|| النصر مع الصبر ||

[ منتدى نور على نور ]


النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي || النصر مع الصبر ||

    للصبر عند المسلمين مفهوم خاصٌّ, وأهمية وفوائد لا يمكن لأمة من الأمم الوصول إليها؛ فالصبر في الإسلام عِزٌّ وأمل, وإعداد للقيادة والتمكين.ونماذج الصابرين في أمة الإسلام عديدة تفوق الحصر, ومتنوِّعة في كل شأن من الشئون, وما تزال الأمة تضرب المثل تلو المثل في الصبر والثبات, والتضحية والفداء, وما زال كتاب الله يُتْلَى يُبَشِّر الصابرين بالتمكين في الدنيا, والجزاء العظيم في الآخرة, وستبقى أمة الإسلام على عهدها مع نبيِّها صابرة حتى يأتي نصر الله ولو كره الكافرون, الذين يُنفقون ويصدُّون ويُوعِدُون, والله مع الصابرين.دراسة الصبر ومعرفة أهميته وفوائده :للصبر أهمية عظيمة وفوائد كثيرة يجب إدراكها والعمل بمقتضياتها, وعلى المسلم أن يقوم بما يلي:1- إدراك أهمية الصبر في التمييز بين الناس؛ فبالصبر يظهر المؤمن من المنافق, والصادق من الكاذب, والثابت من غيره؛ يقول الله عز وجل : {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} وقال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}[محمد: 31].2- إدراك أن الصبر من أهم أسباب العِزَّة والكرامة, وانتقال الإنسان من حالة الضعف إلى حالة القيادة والرئاسة؛ قال سبحانه : {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24], ولعلَّ ما حدث لإخواننا في حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين أكبر شاهد على ذلك في وقتنا الحاضر؛ حيث كانوا مضطهدين, مُعَذَّبين في المعتقلات, فنقلهم الله تعالى بصبرهم وصمودهم من هذه الحالة إلى حالة السيادة والحكم؛ ولو كانت سيادة جزئية, أو سيطرة نسبية, مصداقًا لقوله سبحانه : {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5].3- إدراك أن الصبر مطلوب لاكتمال الإيمان؛ فقد قال علي رضي الله عنه : "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد, فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان"4- دراسة دور الصبر في إفشال كيد الأعداء, قال الله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120].العلم أن الصبر على البلاء فرض على كل مسلم :الصبر واجب من الواجبات؛ ذلك أن الابتلاء سُنَّة الله تعالى في عباده, ولن تجد لسُنَّة الله تبديلاً, قال سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2], وقال صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ, وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ, فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا, وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ "احتساب أجر الصبر :للصبر أجر عظيم وثواب جزيل, قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]وقال سليمان بن القاسم: "كل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر" وقال الحسن البصري : "الصبر كنز من كنوز الخير, لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده"ولا بُدَّ للأمة أن تعرف أن صبرها على أذى الاحتلال, وصبرها على المقاومة بشتى صورها سوف يورثها خيرًا كثيرًا؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ, وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ, وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ "اليقين في علم الله سبحانه بما يجري, وأنه يُؤَخِّر حساب الظالمين :يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ" فاعلم أن الله لا تخفى عنه خافية, فهو يعلم ما يجري, ولكنه يُؤَخِّرهم, { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } [إبراهيم: 42] وعلى المسلم ما يلي:1- اليقين في علم الله بما يُلاقيه إخواننا في فلسطين على أيدي الصهاينة وأعوانهم من ظلم واعتداء, وأن الله ليس بغافل عنهم.2- اليقين في أنهم واقعون تحت حساب الله وعدله, وسيحاسبهم على ما اقترفوه في حقِّ إخواننا الفلسطينيين, وهذه المحاسبة إمَّا يُعَجِّلها لهم في الدنيا بإذاقتهم الهزيمة تلو الهزيمة على أيدي المؤمنين, أو يُؤَخِّرها لهم عندما يلقونه في الآخرة.دراسة نماذج من صبر المؤمنين :حَفَل التاريخ الإسلامي بالكثير من نماذج الصابرين على مرِّ العصور, كما يحكي القرآنُ الكثيرَ عن نماذج أخرى, وعلينا لكي نتعرَّف عليهم ونتأسَّى بهم ما يلي:1- القراءة عن صبر النبي في كل مراحل حياته الشريفة.2- القراءة في سير الصابرين من الصحابة, وهم كُثُر؛ أمثال: عمَّار بن ياسر, وزيد بن الدَّثِنَة وخُبيب بن عدي الذي قال حين قَدَّمُوه للقتل: ذروني أُصَلِّي ركعتين. فتركوه فَصَلَّى سجدتين, فَجَرَت سُنَّة لمن قُتل صبرًا أن يصلِّيَ ركعتين, ثم قال خبيب: لولا أن يقولوا: جزع. لزدت, وما أُبالي على أي شقي كان لله مصرعي, ثم قال:وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا *** عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ فِي اللهِ مَضْجَعِيوَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ *** يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شَلْـوٍ مُمَـزَّعِاللهم احصهم عَدَدًا, واقتلهم بَدَدًا3- القراءة في سير الصابرين من أبناء فلسطين أمثال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة حماس, الذي حظي بموقع متميز في مقدمة صفوف المجاهدين الفلسطينيين , وصار من أهم رموز العمل الوطني الفلسطيني في نصف القرن الماضي, رغم إعاقته المُقْعِدَة ؛ وظلَّ الشيخُ مجاهدًا حتى آخر لحظة في حياته في 22 مارس 2004م عندما قصفته الطائرات الصهيونية بصاروخين! فور خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر وإلقائه خاطرته اليومية, فكانت حياته كلها صبرًا على المرض, والاعتقال, والتعذيب, والاحتلال, والفقر, فهنيئًا له جزاء صبره بإذن الله.قراءة الكتب التي تحضُّ على الصبر :برع كثير من علماء المسلمين في كتابة كتب كاملة في موضوع الصبر, تَعَرَّضوا فيه لطبيعة الصبر, وأنواعه المختلفة, وآليات تحقيقه, وثمراته, وفوائده, ونماذج منه.وهي كتب مفيدة جدًّا؛ حيث تُخَاطِب عقل المسلم مع قلبه, وتُحَرِّك كوامن الخير في داخله, وتأخذ بيده في أزماته.وهي تُعَبِّر في الواقع عن الإبداع الفكري الذي وصل إليه علماؤنا, حتى صاروا أعظم من كل الأطباء النفسيين في الدنيا, وكيف لا؟! وهم يعتمدون في علاجهم للنفس البشرية على القرآن والسُّنَّة, وسيرة السلف الصالح بكل ما فيها من كنوز وثروات.ومن أمثلة هذه الكتب :كتاب عدة الصابرين وكتاب الصبر والثواب عليه, وكتاب وبَشِّر الصابرين وكتاب الصبر عند الشدائد كما كتب الإمام أبو حامد الغزالي فصلاً رائعًا عن الصبر في موسوعته القيمة إحياء علوم الدين كذلك كتب الشيخ محمد الغزالي فصلاً متميزًا عن الصبر في كتابه خلق المسلموهذه مجرَّد أمثلة, وإلا فالرمز أوسع من أن يُستقصى في هذه المساحة.التعرُّف على نماذج من صبر الكافرين :إن المؤمنين يحتملون الألم والقَرْح في المعركة, ولكنهم ليسوا وحدهم الذين يحتملونه, فإن أعداءهم كذلك يتألمون وينالهم القرح واللأواء, ولكن شتَّان بين هؤلاء وهؤلاء! إن المؤمنين يتوجَّهُون إلى الله بجهادهم, ويرتقبون عنده جزاءهم, أمَّا الكفار فضائعون مضيعون, لا يَتَّجهون لله, ولا يرتقبون عنده شيئًا في الحياة ولا بعد الحياة يقول تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}وبهذا التصوير يفترق طريقان, ويبرز منهجان, ويصغر كل ألم, وتهون كل مشقَّة, ولا يبقى مجال للشعور بالضنى وبالكلال.. فالآخرون كذلك يألمون, ولكنهم لا يرجون من الله ما ترجون؛ لذا كان علينا ما يلي:- القراءة عن صبر الكافرين في حربهم المسلمين, مثل صبر أبي جهل في حربه المسلمين , فهو أحد قادة مكة, له تأثيره الكبير على أهلها , يُعَذِّب من أسلم ويُهَدِّد من يُفَكِّر في الإسلام, ويَعِدُه بخسارة المال والجاه, ويضغط على كبراء مكة؛ ليُضَيِّقوا على المسلمين ويُجَوِّعُوهم, كل هذا الحقد على المسلمين رغم اعترافه أن سبب عدائه للمسلمين هو العصبية وليس لكونه على حقٍّ ؛ حيث قال أبو جهل : تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف, فأَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا, وسَقَوْا وسَقَيْنَا, وأجاروا وأجرنا, حتى إذا تجاثيناعلى الرُّكَبِ كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ. قالوا: مِنَّا نبي. فمتى نُدْرِكُ مثل هذه؟! ثم صار طريق الهجرة بكامله من مكة إلى المدينة لكي يأتي بأخيه من أمه عياش بن أبي ربيعة إلى مكة مرة ثانية بعد إسلام عياش وفوق ذلك فقد خاض معركة ضارية ضد المسلمين -وهي بَدْر- انتهت بقتله, وقد ظلَّ حتى آخر لحظات حياته يُرَدِّد الكلمات التي يسخر فيها من المؤمنين.- القراءة عن صبر الكافرين على الإنفاق في سبيل باطلهم, وهذا الأمر منذ القِدم, ومن أبرز الأمثلة على ذلك موقف كفار قريش حين قاموا بوقف قافلة أبي سفيان التي أفلتت في بَدْر, بكاملها 50 ألف دينار ذهبي لتجهيز جيش بأموالها لحرب المسلمين, ولم تكتفِ قريش بتجهيز الجيش من داخل مكة, بل بدأت تستنفر القبائل المحيطة للمساعدة والمعاونة.تدبُّر موقف صبر اليهود على البقاء في فلسطين؛ فما يزال الكثير من اليهود متمسِّكين بالبقاء في فلسطين, رغم ما يواجهونه من مقاومة وجهاد منذ أكثر من ستين سنة؛ فعجبًا لأهل الباطل يصبرون على باطلهم الزائف الزائل المهزوم! فكيف إذًا لا يصبر أهل الحقِّ على حقهم! وهم الذين وعدهم الله بالأجر والنعيم جزاء صبرهم؟!

  2. #2

    الصورة الرمزية هيتومي

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    1,304
    الــــدولــــــــة
    العراق
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: || النصر مع الصبر ||

    وعليكم السلام ورحمة االه وبركاته

    بارك الله فيك اخي الكريم

    واثابك كل الخير على جهودك القيمة

    وطرحك المميز طرحت فابدعت

    لك خالص امتناني

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...