قِفـوا ...


لن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ ِ.


مَتى كُنتمْ مَعي.. حتَى


أُضارَ بِوَحشةِ البُعْـدِ ؟




قِفـوا ضِـدّي .


أنا حُـرُّ .. ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍ


مِن ذِمّـةِ العَبْدِ .


خُـذوا أوراق إثباتي .


خُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍ


أَخجَلتْ ذاتي .


سَفَحتُ العُمْـرَ


أُوقـِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِها


وَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِها


مَشَتْ فَوقي .. تُجدِّدُ بَيعةَ القـردِ !


خُـذوا آبارَكُمْ عَنّي .


خُـذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِها


مِن شِدَّةِ البَـرْد


خُـذوا أنهارَكُمْ عَنّي


خُـذوا الدَّمْعَ الذّي يَجري


كسكّينٍ على خَـدّي .


خُذوا الأضواءَ والضّوضاءَ


عَن عَيني وَعَن أُذُني ..


أَنَا ابنُ الغَيمِ


لي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْدي .


قِفـُوا ضِـدّي ..


كَفاني أنّني لم أنتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي .


وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ ، في ساعةِ الجِدِّ .


كَفاني بَعدَكمْ أنّي


بَقيتَُ ، كما أنا ، عِنْـدي .


فَماذا عِندَكُمْ بَعْـدي ؟!


<<مطر <<