أقصوصة

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: أقصوصة

  1. #1

    الصورة الرمزية غصنُ البَانِ

    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المـشـــاركــات
    1,461
    الــــدولــــــــة
    كندا
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Book Icon أقصوصة

    بسم الله الرحمن الرحيم


    توفّي والدها قبلَ أن تُقبل على هذا العالم المليئ بكلّ شيء، ثم لحقته والدتها بعد ولادتها بثلاث سنوات... بقيت هي وأخوها ذو الأربعة عشر ربيعًا، يصارعان (الحياة) لوحدهما تمامًا... ومن لهما غير الله في دولةٍ لا يعرفون فيها أحدًا؟ كانوا أغرابًا تمامًا... يقتاتون الحزنَ والهمَّ كل يوم، يحاول أخوها جاهدًا توفير خبزٍ فقط له ولها لئلا يموتا جوعًا.


    كبرا معًا... عاشا كلّ تفاصيل حياتهما معًا، أحبّا بعضهما أكثر من أي شيء، فهي لم تعرف قطّ غيره رجلًا ولا ترى الحياة بدونه، وهو لم يعرف ولم يحبّ فتاةً غيرها، كانا يكمّلان بعضهما، كان هو الصديق، الأب، الأخ، الرجل اللذي تحتاجه هي، وهي كانت الأم والصديقة والأخت اللطيفة، اللتي مهما بدت معالم الضعف وقلة الحيلة والجوع عليها، إلا أنها غاية في الرقة في تعاملها معه.


    تألّما معًا كثيرًا، لكنهما فرحا أكثر، كانتا لحياة بالنسبة لكل واحدِ منهما هي الطرف الآخر، يستيقطان معًا قبل بزوغ الفجر بقليل، يغسلان وجهيهما ويتبادلان أطراف الحديث، أحيانًا يتابعون حديث الأمس، وأحيانًا يفتحون موضوعًا جديدًا... يصلّيان الفجر وينطلقان للعمل، تذهب هي إلى سيدة عجوز تسكن على بعد عدة أميال من منزلهما، كانت تلك السيدة ميسورة الحال، تقطن منزلًا قد يصنّف على أنه كبيرٌ -بعض الشيء- بالنسبة إلى امرأةٍ واحدةٍ تعيش فيه، تساعدها على التنظيف والترتيب والخياطة وتسلّيها إلى غروبِ الشمس، ثم تقبض منها أجرها، ويختلف أجرها من يومٍ إلى آخر، فمرة تأخذ طعامًا، ومرة مبلغًا من المال، ومرة ملابس لها ولأخيها اللذ يبدأ يصبح رجلًا...


    في هذه الأثناء يساعد أخوها صيّادًا على اصطياد السمك وبيعه في سوق السمك، وحتى غروب الشمس. يلتقيان في المنزل بعد ذلك وفي داخل كلّ منهما شوقٌ إلى الآخر، يُطعمان بعضهما ويتحدّثان ويتبادلان السعادة، ثم يعودا مرةَ أخرى إلى النوم، وعلى تلك الحال...

    ذات يوم، استيقظت هي ولم يستيقظ أخوها من نومه، استغربت، فهزّته لتوقظه، استيقظ، لكنه لم يكن كعادته مبتسمًا متفائلًا مفعمًا بروحه الجميلة، علّل ذلك بأنه سهر حتى ساعةٍ متأخرة، بدا وجهه شاحبًا قليلًا، كأنه يحمل همّ أمرٍ ما استعصى عليها فهمه، حاولت جاهدةً فهم مايجري لكنّها لم تستطع...


    تلك الفترة، انتشر وباءٌ ما في البحر، ماتت على إثره الكثير من الأسماك، وفقد كثير من الصيادين أعمالهم وخسروا الكثير، فأثر ذلك -بطبيعة الحال- على الشابّ الكادح... لم يخبر أخته بذلك، ربما لم يرد أن يجعلها تشعر بالحزن، ربما لم يحبّذ أن تشعر أخته بالضيق، لم يدرِ لماذا آثر الصمت وعدم إخبارها بما حصل، وهي -حتمًا- قد لا تعلم فهي لا تخالط أحدًا ولا تتكلم مع إنسان غير أخيها وتلك السيدة العجوز، فأما تلك العجوز فهي الأخرى في شبه عزلة ولا تلتفت لما يجري إلا متأخرًا جدًّا!

    بدأ أخوها في التآكل من الهم... فقد بريقه ففقدت هي الأخرى بريقها، تقريبًا باءت كل محاولاتها بالفشل في إخراجه من هذا الحزن المفاجئ، وحتى بعد علمها بأمر السمك والبحر، لم يتغيّر شيء.

    مضى أسبوعان وهما على هذه الحال، أخيرًا بدأ يرجع إلى طبيعته ويستعيد عافيته، عادت ابتسامته لوجهه المشرق وعادت بالتالي ابتسامتها لوجهها اللطيف، لكنّه ربما عاد سعيدًا -وغريبًا بعض الشيء!- أكثر من اللازم... أصبح يجمع أموالًا أكثر، ويأتيها ليبشّرها بذلك وهي تفرح لفرحه، لكنّ قلبها الصغير كان ينقبض قليلًا وتجهل سبب انقباضه، لكنّها تتجاهل ذلك، فالابتسامة اللتي تعلو وجه أخيها أهمّ عندها من كلشيء!

    عاد الأخ تدريجيًّا لحالة الكآبة الغريبة تلك... لكن هذه المرة بشكل موحش وقاسٍ أكثر! حتى أصبحت ذلك اليوم ولم تجده بجانبها... اعتلاها خوفٌ رهيب، وصدمة ألجمت لسانها، وحزن عظيم بدأ يتسلل إلى قلبها وروحها... تأملت سريره، طبقه اللذي يتناول طعامه فيه، خنقتها غصّةٌ ما!

    بعد عدّة أيّام، وجدت ورقةً أسفل الباب، مهترئةً بعض الشيء، تحمل رائحته، هرعت إليها وحملتها، احتضنتها وقبّلتها قبل كل شيء، ثم فتحتها، قرأت شيئًا أدمى قلبها، مكتوبٌ بيدٍ بدا لها أنها كانت ترتجف، وقلمٌ باهتٌ جدًّا:

    "بسم الله الرحمن الرحيم
    أختي الحبيبة، لا يسعدني أنكِ استيقظت ولمتجديني معكِ، ولا تحسبي ذلك عليّ هينًا، لقد كنت أبكي لوحدي كل يوم لأنني كنت على علمٍ بقدوم هذا اليوم لا محالة.

    أختي الصغيرة، قد لا تستوعبي ذلك، لكنني مضطرٌ للابتعاد عنكِ، سآزوركِ أو أوافيكِ بأخباري كلّما سنحت لي الفرصة.

    أحبكِ"


    قلبها الصغير لا يستوعب شيئًا... الشيء الوحيد اللذي يستوعبه هو رغبته الجامحة بوجود أخيها إلى جانبها، فالحياة لم تعد حياةً بعدم وجوده، ولا الفرح ما عاد فرحًا وهي لا تدري لماذا وإلى أين ذهب... أدركت الحزينة -في تلك اللحظة فقط- أن العالم أكبر مما كانت تتخيل، أدركت كم هو موحشٌ ويحوي الكثير من الظلمة، أدركت أن قلبها يجب أن يتألم، أدركت أن وحده القادر على المستحيل هو الواحد الأحد الصمد...
    هكذا فقط... ببساطة... تجويفٌ ما أصاب قلبها، فضعف، ضعف كثيرًا... العديد من التساؤلات تجتاح رأسها، كيف سيبدو العالم بدونه؟ كان هو البصر بالنسبة لها، هو حواسّها الخمسة، هو هذه الحياة!


    بضع سنواتٍ مرّت، وهي لا تدري أين حبّها الأول وسندها، ولا تدري هل هو على قيد الحياة أم قد ابتلعه التراب، عاشت بقية عمرها في منزل العجوز، تبكي كلّ ليلة وتنتحب، وتجهل السبب، ذبل وجهها وأحاطت الهالات السوداء عينيها الواسعتين، لا زالت تفكر به كلما استيقظت صباحًا، وتحترق لأجله كلما خلدت إلى النوم...




    ليست النهاية.
    -





    شيءٌ ما: أحسبني لم أراجعها ولم أنقّحها، فتجاوزوا عن أخطائي ونبّهوني عليها (أعني النحوية والبلاغية والإملائية). ولك -أيّها القارئ- مطلق الحرية في رسم النهاية، ارسمها كما تحبّ، اجعلمها سعيدَيْن، أو أشقياء إن أردت! فوالله إني أجهلها أنا الأخرى...
    لا تنسوا إخوتنا المسلمين في كلّ مكان من دعواتكم.

    دمتم بلا أوجاع.


    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 16-3-2013 الساعة 07:55 AM سبب آخر: زادكِ الله وأرفدكِ مزيدًا من صادق زاد القلم أخية ~

  2. #2

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    موجعةٌ وجدّا ،لي عودٌ بإذن الله









    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،

    قصتكِ تحكي كيف أن العالم لا عالم ،لا شيء دون أليف ،دون روحٍ تقترب من الروح، تمازجها حتى تختلط أمشاجًا وحياة وقلبًا بعميقها !

    تفاصيل حياتهما البسيطة الجميلة ،الدافئة بودهما المشرقة بكونهما معًا ، بأنهما متجواران ،"تألّما معًا كثيرًا، لكنهما فرحا أكثر"،وكذا سُرى الدّنى حينما يُخلع جلباب ماديتها المبهرج وتبقى المهجة ويبقى الشعور وينبض القلب ، الجيوب التي أودعها الله حياةً ،وخسرها مَن عنها فتّش في لا سعادة الجوال والحقيبة والسيارة الفارهة !

    تسلسكِ بخيوط القصة رائع ، تأخذينها من الخيط إلى شطرة قماش إلى ثوبِ عروسٍ بهيّ : "
    ولأخيها اللذ يبدأ يصبح رجلًا..."

    لم يدرِ لماذا آثر الصمت وعدم إخبارها بما حصل
    الصمت أول سكّين التغير ، التجاهل، قصاص الألم !

    ويأتيها ليبشّرها بذلك وهي تفرح لفرحه، لكنّ قلبها الصغير كان ينقبض قليلًا وتجهل سبب انقباضه
    ينقبض قلبها رغم الفرحة الزائفة التي تنتشر في صغير هوائهما ،إنه قلب الأمّ ، قلب الأخت ، قلب المحبّ الصادقة محبته !

    كن هذه المرة بشكل موحش وقاسٍ أكثر!
    إنها وطأة الذنب ، عاقبة الوزر ، هدية البعد ، يهبُ الدنيا ويسحب من تحت قدميك بساط الآخرة،روض السعادة ،ينضب ماء الصفاء في الفؤاد،يجعله خاويًا منكفأة أكواب النور فيه ،موحشًا كما ذكرتِ،مظلمًا كما أبدعتِ أي غصن !

    أحبكِ"
    رنّة الشغف الأخيرة ،آخرُ هبات قنينة العطر الموشكُ نفادها ، آخرُ شعورٍ صادقٍ يريق اللوعة في الصدر المفجوع،في الحضن المُبتلى هجرانا ،آخر معزٍ في أشباح الآتي من الوحدة والوحدة ثم الوحدة ولا شيء وراءها !

    أدركت الحزينة -في تلك اللحظة فقط- أن العالم أكبر مما كانت تتخيل، أدركت كم هو موحشٌ ويحوي الكثير من الظلم
    لأنهم عالمنا كانوا ،لأنهم كل الحياة التي عرفنا كانوا ، ندرك أخيرًا كم هو مفزعٌ ورحبٌ وموحشٌ دونهم ! الفقد سلاحٌ مميت ودون رادعٍ ، ليس بإستطاعة أحدهم تضميد جرحٍ لا يُرى إنما يُجس !

    ويا أيتها الغصن الرطب حكايا الطرية وريقاته ،ريحانكِ أفاء على القلب مرير وجعٍ ،ووحدها صادق المشاعر ما تمسّ القلوب بأثر ،ليس فيكِ ثناء يفي أختاه ،ألا أترع الله قلمكِ مزيدًا،لا أقول سوى أحسنتِ بحق تجسيد كل لحظة ،إعتني بقلمكِ ومديه حنانًا من لدنكِ ورعاية ،فهو يحتاجكِ ،بل إنه يطلب من هم مثلكِ ،أدامكِ الله ~
    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 16-3-2013 الساعة 07:43 AM

  3. #3

    الصورة الرمزية زَهـرة خَضراء

    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المـشـــاركــات
    865
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    السّـلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

    مؤلمَـةٌ كثيرًا، فقد فقدَت روحَها، لم تبصرْ الدنيـا يومًـا إلا بِـه فأين الضوءُ بعد ذهابِـه؟
    ولم تمسّ أذنَيْهـا الفرحةُ إلا بصوتِـه، فأين الفرح بعد غيابِـه؟

    أعانَ اللهُ من فقدَ مؤنسَـه، أو عزيزًا عليه كان لـه الكونَ كلَّـه.
    يـا رب آنِس كل مستوحشٍ، وأرسِل علينا من لدُنك رحماتٍ .

    في أمانِ اللهِ
    والسّـلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  4. #4

    الصورة الرمزية أنا وأختي

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    935
    الــــدولــــــــة
    جزر القمر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة


    يا أهلاً وسهلاً بالكاتبة الجميلة غصن البان , كم تمنيت لو حظيت بالرد الأول !

    ولكن للأسف , كتب لي - لأسباب مختلفة - أن أكون بهذا التأخر





    كبرا معًا... عاشا كلّ تفاصيل حياتهما معًا، أحبّا بعضهما أكثر من أي شيء، فهي لم تعرف قطّ غيره رجلًا ولا ترى الحياة بدونه، وهو لم يعرف ولم يحبّ فتاةً غيرها، كانا يكمّلان بعضهما، كان هو الصديق، الأب، الأخ، الرجل اللذي تحتاجه هي، وهي كانت الأم والصديقة والأخت اللطيفة، اللتي مهما بدت معالم الضعف وقلة الحيلة والجوع عليها، إلا أنها غاية في الرقة في تعاملها معه.
    وربّ ضارّة نافعة , ففقدهما لأبويهما جعل علاقتهما مترابطة وقوية , وأصبحت الأدوار التي يقومون بها أكبر من عمرهما , وأكثر من مجرد إخوة ..


    تألّما معًا كثيرًا، لكنهما فرحا أكثر، كانت ا لحياة بالنسبة لكل واحدِ منهما هي الطرف الآخر، يستيقطان معًا قبل بزوغ الفجر بقليل، يغسلان وجهيهما ويتبادلان أطراف الحديث، أحيانًا يتابعون حديث الأمس، وأحيانًا يفتحون موضوعًا جديدًا... يصلّيان الفجر وينطلقان للعمل، تذهب هي إلى سيدة عجوز تسكن على بعد عدة أميال من منزلهما، كانت تلك السيدة ميسورة الحال، تقطن منزلًا قد يصنّف على أنه كبيرٌ -بعض الشيء- بالنسبة إلى امرأةٍ واحدةٍ تعيش فيه، تساعدها على التنظيف والترتيب والخياطة وتسلّيها إلى غروبِ الشمس، ثم تقبض منها أجرها، ويختلف أجرها من يومٍ إلى آخر، فمرة تأخذ طعامًا، ومرة مبلغًا من المال، ومرة ملابس لها ولأخيها اللذ يبدأ يصبح رجلًا...

    أبلغتِ الوصف هنا ..

    يمكنني تخيل كم عانوا كثيرًا : (








    بعد عدّة أيّام، وجدت ورقةً أسفل الباب، مهترئةً بعض الشيء، تحمل رائحته، هرعت إليها وحملتها، احتضنتها وقبّلتها قبل كل شيء، ثم فتحتها، قرأت شيئًا أدمى قلبها، مكتوبٌ بيدٍ بدا لها أنها كانت ترتجف، وقلمٌ باهتٌ جدًّا:

    "بسم الله الرحمن الرحيم
    أختي الحبيبة، لا يسعدني أنكِ استيقظت ولمتجديني معكِ، ولا تحسبي ذلك عليّ هينًا، لقد كنت أبكي لوحدي كل يوم لأنني كنت على علمٍ بقدوم هذا اليوم لا محالة.

    أختي الصغيرة، قد لا تستوعبي ذلك، لكنني مضطرٌ للابتعاد عنكِ، سآزوركِ أو أوافيكِ بأخباري كلّما سنحت لي الفرصة.

    أحبكِ"
    والمؤلم أكثر: أنّه لم يخبرها سبب رحيله !

    وأكثر ما يمزّق القلب – غير الوداع نفسه- هو عدم وجود تبرير له , فلا يدري الشخص المرحول عنه لم رحل الراحل؟

    هل الخطأ منه ؟ أم هل لديه مشكلة يخفيها عنّي لئلا يحزنه ؟


    قلبها الصغير لا يستوعب شيئًا... الشيء الوحيد اللذي يستوعبه هو رغبته الجامحة بوجود أخيها إلى جانبها، فالحياة لم تعد حياةً بعدم وجوده، ولا الفرح ما عاد فرحًا وهي لا تدري لماذا وإلى أين ذهب... أدركت الحزينة -في تلك اللحظة فقط- أن العالم أكبر مما كانت تتخيل، أدركت كم هو موحشٌ ويحوي الكثير من الظلمة، أدركت أن قلبها يجب أن يتألم، أدركت أن وحده القادر على المستحيل هو الواحد الأحد الصمد...
    هكذا فقط... ببساطة... تجويفٌ ما أصاب قلبها، فضعف، ضعف كثيرًا... العديد من التساؤلات تجتاح رأسها، كيف سيبدو العالم بدونه؟ كان هو البصر بالنسبة لها، هو حواسّها الخمسة، هو هذه الحياة!
    آه , ويا لفظاعة هذا الحزن المشوب بالخوف من المجهول الذي ينتظر الحبيب , ويا للوعة الفراق الذي لا ندري هل سنلتقي بعده أم لا؟

    أحببت كلمة : "حواسها الخمسة" :")
    فكأنّي بهذا أتصور أنّه أجمل ما تراه عيناها , وأعذب صوت تسمعه , وهكذا ..


    الحياة لم تعد حياةً بعدم وجوده، ولا الفرح ما عاد فرحًا وهي لا تدري لماذا وإلى أين ذهب... أدركت الحزينة -في تلك اللحظة فقط- أن العالم أكبر مما كانت تتخيل، أدركت كم هو موحشٌ ويحوي الكثير من الظلمة، أدركت أن قلبها يجب أن يتألم، أدركت أن وحده القادر على المستحيل هو الواحد الأحد الصمد...


    وهكذا تغدو الحياة , بعد رحيل أعزّ شخص على كلّ إنسان ...

    وكأنها كانت عمياء لم تدرك عماها إلا بعد رحيل من كان يمسك بيدها ويدلها الطريق .

    شيءٌ ما: أحسبني لم أراجعها ولم أنقّحها، فتجاوزوا عن أخطائي ونبّهوني عليها (أعني النحوية والبلاغية والإملائية). ولك -أيّها القارئ- مطلق الحرية في رسم النهاية، ارسمها كما تحبّ، اجعلمها سعيدَيْن، أو أشقياء إن أردت! فوالله إني أجهلها أنا الأخرى...
    لا تنسوا إخوتنا المسلمين في كلّ مكان من دعواتكم.

    دمتم بلا أوجاع.
    بالنسبة لي لم ألحظ أي خطأ , لغتك سليمة , وأوصافك ترحل بالقارئ إلى مكان الحدث , وتشعره بالضبط بما تشعر به بطلة القصة .

    بإمكاني تصور نهاية ؟


    حسنًا كانت رحلة قصيرة أخذها للترفيه عن نفسه – بما أنه ضحى كثيرًا- , وعاد إلى أخته مجددًا محملاً بالهدايا والاعتذار عن طول الغياب , وعاشا معًا بسعادة إلى الأبد .

    *ديزني P:





    غصن البان , من لديه مثل قلمكِ يكتب كثيرًا ... اكتبي المزيد , والمزيد ...


    شكرًا لمشاركتنا هذه الأقصوصة المميزة

  5. #5

    الصورة الرمزية soso Roro

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    1,127
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....اهلا بكِ غصن البان

    جميلة هى الأقصوصة برغم ما تحتويه من حزن وألم

    شئ صعب عندما نفتح أعيننا فنتعلق بأُناس هم لنا العالم بأسره...كالأب والأم والأخوات وفجأة يرحل بعضهم أو جميعهم وكأنه شئ لا يستوعبه العقل وما أقصده برحيلهم : موتهم......فاللهم احفظهم لنا

    أما بالنسبة لأقصوصتك فهو أيضاً شئ صعب على الفتاة بأن يرحل أخوها والأصعب بأنها لا تعرف هل هو على قيد الحياة أم لا

    و الصراحة لا أستطيع تخيل النهاية لأنى دائماً أحب النهايات الحزينة ولكم مع تلك الأقصوصة لا أحب لها نهاية حزينة...مؤلمة

    وفقك الله
    غصن البان وبانتظار مزيدك...واعتذر على اطالة الكلام.....دمتِ فى حفظ المولى


    كـنـت هـنــ
    Soso Roroـــا


    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 16-3-2013 الساعة 08:06 AM سبب آخر: تكريم الأسبوع ~

  6. #6

    الصورة الرمزية عمر الحسيني

    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    المـشـــاركــات
    56
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    أقصوصه رائعه
    علي الرغم من أحتوائها علي الألم
    بورك مجهودك

  7. #7

    الصورة الرمزية Miss ShyMaa

    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المـشـــاركــات
    588
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    السلام عليكم~~
    أي بورك عطائك أخية ...
    وما للكلمات لا تصف مابقلبي من شجن .. تعجز عن تسطير بضع أحرف من النهاية ..
    على الهامش >>>
    < الإحتواء : هو أن تجد لك ملاذاً عند أحدهم ..
    حين تطرد من العالم ..
    وهذا الملاذ يقبع بقلبه>
    بأمان الله ~~

  8. #8

    الصورة الرمزية تباشير الفجر

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    501
    الــــدولــــــــة
    الاردن
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    أريد التتمة أنا
    !!

    ألا فاعلمي أني يا أخيةُ أنتظر
    إنسانيٌ جداً ما كتبتِ ويلامس شغاف الروح

  9. #9

    الصورة الرمزية Soloist

    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المـشـــاركــات
    525
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    السلامـ عليكمـ ورحمهـ اللهـ وبركاتهـ

    كم هو مؤلم ذالكـ الشعور الذي يصيبكـ عندما يفقد الانسان توأم روحه
    واذا فقدتي شخص غالي ولم تعرفي هو حي او اخذ الله امانته مؤلم بالفعل
    رسالتكـ التي غلفتيها بشعوركـ الذي وزينتيها بكلماتك المعبره اخترقت قلوب الكثير اختاه
    فعلا ابدعتي اختاه اقصوصه جميله
    فعلا تمنيت الا اصل لسطر الاخير
    لله درك عل هذا القلمـ الذي فاح عطره في الارجاء
    دمتِ بخير
    في امان الباري وحفظه

  10. #10

    الصورة الرمزية SMR

    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المـشـــاركــات
    677
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Smile رد: أقصوصة

    الوداع .. وبدون ذكر السبب ..

    إنها جريمتان من أشنع الجرائم للقلب ..

    ربما هي فحوى القصة التي ملئت بالمعاني الكثيرة

    من اليتم إلى مرارة الحياة وقساوة العيش إلى الكدح والعمل الشاق إلى الشوق وانتهاءً بلا نهاية ..

    لن أستطيع أكمال القصة المليئة بالاحتمالات فيمكننا وضع ألف نهاية لها ولكل منا خياله ..


    رغم أني لم اقرأ سوى هذه الأقصوصة ولكن أدام الله قلمك وأمتعنا بما يخطه

    لأنه أغراني بالمزيد .. ..


  11. #11

    الصورة الرمزية روح الشتاء~

    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المـشـــاركــات
    9
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أقصوصة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أختي غصن البان ..,


    كــم كانت أقصوصة باهرة ..!!

    عشت بين سطورها حرفا حرفا ..’

    وكأني كنت أصعد بلهفة مترقبة القمة بفارغ الصبر ..!!

    لست من هواة النهايات المفتوحة .. ولكن عجبا كيف استطعت العبث بمخيلتي في هذه العبارات ..!

    رآئعة كلماتك ... وراآئع هو إحساسك ..’

    دمتي منيرة كفلقة صببح جمييل ^^



    أختــ ــكك :’ روح الشتــ ـآء~ْ


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...