قلتِ فهذه المواقف تتكرر كثيراً في الحياة للأسف الشديد إذ تُخلق الإشاعة ويصدقها بضعة أشخاص وينقلها كل شخص إلى مجموعة أخرى

    وهكذا تنتشر لتصبح حقيقة مسلماً بها في المجتمع فيكون الضحية هو الشخص الذي انتشرت الشائعة حوله بغض النظر عن مدى انعكاس الأمر على شخصيته و

    حالته النفسية ولكنَّني هنا أردتُ عكس الموقف إذ أنَّ الطفلة في القصَّة صدَّقت الإشاعة وعملت بمقتضاها فكانت هي ضحية الندم لتصديقها ما لم تعاينه بنفسها

    وهذا هو السبب الذي دفعني لإنهاء الإشاعة بموت السيَّدة فجعلتُ الاحتمال الأسوأ يحدث حيثُ أردتُ أن أوصل للقارئ فكرةً مفادها أنَّه ليس من السهل إصلاح كل

    الأخطاء التي نرتكبها في حق الآخرين و تبيان مدى سوء عاقبة تصديق كل ما يُقال

    سعدتُ حقاً بمروركٍ وتعقيبك على قصَّتي جزاك الله خيراً

    في رعاية الله

  5. #5

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيفاء البنيان مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    موضوع يستحق التميز لفكرة القصة إذ استوحيتها من تلك الصورة .. (آمل أن تضيف صورة الطفلة والوردة ليعرف الأعضاء عن ما تتحدث) .
    لدي ملاحظات على القصة ككتابة أدبية .. أوفيها لك بعد أن تجب لم ختمت القصة بقولك :


    لم أفهم مغزاها ؟

    واصل .. بداية موفقة .

    أشكركِ على الختم الذي أشعرني بالسعادة كون الموضوع هو الأول لي في القسم وبإذن الله سأضيف الصورة

    بالنسبة للعبارة التي ذكرتِها فما أقصده بها هو أنَّ الإنسان قد يصاب بالإنزعاج لأسباب مختلفة و عليه أن يبتعد

    عن مسبَّبات الإزعاج إن أراد التخلص منه ولكن عندما يسبِّب الإزعاج لضميره فهنا يبدأ الضمير في تعذيِّبه بكلماته

    و يصعب عليه أن يرتاح مع هذا التأنيب المتواصل كون الضمير يسكن بداخل المرء فيؤرقه ويصبح كابوساً يجثم على

    صدره ويخنقه وكما أوردتُ هنا فإنَّ الفتاة تسترجع كلمات أمها وهي تحاول أن تخفف عنها شعورها بالذنب لتشعر

    ببعض الإرتياح ولكن يعود ضميرها لتأنيبها وإيلامها مرةً أخرى فتتمنَّى لو يعود بها الزمن لتلك اللحظة لتتصرف فيها

    بطريقةٍ صحيحة فمن الأفضل ألَّا نزعج ضمائرنا ثمَّ نبحث بعد ذلك عمَّا يخفِّف علينا من لسعاتها وهذا هو المقصود

    من العبارة المذكورة في نهاية الحكاية .

    وبالتأكيد في انتظار ملاحظاتك التي ستفيدني إن شاء الله .....

  6. #6

    الصورة الرمزية هيفاء البنيان

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    2,226
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    بارك الله فيك .
    سآخذ جزئية وألون ما أراه معيبا*.

    *ملاحظة : ما درست فن كتابة القصص ع يد معلم إنما حصلته بنفسي لما دفعتني الحاجة (قراءة من مواقع متخصصة + كتب ) <<< أخبرتك لتعذرني لو أخطأت .


    " زنزانة الذكرى "

    سكَبَت برفق بعض المياه بداخل أصيصٍ جاور القبر الذي تجلس بقربه ثم أخذت تتأمل بصمتٍ يجاري سكون تلك الأجداث التي انتشرت حولها

    تلك الزهرة التي احتواها ذات الأصيص والتي بدا عليها بعض الذبول نتيجة تأخر الفتاة بعض الوقت عن ريِّها ومع هبوب بعض النسمات الهوائية

    الخفيفة
    التي حركت وريقات الوردة أطلقت زفرةً تعبر عن ألمها وهي تمعن النظر في تلك البتلات البيضاء التي بدت وهي تهتز بفعل الرياح

    وكأنَّها تتحدث معها معاتبةَ
    إياها على هذا التأخير الذي أصابها بالظمأ وبدت في ملامح الصبيَّة نظرة كئيبة وهي تحوِّل بصرها باتجاه قبر تلك

    السيدة المسنَّة
    التي كانت ستغدو بالنسبة لها نسياً منسياً لولا تلك الحادثة التي تطرق أبواب ذاكرتها باستمرار , تلك الحادثة التي سكنت اعماقها منذ

    الطفولة
    وبقيت تعذبها ليلاَ عندما تهجع العيون وتبقى وحدها تصارع الألم وتصغي بندم لتوبيخ ضميرها الذي يعيدها من بوابة الذاكرة عدداً من

    السنين إلى الوراء فترى نفسها
    تلكَ الصغيرة ذات الأعوام السبعة وهي تلعب وتلهو في فناء بيت جدِّها عندما جاءت السيدة صاحبة القبر لزيارة

    جدتها
    إذ كانت من ضمن صديقاتها وعندها فوجئت بابنة خالتها التي تكبرها بعامٍ واحد وهي تسحبها من الفناء إلى إحدى الغرف الجانبية على

    عجل
    وهي في حالة دهشةٍ وذهول لم تستفق منهما إلَّا على صوت ابنة خالتها وهي تقول لها في لهجةٍ محذرة :
    إياك أن تقربي تلك المرأةفإنَّها

    من الحاسدين فإن أعجبها شيء فيكِ فستفقدينه فوراً وإلى الأبد أتفهمين ؟!

    أظن العيب اتضح لك .
    يغلب على ظني لو تركت القصة فترة ثم عدت لقراءتها ستشعر من تلقاء نفسك بوجود مشكلة << لذا بعض الأدباء يؤخر نشر نصوصه .

    إذن الملاحظات كانت :
    1/استخدام الأسماء الموصولة وحروف الجر والضمائر بكثرة، بينما في الوسع حذفها أو تغيير صياغة الجملة .. مثلا شاهد الجملة الخضراء الأولى نستطيع جعلها : معاتبة تأخرها .
    شاهد الجملة الخضراء الثانية : أحسنت هنا .. فلو أردنا إيرادها بتعبير أقل سنقول : إياك أن تقتربي من تلك .. . إنما يوجد صياغة أحسبها أجود مما أثبتَّ وهي : إياك قربها فإنها ...إلخ .. وأيضا لو أردنا أن نكمل : فإنها حاسدة إن أعجبها شيء فقدتِه أبدا أتفهمين ؟ .. وهكذا على كل النص .

    وستجد أسطر النص تتقلص + تبدأ تحرص على تألق اللفظة لتبدو كأنها حجرا كريمة تتساءل أنت : في أي محل أغرسها .

    مع العلم : أنني لونت بعضا وبعضا تركته فما بالك لو لوناها كلها ثم رأينا ما المناسب وما الذي يجب إعادة صياغته أو حذفه ( لأن هناك حروف وكلمات لا داعي أن تحذف ولا أن تحور .. كانت مناسبة) ..

    خذها قاعدة : إذا أوصلت المراد لذهن السامع بأقل عدد من الكلمات فهذه بلاغة .
    تخيل نصا بليغا لكن النص لا يحوي ع حكمة أو فكرة .. والعكس . فجميل إذا اجتمعا جمال المبنى وجمال المعنى .

    فقط ملاحظة واحدة . بالتوفيق .

  7. #7

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    سلمت يمناك .. ولا عدمناك وسلم لنا فيض قلمك
    أكتفي بتسجيل إعجابي بقلمك ^^

    فــي آمــان الله
    التعديل الأخير تم بواسطة [ اللــيـــث ] ; 6-10-2012 الساعة 11:10 AM

  8. #8

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيفاء البنيان مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك .
    سآخذ جزئية وألون ما أراه معيبا*.

    *ملاحظة : ما درست فن كتابة القصص ع يد معلم إنما حصلته بنفسي لما دفعتني الحاجة (قراءة من مواقع متخصصة + كتب ) <<< أخبرتك لتعذرني لو أخطأت .


    " زنزانة الذكرى "

    سكَبَت برفق بعض المياه بداخل أصيصٍ جاور القبر الذي تجلس بقربه ثم أخذت تتأمل بصمتٍ يجاري سكون تلك الأجداث التي انتشرت حولها

    تلك الزهرة التي احتواها ذات الأصيص والتي بدا عليها بعض الذبول نتيجة تأخر الفتاة بعض الوقت عن ريِّها ومع هبوب بعض النسمات الهوائية

    الخفيفة
    التي حركت وريقات الوردة أطلقت زفرةً تعبر عن ألمها وهي تمعن النظر في تلك البتلات البيضاء التي بدت وهي تهتز بفعل الرياح

    وكأنَّها تتحدث معها معاتبةَ
    إياها على هذا التأخير الذي أصابها بالظمأ وبدت في ملامح الصبيَّة نظرة كئيبة وهي تحوِّل بصرها باتجاه قبر تلك

    السيدة المسنَّة
    التي كانت ستغدو بالنسبة لها نسياً منسياً لولا تلك الحادثة التي تطرق أبواب ذاكرتها باستمرار , تلك الحادثة التي سكنت اعماقها منذ

    الطفولة
    وبقيت تعذبها ليلاَ عندما تهجع العيون وتبقى وحدها تصارع الألم وتصغي بندم لتوبيخ ضميرها الذي يعيدها من بوابة الذاكرة عدداً من

    السنين إلى الوراء فترى نفسها
    تلكَ الصغيرة ذات الأعوام السبعة وهي تلعب وتلهو في فناء بيت جدِّها عندما جاءت السيدة صاحبة القبر لزيارة

    جدتها
    إذ كانت من ضمن صديقاتها وعندها فوجئت بابنة خالتها التي تكبرها بعامٍ واحد وهي تسحبها من الفناء إلى إحدى الغرف الجانبية على

    عجل
    وهي في حالة دهشةٍ وذهول لم تستفق منهما إلَّا على صوت ابنة خالتها وهي تقول لها في لهجةٍ محذرة :
    إياك أن تقربي تلك المرأةفإنَّها

    من الحاسدين فإن أعجبها شيء فيكِ فستفقدينه فوراً وإلى الأبد أتفهمين ؟!

    أظن العيب اتضح لك .
    يغلب على ظني لو تركت القصة فترة ثم عدت لقراءتها ستشعر من تلقاء نفسك بوجود مشكلة << لذا بعض الأدباء يؤخر نشر نصوصه .

    إذن الملاحظات كانت :
    1/استخدام الأسماء الموصولة وحروف الجر والضمائر بكثرة، بينما في الوسع حذفها أو تغيير صياغة الجملة .. مثلا شاهد الجملة الخضراء الأولى نستطيع جعلها : معاتبة تأخرها .
    شاهد الجملة الخضراء الثانية : أحسنت هنا .. فلو أردنا إيرادها بتعبير أقل سنقول : إياك أن تقتربي من تلك .. . إنما يوجد صياغة أحسبها أجود مما أثبتَّ وهي : إياك قربها فإنها ...إلخ .. وأيضا لو أردنا أن نكمل : فإنها حاسدة إن أعجبها شيء فقدتِه أبدا أتفهمين ؟ .. وهكذا على كل النص .

    وستجد أسطر النص تتقلص + تبدأ تحرص على تألق اللفظة لتبدو كأنها حجرا كريمة تتساءل أنت : في أي محل أغرسها .

    مع العلم : أنني لونت بعضا وبعضا تركته فما بالك لو لوناها كلها ثم رأينا ما المناسب وما الذي يجب إعادة صياغته أو حذفه ( لأن هناك حروف وكلمات لا داعي أن تحذف ولا أن تحور .. كانت مناسبة) ..

    خذها قاعدة : إذا أوصلت المراد لذهن السامع بأقل عدد من الكلمات فهذه بلاغة .
    تخيل نصا بليغا لكن النص لا يحوي ع حكمة أو فكرة .. والعكس . فجميل إذا اجتمعا جمال المبنى وجمال المعنى .

    فقط ملاحظة واحدة . بالتوفيق .

    نعم, هذا صحيح

    واقعاً أثناء قراءتي الحالية للنص شعرتُ بضعف وركاكة بضع أجزاء من بنيته الكلية

    فماذا سيحدث لو قرأته بعد شهر على سبيل المثال ؟! ربما سأشعر بالخجل ممَّا كتبته

    أعتقد أنَّ السبب المساهم وراء التكرارات المتلاحقة يكمن وراء طول النص الكتابي

    فالنصوص كالمسائل الرياضية كلَّما طالت ازدادت فرص تواجد الثغرات بين سطورها

    وإصلاح تلك الثغرات ليس بالأمر الصعب إن توافر عامل الوقت فكما قلتِ بعض الأدباء يؤخرون نشر ما كتبوا

    غاية توفير هذا العامل

    كذلك غالباً ما يكون طول النص مؤديِّاً لضجر من يحاول إصلاحه فيضطر لنشره بكافَّة عيوبه

    لكن بإذن الله سأتروى قبل نشر كتاباتي المستقبلية إن كتب الله لها أن تُكتب

    أشكركِ لمنحي جزءاً من وقتكِ الثمين مستخلصةً أبرز ما عاب نصِّي في سبيل رقي كتاباتي

    كلَّي امتنان لمجهودك أختي الكريمة

  9. #9

    الصورة الرمزية كونان المتحري

    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المـشـــاركــات
    445
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: .. زنزانة الذكرى ..( قصة )..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [ اللــيـــث ] مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    سلمت يمناك .. ولا عدمناك وسلم لنا فيض قلمك
    أكتفي بتسجيل إعجابي بقلمك ^^

    فــي آمــان الله
    جزاكَ الله خيراً على مرورك أخي الكريم

    و أشكر تشجيعك لكتابتي المتواضعة

    أسعدني مرورك

    في حفظ الله ورعايته

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...