السّـلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُـه
كيف حالُ أمّتِنـا؟ وكيفَ حالُهَـا مع اللهِ؟
لَو نظرْنَـا نظرةَ حقٍّ ووعيٍ للأمّــة التِي تُنسَبُ إلى سيّدِنـا محمّدٍ -صلّى اللهُ عليْــه وسلّم-، لجرَى الدمعُ أنهارًا لا ينضَبُ ماؤهَـا، ولَتوارَى القلبُ على استحيَاءٍ ممّـا حلّ بِــه وبأمّـةِ مُحمّد -صلّى اللهُ عليْـه وسلّم-، يقيمُ الغربُ مَـا يُعادِي الإسلامَ ونحنُ هَنــا نترَاقصُ على أنغامِهم ونحتفِلُ بأعيادِهم!
أيسرّ محمّدًا هَذَا؟! أنَقُصَ في الإسلامِ فرحٌ أو عيدٌ لنستعِيضَ بِـه ممّـا في أيدِي الغربِ؟!
استبدلَ أقوامٌ بالقُرآنِ ترانيمَ قومٍ عادُوا اللهَ والحبيبَ محمّدًا ..
ولّوا الدبرَ عن دِينِ اللهِ وهُم في رفاهيَةٍ بهَــا يتمتعُون وينقَلبُون ..
{لَا يغُرّنّكَ تقلُّبُ الذين كفرُوا فِي البِلادِ، متاعٌ قلِيلٌ ثُمَّ مأوَاهُم جهنَّمُ وبِئسَ المِهَادُ}[آل عِمرَان:197،196]
وآخَرونَ ولّوا وجوهَهم شَطرَ دِين اللهِ، ورغمَ ذلكَ هُم فِي أرضِهم ووطنِهم يُعذّبوا، إنّمـا ذلكَ ابتلاءٌ من اللهِ لأحبتِـه، والمُصطَفين مِـن عِبيدِه، وعنهُم تعامَت أعينٌ عُميٌ وآذانٌ صمّ وألسن بكمٌ ..
مَاذَا نقولُ للهِ حينَ نلقَاهُ، ولمُحمّدٍ حِين نراهُ؟
أرسلَ اللهُ محمدًا للعالَمِين، فمَـا كانُوا جمِيعهم مُستجِيبين ..
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسُف:103]
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ) . رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 )
مَـا خُلقَت عقولُنَـا لنهلكَهـا تفكيرًا في كيفية قضاء لهوِ يومٍ وأيام، إنّمـا خُلقَت لنتفكّر فيمَـا خلقَ اللهُ ومَـا سخرَه لنَـا ومَـا وضعَه لهدايتِنـا ..
ألمَ يأنِ لنَـا أن نعودَ إلى اللهِ، وأن نتعقّلَ ونتفكَر؟، فشكرُ اللهِ على النعمِ استخدَامُها لمَـا أوجِبَت لَــه .
دامَت أمّتُنـا بخَيرٍ، وأفاقهَا اللهُ من غفلتِهـا وسُباتِهـا، وأهلكَ اللهُ الظَالمِين الطاغِينَ
والسّلامُ عليكم ورحمَـةُ اللهِ وبركاتُــه.
المفضلات