بسم الله الرحمن الرحيم ،،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ~
ولِي معكَ يا صبحُ موعدٌ .. لا تخلفْه !
وأحبكَ يا صبحُ ، أحبُّ نسمتكَ الطهور وهواءكَ الطازج ، وسماءكَ البيضاء بمسحةِ ليلٍ ذاوٍ !
أحبُّ طيركَ الجائل آفاقكَ ؛ رائحًا غاديًا ..
ونداء الأيكِ الخافت الممتزج وحبات الندى ،
وهديلٌ ثغر الورقاء ونثار سحابات قطنية ناعمة بلون الياسمين وورد الربيع ~
أحبكَ تلطّف جرح الروح ، وتبرئ رمضاءها وتذيب حرقتها !
أحبكَ تحتضنني ،تهدهدني كأمٍّي ، تعانقني كإلفي ، تكسوني كظلِّي !
ساجٍ هادئ عذبٌ منعشٌ ولأسقام نفسي أنتَ يا صبحُ بسلمُ !
تضربُ لي موعداً أبدًا لم يُخلف .. تلاقيني ساعة الفجر ..
لأهفو إلى نافذتي ،وأزيح بلهف الطفل أستارها ،وأشرعها على وجهكَ النديّ بملامح الثّلح و شيئٍ من نفح البنفسج..
،وتعانقني بشاشة نوركَ المتلحف بقبس سَحَرٍ يلملم في خماره الديجور !
وتصافح كفي وتجتذب النّفَسَ ، وتقربني بجواركَ على مقعدٍ من خيوط القمر وشهد شمسٍ مغموسٍ في مسكٍ عطر !
و إليّ تدنو ، لنرقب معاً بزوغ يومٍ جديد وأفول آخر من عمر الدهر ! ،وعروج النور وغروب السنآ ، ونهارٌ ينتشر في سمآء الدجى !
تداعبني أطياف الهواء الباردة لأعبئ بلا إمتلاء مهجتي ، وتهتف رئتاي "أن لا تتوقفي ، أن تنفسي" !
على يمين نافذتي تقبع سقيفة من شذى الطفولة ، مهترئة الخُشُبِ ،مقرّحة بالصديد خزنتها ، وصرير بابها البالي يئن في أذنيّ !
دون ناظري فناء تختبئ تحت ثراه العطر فُتات ذكرى ، بقايا ضحكات ، وأصداءٌ تذوي بصمتِ وئيدٍ همساتها !
لا تزال أرجوحة لعبنا تجوس المكان خُفية ليلا ، وقعقة صنادل العيد تذرع المكان غدوا ورواحا ،
وقطع المكعبات الملونة البالية ترمق مستغربة أخواتها الجديدات بلون ألق خاوي !
وكبُرتْ طفلتي ، وشاه معنى البراءة في قلوبنا ، وتفرقتْ أشتاتاً ملامح القدم المحبب المألوف مرتحلة عن حنايآ وجوهنا !
وأبدلتْنا الدنيا أطفالاً أخر ، براءة غير تلك التي ماتت في رحم صدورنا ، ضحكات أنقى من أخياتها الذاويات!
وأراهم لا عبين ،لاهين ، في غمرة الحياة الخالصة عذوبة يمرحون .. لَكأنّ شيئاً لم يكنْ !
ارتحلوا هُمُ وتركوني .. أتعلَّم ، كم أنهم كانوا للروح كل الروح ، كم أن الحنين موجع ،
وكم أن الأشواق قطُّ لا تموت !
المفضلات