هذه زوج إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ماذا قالت حينما بشرها الملائكة بالولد؟ عبرت بلفظتين اثنتين قالت: ( عَجُوزٌ عَقِيمٌ) [(29) سورة الذاريات]:
ذكرت علتين الواحدة منهن تكفي لمنع الإنجاب، الأولى الكبر حيث ينقطع رجاء المرأة من الإنجاب، والثانية العقم، قَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ، فما تكلمت بكلام طويل كثير.
وهكذا أدب المرأة المسلمة، تختصر في الكلام، لا تطيل إذا استفتت في الهاتف، لا تطيل إذا تكلمت مع البائع، لا تطيل إذا احتاجت إلى أن ترد على الهاتف، وإنما تتكلم بالكلام الوجيز المختصر الذي تختار فيه العبارة اللائقة من غير خضوع بالقول.

سبحان الله وبحمده ،، سبحان الله العظيم

(
لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) [(33) سورة الأحزاب]:
فإذا حققت المرأة المسلمة هذا المعنى ذهب عنها الرجس والدنس مما يقذر الفضيلة وما يقذر الشرف والطهر، كل ذلك يذهب عنها إذا تخلقت بأخلاق القرآن، وتحلت بهذه الآداب التي أدبها الله -تبارك وتعالى- بها.
هذا أمر مقرر في كتاب الله - عز وجل - لا مرية فيه، فليس من بنات أفكار البشر، وليس من اجتهاداتهم، ولا قول لأحد مع الله - عز وجل –
(
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) [(51) سورة النور]، ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [(36) سورة الأحزاب].
فلا تثبت قدم الإسلام إلا على قاعدة التسليم لأحكام الله - عز وجل -




(
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى ): اذكرن بقلوبكن، واذكرن بألسنتكن بالتلاوة، واذكرن أيضاً- بالحال والفعل والعمل بالقيام بوظائف العبودية، فكل هذا من الذكر.
(
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ): ولم يقل: ما يتلوه جبريل - عليه السلام - أو ما تتلوه الواحدة منكن، أو ما يتلوه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ليعم ذلك جميعاً.
(
مَا يُتْلَىَ): وما قال: ما ينزل؛ لأن بعض القرآن نزل في غير بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ): من القرآن والسنة فتشتغل بذلك تعلماً وتفهماً وتدبراً وتلاوة وحفظاً وعملاً.

سبحان الله وبحمده ،، سبحان الله العظيم

(
إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا): اللطيف: هو الذي يعلم دقائق الأشياء، فيعلم خلجات النفوس، وما تنطوي عليه القلوب، ويعلم المرأة التي تخضع لأمر الله وتستجيب، والمرأة التي تتمرد وتقول: لماذا تكون المرأة محكومة بهذه الأحكام؟ ويعلم ما تفعله المرأة وهي داخل دارها -في بيتها- من حلال وحرام.

والمعنى الآخر
للطيف من اللطف، أي أن هذه الأحكام من لطف الله - عز وجل - ورأفته ورحمته بالمرأة المسلمة؛ لئلا يلحقها العنت، لئلا تشقى.
و
الخبير: هو الذي يعلم بواطن الأشياء، فالله - عز وجل - يعلم دقائق الأشياء، ويعلم بواطنها ولا يخفى عليه شيء، فلا يجوز لأحد أن يستدرك على الله - عز وجل - ويقول: إن هذه الأحكام لا تصلح لهذا القرن في هذا الزمان، أو الزمان قد تغير، أو المرأة ينبغي أن تقتحم جميع المجالات، وتثبت جدارتها ووجودها، والحقيقة والصواب أن تثبت المرأة جدارتها ووجودها بتربية الأجيال.


أود أن اشكر مصممتنا سماء على فواصلها الرقيقة فجزاها الله خيراً
واستودعكم الله حتى القاكم مع ختام الآيات وقوله سبحانه :


{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً* وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً}الأحزاب