:: مقال بـ100 مقال ::
أ. أحمد بن راشد بن سعيد

- بعد قرن من الزمان سيكتب مؤرخ:
وفي سنة 1434 من الهجرة أفتى علماء ذلك العصر بجواز إجهاض الحوامل من انتهاك الأعراض ولم يفتوا بالجهاد لتحريرهن!


- وسيقول المؤرخ في فصل عنوانه: مجازر الباطنيين في الشام: اختلف علماء في ذلك العصر حول الإجهاض، لكنهم أفتوا بجوازه مادام الجنين في طور 40 يوماً.


- وسيقول المؤرخ: ولم يدع كثير من علماء ذلك الزمان إلى الجهاد لنصرة أهل الشام، لأن الجهاد ارتبط حينها بالحرابة التي كانوا يسمونها الإرهاب.

- ويضيف المؤرخ: ومن العجب أن أئمة ذلك العصر مكثوا زمناً لا يذكرون مصيبة الشام ولا يدعون لأهلها، فقد حسبها بعضهم فتنة، وبعضهم انتظر إذن السلطان.

- ويقول المؤرخ:
وكان المسلمون يرون القتل عياناً، ويرون الباطنيين يفعلون الأفاعيل بالأطفال والنساء، فلا لأعراضهم يغضبون، ولا لإخوتهم ينتصرون.


- ويضيف المؤرخ في كتابه: الإعلام، بخذلان المسلمين لأهل الشام: ولا تنتهي عجائب ذلك الزمان، فإن أهل سوريا تفرقوا في الأمصار، وتقطعت بهم السبل .

- ويقول المؤرخ:
واشتدت وطأة النصيريين على أهل سوريا، وعاونهم أولياء منتسبون زوراً إلى أهل البيت في سفك دماء المسلمين، فعظم الخطب، واشتد الكرب.


- ويضيف المؤلف: ومن علماء ذلك العصر من أفتى بنصرة الشام بالمال دون الرجال، بينما كان أهل الباطل يتداعون إلى الشام كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.


- ويضيف المؤلف: والحق أن سلاطين ذلك العصر لم يفعلوا شيئاً سوى الكلام، بل إنهم أوفدوا إلى السفاح غرابين مشؤومين أحدهما اسمه الدابي والآخر عنان.


- يقول المؤرخ: ولكن الله أنزل السكينة في قلوب المؤمنين وشرح صدور المرابطين وقذف الرعب في قلوب الكافرين من مغول بني أسد فردهم على أعقابهم خاسرين.


- ويضيف المؤرخ: ومن آيات الله في تلك الحقبة أن أهل سوريا ولوا وجوههم إلى الله واستغاثوا به، ومن ذلك قولهم: "يا الله ما لنا غيرك يا الله".

-ويقول المؤرخ: واشتهر عن أهل الشام وقتها قولهم:
"لبيك..لبيك..لبيك يا الله"وقد تأملت ذلك، فشعرت كأنما دعاهم الله فلبوا نداءه بالخروج على الظلم.

- ويضيف المؤلف: وأشد ما آلمني هو تهافت السلاطين والولاة على امرأة من الروم يقال لها: هيلاري، تعطيهم من طرف لسانها حلاوة، وتخدرهم بمعسول الكلام.


- ويضيف المؤرخ: سميت ثورة أهل الشام بالكاشفة، وسماها بعضهم بالفاضحة، لما كشفت من بواطن، وما فضحت من عمائم، وما أسقطت من أصنام وما أبانت من زيف.


- ويقول المؤلف: كان الولاة ضعفاء ويعتذرون بقلة حيلتهم وهوانهم على الروم، لكن شيعة السفاح أقوياء على ماهم عليه من باطل، ولا تأخذهم لومة لائم.

- ويضيف المؤلف: لا حول ولا قوة إلا بالله..وإنا لله وإنا لله راجعون..
ورضي الله عن عمر إذ قال: أشكو إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة.

- وأخيراً قال المؤلف: انشغل بعض المسلمين باستضافة قينات بني الأصفر، يغنين ويرقصن ويتنقلن بين المدن بينا طاغية الشام يسفك الدماء ويفسد في الأرض.





وصبرٌ جميل والله المُستعان !
إلى متى أمّة الإسلام ننتظر نُصرتكم ؟!
ألَم تُحرك كل تلك الدماء والأعراض والآهات شعرةً في نخوتكم !
هل وصل تخاذلكم إلى هذا الحد !
ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ,
اللهم انصر أهل الشام نصرا عزيزا يا رب العالمين ,

-

شكرًا لموضوع نور على الدّرب على هذه الفواصل الرّائعة ,
وشكرًا للمبدعة M!Ss Magic .,