حَدَثَ يَوْمًا ~ أَنْ أُخْتُلِفَ عَلى وُجُودِ المُوجِد ~ [ حزب المواضيع النثرية ]
[ فِطْرَة ]
تحتوي لغات العالم التي يتحدث بها الآن حوالي ستة مليارات شخص , على الجمل و الكلمات المتعددة المتباينة بين لغة و أخرى بالطبع ..
و لكن كل هذه اللغات تشترك في كون جملها و كلماتها تتكون من فعل ٍ و شخص قام أو يقوم به ..
و لا يمكن أن نبني للمجهول إلا في حالة واحدة , و هي انعدام معرفتنا بالفاعل .
و لذا , فإن كل بشريٍّ سويّ , يدرك تماما أن هناك من جعله يتواجد في هذا المكان , و يقابل أشخاصا عدة .
هذا الأمر لم يكن بالإدراك فقط , إذ أن الله مذ بداية خلقه للبشر , أمرهم بعبادته سبحانه , و أرسل لهم الرسل التي تدعو لتوحيده بالعبادة .
[ حَقِيقَة + اسْتِكْبَار ]
بضع من الناس لم تعجبهم حقيقة أن الله هو المُوجِد ..
لم ترد أنفسهم المتكبرة وجود أحد يكون أعلى سلطة منهم ( تعالى الله عنهم ) ..
فاخترعوا أفكارا تنافي العقل , و حاولوا كذلك إيجاد الثغرات في الأديان السابقة ..
و كان مما ساعدهم على تبجحهم و إعجابهم بآرائهم التي ما أنزل الله بها من سلطان , تحريف الأديان السابقة , فدخلت
أفكار المستكبرين عن عبادة الله أذهان خَلْق ٍ كثير , و ازداد المتَبَجِّحُون تَبَجُّحًا !
[ الأَفْكَار ]
هناك أمر آخر جعل الناس يقبلون على اعتناق المذهب الجديد ( الإلحاد ) , و هو اعتناق بعض العلماء و دخولهم في هذا المذهب ..
حقيقةً , كانت أفكارهم من السفاهة آخذة قدرًا عظيمًا , فإحدى هذه الأفكار تفترض وجود الكون صدفة , و هو ما لا يصدقه عقل , حيث أن الأشياء لا توجد من تلقاء
نفسها , فكل صنعة لها صانع , و الكون كذلك ..
ربما كان بعص من اعتنق هذا المذهب , أناس لم يكونوا من أهل الكتاب , فهم في الحقيقة متخبطون , و زاد تَخَبُّطُهم حينما
اعتنقوا الإلحاد و نظرية الصدفة في وجود الكون !
و لا يمكن أبدا أن نقول أن من اخترعه معذور , و السبب يعود إلى أن الكون برمته شاهد على وجود إله له ..
إضافة إلى كون مخترعه شخص يهودي , أردا تضليل الناس و زحزحتهم عن الأديان السماوية , و عن الإيمان بالله ,
ليسهل اختراق مجتمعاتهم الملتزمة ( و بخاصة المجتمعات الإسلامية ) , لينتشر سم الإنحلال الأخلاقي مُحْدِثًا أثرا في المجتمعات
المُخْتَرَقَة , و بالتالي يتغلغل السم إلى أن يصل إلى منظومة الدول السياسية و الإقتصادية !
[ ضلال ]
أصبح الأمر شديد السوء في المجتمعات المخترقة , حيث أن السم بدأ مفعوله بالظهور , و أصبح لدينا دول إسلامية نخرت سوسة الفساد مجتمعاتها , ثم واصلت النخر إلى أن
اجتازت الحدود إلى جذور و أساسات الدولة برمتها ؛ ذلك أن الدولة مكونة من الناس الذين يعيشون بالطبع داخل المجتمع الذي أُفْسِد , على اختلاف طبقاتهم .
[ الخُلَاصَة ]
نستنتج من كل ما سبق , أن الفطرة الموضوعة في البشر هي الإيمان بوجود الخالق الموجد , كما أن العقل يدل على ذلك , ولكن حصل أن بعض الناس لم يحبذوا وجود من
هو أعلى سلطانا منهم , فقرروا حينئذ التشكيك في وجوده سبحانه وتعالى , و أحبت عقولهم المأخوذة بالاستكبار هذه الفكرة , فعمدوا إلى البحث عن أفكار تدحض
وجود الخالق سبحانه , فلم يجدوا ذلك مباشرة , ولكنهم استطاعوا إيجاد مخرج آخر , من خلال اختراع نظرية وجود الكون بالصدفة , و ذيلوا بحثهم هذا بأدلة واهية , لا
يصدقها أحد , و يضحك من تفاهتها المؤمن ..
ثم قام المفسدون بتطبيق نظريتهم , و ازداد للأسف عدد المفسدين , فدخلت هذه الأفكار إلى مجتمعات إسلامية , و اجتثت بعض قيمها من الداخل - أهل البلد نفسه -
و يا للأسف !
و لكن الله متم نوره , و كل عقل واع ٍ في هذه الدنيا , يستطيع استنتاج وجود المُوجِد , فلا يمكن للشمس أن تبزغ كل يوم من تلقاء نفسها , و لا لظلام الليل
أن ينقشع هكذا !
المفضلات