بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في تلك الغابات الواسعة وتحديدا خلف مزرعة من الازهار وفي مكان تغرد فيه الاطيار بالأخص تحت ظل إحدى الاشجار إجتمع تحتها الصغار ليلعبوا لعبة الصمت من منا لا يعرفها فحتى آبائنا وهم صغار لعبوها وأجدادنا مارسوها .
كيف يعلب الصغار لعبة الصمت ؟

يجتمع مجموعة من الصغار تحت ظل إحدى الاشجار أو على مقربة من الانهار أو على شواطئ البحار أو في فناء الدار وبعدما يقررون لعبها يتم أختيار أحدهم بالقرعة ليكون مراقبا ومضحكا لهم .. بعد ذلك تبدأ اللعبة عندما يصرخ الجميع بـــ : واحد إثنين ثلاثة !! أو حركة حركة صنم !! فيمتنع الجميع عن الكلام وعن الحركة والحكم او الشخص الذي تم أختياره سابقا يقوم بإضحاكهم وكل شخص يتحرك أو يضحك يتم إخراجه من اللعبة ليبقى آخر شخص لم يضحك أو يتحرك ليتم إعلان فوزه هذه هي اللعبة الصمت لعبة من الماضي وربما لم يعد أطفال هذه الايام ممارستها بشكل كبير فقد ظهرت لعب غيرها كثيرة لكن هناك أمر غريب حدث في الاعوام الاخيره هو أن اللعبة صار يمارسها الكبار فهل يعقل ذلك !

هل يمارس الكبار فعلا لعبة الصمت ؟

نعم يمارسونها.. ليس الكبار بشكل عام ولكن كبار الامة من قواد ورئساء وضباط ، لتكمن خطورة الامر عند ذلك ولكن تكمن عند كونهم يمارسونها على حساب غيرهم يمارسونها ويدوسون على كرامة إمتهم يمارسونها ويقتلون بها أطفالا ويرملون بها نساءا يمارسونها وتنتهك بذلك مقدساتهم يمارسونها على حساب دينهم أمتهم ..
كيف ذلك ؟!
في حين يقوم اليهود والاسرائليين وغيرهم يعمل مالا يمكن تصوره في أطفال ونساء ورجال وشيوخ أمتهم في أراضي مستعمرة يضل الجميع صامتا بل ويتنافسون في صمتهم ، ربما أختلفت القوانين ففي لعبة الصمت في الاخير يبقى صامت واحد وهنا يبقى صامتون في لعبة الصمت يكافئ الفاز بجائزة قيمة وهنا يكافئ الفائزون بقتل أطفالهم وترميل نساؤهم وذبح شيوخهم وإنتهاك حرماتهم ولكنـــــــــــــــــها في النهاية لعبة واحد هي لعبة
الصــــــــــمت القاتل !!!

ونادا البعض قائلا :

يا أمتي فاستيقظي .. فالنوم طال النوم طال .. إن الجهاد وبالذين ترينهم أمر محال ... فجميعهم أبطال جعجة أرانب في النزال .. وعلى صدورهم نياشين القتال ولا قتال .. رتب وتيجان وأوسمة النضال ولانضال .. ياسعد بلغ خالدا أن القتال له رجال .. كانوا كما كنتم ترونا في زمن الهزال .. زمن النجوم اليعروبيات البعيدات المنال .. يضعونها مرسومة فوق الكتوف وبختيال .. والله والله ..والله إني لا أبالغ أو أشهر أو أغال .. لوينطق التاريخ في أيامنا هذي لقال :" فليبس الضباط والقواد فستان وشال .. وليخلعوا تلك النجوم ويدفنوها في الرمال ولتركبوهم في الشوارع كالحمير أو البغال "


لكن من تحدث بدلا عن القواد والملوك ؟!

كثير هم الذين تحدثوا ولنذكر المعجزة الكبرى مثلا على أرض الرباط اليوم فهي "" أمهات الاستشهاديين "" :
فكم من أم ماتت من أجل أن تهب ولدها الحياة ؟!!
وكم من أم جاعت لتطعم طفلها ؟
أما أن تعد الام ولدها ليكون قنبلة بشرية ، فهذه كبرى المعجزات !!
أما الاستشهاديات فهن آيات فوق المعجزات !!
فتيات في عمر الزهور ذوات قلوب رقيقة مليئة بالحب والحنان تحولت قلوبهن إلى قلوب أسود كاسرة تجيد الكر ولاتعرف الفارا إلا إلى الله ..
من الطبيعي أن تستغيث الفتاة برجالها وقادتها ..
لكن الاستشهاديات أغثن قادة الجيوش العاجزين في ألويتهم حيث وقفوا جميعا مبهوتين ترتعد فرائصهم أمام دبابات وطائرات وصواريخ الصهاينة وقالوا لأمتهم و للمستضعفين اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا ها هنا قاعدون.!
وأما الاسيرات ففي كل يوم يصنعن معجزات من الصمود والتحدي للنازيين من القضاة ،و المعجزات قادمات متواليات تصنعها نساء وفتيات وفتيان .

كيف الحل إذا ؟!

الحل هو أن تبدأ بنفسك .. حدد هدفك .. غير نفسك نحو الافضل .. كن ناجحا في حياتك .. ثق بنفسك .. وأعمل دائما على تطوير أمتك وأصنع لها أي شيئ .. فمن لم يزد شيئا في الحياة كان زائدا عليها .. وكن رجلا إذا مر من بعده قالوا مر وهذا الاثر وإياكم ثم إياكم أن تمارسوا لعبة صمت على حساب غيركم وكونوا قادة أنفسكم وليبدأ كل منا بمحاربة الصمت في داخله فحينها قد نكون كالمعتصم بالله حينما علم بأن إمرأة في بقاع الارض أستغاثت به فجهز جيشا ..

مع تمنياتي للجميع بالرقي نحو الافضل .

نور الهدى