فارق الأصدقاء بلا وداع، ولكن عانقهم بما يكفي قبل انحسار الظل، وتقوس الأجساد المديدة، علق اللحظات على جدار الحياة قبل أن تقتلع الريح أوتاد العمر، امش معهم في تلك الأماكن التي ألفت أقدامكم، كان شاعر عراقي يردد: أوصيك يا أمي أنْ تفتحي غرفتي للشمس وللأصدقاء.. أوصيكِ يا أمي بأصدقائي.. لا حُرموا شايك.. لا حُرموا حنانك.


صادف سمير عطا الله ثلاثة أشخاص مختلفين، في أوقات متفرقة، فوجدهم ذاهبين لعيادة صالح العزاز النائم في هيوستن، فتساءل: أي نوع من الأصدقاء هو هذا الرجل الذي يقطع أصحابه نصف الكرة ليحملوا إليه باقة من الورد؟! وكان مارك توين يردد أن أجمل ما في الحياة «أصدقاء جيدون وكتب جيدة وضمير نائم».


وكان رفيق آخر يقول: يظهر العمر جليا في: «الخشب القديم لنحرقه، والأصدقاء القدامى لنثق بهم، والمؤلفون القدامى لنقرأهم». ستغرقك الدنيا، وتتوه وتبعثر بحماقة عمرك الجميل، وتترك أنين الرياح خلف الأبواب الموصدة، فارق الأصدقاء بلاوداع، ولكن عانقهم بما يكفي قبل انحسار الظل.

الحسن الحازمي