القٌصاص و اثرهم على الدعوة

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية عُبيدة

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    4,267
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Book Icon القٌصاص و اثرهم على الدعوة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركات

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    إعلموا وفقني الله وإياكم أن الدعوة إلى الله تعالى عبادة عظيمة أمر الله بها،وحث عليها وجعل أهلها أحسن الناس قولاً،وأفضلهم عملا، فقال الله تعالى( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاًمّمّنْ َدعَا ِإلَى اُللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً َوقَالَ ِإنِّي مِنَ اُلْمُسْلِمِينَ) والمعنى:لاأحد أحسن قولاًمنه ،لكونه دعا إلى الله ،وعمل بما يدعو إليه ،وصرح بما هو عليه فلم يخجل بل قال:إنني من المسلمين.ولاشك أن يرقى الداعي إلى هذه المنزلة،فهوأحد ورثة الأنبياء ،وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه – أن رسول الله قال ( من دعا إلى هدى كان له من الأجرمثل أجرمن تبعه لاينقص من أجورهم شيئاً،ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل أجورمن تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)ومما لا يخفى على ذي عقل وبصر:أن وسائل الدعوة توقيفية ،لا يحل لأحد أن يشرع فيها مالام يأذن به الله؛وهوماكان عليه رسول الله وأصحابه . وهذا هو القول الحق الذي شهدت به النصوص ،وقام عليه عمل السلف الصالح ،رضوان الله عليهم أجمعين . والحجة في ذلك مبنية على أن الله سبحانه وتعالى أكمل الدين،وأتم نعمته على عباده.
    قال الإمام مالك –رحمه الله تعالى : (من أحدث في الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله خان الدين،لأن الله تعالى يقول ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) .المائدة:3،



    وأنا أذكر أمراًمن وسائل الدعوة اشتدإنكارالسلف له،مع مافيهامن النفع .وذلك لأنها لم تكن من وسائل الدعوة النبوية،وإنماأحدث بعد النبي ،ليعلم طالب الحق أن السلف مضواعلى القول بتوقيف وسائل الدعوة.وهذا الأمرهو]حديث القصص[.


    *القصص
    -بالفتح -:الخبرالمقصوص ،وضع موضع المصدر حتى صارأغلب عليه ،وفي الاستعمال:فن مخاطبة العامة بالاعتماد على القصة.
    وقدأشارابن الجوزي إلى هذا فقال
    : (فالقاص هوالذي يتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها)وكثيراً مايطلق القصص على الوعظ والتذكير.



    ولاشك ولاريب أن ما في القران والسنه الصحيحة غُنية لمن أرادأن يستدل في مجال الدعوة بالقصص لقوله تعالى (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَاكَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)يوسف :111.ولقد كره بعض السلف القصص لما يلي:
    *أحدها:أنا القوم كانوا على الاقتداء والاتباع ،فكانوا إذ رأوا مالم يكن على عهد رسول الله أنكروه:وقال الحافظ زين الدين العراقي رحمه الله تعالى في كتابه المسمى ((الباعث على الخلاص من حوادث القصاص))بعد أن ساق حديث العرباض بن سارية المشهور (فكان مما أحدث بعده رسول الله ماأحدثه القصاص بعده ،مما أنكره جماعة من الصحابة عليهم كما سيأتي :
    وفي الصحيحين عن عائشة أن رسول الله قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد).
    روى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ( لم يكن القصص في زمن رسول الله ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر )، ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه ،
    وفي رواية عن ابن عمر: (إنما كان القصص حيث كانت الفتنة ) .
    وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين )، وفي الثالثة قال له (إن شئت ) وأشارأنه الذبح .
    وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال : وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال: ( ياعمرو،لقد ابتدعت بدعة ضلالة ،أوأنك أهدى من محمد وأصحابه ) ، قال عمرو : فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد .
    وقال ابن الحاج في (المدخل) : ( مجلس العلم الذي يُذكرفيه الحلال والحرام وإتباع السلف رضي الله عنهم ، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة )
    وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص، فقال: ( ماأرى أن يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة) .وأخرج ابن وضاح في كتابه> ( البدع والنهي عنها ) بسنده إلى الضحاك ،أنه قال ) رأيت عمر بن العزيز يسجن القصاص ومن يجلس إليهم ) .
    وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279 : نودي في بغداد : ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود ) اهـ .
    وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله قال: ( إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا) .
    يقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة "ج/3" وأقول:ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعَّاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرِّف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح لمَّا فعلوا ذلك هلكوا وهذا شأن كثيرمن قصَّاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم الإسرائيليات والرقائق والصوفيات نسأل الله العافية.أهـ.



    فتأمل ياعبد الله ماكان عليه السلف من التشنيع على القصاص ،والتحذيرمنهم وتبديعهم ،جزاء ما أحدثوه في دين الله،لإن القصاص استطاعوا أن يؤثروا على العامة تأثيراًسيئاً،ويتمثل هذا الأثر في أن حقيقة الإسلام قد شوهت في أذهانهم واختلفت مفاهيمهم بسبب مايسمعونه من أولئك القصاصين ،فاعتقدواالبدعة سنة ،والسنة بدعة وأصبحت الأكاذيب عندهم ممزوجة بنصوص الدين الثابتة ،وشاعت بين العامة بسبب القصاص الأحاديث الموضوعة والضعيفة .حتى أصبح العوام ودعاة الابتداع ً معارضين لكل مصلح من الدعاة والعلماء الربانيين الذين على منهج السلف الصالح رحمهم الله.


    وسأذكر لكم في سياق هذا الموضوع هذه الحادثه لتعلموا أين وصل بنا الحال مع القصاص ،لقدأقيمت في المدينة النبوية دورة علمية في العقيدة في احد المساجد ويقوم بالتدريس في هذه الدورة بعض مشايخ السلفية بالمدينة وحضرعدد لاباس به من طلبة العلم أما العوام فلم يحضر منهم إلا القليل وبعد فترة من الزمن حضر أحد الدعاة لا،ليس داعية بل قصاص في هذاالمسجد فعملوا له الدعايات والإعلانات، وأخرجوا ذوات الخدور من بيوتهم لحضور المحاضرة ،والاعلانات في كل محل لم تسلم محطة البنزين أو أعمدة الإنارة و الجولات أو دور التحفيظ من تعليق الإعلانات وفي اليوم الموعود تخيلوا مواقف المسجد ملئية حتى الحارة المجاوره للمسجد لم تسلم من توقيف السيارات طبعاً،المسجد كاد أن ينفجر من الحضور
    لكن ماذا استفادوا من المحاضرة ؟
    سالت احد الحاضرات لهذا القصص عن الذي حدث في المسجد فأجابت ( والله ذكر لنا كذا قصة فأصبح كل من في المسجد يبكي يبكي حتى أنهم خرجوا من المحاضرة وهم يبكوا) وعند ما تحكيني تمالكت نفسها عشان ما تبكي طبعاً كل إلي حضروا أخذوا يتناقلون هذا القصة وينشرونه في سبيل الدعوة بدل أن ينهى عن المنكر بقال الله وقال رسوله صار الحال إن ينهى عن المنكر بالقصص التي قد تكون مكذوبة وغيرموثقة وطبعاً الشاطرالذي يضبط البهارات على القصة ويخليك كأنك عايشت القصة وأخريقول القصة كأنه يقراء من كتاب وهكذا تنتشر القصة المبالغ فيها،في سبيل الوعظ والدعوة وتوجيه الناس ولاحول ولا قوة إلابالله .



    ومن القصص التي انتشرت في الساحة الآن وحذرالعلماء منها التكلم عن قصص الأموات وحسن خاتمتهم وسوء خاتمتهم ولقد صدرمن الجنة الدائمة للإفتاء انه لايجوز التكلم عن الأموات وعن ختامتهم لان الخاتمة لايعلمها إلا الله وان التكلم عن الأموات يعتبرغيبة ونميمة وهتك لحرمة الميت ، وانه قد يلتبس على المغسل ويظلم الميت ويحزن قلب أهل الميت وان الخاتمة لايعلمها إلى الله.


    عن الأعمش عن زيد بن وهب قال قال عبد الله بن مسعود حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهوالصادق المصدوق( أنه يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمربأربع كلمات فيقول اكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أم سعيد فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها *) ( صحيح ) ظلال الجنة 175و176 : الارواء 2143 : وأخرجه البخاري ومسلم ( 10 ) باب في القدر .


    فلايعلم مآل الخلائق الا الله .فلابد للمسلم أن يتبع منهج السلف في العقيدة والمعاملات والسلوك والأخلاق ويكتفي بماورد بالكتاب والسنة الصحيحة من القصص. قال الله تعالى:( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) العنكبوت: قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره هذه الآية بعد ذكرأوجه إعجاز القران 51 ( فجميع ذلك،يكفي من أراد تصديق الحق ،وعمل على طلب الحق فلا كفى الله من لم يكفه القرآن ،ولاشفى الله من لم يشفه الفرقان ،ومن اهتدى به واكتفى فإنه رحمة له وخير،فلذلك قال( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )وذلك لما يحصل فبه من العلم الكثير،والخيرالغزير،وتزكية القلوب والأرواح ،وتطهيرالعقائد،وتكميل الأخلاق ،والفتوحات الإلهية والأسرارالربانية).


    فانظرورعاكم الله إلى تلك القصص والأناشيد المزعومة التي استخدمت في أساليب الدعوات المستوردة بدعوى التجديد والأسلوب بالدعوى، هل تجدون فيها العلم الكثير ؟
    أو تجدون فيها الخير الغزير ؟ أو تجدون فيها تزكية القلوب والأرواح ،أو تجدون فيها تطهيرالعقائد.



    وكل خيرفي اتباع السلف وكل شر في ابتدع من خلف . فالله الله والحذر الحذر إخواني في الله من القصص التي لم تثبت بالكتاب والسنة. حتى لاندخل فيمن ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع » صحيح مسلم 1/8 حيث أخرجه عن ابن أبي شيبة .


    *إخواني ونحذرمن الانضمام مع بعض الفرق التي تبني دعوتهم على القصص الكاذبة والمنامات لإنهم ينتمون إلى فرقة ضالة خرجت عن منهج السالف واجتاحت العالم الإسلامي وأخذة تنخر في الإسلام وأخذت تدندن على القصص والروى والمنامات وإخراج الجهلة إلى الدعوة وتبعد أتابعها عن أهل العلم والعلماء الربانيين.
    وتتهم أهل السلف أنهم وهابية نسبة للمجدد الدعوة السلفية محمد بن عبد الوهاب .



    اسأل الله العظيم إن يهديهم إلى طريق الصواب ومنهج السلف الصالح ،وأن يرزقنا وجميع المسلمين العلم النافع والعمل المتقبل وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق وأن يثبت خطانا ويعفوا عن زلاتنا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


    المراجع
    1 مهذب تحذيرالخواص من أكاذيب القُصاص الامام جلال الدين السيوطي



    2 الحجاج القويه على أن وسائل الدعوة توقيفية لـ عبدالسلام بن برجس


    3 تعرف على جماعة التبليغ الاحباب للشيخ سلطان العيد


    4 الأضواء السلفية على الجماعة الإخوانية تاليف ام ايوب غاوي


    5 القول المفيد في حكم الاناشيدمع فتاوي لعلماء العصر للشيخ عصام المري


    6 فتوي الفوزان المرجع مجلة الدعوة العدد 1839

    التعديل الأخير تم بواسطة عُبيدة ; 19-12-2012 الساعة 02:59 AM

  2. #2

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: القٌصاص و اثرهم على الدعوة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيراً وبارك فيك أخي الغالي عٌبيدة

    أثابكَ الله وأحسن إليك
    الاستشهاد بالقصص القرآني والسيرة النبوية وأقوال السلف هذا من الدين والتشريع
    (
    عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي )

    أما القصص الخرافيه التي في هذا الزمان والتي لا يصدقها العقل السليم أو المنامات او قصص الموتى وغيرها
    هذه لا يستدل بها عللا لدين وهي ليست أدلة وتشريع نبني عليها أحكام

    وهي بدعة قديمة حذر منها الصحابه رضي الله عنهم و السلف الصالح ولا زالت تلقى رواجاً
    وما هو إلا للبعد عن المنبع الأول والاصل القديم


    فــي آمــان الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...